عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2011, 12:35 PM   #20
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-15-2024 (09:22 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطبة :ابراهام لنكولن



(خطبة للنكولن )
1865 ) زعيما لحزب تحرير العبيد في الولايات المتحدة – كان ابراهام لنكولن ( 1809
الاميريكية ثم رئيسًا لهذه الجمهورية الكبرى. وربما لم تقع في العالم حرب أشرف
من هذه الحرب. فقد انشطرت الأمة شطرين: احدهما المؤلف من أهل الشمال
يقودهم لنكولن يرغب في محو العبودية ورفع الزنوج إلى مرتبة الأحرار. ولم تكن
لهم مصلحة مالية في ذلك ولم يكن لهم مأرب خاص وإنما غايتهم تحرير الإنسان.
وكان الشطر الثاني مؤلفًا من أهل الجنوب وكانوا يستوردون العبيد من أفريقيا
ويستغلونهم في مزارعهم فيسخرونهم لأعمالهم يشتغلون نهارهم بلا أجر لا يأخذون
من أسيادهم سوى كفافهم من الطعام. واشتعلت الحرب وانهزم أهل الجنوب وفتح
بذلك للإنسان فتح جديد في المبادئ الأدبية العليا. وقد ألقى لنكولن الكلمات الآتية
في خطبة افتتاح عهد الرياسة الثانية. قال:
أبناء وطني: في وقوفي الآن أمامكم للمرة الثانية لكي أقسم يمين عهد
الرياسة لا تتيح لي الفرصة أن أسهب في الكلام بمقدار ما فعلت في المرة
الأولى. فقد كان من المناسب في ذلك الوقت أن ألقي أمامكم بيانًا مفصلا
بعض التفصيل عن الخطة التي أزمعنا إتباعها. أما الآن فبعد انصرام أربع
سنوات تليت فيها تصريحات عمومية عن أماكن النزاع ووجوهه — هذا
النزاع الذي لا يزال يستغرق جهود الأمة وهمها — فليس لدي من القول
مما جد سوى القليل. فإن تقدم جيوشنا الذي يتوقف عليه كل شيء آخر
معلوم لديكم كما هو معلوم لدي. وإني أعتقد أنه تقدم يجب أن نقنع به
ونتشجع منه. ولست أجرؤ على التنبؤ ولكن رجائي في المستقبل عظيم.
وقد كانت أفكارنا في مثل هذا الموقف منذ أربع سنوات تتجه نحو حرب
أهلية وشيكة الوقوع. وكنا كلنا نخشى هذه الحرب. وكنا كلنا نبحث عن
السبيل إلى تجنبها. وبينما كانت الخطبة الافتتاحية تلقى من هذا المكان
وكانت كلها تدعو إلى الاتحاد وتجنب الحرب كانت العوامل الثائرة تعمل
في المدينة لتمزيق هذا الاتحاد بدون الحرب وقسمة الغنائم بالمفاوضات.
وكان كلا الحزبين يكره الحرب ولكن كان أحدهما يؤثر الحرب على تمزيق
وحدة الأمة. فكانت الحرب.
كان العبيد السود يؤلفون الثمن من سكان هذه البلاد ولم يكونوا
متوزعين بالتساوي في أنحائها وإنما كانوا يسكنون الجنوب. ومن هؤلاء
العبيد كانت تنتفع أناس منفعة خاصة عظيمة. وكلنا كنا نعرف إن
هذه المنفعة ستثير الحرب. وكان الثائرون الداعون إلى تمزيق وحدة الأمة
يقصدون إلى تقوية هذه المنفعة وتخليدها ومد شبكتها ولم يكن قصد
الحكومة إلا تحديد هذه المنفعة وقصرها على مكانها دون أن تتسع دائرتها
إلى ولايات أخرى. ولم يكن أحد الحزبين يتوقع أن تبلغ الحرب هذا المدى
أو تطول إلى هذه المدة كما لم يكن أحدهما يتوقع حسم النزاع والإتفاق
قبلما تعرف نتيجة الحرب. فكان كلاهما ينتظر انتصارًا سهلا أهون في
النتائج وأقل في الروعة. فكلاهما يقرأ إنجيلا واحدًا ويصلي لإله واحد.
وكلاهما يدعو لله أن يعينه على خصمه. وربما يتراءى لكم من الغريب أن
يدعو إنسان ربه لكي يؤيده في انتزاع الخبز من عرق جبين الآخرين ولكن
لنترك الحكم على الناس حتى لا يحكم علينا. ولم يستجب لله لدعوات
أحد الحزبين استجابة تامة لأن للخالق مقاصد لا ندركها.
وإذا نحن اعتقدنا أن هذا الرق الأفريقي هو أحد تلك الذنوب التي
قدر لله حدوثها في وقت ما وأن هذا الوقت قد انقضى بحكم لله وأن
عنايته الإلهية قد قضت بأن يزيل هذا الذنب وأنه قد واجد هذه الحرب
الهائلة لهذا القصد فهل نجد في هذا مخالفة للصفات الإلهية التي يؤمن
المؤمنون بوجودها في لله؟
وإنا لنرجو الرجاء كله ونصلي الصلوات الحارة لكي تنتهي هذه
الحرب العتيدة وتزول بليتها عنا. ولكن إذا كانت إرادة لله قد قضت بأن
تستمر هذه الحرب حتى تأكل الأموال التي تكدست من كد العبيد كدًا
غير مكافأ مدة مائتي وخمسين عاما وحتى يأخذ السيف من دم سادة
العبيد مقدار ما أخذه هؤلاء بالسوط من دم عبيدهم كما قيل منذ ثلاثة
ألاف عام فيجب أن نقول إن إرادة لله هي الإرادة الصادقة وهي الإرادة
الحقة.
فلنجاهد في إنهاء هذا العمل الذي نحن فيه وصدورنا خلو من النيات
السيئة نحو الناس وقلوبنا تفيض بالتسامح نحو الجميع ثابتين في الحق
كما يرشدنا إليه لله حتى نضمد جراح الأمة وعلينا أن نعنى بذلك الذي
اصطلى بنار الحرب ونعنى بمن تركه من الأيامى والميتمين. وأن نعمل كل
ما يهيئ لنا صلحًا دائمًا بيننا وبين جميع العالم.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس