322. مفلح بن محمدُ الإدريسي التبورقي السوقي :
هو الشيخ مفلح بن محمدُ المعروف بآلاّدْ بن أهمّنُ بن مَحمد المعروف بحكّن بن محمد إكنن ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق : ولد في أواخر القرن الثالث عشر في حياة جده ولما ابتدأ في التعلم أرسله جده إلى الميمون بن أحمد من أهل تـِكِرَتِنْ فتعلم عليه شيئا من الفقه ، ثم ارتحل إلى حي أهل تَنْغَ أكْلِ في أرَبَنْدَ فتعلم منهم النحو وأتقنه غاية الإتقان ثم تعلم ما سوى ذلك من الفنون عن أشياخ أهل تَكَلَلْتْ وأخذ التفسير عن محمد الصالح بن محمد ميدِ ، ثم اشتغل بالتدريس وتخرج على يديه في علم النحو كثير من الناس وأخذ عنه بعض التلاميذ كثيرا من علم الفقه ولكن الغالب من تلاميذه من يأخذون النحو لأنه أحب العلوم إليه ولأن من المجرب عند قومه أن من طلب النحو بواسطته يفتح عليه وإن كان مايؤسا من نجاحه قبل الوصول إليه ، وأحب الأشياء إليه التعلم والمذاكرة وطريقة سلفه ، وله كثير من الرسائل والقصائد في الرد على مضاديه في العلوم والمذاهب ، وأخذ الطريقة الصوفية عن ابن عم أبيه الشيخ حماد بن محمدُ ، ومن رسائله رسالة في الذب عن شيخه حماد ، ورسالة " في الرد على الوهابيّة " ورسالة شرح بها " أرجوزة " لبعض أهل المغرب في المسح والتيمم ، وأولها :
ولم يجز لأحد وعمم
في الحوض مطلقا سوى التيمم
وحاصل تلك الرسالة أن المتوضئ ينتقل إلى التيمم إذا أضر به الماء ولا يمسح لأن الأمراض التي تبيح التيمم في بلادنا ربما أضرّ المسح بمن هي به كما يضر به الغسل . وله رسالة في " التحذير من المبادرة في بإصلاح شيء في الكتاب يظنه المصلح خطاءا " لأنه ربما ظن الصواب خطاءا ، وتلكم فيها على فضائل أشياخه وأسلافه والتنويه بأقدارهم . ورسالة في " إثبات شرف عشيرته الدغوغيين " ومن شعره قصيدة في الرد على من يرجع المطلقة ثلاثا إلى مطلقها بدون محلل " اعتمادا على أن الخلع فسخ لا طلاق . وله قصادئد كثيرة في مواضع شتى . وتوفي عام تسع وستين وثلاث مائة وألف 1369ه(2)ـ .