|
منتدى الأعلام و التراجم منتدى يلقي الضوء على أعلام السوقيين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رح
نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني ـ رحمه الله تعالى. بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة:
الحمد الله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد: إنه مما شغلني كثيراً محاولة الوقوف على ما يتعلق بالسوقيين من الذكر الجميل، ومن اتصل اسمه بهم من الأعيان الأعلام أولو القدر الجليل، قديماً وحديثاً. خاصة من أثبت التاريخ علاقته الجميلة معهم كابن بون الجكني ـ الذي أبرقت ساحائب علمه نحو سماء الصحراء الكبرى ـ مضارب الطوارق ـ فأمطرتها بمعين علم من الكتاب والسنة تحت غمائم الدعوة إلى الله جلّ في علاه. فهطلت على قطع متجاورات ـ محاضر آل السوق ـ قبائل عرب ذات سيادة علمية ورئاسة دينية قضاءًَ وإفتاءً تعليماً وتعلماً إرشاداً رشاداً، أئمة في الدعوة إلى الله ونشر تعاليم الإسلام، مصادر التفسير الفقهاء الأعلام. وهم كما قال أحدهم وهو الشيخ محمد الآمين الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله ـ عن أحد فروعهم: لهــم سلف خيار من خيــار أولـــو بر كدأب الصــالحينا تمهيد: هذا وقد كنت قبل عطلة العام الماضي المنصرم 1430هـ. وصل بي البحث قصيدة رائعة في كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب. للمؤلف نفسه العلامة الشيخ عال بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ تعرض فيها لذكر فضل هذا العالم العلم ابن بون الجكني، ثم المدني ـ رحمه الله. وقد طرز تلك القصيدة مقرظ الكتاب الشيخ العالم الأديب الحسن بن محمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ بتوطئة ذهبية مفصصة باسم المترجم له كما مر آنفاً. فنهضت إلى كتب بلاد موريتانيا مما كتب حول علماء شنقيط، وغيرها، لكي توقفني على معلومات أتوصل بها إلى التعريف بهذا العلم الشامخ. لكني ما وقفت على شيء مما يتعلق به البتة ـ حسب جهد المقل، فرجعت إلى بدائل أخرى كسؤال بعض طلاب العلم فينا ـ خاصة أبناء المنطقة التي أجاب علماؤها بالقصائد المتعلقة بهذا العالم، فلم أحصل عندهم إلاّ ما مرّ ذكره في مواضعه ـ شاكراً لهم ما أسدوه إليّ من المعروف ـ خاصة حول ما نحن بصدده. فكان ممن سألته ممن لم يتقدم ذكره الشريف أحد طلاب العلم المشاهير، الفقيه الفرضي النحرير، المحدث المحقق، اللغوي المدقق، المؤرخ الأديب اللوذعي، وهو الشيخ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ـ المهتدي ـ الإدريسي السوقي التَّجَشِي ـ شقيق صاحب هذه الأحرف، بل هو أحد مشايخي الفضلاء، الدعاة الألباء، الباحث في دار الإفتاء ـ الرياض ـ المملكة العربية السعودية ـ حفظها الله من كل مكروه. قائلاً لي، حين سألته عن هذا العالم الداعية الجكني ـ رحمه الله ـ ما ملخصه إن الشيخ العلامة المتفنن إغلس بن محمد بن اليماني الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله ـ ممن ذكره في قصيدة، منها: ولقد شكرتك يا ابن بون بعد ما شفتاك بي نبست بقرب الدار فابتدرته بالسؤال عن تلك القصيدة فأخبرني بأنها ضاعت مما قدر ضياعه فيما نقله عن الشيخ العالم الداعية السلفي الزاهد الورع وحيد دهره، وفريد عصره الشيخ محمد نوح الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله. مضيفاً لي ما معناه: أن تلك القصائد التي قيدها عن الشيخ محمد نوح ـ رحمه الله ـ تصلح أن تكون ديواناً، وكان كثير منها للشيخ إغلس ـ رحمه الله ـ، ومنها تلك القصيدة. فليس لي بعد ذكر ما جرت عليه الأقدار إلاّ أن أتلو قوله تعالى، متأسياً بيعقوب ـ عليه السلام: وأشكوا بثي وحزني إلى الله. ثم إنني لما بلغت هذا المنتهى في البحث عن معلومات صالحة لترجمة هذا العلم الذي أحسن إلى محيطنا بدوره الدعوي الجليل، وموقفه الأخوي المتين الجميل، عبر رسائل علمية دعوية أدبية متميزة ـ رحمه الله رحمة واسعة. رجعت إلى قاموس مظان تلك المعلومات، فهداني الله إلى سؤال بعض معارفي من الشناقطة الموريتانيين هنا في الرياض ـ المملكة العربية السعودية ـ حفظها الله من كل مكروه. وبالتحديد الشيخ أبو يوسف محمد الأمين يهديه عابدين الأبياري الشنقيطي أحد طلاب العلم المهرة، وهو أحد زملائي الذين شرفني الله بمعرفتهم في بعض دروس بعض أعلام هذا العصر من العلماء الأجلاء. فقمت بطرح سؤالي بين يديه ـ حفظه الله ـ عن هذا العلم، فاستطردنا في الحديث عنه، فلما بلغ بنا البحث منتهى إعراب المقصور، مددناه من باب ضرورة إلى توليه ـ مشكوراً السؤال عنه في محيطه، فحصل لي ـ بعد فترة ـ على رقم جوال من يغلب على ظنه أنه ولد ذلك العالم الجليل. ففعلاً لما اتصلت على فضيلته أفادني بما يدلّ على أنه ابن ذلك العالم العلامة السلفي، حسب معطيات المحادثة التي جرت بيننا، والتي تناولت ما يلي: شهرته باسم ابن بون الجكني. شخصية هذا العلم الدينية. اتصاله بعلماء أفريقية. ذكر آثاره الدعوية. تاريخ وفاته المتصلة ببداية القرن الرابع عشر الهجري. وهي تاريخ بعض أقرانه السوقيين الذين جرى بينه وبينهم المراسلات الدعوية والودية. ثم لما بلغ بنا الحديث هذا المنتهى، طلبت منه النظر في آثار والده، بل والدنا ـ نحن معشر أبناء السوقيين، وتشريفه إياي بما يتعلق بجهة أفريقية كنسخة تطلعنا على ما نحن بصدده، وعلى عطائه العلمي الجليل المتصل بأفقنا، فوعدني خيراً ـ حفظه الله. لكني حرمت بعد ذلك من الاتصال به عبر جواله لقلة فتحه له ـ نسأل الله أن ينفع به أينما كان، وكان ما مر كله من قبل عطلة الصيف العام الماضي 1430هـ إلى الآن. فلما بلغ بي المآل ما مر إجماله آنفاً، عدت بطرح السؤال نفسه إلى صاحبي الكريم الشيخ أبي يوسف الشنقيطي، فمكث غير بعيد..