عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 10:57 AM   #9
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مطالع الجيش العرمرم بقيادة رجالات إحدى قبائل إمُوشاغْ كل برم



التوطئة

هذا ولما كان الطوارق شعبا عظيما عريق التاريخ عموما، وخاصة في صحرائه، كان من الطبيع جدا عند أرباب القلم البار بأمته، أن يبحثوا عن تاريخه المجيد، فيجمع منه ما سيعثر منه من أي مصدر كان من مصادر التلقي المقبول.
والطوارق في معرض التقريب شعب كامل كبير تحته مئات القبائل، المختلفة الأجناس، والأنساب والأدوار الحياتية.
وهو اسم بحثت عنه وعمن من يطلق عليه كجنس من المجتمعات الأزوادية، في سبيل تحقيق من يتناوله بالتحديد الدقيق الذي لا مرية فيه، دون غيره.
ومع ذلك كله فلم أجد قبيلة دون أخرى من كل تماشق، هي أحق به من الأخرى، ولو في حق إموشاغ كما يزعم البعض، إلا كما لأموشاغ من حق التمكن فيه، كتمكنهم تمكن أمة أصيلة في مسمى مجتمعاته الشهيرة باسم: كل تماشق، سواء بسواء، مع أن اسم كل تماشق، من حيث اشتقاق لفظ: تماشق، من المادة راجعة إلى لفظ: إموشاغ...
لذا فهنا أسئلة تطرح نفسها على حد تعبير أرباب هذا التعبير، تشتمل على ما يلي ـ بإذن الله تعالى ـ من الطرح الحاوي هذه الاستفهامات، هل يحمل:
· اسم الطوارق، غير ما يحمله اسم: كَلْ تَماشَقْ؟.
· اسم الطوارق هل أطلقوه على أنفسهم، أم غيرهم الذي أطلقه عليهم؟
· فإذا كان الطوارق هم الذين أطلقوه على أنفسهم من هو المطلِق، ومن هو المطلَق عليه؟
· فإن كان غير الطوارق هو الذي أطلقه عليهم، فمن هو المطلِق، ومن هو المطلَق عليه أيضا، من بين قبائل كل تماشق؟...
فأما أنا فعلى حسب ما وقفت عليه ليس فيه ما يفيد الفرق بين اسم: كل تماشق، وبين اسم: الطوارق.
أما وجود فرق بين الاسمين في أن مسماهما مختلف، فلم أقف عليه ـ اللهم غير ما يحكى في معرض التحكمات من بعض كتاب الصحراء الأدعياء.
ومع ذلك لا تعدم من بعض أولئك الأدعياء من تجد في كتابته تحديدات هي من ضرب التحكم الضعيف نقلا وعقلا...
فمن أولئكم من يحدده بأموشاغ، دون غيرهم، فيطالب هؤلاء بدليل مؤصل أو عقلي يؤيد مثل تلك التحكمات...
وأبعد من ذلك ما رأيته لبعض المغربين من كتاب المنطقة يحدد اسم الطوارق تعريفا، بأن: الطارقي من يتلفظ بالخاء نطقا في موطن الحاء.
وقل ما شئت في مثل ذلك من التهرب من الحقيقة التاريخية الشفافة، إلى ما يشبه أضغاث أعلام من أسطورة شبه الخرافة.
هذا فلما أجد ما يؤيد تلك التحكمات بحثت أيضا عن السبب الذي دعا الأدعياء، إلى نفي اسم الطوارق عن بعض قبائل كل تماشق، فلم أجده إلا في منظور واحد، وهو أن اسم الطوارق عنده، يطلق على قبائل عجمية، وهو ومن في شاكلته عربي الأصول...
فبناء على ذلك يطلق اسم الطوارق على قبائل إموشاغ تارة، أو إمغاد، أو...
ونسي أو تناسى أن في قبائل إموشاغ، منها من لديه حيازة نسب الشرافة، كقبيلة: إقودارن، من قبائل إموشاغ، وكذلك في قبائل إمغاد، وقل مثل ذلك في قبائل إفوغاس، وفي قبائل...
فمن هم الطوارق في تلك القبائل من غيرها: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
وإن تعجب فعجب أمر أوئلك، ومن نهج منهجهم الضعيف.
