عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-12-2009, 11:08 PM
أبو حاتم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 50
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5550 يوم
 أخر زيارة : 04-18-2009 (10:32 PM)
 المشاركات : 4 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : أبو حاتم is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ضوابط وقواعد فهم السنة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فلا تخفى أهمية السنة النبوية لدى المسلم، ومع ذلك أنوه بعدة أمور
الأول: اتباع السنة من مقتضيات شهادة أن محمدا رسول الله التي هي أحد شقي كلمة التوحيد.
الثاني: تعلم السنة واتباعها منجاة من الفتن التي تلاطمت أمواجها (ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليه بسنتي)
الثالث: تطبيق السنة في واقع حياة الفرد، هي البداية العملية لاستعادة مجد الأمة الضائع لأسباب منها:البعد عن السنة تعلما وتعليما، وفهما وتطبيقا.
وقد ألفت مؤلفات جمة في الموضوع فلأكتف بهذا ولأدخل إلى الموضوع:
لقد لاحظ الجميع العودة المباركة إلى السنة النبوية حفظا ودراسة وعملا، وهذا أمر نفرح به وسعدنا، إلا أنه واكبه خطأ بل أخطاء في فهم السنة، ولذلك حرص العلماء قديما وحديثا على وضع ضوابط وقواعد لفهم السنة، وأستعين الله على ذكر جملة مختصرة من ذلك.
(فأولا): يلزم المسلم التأكد من أن ما بين يديه حديث صحيح، ومعرفة صحة الحديث تتم بأحد ثلاثة أمور:
1) أن يكون في الكتب الملتزمة للصحة، وهي على قسمين:
- قسم أجمع العلماء على صحة أحاديثه إجمالا: وهما صحيح البخاري، وصحيح مسلم، فمتى كان الحديث فيهما فقد جاوز القنطرة (كما عبر به الذهبي)
- قسم أغلب وجل أحاديثه صحيحة، على تفاوت بين الكتب في ذلك، ومنها: موطأ الإمام مالك (إذا كان الحديث متصلا) ومنتقى ابن الجارود، وسنن النسائي الصغرى (إذا لم يحكم على الحديث بالرد). وصحيح ابن حبان، وصحيح ابن خزيمة. فأغلب الأحاديث غير المنصوص على الحكم بردها في هذه الكتب = في حيز القبول.
2) أن يحكم إمام معتبر على على الحديث بالصحة، وتجد ذلك كثيرا في جامع الترمذي (ووهم من فهم من كلام بعض العلماء الحكم عليه بالتساهل) وفي كتب التخاريج، وهي كثير معروفة.
3) أن يدرس الباحث سند الحديث ويجمع طرقه ويتوصل إلى الحكم عليه بالصحة، وهذه منزلة عالية، رغم كثرة من يدعي الوصول إليها، فدونها خرط القتاد.
(ثانيا): جمع روايات الحديث: فبعد معرفة أن الحديث صحيح، لكن يمكن فهمه بعيدا عن طرقه الأخرى:
- فقد يكون الحديث مطلقا تقيده رواية أخرى.
- وقد يكون الحديث عاما تخصصه رواية أخرى.
- وقد يكون الحديث مبهما توضحه رواية أخرى.
- وإذا جمعت طرق الحديث فقد تجد بينها تعارضا تحتاج معه إلى الخطوة التالية
(ثالثا): جمع الأحاديث الأخرى الدواردة في الباب ، فقد قال إمام فقه علل الحديث: علي بن المديني: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" وكل ما ذكرته من فوائد جمع طرق الحديث فهو في جمع شواهد الحديث حري إن لم يكن أحرى، وزد على ذلك
- رفع التعارض بين الروايات.
- الترجيح بين مختلف الروايات.
- الحكم بالنسخ على بعض الأحاديث.
وليس بوسع كثير من الناس القيام بهذه الخطوة فلا بد من: الخطوة الرابعة وهي:
(رابعا) : الرجوع إلى مصادر فقه السنة، وهي أنواع:
- كتب غريب الحديث.
- كتب ناسخ الحديث ومنسوخه.
- كتب مختلف الحديث.
- كتب التخاريخ ( فقد تجد فيها دررا مما سبق).
- كتب الفقه: حيث تتناول الأحاديث التي يستدل بها الخصوم...
وهناك كتب أخرى لا بد لك من الرجوع إليها تجمع لك ما ذكرت وما لم أذكر، وهي الخطوة الأخيرة.
(خامسا) : الرجوع إلى كتب شروح السنة وهي كثيرة لا تحصى.
وبهذه الخطوات نستطيع أن نفهم السنة النبوية فهما صحيحا، ومع ذلك يجب علينا أن نحذر من مزالق يقع فيها بعض من يسلك طريق هذه الخطوات فلا يصل إلى الغرض، ومنها:
1) الحكم المسبق: كأن يضع الإنسان معنى (يشتهيه للحديث) ويبحث في الكتب عما يعضد قوله.
2) تقليد بعض الشراح والدوران في فلكه، وعدم البحث في الكتب الأخرى ( إذ لا يغني شرح عن سواه) مهما طال ذاك وقصر هذا .
3) إهدار بعض أقوال العلماء، بدعوى عدم التخصص أو الطعن في العقيدة، أو الانتماء لمذهب فقي معين.
أخي القارئ هذا بعض ما اخترت لك مما ذكره أهل العلم، ولم أمثل ولم أفصل طلبا للاختصار وطمعا في أن أطبق ما ذكرت مع أحاديث ستراها قريبا إن شاء الله.

أخوكم
أبو حاتم السوقي



 توقيع : أبو حاتم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


آخر تعديل أبوعبدالله يوم 08-05-2010 في 10:55 AM.
رد مع اقتباس