إذ زودني برقم جوال العالم العلامة الدكتور الشيخ محمد سيدي حبيب الجكني ـ حفظه الله ـ المدرس بجامعة أم القرى، قائلاً لي: إن فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيدي حبيب الجكني عالم كبير ومتقدم في السن، فهو المظان الوحيد ـ بإذن الله ـ بعد نجل ابن بون الجكني المترجم له. أضف إلى ذلك أنه من أعيان هذه القبيلة الميمونة الأعلام، وقد أدرك كثيراً من أعيان القرن الرابع عشر، خاصة أهل محيطه هنا، وهناك. فاتصلت على فضيلته الشيخ الدكتور محمد سيدي حبيب الجكني ثلاث مرات. المرة الأولى: أفادني بصحة المعلومات الدالة على أن العلامة ابن بون الجكني ـ صاحب الترجمة ـ هو والد من هاتفته بادئ ذي بدء. فطلبت من فضيلته أيضاً: أن يحصل لي معلومات جليلة حول هذا العالم الجليل، فوعدني بخير. المرة الثانية: أفادني بدرر حسان مما يتعلق بصاحب الترجمة، بعد ما اتصلت عليه بعد المرة الأولى بأسبوعين بتاريخ 18/1/1431هـ المرة الثالثة: أفادني بعد هذا التاريخ بقليل، عند ما اتصلت عليه لأجل زيادات إضافية لا يستغنى في معرض الترجمة، وكلها ستأتي ـ بإذن الله ـ حسب ما تفضل عليّ شيخنا الجليل فضيلة الشيخ الدكتور الجكني كما يلي تلخيصه. توطئة: بادئ ذي بدء: لا يسعني بعد شكر المولى جل في علاه، إلاّ أقدم الشكر الجميل لفضيلة الشيخ الدكتور محمد سيدي حبيب الجكني ، ثم المكي ما أسداه إليّ من المعروف الجليل. هذا ولا أستطيع أن أنسى حسن استقبال فضيلته لي وقت المهاتفة، الدال على جلالة قدرته المكسوة بالتواضع والحلم الذين لمستهما أثناء المحادثة بيننا، في جميع اتصالاتي بفضيلته، وحسن إجاباته الجليلة الدقيقة بأسلوب عالم علامة دراكة.. فنسأل الله أن يحفظ شيخنا ذخراً للإسلام والمسلمين، ويمتعه بصحة وعافية، مسبغاً عليه نعمه الظاهرة والباطنة ـ إن ربي لسميع الدعاء. تنبيهان: التنبيه الأولى: كل ما قلت فيه قال الدكتور، وما في معناه، فالمقصود هو فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيدي حبيب الجكني ـ حفظه الله، لا غير. التنبيه الثاني: كل ما أسندته إلى المراجع فهو من جهدي المحض المتواضع ـ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. اسمه: قال الدكتور ـ حفظه الله ـ عن اسم صاحب الترجمة: هو عبد الله وُلْد ـ بن ـ ضياء الدين وُلْد ـ بن ـ المختار ابن بون الجكني ـ رحمه الله تعالى. وأضاف الدكتور قائلاً: إن بين ضياء الدين، وبين جده ـ المختار بن بون الجكني ـ والد ضياء الدين. فالمختار ابن بون الجكني جد لضياء الدين ـ رحمهم الله. لذا فصاحب الترجمة هو عبد الله وُلْد ـ بن ـ ضياء الدين وُلْد ـ بن ـ المختار ابن بون الجكني ـ رحمه الله تعالى. لقبه: قلت: ومما اتفق عليه فضيلة الشيخ الدكتور، وفضيلة الشيخ يحيى نجل صاحب الترجمة، أن المترجم له: يلقب بابن بون.فلا ينادى في محيطه إلاّ بهذا اللقب الكريم، الذي تسمى به ـ رحمه الله. قلت: وذلك لما لجده الثاني: المختار بن بون الجكني ـ صاحب الاحمرار ـ من الذكر الجميل، والمقام العلمي الجليل، المقول عنه: المختار بن بون الجكني تاج العلماء الذي طوّق بحلى علمه كل عاطل، ووردت هيم الرجال زلاله، فصدر عنه كلهم وهو ناهل، ولا يوجد عالم بعده إلاّ وله عليه الفضل الجزيل، بما استفاد من مصنفاته، وتلقى من مسنداته، ويكفيه أنه هو الذي نشر النحو بعد دفنه، وكفى الناس مشقات مؤنه.. ولما شاع نبوغه بين الناس، جعلت الطلبة ترحل إليه من البلاد الشاسعة، وكان حسن الصحبة.. وكان لا يمل من التدريس الليل والنهار.. كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص277. وقال عنه الشيخ الطيب بن عمر بن الحسين: والمختار بن بون الجكني علامة جليل واسع الاطلاع، شديد الذكاء له شهرة عالية، برع في جميع المعارف العلمية السائدة، لا سيما علم الكلام، وعلم النحو.. توفي رحمه الله عام 1220هـ . حاشية:كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا ص236 ط: دار ابن حزم ـ بيروت. قلت: هذا غيض من فيض من مناقب هذا العالم العلم ابن بون الجد. ومما يستفاد من هذا اللقب الكريم المطلق على صاحب الترجمة أمور منها: أن المترجم له كان ذا مقام كريم في العلم، بوأه استحقاق لقب جده الشهير بسعة العلم الذي ذاع صيته بين الأنام خاصة أهل أفقه. ومنها ما يتمتع به المترجم له أيضاً من المقام الكريم في قومه ومعارفه، لما له من العشرة الجميلة كما لجده الشهير من حسن الصحبة.. وعلى كل حال فإن لهذا اللقب معاني سامية وجدت في صاحب الترجمة على ضوء قول صاحب الخلاصة: للمح ما قد كان عنه نقلا. ذيل: ضبط لفظ: ابن بون. قلت، ومما يتعلق باسم هذا العالم العلامة ضبطه، هل هو: بونا؟ أو بون؟. أو بونة؟ أو بونه؟. وكنت قبل أن أقف على من ضبطه بهذه الضبوط لا يدخلني شك في ضبطه بـ:بون؟. من غير مدّ، ولا هاء التأنيث، ولا هاء غير تأنيث. لكن لما كشف لي البحث عن ضبطه كما مر أردت أن أجلو النقاب عنها بتصحيحها، حسب ما يأتي جر الذيل إلى تحقيق ضبطه ـ بإذن الله. فممن ضبطه بـ: بونا. هو الدكتور عبد العزيز الطويان في حاشيته ص30 كتابه: جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف. ط: مكتبة العبيكان. وكذلك ضبطه بذلك الدكتور أبو المنذر في كتابه: العلامة الشنقيطي مفسراً.ص 53ط: دار النفائس. هذا ما وقفت عليه من جهة ضبطها بالمد. وأما من وقع له طبطه بهاء التانيث تارة، وتارة بهاء من غير تأنيث. فهو عند الشيخ الجليل الخليل النحوي في كتابه: بلاد شنقيط ..ص490، وص 608ط: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ تونس. قائلاً في الأولى: المختار بن بونه الجكني(1080-1220). وفي الأخرى: المختار بن بونة الجكني (1220) احمرار الألفية.. وأما من ضبطه بـ: بون. من غير مد. فغير واحد، منهم الشيخ أحمد بن الأمين الشنقيطي في كتابه: الوسيط في تراجم أدباء شنقيط في غير ما موضع ص277ـ281. والشيخ محمد يوسف مقلد في كتابه: شعراء موريتانيا القدماء والمحدثون. في غير ما موضع منه ص500ط: مكتبة الوحدة العربية ـ الدار البيضاء. والشيخ الطيب بن عمر بن الحسين، في غير ما موضع من كتابه: السلفية وأعلامها في موريتانيا ط: دار ابن حزم ـ بيروت. ص270-271. وفي غيرها أيضاً. وبهذا الضبط ضبط في مراجعنا الغالية وعلى رأسها، كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب. مقدمة المقرظ الشيخ العلامة الثقة الثبت الضابط النحرير الحسن بن محمد بن أحمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ قائلاً: هذه قصيدته أنشأ حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني ثم المدني. مخطوط بالخط السوقي. وكما في أنوار الشروق للشاعر الأديب السوقي الخرجي: ولأشــكــرنــك يا بــون بعد ما****شفــتاك بي نبـست بقرب الدار وبمثل ذلك نقلت عن الشيخ عبد الملك بن أحمد الإدريسي السوقي المرسي، من حفظه، من ذلك البيت الآنف الذكر. وبمثل ذلك قيدته عن الشيخ محمد بن إبراهيم الإدريسي السوقي التجشي، عندما قرأ لي البيت السابق. فنخرج بتحقيق ضبطه بـ: بون.على زنة: فول. لكثرة من ضبطها بذلك عن من ضبطه بعكس ذلك. خاصة أن علماؤنا القدامى الذين تخاطبوا مع هذا العالم، ما ضبطوا اسمه إلاّ على رسم ما بلغهم من رسائل صاحبة الترجمة، فتناقلوا اسمه كما وصل إليهم عن طريق رسائل المترجم له منه إليهم. ولقطع هذا الشك باليقين، ما أفادني به فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيدي حبيب الجكني ـ حفظه الله ـ حين سألته عن ضبط: بون . فأفادني بضبطها على الوجه الذي رجحناه آنفاً ـ فالحمد الذي بنعمته تتم الصالحات. مكانته: ومن معاني ثناء الدكتور على هذا العلم، هو الشيخ العلامة، والحبر الفهامة، عالم جليل متواضع جميل العشرة، كريم الأخلاق، اجتماعي حبيب، شاعر مُجيد، أديب إسلامي مَجيد، داعية رباني، سلفي المنهج، على مذهب أهل السنة والجماعة، سُنيّ غيور، متمسك بالكتاب والسنة، محارب للبدع على طريقة الرعيل الأول من السلف الصالح ـ رحمهم الله جميعاً. نشأته: وأفاد فضيلة الشيخ الدكتور أن صاحب الترجمة، ولد في موريتانيا، وبكها كانت نشأته، ثم هاجر زمن الاستعمار إلى بلاد الحرمين ـ المملكة العربية السعودية ـ حفظها الله من كل مكروه. فكان المترجم له ممن ولد في مونه الأصل ـ موريتانيا ـ مسقط رأسه، فنشأته هناك، والتي غالباً ما تشتمل على استكمال أسس التعليم الساري في محيطه، فكان فضيلة الشيخ ـ رحمه الله ـ لعله ممن أتم إتقان جانب التعليم هناك، ثم هاجر هجرة عالم كغيره من العلماء الذين هاجروا إلى بلاد الحرمين آن ذاك. نسبه: ومما تقدم آنفاً كاف في تسليط الأضواء على جلالة نسب صاحب الترجمة لكن من باب الإشارة حول نسبه الكريم العربي الحميري، الأصيل، ذو المجد الأثيل. نضيف ما يلي: يقول الشيخ الطيب بن عمر بن الحسين عند تعرضه لذكر الإمام العلامة: محمد الأمين الملقب (آب)..اليعقوبي الجكني، ويرجع نسبه إلى قبيلة لمتونة أبرز قبائل المرابطين. كتاب السلفية وأعلامها في موريتانيا ص345 ط: دار ابن حزم ـ بيروت. وقال الدكتور أبو المنذر عدنان بن محمد بن عبد الله آل شلش تناول ترجمة الشيخ العلامة صاحب أضواء البيان: أما أسرته فهي أسرة عربية أصيلة أصيلة تمتاز بالخصال الفاضلة، وحبها للعلم والاشتغال به جيلاً بعد جيل، وهي قبيلة كبيرة معروفة بالجكنيين، أو قبيلة تجاكنت. وينتهي نسبها إلى قبيلة حمير العربية المعروفة. كتاب: العلامة الشنقيطي مفسراً.