|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||
|
||||||||
((3))أضواء على ممالك غرب افريقيا
3 – مملكة سنغاي
((3)) تأسست هذه المملكة في القرن السابع الميلادي من قبل قبائل سنغاي المقيمة على وادي النيجر بين بوريم وساي، دخلها الإسلام في القرن الحادي عشر الميلادي على يد المرابطين على المرجح ،ولقب أمراؤها بـ "زا" حتى سنة 1335م ثم بـ "سني". وكانت عاصمتهم ****ا على نهر النيجر الأدنى ثم انتقلت إلى كاغ وقد حكمت مملكة سنغاي عائلة ضياء التي يظن أنها من منطقة طرابلس حتى سنة 1335م حيث أعقبتها أسرة سني. وقد ضمت سنغاي الى أملاك مالي منذ سنة1325م التي كان من عادة ملوكها كلما فتحوا منطقة ما أن يتركوا إدارتها لملوكها القدامى ويأخذوا أبناءهم رهائن يقيمون في قصورهم لتجنب ثوراتهم،وقد أخذ ملك مالي عند احتلاله سنغاي،رهائن من بينهم علي بير (أو علي كولون) الذي هرب من عاصمة مالي إلى كاغ وأعلن نفسه ملكا على سنغاي واتخذ لقب" سني" سنة 1335م وامتنع عن دفع الجزية لمملكة مالي. وتمكنت هاته الدولة الفتية من صد غارات قبائل الموسى من الجنوب والطوارق من الشمال، وبدأت تتقوى مع صعود سني علي الكبير سنة 1465م، الذي استولى على تنبكت سنة 1468م وعلى جني سنة 1473م، ويمكن القول إنه المؤسس الحقيقي لدولة سنغاي بعد أن اتسعت رقعتها إذ نظم الدولة واستفاد من التجارة، لكن أسرته لم تدم في الحكم، فبعد وفاته سنة 1492م خلفه ابنه باكاري (باري دع). ولم يبق في الحكم إلا بضعة أشهر إذ ثار عليه أحد قواد أبيه وهو محمد بن أبي بكر التوري سنة 1493م، الذي كان "من كبار قياد سن علي فلما بلغه الخبر (أي خبر ثورة أبناء سن علي وقتله) أضمر في نفسه الخلافة وتحيل في ذلك بأمور كثيرة فلما فرغ […] توجه إليه (إلى باري دع) فغار عليه في ثاني ليلة من جمادى الأولى من العام المذكور (898 هـ) فانهزم جيشه وولي هاربا"[22]. وسيبدأ بذلك حكم أسرة جديدة في مملكة سنغاي، هي أسرة محمد بن أبي بكر التوري التي ستعرف باسم أسرة الاسكيين، والتي مدت رقعة المملكة حتى سيكو في الغرب والصحراء في الشمال الغربي محققا ما لم يحققه عاهل مالي منسا موسى. 4 – مملكة سنغاي في عهد الاسكيين حتى القرن 16 استطاع محمد بن أبي بكر التوري بعد استيلائه على الحكم سنة 898 هـ / 1493م، أن ينظم المملكة بتقسيمها إلى عدة أقاليم إدارية جعل عليها ولاة تابعين له كما عين جباة للضرائب وقضاة للنظر في المظالم. و نال هذا التنظيم إعجاب القاضي محمود كعت الذي قال : "إن الاسكيا محمد يصلح لحكم دولة بني العباس وكل دولة أخرى غيرها".[23] وتمكنت مدن السودان الغربي بهذا التنظيم من أن تنتعش مرة أخرى من التجارة الخارجية التي استفادت منها مدن تنبكت والعاصمة كاغ مما خول أسكيا محمد أن يجني أرباحا ضمها إلى الثروة التي استولى عليها من خزائن سني علي، وظهر هذا الغنى حين اعتزم أسكيا محمد الذهاب إلى الديار المقدسة ومعه حاشية وأموال تفوق ما حمله منسا موسى سلطان مالي قبله، إذ أنه في "سنة 1002 هـ ذهب الحج ومعه ألف وخمسمائة رجالا وخمسمائة فرس وألفا راجلة أما المال فثلاثمائة ألف ذهبا … فتصدق الأمير في الحرمين من ذلك المال بمائة ألف ذهبا واشترى جنانا في المدينة المشرفة وحبسه على أهل التكرور […] واشترى السلع وما يحتاج بمائة ألف".[24] وأراد أسكيا محمد أن يكون له اعتبار شرعي وعليه فإنه "لقي في تلك الأرض المباركة الشريف العباسي وطلب منه أن يجعله خليفته في أرض سغي فرضى بذلك […] فجعله خليفته وجعل على رأسه قلنسوة وعمامة فكان خليفة صحيحا في الإسلام".[25] وعمل محمد أسكيا، بعد رجوعه من الحج على شن الحرب ضد الوثنيين، فوجه حملات قوية على بلاد الموسى الوثنيين بين سنتي 1497 و 1498م فخرب الكثير من حقولهم ومساكنهم وسبى العديد منهم لكنه لم ينجح في فرض سلطانه عليهم. كما جرد حملات أخرى تجاه الغرب حيث ضم ما تبقى من أملاك مالي وذلك فيما بين سنتي 1506 و 1512م و وصلت حدوده بذلك إلى حافة المحيط في الغرب. لكن أهم حملاته كانت ضد بلاد الحوسا التي تقع وراء حدوده الشرقية ( بين النيجر وبحيرة التشاد، أهم مدنها كانو وغوبير) كما أنه طرد الطوارق من بلاد الإير. وبلغت مملكة سنغاي في عهد أسكيا الحاج محمد بن أبي بكر،في بداية القرن 16م، من القوة والاتساع والتنظيم ما لم تبلغه الممالك التي سبقتها في حكم السودان الغربي، وكان من الطبيعي أن تزدهر التجارة والثقافة، في مدن كاغ وتنبكت وجني، خاصة وأن اسكيا محمد اعتنى بهذه المدن فبنى بها مساجد تعتبر مراكز لتلقين العلوم. لكن مع كبر سن اسكيا محمد، طمع أبناؤه في الحكم، فثاروا عليه بقيادة ابنه الأكبر موسى الذي أجبره على التنازل عن الحكم سنة 1528م وطرده من القصر وأحل لنفسه مع حاشيته وأنصاره، حريم أبيه وسرياته ولم يعطه من الثياب على كثرتها إلا كساء واحدا كما ذكر محمود كعت.[26] ودخلت سنغاي في عصر من الصراعات على الحكم بين أفراد الأسرة الحاكمة بعد اغتصاب الحكم، إذ لقي أسكيا موسى نفسه حتفه قتيلا من قبل أخ له طمع هو الآخر في الحكم. وكان النزاع حول العرش من أسباب ضعف هذه المملكة، فلم تستطع صد هجمات الطامعين في الاستيلاء عليها،وتمثل ذلك في دولة الأشراف السعديين بالمغرب، التي دخلت منذ صعود محمد الشيخ إلى الحكم، في صراع مع سنغاي للاستيلاء على ممالح تغازى، التي تخول السيطرة على تجارة الذهب والملح،والتجارة السودانية بصفة عامة. وسقطت مملكة سنغاي نتيجة هذا الصراع بعد الحملات التي وجهها أحمد المنصور السعدي أواخر القرن السادس عشر الميلادي، وذلك في إطار الرغبة في الاستيلاء على مصادر ثروة المنطقة والذي كان منذ القديم مصدر تزاحم بين قبائل ودول المنطقة. 5 – مملكة التكرور تقع مملكة التكرور وهي من الممالك الصغيرة، في حوض نهر السنغال الشرقي. أطلق الجغرافيون العرب اسم هذه المملكة على كل السودان الغربي،إذ عرف ملوك مالي بأنهم ملوك التكرور، وعرف به كذلك ملوك سنغاي، إذ يذكر السعدي أن اسكيا محمد عند حجه اشترى جنانا في المدينة المنورة وحبسه على أهل التكرور. وقد لعبت هذه المملكة الصغيرة دورا في التجارة السودانية عبر الصحراء حيث كانت ترسل الذهب والرقيق إلى بلاد المغرب، والذي يجلبونه من بلاد لملم كما ذكر الإدريسي . واهتمت كذلك بالتجارة المحلية حيث كانت تستورد الملح من أوليل عند مصب نهر السنغال لتوزعه على منطقة السودان الغربي، وقد دخلت هذه المملكة إلى الإسلام منذ القرن الحادي عشر الميلادي قبل قيام حركة المرابطين وساعدوها في حملاتها ضد القبائل الوثنية. 6 – مملكة بورنو تقع قرب بحيرة تشاد وهي من ممالك السودان الأوسط التي عقدت علاقات مع السعديين، وعرفت ازدهارا في القرنين 13 و14م،وكانت مستقلة عن ممالك السودان الغربي المشار إليها، وقد ذكرها ابن بطوطة في رحلته إلى السودان فقال : "بلاد بورنو على مسيرة 40 يوما من تكدا، وأهلها مسلمون لهم ملك اسمه إدريس لا يظهر للناس ولا يكلمهم إلا من وراء حجاب". وقد عاصرت هذه المملكة، مملكة سنغاي، والسعديين، واستطاع ملوكها إدخال الأسلحة النارية إلى جيوشهم قبل كل ممالك السودان، مستعينين على ذلك بالأتراك وبالسعديين. ب ـ تجارة القوافل السودانية 1 - مواد التجارة لعبت التجارة كما هو واضح، دورا مهما في ربط الاتصالات بين السودان وبلاد المغرب طوال القرون. واعتمدت كل الممالك التي حكمت السودان، على التجارة وما تجنيه من أرباح لدعم حكمها، ولذلك اهتمت بتنظيمها وتخصيص مراكز لها. وكانت بلاد السودان الغربي الموضع الأمثل لهذه التجارة بين البلاد الواقعة جنوبها والبلاد الواقعة شمالها ما وراء الصحراء.واعتبرت كذلك منطقة عبور للسلع بين المنطقتين التي لا غنى لإحداهما عن الأخرى فيما يخص عصبي هذه التجارة،وهما الذهب والملح من جهة،والعبيد وريش النعام والعنبر وبعض التوابل،والثياب والأواني النحاسية والزجاجية والتمور من جهة أخرى. وكانت التجارة عبر تاريخ السودان الغربى ،مصدرا لغنى الدولة، ومصدرا لجلب أطماع الطامعين في الاستيلاء على هذا الغنى الآتي من تجارة الملح والذهب، وهكذا توالت دول السودان كل واحدة تريد الاستيلاء على هذه الثروة،وجر عليها أطماع البرتغال، وأطماع البلاد الواقعة شماليها، إذ غزاها المرابطون في القرن الحادي عشر الميلادي والسعديون في القرن السادس عشر الميلادي.
آخر تعديل السوقي يوم
02-15-2009 في 01:59 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:05 PM |
أضواءعلى ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 05:59 PM |
ضوء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 05:54 PM |