مزاعم من نسج الخيال، الذي لو فاتحت مع مدعيها تحقيقا في تخصيص اسم الطوارق بقبيلة ما في معرض تحرير محل النزاع لتصل به من ليس بطارقي من غيره في مجتمعات كل تماشق، لضاق به التعريف ذرعا في معرض التحقيق.
اللهم إلا أن يعيد إطلاق اسم الطوارق إلى اسم مرادف لاسم: كل تماشق، فما يشمله هذا الاسم يشمله الآخر، ممن يتحقق فيه تاريخيا إنه من القبائل المعدودة في كل تماشق.
وقد وصل التكلف بأولئك مبلغا الذي منه ما سبق من ضعف تعريفا، وبرا بمجتمعات أفقه، خاصة مجتمعه الطارقي الأصيل، علما أن هؤلاء لو تمسكوا بعروبة الطوارق جملة، لكان أحق بهم من التحكم، ثم يثبت لنفسه أصالة نسبه فيهم، من الشرافة والأنصارية، كما أن كل تماشق هم الطوارق أنفسهم جملة وتفصيلا، وكل من له حيازة أي نسب يسلم له، لقاعدة: الناس مصدقون في أنسابهم.
علما أن موضوع الأنساب والتحقيق فيها موضوع يحتاج إلى مزيد جمع لكثرة من يدعي حيازة نسب العروبة من شرافة وغيرها لدى كثير من سكان أزواد.
ثم تكون مرحلة التحقيق بعد مرحلة الجمع الشامل، عند ذلك يفتح المجال أمام أهل التحقيق في القول بالنفي والإثبات بعلم، لا بمحض رؤية الفضل على الغير.
هذا وقديما قيل: كما تدين تدان. وذلك أن كثيرا من أرباب رفع لواء عروبة أنفسهم، دون غيرهم، تجد قلما من الأقلام العربية، تنفي عنه ما ادعاه من العروبة، وإن أخطأ النافي لعدم امتلاكه يقينا ولا غلبة ظن في دعوى نفي نسب المنفي عنه ذلك النسب.
وإنما هو ينفي بمجرد الظن المحض، الذي هو: أكذب الحديث.
ولو قلنا إن المثبت لا يمتلك سوى الظن، فإن ظنه لا ينفى بظن طرف آخر، على قاعدة: الباطل لا يرد بباطل آخر.
وعلى كل حال فإن الطوارق، أو كل تماشق، يحتاجون إلى من يحسن إليهم، لا من يسيء إليهم في الكتابات وفي المجالس بالبراءة منهم، بعد أن كان لا يعرف إلا بهم، كما أنه لا يزال يعرف بهم، وإن تزمل ـ لا سيما إن اغترب عن مسقط رأسه بينهم ـ في ثوبي الزور.
بل ينبغي عليه وعلى كل ذي قلم من أفقهم، فضلا من لا يعرف من بينهم إلا بهم، لا بغيرهم، أن يبر بهم بالتعريف عنهم، وذكر مآثارهم، لا أنه من الثريا، وهم من الثرى.
هذا فإذا تحرر ما تقدم آنفا، فإني لا يسعني إلا أن أبحث عن كل منقبة لهم، ولإخوتهم من سكان أزواد، وخاصة قبائل إموشاغ، التي لعبت دورا سياديا سيادة وسلطة، بكل مهارة، وشجاعة، وجدارة، وعزة، ومنعة، وبسالة، تم بفضل لله، ثم بهم قادوا قيادة كبيرة عبر عصور مضت عصبية بحروب شرسة، مع كل من رام أن يدخل بهم صحراءهم، دخول قوة، لاستباحة بيضة أهلها...
ولقد قاموا بذلك خير قيام، في جبهات قتالية معززة برجالات بقية قبائل الطوارق الأخرى، لأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الطارقي الأبي...
لكن قلم التاريخ حينما يتناول تاريخ فرد، أو أسرة، أو قبيلة، أو قوم، أو شعب، أو أمة، تكلم عن المعني فقط دون غيره، ما لم يتصل ذكره بغيره.
فكذلك أنهجه هنا وفي غيره، وأرجئ الحديث عن بقية المجتمعات ما لم يأت ذكرها قبيلة قبيلة.
فإذا جاء دور الكلام عنها، أفردنا ذكرها بتاريخها جملة وتفصيلا ـ بإذن الله تعالى ـ ثم بعدها يأتي دور الأخرى...
فنتكلم عنها ـ إن شاء الله تعالى ـ بشفقة ومحبة وتقدير، بما يكاد أن يقرأ قارؤها تبركا بقوله تعالى: وللآخرة خير...


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 11-07-2013 الساعة 09:45 AM

رد مع اقتباس