ص 51-52. ط: دار النفائس ـ الأردن. وبمثل ما سبق في عروبة هذه القبيلة الجليلة المناقب، وانتسابها إلى حمير، توج الدكتور عبد العزيز بن صالح الطويان كتابه: جهود الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف. ص29 ط: مكتبة العبيكان. ذيل: قلت: إن عروبة قبائل موريتانيا، وشرفها أمر مستفاض لا يحتاج إلى بسط القول في المسألة، خاصة قبيلة تجكانت ذات الفضل الظاهر، والتاريخ المجيد العظيم المآثر. لذا سأتناول ـ بإذن الله ـ شيئاً من درر النقول المتعلقة بذلك من باب تطريز هذه الترجمة بها حسب ما يلي: يقول الشاعر العلامة المختار بن بونا: ونحن ركب من الأشراف ** منتظم أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا كتاب: العلامة الشنقيطي مفسراً.ص 53. ط: دار النفائس وقال الشيخ عطية محمد سالم، حين تناول ترجمة صاحب أضواء البيان، ما ملخصه: هو محمد الأمين .. بن جاكن الأبر جد القبيلة الكبيرة المعروفة بالجكنيين، ويعرفون بتجاكنت. ويرجع نسب هذه القبيلة إلى حمير.. كما قال الشاعر الموريتانيي محمد فال ولد العينين: إنا بنو حسن دلت فصاحتنا ** أنا إلى العرب الأقحاح ننتسب وقال شاعر آخر: واسم العروبة باد في شمائلنا ** وفي أوائــلنا عز وإيمـــان أساد حمير والأبطال من مضر ** حمر السيوف فما ذلوا ولا هانوا تتمة أضواء البيان 9/19 ط: مطبعة المدني. قبيلته: تجكانت القبيلة العربية المشهورة: وعن هذه القبيلة العريقة في التاريخ نترك المجال لبعض علماء المنطقة خاصة ممن كان في أفقها يحدثنا عن وميضات تعريفية عنها، على وجه الاختصار. قال محمد يوسف مقلد: ولا يجادلون في أن تجكانت، وادولحاج من حمير..الخ. كتاب: موريتانيا الحديثة ص134طبعة دار الكتاب اللبناني. ويقول الخليل النحوي، بعد كلام له ما نصه: فقد توزعت صنهاجة فسلكت قبائلها طرائق قددا، فكان منها زوايا كتندغة، وتجكانت.. كتاب: بلاد شنقيط المنارة والرباط ـ عرض للحياة العلمية والإشعاع الثقافي والجهاد الديني من خلال الجامعات البدوية المتنقلة(المحاضر). ص37مطبعة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ تونس. وقال محمد يوسف مقلد: ومن البيضان الأصلاء في عروبتهم قبيلة((لمتونة)) التي حفظ لها التاريخ أصلها، فقيل: إنهم من حمير ودخلوا بلاد المغرب في الجاهلية. كتاب: موريتانيا الحديثة ص134طبعة دار الكتاب اللبناني. فرعان. قلت: فقبيلة تجكانت قبيلة عربية حميرية ذات مجد قديم، وأصل كريم. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10) .................................................. ......................... اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
آخر تعديل السوقي الأسدي يوم
01-17-2010 في 06:28 PM.
|
01-16-2010, 11:08 PM | #2 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
وفاته ـ رحمه الله: كان ـ رحمه الله ـ ممن توفي في المدينة المنورة أوائل القرن الخامس عشر الهجري. إذ أفد فضيلة الدكتور ـ حفظه الله ـ أن المترجم له أدركه عام 1400هـ بلا ريب، ثم توفي بعد ذلك بما لم يتيسر له ضبطه بتحديد سنته ـ رحم الله السلف، وبارك في الخلف. وكانت وفاته في المدينة المنورة، التي اقترنت نسبته بها في رسائله الموجهة إلى علمائنا، والتي على أثرها وردت إليه رسائلهم الودية جزاءً وفاقاً. إذ يقول أحدهم: ولأشــكــرنــك يا بــونٍ بعد ما****شفــتاك بي نبـست بقرب الدار وفي (بقرب الدار) إشارة إلى مجاورته المدينة المنورة آنذاك. وقد لمح الشيخ العلامة الأديب الشاعر إلى قوله تعالى: والذين تبوأوا الدار.. في بيته الآنف الذكر. ومن ذلك قول مقرظ كتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب. الشيخ العلامة الثقة الثبت الضابط النحرير الحسن بن محمد بن أحمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ قائلاً: عبد الله بن بون الجكني ثم المدني. بإضافته نسبته إلى المدينة المنورة. وقد تقدم توثيق ذلك في موضعه. وعلى كل حال فإن صاحب الترجمة ممن رزق البقاء حتى وافه الأجل في المدينة المنورة، المقول في عظم فضلها: المدينة خير لو كانوا يعلمون.. نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ـ اللهم آمين. ذريته: إن الشيخ ابن بون الجكني ـ صاحب الترجمة ـ رزق من الأولاد خمسة: أربع بنات، وابن واحد. واسم هذا الابن الكريم الشيخ يحيى ابن الشيخ ابن بون الجكني ـ حفظ الله ذرية شيخنا، وجعلها ذرية طيبة مباركة. هذا وقد يسر الله لي مهاتفة هذا الشبل الذي لمست بالفعل أنه من ذاك الأسد ـ بارك الله فيه. وقد صرح لي بأن والده ـ رحمه الله كان بالفعل له اتصال ببعض علماء أفريقيا، كما أفادني أيضاً أنه والده بل والدنا نحن ـ أبناء السوقيين ـ وإياه ترك آثاراً. آثاره: إنه مما لا شك فيه، ولا مرية، أن هذا العلم الذي بلغ صيته أفريقية ـ مضارب الطوارق ـ له آثار عظيمة، وقفنا عليها أو لم نقف عليها، بل ويكفي رسائله وقصائده الموجهة إلى أعلام زمانه السوقيين، يدعوهم إلى الله عبر رسائل أدبية ـ شعراً ـ وأخرى ـ نثراً، جعلت بعض أولئك الأعلام يغازلون أدبياته تارة بشعر غزلي رصين، وتارة بشعر دعوي متين، يخاطبونها وداً، ويعدونها ورداً، كل ذلك دال على عظم جهود آثار هذا العالم الجليل. وقد أخبرني ولده الكريم الشيخ يحيى ـ ابن بون ـ زماننا نحن ـ بارك الله فيه ـ أن والده ـ رحمه الله ـ ترك آثاراً علمية، لكنه يحتاج إلى وقت لفرزها، لينظر في وضعها مصنفة، وقال لي ذلك لما سألته عن إمكان الوقوف على ما يتعلق بمراسلاته علماء زمانه الذين أخبرني بالفعل أن منهم علماء في أفريقيا، فلعل منهم أعلامنا السوقيون الذين ثبتت المراسلات بينهم. فوعدني خيراً بعد ما يجد فرصة فراغ لذلك ـ نسأل الله أن ييسر له ذلك بخير ـ اللهم آمين. هذا وقد أخبرني الدكتور، بعد الاستفسار عن آثار المترجم له، قائلاً: إن الشيخ ـ صاحب الترجمة ـ كان كثير المباحث العلمية خاصة في قضايا العقيد والتوحيد، وكثيراً ما يستغل فرص المجالس العلمية، واللقاءات الجميلة المتنوعة. مشيراً بذلك إلى مما يتمتع هذا العلم الشامخ من الآثار العلمية وظائفه: فهو داعية عالم متمكن ـ رحمه الله ـ: تزاول بعض وظائف دينية، منها: التدريس: كان ـ رحمه الله ـ مدرساً في وزارة المعارف ـ المستوى الابتداء ـ آن ذاك ـ في منطقة (بَحْرى) بين مكة وجدة. الإمامة: وقد أسند إليه ـ رحمه الله ـ إمامة مسجد في منطقة برحى الآنفة الذكر ـ رحمه الله رحمة واسعة. موطنه: كان المترجم له ـ رحمه الله ـ من أعلام السعوديين الكرام. ومما أفادني به فضيلة الشيخ الدكتور ـ حفظه الله ـ:أن الشيخ ابن بون الجكني ـ صاحب الترجمة ـ من المواطنين السعوديين. لذا فهو بعد هجرته من موطنه الأول موريتانيا إلى موطنه الأخير بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله من كل سوء ـ نال الجنسية، كغيره من العلماء الذين أكرمتهم هذه الدولة المباركة بالجنسية لما لبلاد التوحيد من تقدير العلماء، خاصة ذوي المقامات العالية. أدام الله لهذه الدولة المباركة مجدها وعزها ـ عزة للإسلام والمسلمين. هذا ولما كان ـ رحمه الله ـ من أصل قبائل موريتانيا، التي منها قبيلة ((تجكانت)) قبيلة المترجم له تلك القبيلة العربية الشهيرة بالعلم والفضل، والمآثر الحميدة. أردنا تسليط الضوء عنها ـ حسب بعض مضاربها المعروفة في محيطها كما يحدثنا عنها الشيخ محمد يوسف مقلد، قائلاً بعد كلام له ما نصه: ويتضح من طبيعة الأمور أن العناصر الوطنية الإفريقية حتى الموصوفة بميولها الفرنسية، كانت غير مطمئنة لسياسة فرنسا في أكثر من موضوع، وخاصة في موضوع منظومة الصحراء، وليس أدل على ذلك من الاحتجاج التالي الذي قدمه السيد صالح بن بهي الجكني، وهو شخصية معروفة في سان لويس وموريتانيا، في رسالة مفتوحة هذا نصها: من صالح بن بهي الجكني التيندوفي إلى وزير الصحراء الفرنسية لفرنسا فيما وراء البحار: لقد أرسلت لكم رسالتين متضمنتين حالة (تيندوف)، ونخبركم ثانياً أن (تيندوف) بجميع نواحيها لقبيلة(تجكانت) لا يشاركهم فيها أحد وفي عام 1333كانت وديعة للمغرب والجزائر، وبعد ذلك بأعوام انضمت إلى الجزائر وانفصلت عن المغرب، والآن بلغنا أنها دخلت في نظام الصحراء. كل ذلك دون مشورة أحد من أهلها الأصليين الذين هم أدرى بمصالحها، وهم الذين يوجد أكثرهم في أفريقيا الغربية. اعلموا أن التاريخ يشهد لنا بأننا موريتانيون، وبما أن كل شيء يرجع إلى أصله فإننا نريد الانضمام إلى أصلنا الذي هو موريتانيا. كتاب: موريتانيا الحديثة ص288 طبعة دار الكتاب اللبناني. وبهذا النقل نستفيد منه معرفة بعض مضارب هذه القبيلة الموريتانيا قبل الاستعمار، وبعده. كوكبة من الأعلام هذه القبيلة الجميلة المآثر: منهم: ابن عَيْدُّ الجكني..أديب اشتهر في قومه، وهو ممن تخرج على يد ابن بون.. ابن مقامي الجكني.. شاعر فصيح ممن تخرج على يد ابن بون.. كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص284. ومن أعلامها: الإمام بن محمذ الفغ الجكني.. شاعر مفلق، وهو أشعر تجكانت.. كتاب الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ص284. فأعلام هذه القبيلة الجليلة أكثر من يحصون، وشهرتهم في الآفاق أغنت عن الاستطراد فيما يتعلق بنظم هذه السلسة الزبرجدية، التي لو لم يكن من بينهم إلاّ صاحب أضواء البيان لكفى فضلاً عن قبيلة نجيبة بأولئك الأعلام الذي أثروا المكتبة الإسلامية بعطاء معين من المولفات والمصنفات، المتنوعة الفنون والموضوعات، فمن أولئكم الكواكب من يلي تشنيف المسامع بذكره ـ حسب من ذكره الشيخ الخليل النحوي، ضمن أعلام بلادهم المكرمة. مكتفياً أنا بذكر أسمائهم دون ذكر مصنفاتهم لكثرتها ـ أجزل الله لهم الأجر والمثوبة. منهم الشيخ العلامة: أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني: أحمد بن سيد أحمد الجكني: اعمر بن محم بوبه الجكني: الإمام مالك بن أحمد الأفرم الجكني: سيد الأمين بن أيد الأمين الجكني. سيد الأمين بن المختار الجكني: سيدي محمد بن حبيب الله الجكني. سيدي محمد ميتار الجكني. الشيخ سيدي محمد بن سيدي الجكني. الشيخ محمد الأمين الجكني. الشيخ محمد حبيب الله بن مايابى الجكني. الشيخ محمد الخضر بن مايابى الجكني. الشيخ محمد العاقب بن بيه الجكني. الشيخ محمد العاقب بن مايابى الجكني. الطالب الحبيب بن ايدلمين الجكني. الطالب عبد الله الجكني. محمد الأمين بن أحمد بن زيدان الجكني. محمد الأمين بن عبيدي الجكني. محمد الأمين بن الشيخ أحمد الجكني. محمد البصيري بن سيد المختار الجكني. محمد الجكني: نظم النصف الأول من خليل. محمد الحسن بن الإمام الجكني. محمد صالح الجكني محمد عبد الله بن عوينات الجكني. محمد عبد الله بن الشيخ أحمد الجكني. محمد فاضل بن الشيخ سيدي عبد الله الجكني. محمد الكرامي بن مايابى الجكني. محمد المختار بن اجميل الجكني. محمد المصطفى بن الشيخ أحمد الجكني. محمد بن أحمد بن اجبيه الجكني. كتاب: بلاد شنقيط تأليف الخليل النحوي ص539-606 وإلى هنا نتوقف مع هذه الترجمة، معترفاً بأن هذا الجهد المتواضع، هو من جهد المقل، وأنه قليل من كثير، من در نضير، حول هذه القبيلة الجميلة المآثر. وما تناولته هذه الترجمة لا أراه إلاّ كوثيقة لتجديد عهد الأخوة العلمية، والدينية، بين أبناء السوقيين، وبين أشقائهم الموريتانيين عموماً، وخصوصاً الجكنيين ـ أدام الله المحبة بيننا وبينهم في الله تعالى، ويرزق الجميع مستقبلاً زاهراً بالدين المتين، والعلم والفضل المبين. بقلم
