|
المنتدى التاريخي منتدى يهتم بتاريخ إقليم أزواد . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
((5))أضواءعلى ممالك غرب افريقيا
المرابطون وبلاد السودان :(462/1070 الى541/1147)
((5)) تمخضت دعوة عبد الله بن ياسين في القرن 5هـ / 11م، عن اتحاد القبائل الصنهاجية تحت زعامة لمتونة وعرفت بالمرابطين، وكانت هاته القبائل الصحراوية في نزاع مع مملكة غانة الوثنية، وذلك بسيطرتها على الطريق التجاري غانة، سجلماسة، والطريق الساحلي. لم تكتف هذه القبائل بما تأخذه من القوافل التجارية من مكوس وإتاوات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك فسيطرت على المركز التجارية الصحراوية مثل سجلماسة و أودغشت للاستفادة المباشرة من التجارة ، تمهيدا للتوغل في البلاد السودانية التي أصابها ريح الدعوة المرابطية. وسعى المرابطون إلى الاستيلاء على مناطق نفوذ مملكة غانة، وهدفهم من ذلك نشر الإسلام والبحث عن موارد اقتصادية تقوي حركتهم، وبذلك سيغيرون على المراكز التجارية التي توجد شمال بلاد السودان مثل أودغشت وهي من أعمال غانة التي دخلوها سنة 446هـ/ 1054م،وفقدت غانة بذلك مركزا تجاريا مهما وموردا لثروتها، وقد استباح المرابطون حريمها وجعلوا ما أصابوا فيها فيئا.[39] وعملوا بعد سيطرتهم على الصحراء، على إعادة نشر الإسلام في ممالك السودان الغربي في منطقة التكرور على نهر السنغال، ومملكة مالي القديمة، (أعالي النيجر)، ومملكة سنغاي بإقليم كاغ بمجرى النيجر الوسط، وحدث تصاعد ملحوظ في عدد العلماء الذاهبين إلى السودان لتلقين تعاليم الإسلام واللغة العربية في المناطق التي أسلمت. وتعتبر مدينة تنبكت التي أسست في القرن 5هـ/ 11م خير شاهد على قوة تسرب الإسلام والثقافة الإسلامية إلى السودان.كما وجدت بسنغاي شواهد قبور باللغة العربية. و أقبل التجار بالموازاة مع ذلك على فتح قنوات اقتصادية مع المنطقة بل أخذ بعضهم يتعلم لغات السودان كما ذكر ذلك الحسن الوزان،وحصلوا على حظهم من ذهب المنطقة ومنتجاتها،وروجوا منتجاتهم المتنوعة. وانتقل إلى الضفة الشمالية العديد من أبناء المنطقة الذين انخرطوا في الجيش، وشاركوا في الجهاد بالأندلس خاصة في معركة الزلاقة . ومن الملاحظ أن العلاقات بين السودان والمغرب تتطور حسب التغيرات السياسية للمنطقتين،إذ استطاعت غانة التحكم في أودغشت عاصمة لمتونة بالصحراء والتحكم في التجارة السودانية والذهب، في عز قوتها، لكن عندما اتحدت قبائل صنهاجة تحت اسم المرابطين، سعى هؤلاء إلى الاستيلاء على مراكز التجارة في الشمال وإلى التحكم في السودان نفسه بعد أن دخلت غانة في فترة الضعف، وبعد أن كان المرابطون في أوج قوتهم تحت زعامة المؤسسين الأوائل. وسيعرف السودان الغربي بعد ذلك صعود قوة أخرى عوض غانة في حين فقد المرابطون تناسقهم في الصحراء بعد موت أبي بكر بن عمر سنة 480هـ/1087م مما مكن ملوك غانة القدامى من العودة إلى الحكم في إطار مملكة صغيرة،إلى أن سقطت بظهور مملكة مالي التي سيطرت على السودان وموارده الاقتصادية الهامة وكذلك سيعرف شمال الصحراء صعود دولة الموحدين . الموحدون وبلاد السودان :(من541/1147 الى668/1269) ظهرت الدولة الموحدية بالمغرب وكان عليها مواجهة عدة جبهات في الأندلس والمغرب الأوسط،ولم تهتم سياسيا بالسودان بل تركت التجارة تلعب دورها في تفعيل العلاقات بين ضفتي الصحراء.