عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2010, 05:02 AM   #25


الصورة الرمزية محمد أغ محمد
محمد أغ محمد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 78
 تاريخ التسجيل :  Apr 2009
 أخر زيارة : 09-27-2012 (01:03 AM)
 المشاركات : 299 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: فوائد لغوية منظومة من مقامات ناصيف اليازجي



مررت وقرأت واستفدت. وجزيتم خيرا.
لاحظت أن هذا الموضوع الغالي أقفر من اهله ملحوب.
وحتى لم أقرأه إلا الليلة .لذا أردت أن أشاركه بالآتي:
فعلا أفدتمونا كثيرا من حيث فقه اللغة، فهذه الفروق التي تهتم بها المقامة مما ينبغي على المثقفين معرفته، كيلا يقعوا في أخطاء، تفضحهم امام اللغويين. وهي كثيرا ما نقع فيها.
وإذا كنا لا نقرأ المعلومات (غير الدينية) بدون استفسار، وكان لنا الحق في طرح الإشكالات أقول:
أستسمح الإمام الحريري، وأستفسر شيخنا الذي نقل عنه هذه الفوائد الثمينة، في الآتي:
1: قوله: ومشت المرأة والمرأ سعى.
يفهم منه أنه لا يقال: سعت المرأة. ولا مشى الرجل. وهو ما يؤكده السياق، ويوضحه آخر الكلام. (وكلها قيود تكتب). وإذا كان كذلك فقد خطأ الإمام رحمه الله الجماهير كلها، ليس العامة فحسب. فسؤالي: ما هو الدليل المخصص؟؟ فكلمة (حبا) مثلا معروف أنها للطفل في مرحلة الحبو. وباقي الكلمات تقريبا هكذا (مقيدة) كما قال. لكن هاتان لا أرضى بتقييدهما حتى أطمئن بالدليل.
هذا إذا تسامحنا معه في التفريق بين (جرى/ سار) من حيث الإسناد إلى مخصص. فما نعرفه عن مقابل (سار) هو سرى) فكأنهم يقولون، السرى خاص بالليل. إن لم تخني الذاكرة.
2: قوله:أقل عدو الخيل يدعى خببا ** عليه تقريب فإحضار ربا.
أفهم منه أنه أضاف (التقريب) كنوع من أنواع جري الفرس، فإذا كان كذلك فقد خالف اكبر مصدر لتدوين العربية، هو الشعر الجاهلي، بل أمير الشعراء الجاهليين، حيث استفدنا منه أن (التقريب) هو اسم جري {تتفل}، وإلا فما الفائدة اللغوية من قوله:
له أيطلا ظبي وساقا نعامة *** وإرخاء سرحان وتقريب تتقل.
وإذا كان الحريري استفاد هذا النوع هنا أيضا فلم لم يزد (الإرخاء)؟؟؟
3: ناقض الإمام رحمه الله نفسه في ظني، عندما قيد (الدبيب) بالعقرب، حيث ذكره سابقا أول أنواع سير الإبل.
أوائل السير الدبيب للإبل.....
هذا كله بعد ما أطرقنا الرؤوس إجلالا للإمام، ولم نرفع يد المعارضة والاستكبار، وهو يلقننا هذه المراتب، التي تبدو في وقعها وإيقاعها تارة ليست مسلمة.
في مراتب السير. يخبرنا بالعسيج/ والوسيج، والزميل.... والاندفاق كأقصى السرعة. مع أنهم أيضا يقولون: سير نص. أقصى السير. انظر : تاج العروس مادة {ن ص ص }.
وفي مرتب النخيل كان لنا الاستفسار بعد أن أذعننا للفسيلة، التي يدل إيقاعها وجرسهاعلى الصغر، أما (الجبارة ) فهل نسلم بأن( الباسقة) أكبر منها، ثم (السحوق)، على أن (ثم) هنا أفقدها الإمام خاصيتها (التراخي) حيث استخدمها في العلو والصعود.
وفي مراتب الجيش: أية دلالة لغوية صوتية، نقلية ... تجعل (الخميس) أقوى وأكبر من (الفيلق) ؟
الدلالة الموسيقية تنقض ذلك أصلا، فالصوت الجهير (الفاء) متبوعا بالشجري، فالجهير (اللام) إلى صوت القلقلة( القاف) كلها مما يدل على القوة أكثر من الخاء ... إلى المهموس (السين). ...في (الخميس)؟؟؟
لكن كما قلنا، بإمكاننا أن لا نفسد على الإمام الحريري طرفته (التغريبية) وهو يمتعنا، فلا نقول : استزاد... لأنه متعنا.. لا نبالي ونحن في تلك الأيام في الدولة العباسية التي مالت نفوسنا نحو النهم والشره للفن والإغراب.
كل ما أريد قوله هنا أننا لا ينبغي أن نتلقف المعلومات هكذا... بدون مساءلة.
خصوصا تلك التي حفظت في الدواليب الفنية.


 
 توقيع : محمد أغ محمد

اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا
وعملا متقبلا


رد مع اقتباس