يحيى بن إبراهيم السوقي بتاريخ 2/2/1431هـ |
التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-16-2010 الساعة 11:27 PM
|
01-17-2010, 01:20 AM | #3 |
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
عمل جبار بارك الله فيك وأجزل لك المثوبة على نقله وتعبك في جمعه أحسن الله إليك وتقبل مروري
|
صدق من قال : وما من كاتب ٍ الا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يدااه ٌ فلا تكتب بخطك غير شيئ ٍ ... يسرك في القيامة ان تراه ُ أبو حفص محمد بن أحمد بن حمدو بن البساطي الإدريسي الأضغاغي
|
01-17-2010, 02:58 AM | #4 |
عضو مؤسس
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
أخي الكريم الفاضل الحبيب أبو العباس ، أعجبني منك هذا المقال؛ لما فيه من ربط الحراك الثقافي بين الحاضرتين المباركتين ، شنقيط وبلادنا (آزواد) من علاقة علمية أصيلة. إن أول علاقة ثقافية علمتها بين مشايخنا وبين الشناقطة ما كان بين رجال القرن الثاني عشر ومعاصريهم. وإذ أعجبني موضوعك هذا فسأستعجل تفاعلا معك نشر رؤوس عناوين لموضوع لي لم ير النور بعد, بعنوان (العلاقات الثقافية العلمية بين السوقيين والشناقطة )تقريظا لموضوعك. أولا : أضيف للقارئ قطعة خلدت أسماء أعلام مشهورين من بعض القبائل السوقية ، ثم أذكر أشياء أخرى تمتُّ بصلة ماسة بالعلاقة وهكذا إلى عصرك الذي يظلك. ثانيا: أضيف رحلة تضمنت مشيخة (إسنادية )سوقية شنقيطية في القرن الثاني عشر أيضا، ثالثا: أذكر مشيخة إسنادية في القرن الرابع عشر لبعض مشاهير الشناقطة على بعض شيوخ شيوخنا. ولأبدأ بأبيات الشاعر المفلق الإدوعلي من رجال القرن الثاني عشر التي ذكر فيها بعض أعلام السوقيين المشهورين, وهي كالتالي .رابعا : أضيف مراسلات وتقاريظ بين السوقيين والشناقطة. خامسا: أذكر مساجلة فقهية شعرية بين بعض أعلام السوقيين وبعض أعلام الموريتانيين في العصر الحاضر. قال بعد أبيات يصف فيها رحلته ومعاناته فيها وانتهائه بعد ذلك إلى كوكبة من الكرام الأشراف الذين بهره سيلان علمهم, وفيوض كرمهم,فأخذ يعدد أسماء بعض مشاهيرهم ويحليهم بأوصافهم العطرة قال: محمد البشـــير قاض مهذب= كثير رماد البيت ضخم الأثاف فبحقكم إلا سمعتم قصتي= وفصلتم موصولها بالمشرفي فقيه نبيه محســــن متواضع= تردى بأخلاق حسـان نظاف توارث من أبيه مجدا و سؤددا =ومجد جدوده الأكــارم كاف يجود بلا من لمن يبتغي الجـدى= ولا يتحرى للندى من يكــافي يعني العلامة محمد البشير بن محمد المختار المعروف أمد القاضي بن القاضي جد إجدش الأنصار , وهو مشهور, ترجمه الشيخ الشريف العتيق بن الشيخ سعد الدين الإدريسي ثم قال: وعرج على البكري واذكر خصاله= شمائله عزت عن الاتصـــاف وهوب كريم ظاهر الفضل ماجد= وهل ريئ بحر غاض بالاغتراف والبكري هو: العلامة بن أجاي الشريف الإدريسي من (كل تبورق) ،كان أثره مشهورا في مخطوطات قبيلته وغيرها ، تحقيقا وتعليقا ثم قال : مآثر أج القاري في الفقـه جمة =وعى فقه مالك بمحـض اقتطاف وعب فنون العلم عبا وما اكتفى= بمص ولا حسو ولا بارتشـاف قال الشيخ الشريف محمدالحاج : "أي ابن القاري ، وهو إما أن يكون محمد اكنن أبو الشيخ أحمد الإمام أوأخوه سيد بوبكرالجد الجامع لأغلب بيوتات (كل تبورق) وكلاهما من أهل الفضل –رحمهما الله- ولم نجد مايبين المراد منهما" وهذا يعني على كل حال أنه من أهل هذا البيت. قال: وأحمد نجل الشيخ حبر معظــم= ولي تقي ذو طباع نظــاف يعني الشريف أحمد بن الشيخ بن أحمادالإدريسي العلامة من (كل تجللت)وهو مشهور ، له ترجمة في فتح الشكور . أما عن الرحلة فمشهورة عندنا تلك الرحلة التي قام بها أحمد بن الشيخ المتقدم إلى (ولاتة) في القرن الثاني عشر ، ومشهور أنه بعد أن طال غيابه في ولاتة, وقضى فيها ما يقارب أربع سنوات, يثافنه الطلاب, رحل إليه الشريف الأدرعي محمد (إدا) بن محمد المعروف بالإمام ،من (كل تجللت) وقضى معه فترة وعادا بأحمال نوق من الكتب ، لازال خطها الشنقيطي المعروف متداولا بيننا . أما المشيخة الإسنادية ، فإنه قدأخذ العلامة الشريف عيسى القاضي بن تحمد الإدريسي من (كل تبورق ) أسانيد الكتب عن الشيخ العلامة الشريف مولاي عبد الرحمن, وتنتهي إلى أسانيدالهلالي المعروفة المشهورة. أما المراسلات فمما أعلم منها ما جرى بين شيخنا العتيق بن الشيخ سعد الدين من (كل تجللت )وبين محمد بن أبي مدين العلامة الموريتاني الشهير صاحب (الصوارم والأسنة في الذب عن السنة)فقد كاتبه في موضوعات تتعلق بالتاريخ, كما كاتبه الشيخ محمد الحاج في موضوعات مشابهة, وقرظ كل منهما كتابه السابق. أما الشيخ العتيق فلا أحتفظ من قصيدته بشيء إلا مطلعها الذي يقول فيه: عش حميدا تنفي الضلال وتابى=تنصر الحق لا تخاف العتابا أما الشيخ محمد الحاج فقال: بارز فحسبك ما سللت صوارما= فاجمع جموع معانديك وصارما وادفع عن البيضا وذد عن حوضها= من خاض يحسب خوضه لك هازما واصدم فإنك إذ هززت أسنة= من سنة صحت هزمت مصادما واربع عليك فما لهم من حجة= إلا دعاوى يحسبون دعائما إلى آخر القصيدة. ومنها ما جرى بين شيخنا الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين وبين شيخنا العلامة المفتي العام في موريتانيا شيخنا الشيخ بداه بن البوصيري ، ومطلعها: شكرا جزيلا لما أسدى وأبداه=شيخ الشيوخ بأنواكشوط بُداه وبينه وبين الشيخ أحمد ولد المرابط مفتي موريتانيا الحالي. ومثل ذلك ما جرى بين شيخنا العلامة محمد الحاج المتقدم وبين شيخنا الشيخ محمد سالم بن محمد عال بن عبد الودود المعروف ب( ولد عدود)رئيس المحاكم في موريتانيا ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا -ويأتي مزيد من تفصيله -وما جرى بينه وبين شيخنا العلامة أباه ولد النعمة المجلسي. أما المساجلة الفقهية فقد جرت بين الشيخ محمد الحاج الأدرعي(من كل تجللت ) وبين كل من علامة موريتانيا الكبيرمحمد سالم بن محمد عال (ولد عدود)والشيخ المختار بن حامد الديماني المؤرخ الشهير, حول حكم زكاة الأوراق النقدية. يقول الشيخ محمد الحاج في مطلع قصيدته التي يسائل فيها أهل العلم عن حكم الأوراق النقدية والتعامل مع البنوك: ياسادتي هل من لبيب منصف= أو منقذ من صوب جهل مقصف هل من مجيب عن عجيب رابني= أومن نجيب بالرغائب متحف هل من فتى دراكة خريت أق= يسة بنص أو بقيس مسعف هل من فتى تقف النصوص ببابه= وبطبه علل الجهالة تشتف فنقول ما حكم البنوك زكاتها= إن تم حول هل تصر لمصرف والقصيدة طويلة عرض فيها الشاعر القضية بجوانبها, ثم ربطها بعدد من المسائل ثم خاطب العلماء قائلا: وبحقها ياقائما بحقوقها=لا تلقها بتكلف وتعسف فإذا أجبت فإن نظم الدر في= أسماطه عندي من المستظرف والتبرإن أبت العوارض نظمه= أحبب به إن كان غير مزيف فأجابه(ولد عدود) قائلا : هذي مسائل سائل متعرف= طبن بتوجيه الكلام مصرف متلطف بسؤاله متعطش= لجوابه متحيز متحرف إن لا نجبه نلته حق سؤاله= ومتى نجب نهرف بما لم نعرف لا نص في موضوعه بخصوصه= من آية أوسنة للمقتفي والجانب الزكوي موقوف على= نص على حكم الحكيم موقف والقيس في النصب الأيمة لم تسغ= للناظرين فمن يقس يستهدف فلنعتصم ببراءة أصلية= فدليلنا العقلي حسب المكتفي والقصيدة طويلة ويقول(ولد عدود) في خاتمتها: هذا جواب مذاكر لا ناظر= متقبل للحق لامستنكف
إن كان عندك صالحا فتلقه= بقبول لا جاف ولا متطرف أو كان عندك صالحا فاصدع به= بين الجموع وقل بعلم أو قف وقال المختار بن حامد الديماني في جوابه : يا أيها العلم الذي نتشوف=للقائه وبمثله نتشرف نهدي بعاطفة إليك تحية=وسلامنا عطرا عليها يعطف لله درك من خليل لم تزل=فيه تصرف مالك تتصرف إلى أن قال: لا نص فيما عنه تسأل يعرف=فعن الجواب تورعا أتوقف وعرفت للمتأخرين مقايسا=أنتم بها لا شك مني أعرف إلى أن قال بعد أبيات كثيرة يعالج فيها القضية بالقياس: وعليكم منا تعود تحية=يا أيها العلم المنيف المشرف وممن أجابه من الشناقطة الشيخ القاضي أحمد فال التندغي, وليست قصيدته بيدي حالا. وقد أجابهم بقوله : أشاقتك أم الخشف أم شاقك الخشف= أم ارتعت حتى ما تمكنك الكشف؟ أم اظعنت بالقلب منك ظعائن= أممن ربى نجد وخلفت من خلف؟ أم اهتاج ما أضمرت إذأضرم الحشا= ترنم ساق ساق أن جاوب الإلف؟ يذكرك الأيام أيام صبوة= فتندب والهفا وهل ينفع اللهف؟ جننت بصدحه ولم تدر أنه= من العجم مايبين من لفظه حرف وهذي بنات العرب يرقصن حولنا= يغنينا عٌرفا يضوع به عَرف وأسفرن كي يبدين للعين زينة= ولولا الشذى غارت على الحدق الأنف وشنفن أسماعا بسجع مفوف= فأيقنت أن السمع يحسده الشنف فبادرن: هل كفء يكافئ خردا= بكف وهل بالعدل يجتمع الصرف؟ فأومأن إيماء خفيا: أن اسمعوا= لذيذ خطاب مونق رصه الرصف وقلنا: أقسيات أية هذه= أم اوسية أم من سراتكم عوف؟ فقدمن في الميدان ثنتين جلتا= وقد فاح من فحواهما النحو والصرف يحليهما -إما نشرن- ذوائب= من الغيد, ما حلاهما النشر واللف فكلتاهما قد ورتا وأشارتا= إلى حيث ترعف المراقم والسيف إلى حيث كانت للمحابر حبرة= إذاهي من وسط المحارب تصطف أما تعرفون يا أولاء معارفا= مشاهر حيث السيف والصيف والضيف؟ جحاجح تدني من فنون يوانعا= ثمارا, وهذا من جنى ينعها قطف سمادع تحيي من دروس مدارس= دروسا بها أسرى المشاكل تحتف فإن حديث المجد عنهم معنعن= فما شابه وهن ولا شانه ضعف روى البحر عن فيض عن ابن غمامة= ويرويه عن ماء السما الكف والوكف إلى سالم ذوسالمت منه فكرة= معاوص تستعصي ومن دونها الفيف وسقه إلى المختار, من آل حامد= فقد نال خوفا, منه لان له الخوف ثنائي عليهما -وإن كنت نائيا= يسح ويهمي مثل ما همت الوطف تحايا ألذ ما تحايا به امرؤ= وودانه, يعيا عن احصائها وصف يعززها أبهى سلام مرونق= تقاصر عن تمثيله الكم والكيف سطور وما مسطورها غير ساحة= تضمهما, والفضل عن غيرها وقف يليكهما عني صبا وصبابة= لذين ومن بالنعت لاق به العطف يفوحان عن أهل المودة شاملا= أريجهما من ضمه إلف أو حلف يضيفان للسباق من كان لاحقا= فأنى يرى أو يستباح له الحذف؟ ألا أيها البنتان هل من مذيعة=تذيع, وهل واش بسري ولا يجفو؟ ويا أيها الشيخان هل لي إليكما= رسول وهل به إذن يحسن الوقف؟ أهاتي علالتي فإن عليلكم= بتعليل بعض القوم حالفه الضعف ولا تسأما أن تكتبا وتبينا= فللفقه عين لا يكدرها الغرف وإذ ثار نقع البحث من كل جانب= وأرهف للتفتيش في عصرنا سيف ومال إلى تمحيصه كل مصقع= وصفي للظمآن من صفوه رشف وأنصفتما -لازلتما- حل عضلة= متى در للأخلاف من خلفهم خلف ولازلتما مرقى إلى مرتقى العلى= وأسا مباني العز من فوقه سقف فمن شكر ما أسديتما هتك ستر ما=خلست من انظار الذين هم أقفو وتكلم في المسألة طويلا مناقشا لهم فيما لم يسلمه من أنظارهم, ثم قال: وأما سوى هذي فأدلت ثمارها= مزابركم, فحق مثلي لها القطف وما تركت من حجة لمناظر=ولا شبهة من ناظر همه الصرف ولا غادرت من النقول مزيفا=ولاواهيا إلا وموقفه خلف سوى أن بعض البحث لولا اختصاره=لما قيل إلا أنه قرط أو شنف كما أنه لو ضم ما كان مثبتا=ببعض أدلة لساغ له رشف إلى أن خاطبهم قائلا: أود لو انني تلقيت منكما=جوابا جليا إذ بصبحكما الكشف وإياكما أن تحسبا أن عارضي=يعارض يما زاخرا قطره الذرف ولا أن ما أسستما قد هدمته=ولا أن ماعرفتما ما له عرف ولا أنني مجادل متجاهل=ينازع بل في هذه جاهل صرف وأطنبت إذ شعشعتماها سلافة=وتهت بها سكرا كما يسكر الرأف زففت إليكم هذه ولعلها=إذا اعتذرت تلقى لديكم فتى يعفو على أن ما تأخرت فلعائق=ولو عيق لم تلمم بساحتنا سوف أليكا إليكما ومن في حماكما=ألذ سلام, فرد آحاده ألف تثنيه من أبهى التحايا سنية=وللسيد القاضي عن أضعافها ضعف هدايا تحايا ما تحايا أحبة= بها لا ولا بمثلها أطرف الطرف يتوج منهما بتاج مرصع=فتى صيته المجد التليد له سقف محمد ذو ينمى إذا ماانتمى إلى=أبي مدين من ليس يشأى له طرف من الشيخ إلياس الرضى خضر الهدى=أبي المكرمات من له السؤدد الوصف ومثلهما يهدي المنير لساحكم=وشيخي العتيق ضمه نسقا عطف وآخر ما أهدي تحية عاشق= فياليته يفي بمضمره حرف وإن سيم بالتنكير وسمي ونسبتي=ولايرتضى تنكير كل ولا حذف فوسمي محمد وإن زيد أحمد=فذاك اسم والدي تغمده اللطف على لب لب الكون من آل هاشم= صلاة بتسليم السلام لها رف تضم جموع الآل والصحب ما انتهى=إلى باب أهل المجد حافر أوخف وآخر ما جرى بينه وبينهم-حسب علمي- أن أهدى إليه (ولد عدود) هذه الأبيات على غلاف كتاب في علم الرجال أهداه إليه لما علمه من حبه للفن وتخصصه فيه, قال: أهدي إلى محمد ذي الوصف= بالحج شكري وودادي أصفي أسقى زلال رصف بالرصف=قرضا فكيف لي برد النصف أجزي لباب بره بعصف=دخن فما هذا إذن بالنصف وحسبي بهذا مساهمة مخلصة لك فيما يتعلق بعلاقتنا مع الشناقطة وأشكرك على ما أضفته من علم فكافئني بمثل ذلك إن أن أضفت لك شيئا ، ولعل ما كتبناه معا سيكون نواة في المستقبل للباحث المجد في الكلام عن علاقات القطرين التاريخية والمعاصرة . |
[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد [/marq] |
01-17-2010, 06:23 PM | #5 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
شكر وتقدير: الأستاذ أبو حفص السوقي إن لمرورك الكريم شكراً جميلاً مصحوباً بالتقدير الجليل ـ بارك الله فيك.بعد أسنى التحيات: الشريف الأدرعي الأديب الماهر، أشكرك على المجوهرة التقريظية ـ الشنقيطية السوقية، هي بالفعل تقريظ لمستها أيد الإبداع ـ بارك الله فيك. |
|
01-17-2010, 07:44 PM | #6 | |||||||||
مراقب القسم الإسلامي
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
أسأل الله لكما - أستاذينا اﻷسدي صاحب الموضوع ، واﻷدرعي أبي اﻹضافة الوافية الكافية عمرا مديدا وعيشا حميدا ورغيدا وسعيدا على ما أتحفتمانا به من الفوائد التاريخية، واﻷدبية ، والفقهية، وأبهجتما به هذا المنتدى . راجيا من الله أن يتغمد الشيوخ المتوفين بواسع رحمته. وأن يبارك في عمر اﻷحياء منهم، آمين.
|
|||||||||
l |
01-18-2010, 12:03 AM | #7 |
عضو مؤسس
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
أشكرك يا أداس على مرورك ,أفتخر كلما مررت موضوعنا وأثنيت عليه خيرااااااااااااااااا
|
|
01-18-2010, 10:19 PM | #8 |
مراقب عام القسم التاريخي
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
بعد التحية الطيبة: شيخنا الفاضل أداس السوقي ـ حفظكم الله ورعاكم.إن للمساتكم الموقرة أثراً كبيراً في منتدياتنا المتمتعة بجانب فضيلتكم. فلكم منا أسنى معاني الشكر والتقدير. |
|
06-21-2010, 04:15 PM | #9 |
|
رد: نثرة الورود الثانية: المتعلقة بترجمة الشيخ العلامة السلفي الداعية ابن بون الجكني
جزيتم خيرا على ترجمة هذا العلم الشامخ
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
نثرة الورود الثانية: |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|