إذ ذكر الإدريسي أن مدينة ايكلي(قرب تارودانت) بالسوس الأقصى كانت تصدر النحاس المسبوك إلى السودان. ولا ننسى الإشعاع الثقافي لعلماء الدولة الموحدية الذي وصل إلى بلاد السودان عبر مدينة سجلماسة.كما مثل الأديب الشاعر إبراهيم الكانمي نموذجا للتواصل الثقافي والاجتماعي بين أقطار ضفتي الصحراء.إذ أقام بمراكش وتوفي بها. ولقي بها ابن حمويه سفير صلاح الدين إلى الموحدين.ومدح الخليفة يعقوب بن عبد المؤمن الموحدي المتوفى عام595هـ ببيتين مشهورين: أزال حجابه عني وعيني تراه من المهابة في حجاب وقربني تفضله ولكــن بعدت مهابة عند اقترابـي وقال الكانمي في زوجته زهراء التي زوجه إياها الأمير إبراهيم الموحدي، وكانت بيضاء: غيري عليكن يا زهراء يصطبر لأن صبري على ذاك الهوى صبر[40] وتتأزم العلاقات في بعض الأحيان،بعد رفض المنصور الموحدي تقبل هدية فيل سوداني،كما ان الأمير ابو الربيع سليمان والي سجلماسة، وجه رسالة عتاب إلى ملك غانة[41]،حول مضايقة التجار المغاربة،وسوء معاملتهم.وأنه لن يقوم بالمثل مع تجار السودان بالمغرب. المرينيون وبـلاد السودان: (668/1269 الى876/1472) كانت العلاقات بين بلاد السودان والمغرب علاقات تجارية وثقافية، وستعرف المنطقة علاقات ديبلوماسية ودية ابتداء من القرن الرابع عشر الميلادي،مع صعود المرينيين إلى دفة الحكم بالمغرب و تولي مالي حكم بلاد السودان، وعملتا على مد نفوذهما في إطار منطقتيهما بحيث أصبحت كلاهما تضاهي الأخرى في القوة والتوسع . وسعى كل من الطرفين إلى توثيق علاقاتهما.وعمل حكام مالي على الأخذ بمظاهر الحضارة الإسلامية وتمثل ذلك حين رجوع سلطان مالي منسا موسى من الحج سنة 1325م واصطحابه لأحد المهندسين وهو أبو إسحاق الساحلي الملقب الطويجن عندما مر بالمغرب. ويقال إن السلطان المريني أبا الحسن هو الذي أرسل أبا إسحاق هذا إلى السودان وذلك على رأس الصناع المعماريين.[42] وقد بنى هذا المعماري عدة منشآت في السودان تمثلت في مساجد تنبكت وكاغ ونياني (عاصمة مالي)، كما بنى دارا للسلطان وكانت هندسة هذه البناءات تختلف عما هو معروف في بلاد السودان من حيث أنها مبنية بالأجور والحجارة وفيها بعض النقوش، كما أن القباب كانت مربعة الشكل، عكس بناء السودان الذي يعتمد أساسا على القش والتبن، وقد وقعت موقع استغراب من السلطان الذي وصل الساحلي باثني عشر ألف مثقال من الذهب.[43] وقد رغب ملوك مالي في ربط علاقات ودية مع المرينيين وجاءت مناسبة انتصار أبو الحسن المريني سنة 737هـ "لما غلب بني عبد الواد على تلمسان وابتزهم ملكهم واستولى على ممالك المغرب الأوسط، وتحدث الناس بشأن أبي تاشفين وحصانه ومقتله وما كان للسلطان في ذلك من صورة التغلب … فشاعت أخبار ذلك في الآفاق".