296. إمِّني / محمد الأمين بن يوشع الحسني الإجدشي السوقي :
هو الشيخ محمد الأمين المعروف بإمِّني ابن يوشع بن أحمدُ بن محمد بن أحمد بن كَلِكَ بن محمد بن أحمد المعروف بأُكل ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ الغزالي بن عمران في ترجمته قال لي الشيخ معاذ بن آبلل نقلا عن الشيوخ أن واحدا من الطوارق اسمه غافي من قبيلة كل أجيوج أخذا كفا من تراب فرمى به زوجته وقال لها : إنك علي حرام عدد تربة الكف فأخبر شيخه حنئذ فقال له : لم تحرم عليك فاجتمع إليه علمائنا ليرهم نص المسألة في كتابه لأنه قال عنه ذلك الكتاب فلما سمع كلامه الشيخ محمد الأمين بن يوشع ابن أحمد بن محمد الشريف الحسني قال له : إن هذه المرأة تحريمها على هذا الرجل في كلمة ( لا إله إلا الله ) . وقال لهم ذلك العالم العلامة البحر بن محمد الأنصاري(2) . انتهى
وهناك قصص تدل على تبحره في علمي الفقه وأصوله وكذلك علم المنطق من ذلك قصص متاوترة منها : مسألة فقهية أفتى فيها الشيخ الزّمزمٍ ، وعارضه فيها صاحب الترجمة ، وقال له أستطيع أن أستنبطها لك من سورة الإخلاص(3) .
قلت صاحب الترجمة : ممن عقد العزم على الخروج من البلد حين دخلت فرنسا البلاد فرافقه أخو المستقيم فخرجا من البلد باتجاه مدينة أوباري ـ في ليبيا ــ واستوطنا هناك إلى أن جاء المستعمر الإيطالي ليبيا فخرجا منها إلى مدينة جانت ـ في الجزائر ــ وتزوج محمد الأمين المعروف بأمني بنت أمّدْ من أعيان طوارق الجزائر ومن المجاهدين ءانذاك وولدت له بنتين ، ثم بدا لهما بعد مدة أن يتجها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج فسلكا طريق مصر وبقي المستقيم في مصر ويحكى أنه أقام محضرة لتدريس علوم اللغة والفقه وغيرها وانقطع خبره حتى الآن ، واوصل أخوه إمني الطريق إلى مكة ووصلها وأدى فريضة الحج ، ثم زار المدينة المنورة وبقي هناك وبعد مدة رجع إلى بلده الجزائر وتوفي هناك رحمه الله وله عدد كثير من الطلبة .
أما قصة أخيه المستقيم : فيروى أن الشيخ أبو بكر التنبكتي قابل شيخا من شيوخ مصر في المسجد النبوي الشريف وكان ذلك الشيخ المصري من تلامذة الشيخ المستقيم أخذ عنه علوم اللغة والفقه وغيرها وحكى الشيخ المصري للشيخ أبو بكر التنبكتي أن المستقيم له محضرة كبيرة في مصر وكان طاعنا في السن ومبجل في تلك المدينة ويعرف باسم الشيخ الشريف . وفي بعض الروايات قيل إن المستقيم إنتقل من مصر إلى العراق . هذا آخر أخبارهم رحمهم الله(4) .