لك كل الشكر يا أبا عبد الله على مشاركاتك النيرة المنيرة، وقد استفدنا كثيرا، وسأتطفل على موضوعك بما أنه جزء من( بحث تخرج) المتواضع، وبحثي بعنوان: [ الأسطورة الشخصية في شعر المتنبي قراءة في لا شعور النص].
فألفت الانتباه إلى هذا المصطلح من الناحية النقدية:
إن مصطلح النرجسية كما نفضل به الأستاذ أبو عبد الله من المصطلحات النفسية، التي استوردها الأدباء، بعد ما التقى النقد بعلم النفس، فيما يعرف ب(التحليل النفسي)، وذلك بفضل العالم النفساني الشهير/ سيجموند فرويد، وهو أول من أطلق هذا المصطلح على المصابين بعقدة الإعجاب بالذات، وتضخيم الأنا، وقد استقاه من تلك اللأسطورة اليونانية التي ساقها الأستاذ/ وللعلم فإن بعض الروايات تقول : إن نرجس من شدة جماله عشقه جم من الجنسين (الذكور والإناث) ولا يلتفت إليهم، من شدة إعجابه بنفسه، وأن هناك من انتحر وقتل نفسه، بعد الاخفاق في الحصول على حبه، ودعا آلهة الصبر (أراماتوس) لكي تنتقم منه، وفعلا أجابت الآلهة. فقضى نحبه، عند ذلك النهر الذي رأى عبره صورته الشخصية، فوقع في حبها لأول مرة، وما يلبث حتى يكتشف بأنه صورته، فيندم ندما، إلى آخر ما ساقه أبو عبد الله.
أما الناحية الأدبية فقد أكد فرويد المذكور أن الأدب عبارة عن تلبية تخيلية لما في منطقة اللاشعور، وليس إلا،
وبالتالي فستتمظهر تجليات ذلك عبر نصوص المبدع بدون إرادته،
وعندما طبقت هذه النظرية على المتنبي وشعره وجدتها واضحة هناك تماما، فمن النتائج التي توصلت إليها:
أنه إذا كان لليونان نرجس في أساطيرهم الشخصية، فإن للعرب نرجسا أكبر منه في دواوينهم الشعرية، ألا وهو المتنبي !!
وهو القائل:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تسعى به قدم
وهو القائل: أي عظيم أتقي ** أي محل أرتقي ** وكل ما خلق اللـ ** ـه وما لم يخلق ** محتقر في همتي ** كشعرة في مفرق.
وهو القائل: أنا عين المسود الجحجاح** هيجتني كلابكم بالنباح.
إلى آخر ما في ديوانه من التضخيم.
وربما سأوافيكم بمقتطفات من البحث .... وتحياتي.