[44] عندها أرسل منسا موسى ملك مالي وفدا للتهنئة بالانتصار وأرسل مترجمين من الملثمين المجاورين لمالي من صنهاجة فأكرم وفادتهم وأحسن مثواهم ومنقلبهم. وأرسل أبو الحسن المريني بدوره وفدا إلى مالي "وانتخب طرفا من متاع المغرب ومعونه من ذخيرة داره وأسناها … وعين رجالا من أهل دولته … وأنفذهم بها على ملك مالي منسا سليمان بن منسا موسى لمهلك أبيه قبل مرجع وفده.[45] وقد تلقاهم منسا بالترحاب وأراد أن يجري مجرى أبيه في مهاداة ملوك بني مرين حتى لا يقطع أواصر العلاقات الودية بين الدولتين فأرسل بدوره وفدا محملا بالهدايا والنفائس حتى تبقى علاقاته حسنة مع جيرانه الأقوياء في الشمال. لكن سفارة هذا الملك توقفت في ولاتة نظرا لوفاة منسا سليمان وحدوث نزاع على الحكم، إلى أن قبض على زمام الأمور منسا جاطا الذي أراد بدوره أن تكون له علاقات مع المرينيين فأمر بصرف الهدية إلى ملك المغرب و "ضمن إليها حيوان الزرافة الغريب الشكل العظيم الهيكل … فوصلوا إلى فاس في صفر سنة اثنتين وستين وكان يوم وفادتهم يوما مشهودا جلس له السلطان ببرج الذهب".[46] ولنا صورة أخرى عن توطيد هذه العلاقات المتمثلة في زيارة الرحالة المغربي ابن بطوطة للسودان سنة 753هـ/1347م موفدا من طرف السلطان أبي عنان المريني إلى السلطان منسا سليمان السابق الذكر.ولا تخفى أهمية رحلة ابن بطوطة إلى المنطقة و دورها في التعريف بها ومساهمتها في تقوية واستمرار التواصل . وذكر ابن بطوطة أن أبا العباس الدكالي كان قاضيا في عهد السلطان منسا موسى.كما اعتمد ابن فضل الله العمري في كتابة مسالك الأبصار على مغربي آخر دخل إلى مالي هو سعيد الدكالي، والذي يقول عنه الشيخ الثبت الثقة[47]. بالإضافة إلى البعثات الرسمية والسفارات التي تبودلت بين ملوك بني مرين وملوك مالي، فإن العلاقات التجارية كانت تسير سيرها المعتاد ونفس الشيء بالنسبة للعلاقات الثقافية إذا كانت وفود أهل السودان تأتي إلى المغرب لتتعلم في مراكزه الثقافية المشهورة إما بفاس أو مراكش أو درعة، وتقابلها وفود العلماء المغاربة الذين يذهبون إلى مالي ليدرّسوا بها، خاصة بعد عناية ملوك مالي ببناء المساجد، ووجدت جاليات مغربية من التجار والعلماء سكنت ببلاد السودان حيث كان القادمون من بلاد المغرب ينزلون عندهم، وقد استضاف بعضهم ابن بطوطة.[48] وتتوقف هذه العلاقات أحيانا نتيجة الاضطرابات في كلا البلدين، أو يشوبها بعض التوتر كما حدث في سنة 1366م عندما لجأ السلطان المريني عبد الحليم إلى السودان عند مارى جاطا، فرارا من أخيه ومنافسه على العرش أبي زيان الذي عزله.