التمهيد
إن التاريخ فن يهتم بحياة البشر بصفة خاصة قرنا قرنا، فيتناول آثار كل جيل منهم ذما أو مدحا.
فكانت كل أمة رزقت من يكتب لها تاريخها خلد ذكرها، فكلما طال نفس كتابها من أخبارها طال ذكرهم ما يتعلق بذلك الجيل من وصف وأسامي بلدان، بعد ذكر ما يتعلق بخصائص طبقات الأعيان.
ما مد المتأخر بثروة معرفية متنوعة كبيرة موروثة عمن سبق من الأمم جيلا جيلا ، جعلت كتاب التاريخ يتفننون في تصنيفها، فمنهم من صنف في طبقات أرباب العلم، بل منهم صنف في الطبقات نفسها فصنف منها:
· طبقات المفسرين.
· طبقات المحدثين.
· طبقات الفقهاء.
· طبقات اللغويين.
· غير ذلك من مصنفات في طبقات أهل العلم والمعرفة، ومنهم من مصنفات في الأنساب، والقبائل ومصنفات تناولت إفرادا أجمعا المؤرخين والشعراء والأدباء،...
كما أن هناك من تناول في تنصيفه إفرادا أو جمعا أخبار:
· الملوك.
· السلاطين.
· الأمراء.
· الوزراء.
· القادة.
· الأبطال.
· مشاهير السادة.
· الأطباء.
· أرباب المهن.
· الأسخياء.
· الأغنياء.
· الدهاة.
· العباد.
· الزهاد.
· أهل التوبة والإنابة إلى الله تعالى.
· غير ذلك من ذوي الخصال المتنوعة والمختلفة أربابها ذكورا وإناثا.
بل من كتاب التاريخ من بلغ به نشاطه التاريخي والمعرفي أن صنف في تاريخ البلدان عموما وخصوصا...
وغير ذلك من المصنفات التاريخية، التي إن دلت دلت على توفر مادة كل مصنف منها نقلا، ثم ما يضيفه كتاب كل عصر من تاريخ عصرهم، على نحو ما سبقت الإشارة إليه.
لأجل هذا وما في معناه من أهمية تدوين كل مادة تاريخية نهجت نهج جمع ما أمكنني من تاريخ سكان صحراء أزواد على حد سواء.
من علماء، وسادات، وثورات، وقبائل، وذكر مضاربها من الطوارق وجيرانهم...
كل ذلك رجاء أن يمد في العمر في جمع شتات تاريخ هذا الأفق المنسي، لأجمع فيما بعد هذا الطور الأشباه والنظائر في مصنف واحد، وهكذا...
أو يأتي كتاب من كتاب الأجيال القادمة، قد بلغ جهده البار جمع النظائر والأشباه، فيجد شيئا مما جمع متعلقا بمادته فيأخذ منه ما يشاء، ويدع ما يشاء...
اللهم أنت المسئول وحدك أن تحفظنا من أن نضل أو نضل، واكتبنا ممن يحسنون صنعا في غير خطيئة أو إثم.