[49] ومع اشتداد النزاع حول العرش الذي أضعف الدولة المرينية وكذلك دولة مالي فإن كلا البلدين لم يفكرا في تنمية علاقاتهما من جديد نظرا لمشاكلهما الداخلية. وكيفما كان الحال فعندما تتقوى العلاقات السياسية بين المغرب والسودان أو تتدهور فإن التجارة تبقى قائمة بمهمتها على أحسن وجه كأساس أول وأخير للعلاقات بين الطرفين، كما تبقى العلاقات الثقافية مرتبطة بمجيء وفود طلاب السودان لنهل العلم بالمغرب أو ذهاب علماء مغاربة لتلقين العلم بالسودان. ـ الوطاسيون والسودان(876/1472الى961/1554) لنا صورة أخرى عن العلاقات المغربية السودانية في بداية القرن 16، وتمثلت هذه الصورة في رحلة الحسن الـوزان (ليون الإفريقي) إلى السودان، وتكون رحلته ضمن بعثة أرسلها محمد الوطاسي المعروف بالبرتغالي إلى السودان ويبدو أن تاريخها ما بين سنة 1513 وسنة 1515م. وتزامنت البعثة التي كان فيها الحسن الوزان، إلى السودان، مع ظهور الشرفاء السعديين بسوس (بويع محمد القائم بأمر الله سنة 915ه / 1509م)، لتنظيم عمليات الجهاد ضد البرتغاليين، وليدخلوا في نزاع مع الوطاسيين. وبالرغم من أن هدف هذه الرحلة غير واضح، حتى نتمكن من معرفة علاقة الوطاسيين بالسودان في بداية القرن 16. إلا أنه يمكن أن نستشف من معطيات الأحداث التاريخية،هدف هذه البعثة باعتبارها تعكس العلاقات بين المنطقتين. فمع بدء حركة الكشوف الجغرافية التي تزعمها الأمير هنري الملاح تمكن البرتغاليون عن طريق الغدر والحيلة،من احتلال ثغر سبتة بساحل شمال المغرب سنة 1415. ثم اتجهوا نحو الساحل الآطلسي واحتلوا عدة ثغور منها المعمورة وأزمور وآسفي وحصن فونتي . وأسسوا في إطار البحث عن مصادر الذهب،مراكز على الساحل الغربي من إفريقيا مبتدئين بأركين التي أسست سنة 1443. وسيراليوني سنة 1460 ومركز المينا على ساحل الذهب سنة 1432،وحاول البرتغاليون الوصول منها إلى مصادر الذهب بالسودان. وبما أن مملكة سنغاي كانت هي الدولة القوية بالسودان، وبما أن البرتغال متمركزون على شواطئ السودان الغربي فإنه ليس من المستبعد أن تكون بعثة الحسن الوزان،بهدف النظر في تحسين العلاقات بين البلدين على مختلف أوجهها الاقتصادية والسياسية والثقافية وتنسيق الجهود بين الدولتين لضرب البرتغال،وربما لطلب العون المادي. وقد وصف الحسن الوزان بلاد السودان في رحلته و ذكر مكانة الإسلام والغة العربية في المنطقة وإقبال السكان على شراء الكتب المستوردة من الشمال.وازدهار الحياة الثقافية . ولم ينس الحديث عن نشاط الحركة التجارية بالمنطقة. : الدولة السعدية والسودان الغربي(961/1554 الى1069/1659) يمكن القول إن العلاقات بين المغرب والسودان الغربي استمرت على نفس الوثيرة التي كانت بين مالي وبني مرين حتى القرن 16[50]، ومع تغير الحاكم السياسي لكلا المنطقتين، إذ سيتولى السعديون حكم المغرب، وسيحكم ملوك سنغاي منطقة السودان، ستتغير هاته العلاقات مع ميل ميزان القوى لصالح السعديين الذين سيسعون إلى الاستيلاء على مملكة سنغاي وثرواتها.
آخر تعديل السوقي يوم
02-15-2009 في 02:06 PM.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:09 PM |
أضواء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 06:05 PM |
ضوء على ممالك غرب افريقيا | السوقي | المنتدى التاريخي | 0 | 02-14-2009 05:54 PM |