عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2011, 09:20 AM   #16
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



مناقبه ـ رحمه الله:
إن مناقب السوقيين جملة مناقب جميلة وجليلة، لا تعد ولا تحصى، فضلاً عن مناقب أفراد أعيانها الكثيرة الحسنى، فهي تفصيلاً مما لا يستحصى.
فكان المترجم له، ممن رزق الدرر الحسان في ذلك، وإن انقرض عصر العلم بها، إلاّ أن ما بلغنا من شعاع نضارها يغني في معرض الإشارات غناء ما ظفر به من المنقولات، وهي:
أن صاحب الترجمة كان بدراً من بدور زمانه، الذي بلغ في جلالة قدره العلمية، أنه ـ رحمه الله: هو قاضي أفقه من تغاروست إلى تمبكتو..
وكان من العلماء الأجلاء، المثنى عليهم بالصلاح والورع، كما أثنى عليه
بذلك الشيخ العلم المعمر والد المنقول عنه ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف...
هذا ما أدركنا من درر المناقب الحسان، التي بلغت في الكثرة الكاثرة المتواترة جيلا جيلا لدى آل السوق العلم والفضل نظماً ونثراً عند العلماء الأجلاء من أهل المعرفة الكبار ممن يعرف أفراداً منهم فضلاً عن قبائل لرجالات السوقيين العلماء الأبرار فيصفونهم بأنهم من أهل القدم الصدق في المآثر الحميدة الجليلة، من التبحر في العلوم، ومكارم الخلق، والزهد والورع والقوى...
على نحو ما ذكره البرتلي عن أحد أسلافهم: سيدي محمد الأمين السوقي نسباً الجبيهي داراً ووطنا ـ رحمهم الله: وكان لا يلتفت إلى كبير إلاّ بالاستقامة، وكان كثيراً ما يقول: ميزان الشرع امتثلاً واجتناباً بأيدينا، وهو الفصل بين الناس والمعيار..
ويمازح قليلا تلامذته بطرح المسائل وباللحن الخفي، ويلاعب صبيان أقاربه صلة ـ وصله الله تعالى.
فتح الشكور...151
درر الفوائد:
الدرة الأولى: حسن ما يتمع به سلف السوقيين من مكارم الأخلاق المرضية المؤصلة..
الدرة الثانية: اهتمام ذلك السلف الكريم بالعلم والهدى بالعمل بعلمهم، لأن عدم عمل العالم بعلمه جرم كبير، كما قال قائلهم:
وعالم بعلمه لن يعمــــــــــــــلا**معذب من قبل عباد الـــــــوثن
فكل عالم وقف بعلم على حق فإنه لا يجوز له العمل بما سواه، وإن كان على خلافه من لا يحصى كثرة من الخاصة والعامة، إلاّ في معرض الضرورات التي تبيح المحظورات...
العلم قال الله قال رســـــــــوله**قال الصحابة هم أولو العــــــرفان
وما أحسن ما كان الإمام ملك ـ رحمه الله ـ ينشده:
وكل خير في اتباع من سلـــف**وكل شر في اتباع من خــــــــلف
الدرة الثالثة: كون ذلك السلف الكريم بمنن لا تعد ولا تحصى، التي منها: أنهم مصدر تلقي طلبة العلم عنهم العلم جيلا جيلاً، وتفننهم المتميز باستعمال سنن العلماء في التدريس التي منها ترويض طلبة العلم على فهم العلم بمثل ما في هذا النقل، كما قاله الإمام السيوطي في ألفية مصطلح الحديث:
واختمه بالإنشاد والنــــــــــــوادر**ومتقــــن خرجه للقــــــــــــاصر
الدرة الرابعة: ما يتمتع به ذلك السلف الجليل العلم والفضائل التي منها صلة الرحم، التي بلغت أن يلاعب أسود غابات العلوم والفنون والمكارم العظام أطفال السوقيين صلة بسلفهم الكرام، وخفض الجناح بأفراخهم صقور العلم في جو سماء المعرفة عصرا عصراً، كما من شواهده ما أثر عن السوقي الجبيهي نفسه ـ رحمه الله ـ قال البرتلي: ووافق اشتغاله بالتعليم زمن الفتن والحروب والغلاء وتراكم الأهوال بوجوه، فلم يشغله ذلك كله عن التعليم، بل جاهد مجاهدة حتى فتح الله ـ ولله الحمد ـ وتصدر للتدريس من صغره في الفنون..
فتح الشكور...149
حقاً إن ادعى ابن أم كلثوم دعواه:
إذا بلغ الرضيع فينا فطــــــــاماً**تخر له الجبابرة ساجـــــــــدينا
فإن السوقيين نالوا أصدق معانيه حقاً في العلوم الإسلامية الشريفة، ما يبلغ به الأمر أن يعتلي الطفل السوقي الكريم بالعلم عرش تدريس العلوم والفنون في صغره قبل البلوغ، وهي من المناقب المتوارثة جيلا جيلا، إلى وقت قريب، وما زال أمل ذلك بارقاً في الطفل السوقي إلى حين كتابة هذه الأحرف ـ ولله الحمد.
لا تفرحن بتبرع ابني زيننا**بصوابه من قبل رشد يؤنس
كما قيل في بعض من أدركناهم شيخي الشيخ العلامة زين الدين الإدريسي السوقي التنغاكلي ـ رحمه الله...
قلت: ومما يذكر من تلك المنن الباهرات، في حق بعض أهل عصرنا ما صرح الدكتور محمد سعيد القشاط ، حين قال في مناسبة ما في عاصمة الثقافات ـ الرياض ـ لها مناسبة تذكر في موضعها ـ بإذن الله ـ فقال ما جوهر درره، أن قال: عجباً من أمر السوقيين في التبحر في العلوم الإسلامية، وتصدرهم فيها، أن كنت تلميذاً لأعيانهم هناك ـ أي: في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ أيام كنت في جمع مادة الرسالة العلمية: الطوارق عرب الصحراء.
وأنا اليوم تلميذ لشبابهم هنا..
وذلك حين عاين هو وغيره من الشخصيات العلمية الحاضرة من الدكاترة وغيرهم شيئاً من مهارات شباب السوقيين في ضروب من العلم والأدب والثقافة متميزة، ما جعله يستغرب تمتعهم بتلك المقامات العلمية الجليلة الملاحظة في عدد من مستوى من في سنهم.
ومن درر مجلس ليلة الجمعة الآتية ـ بإذن الله ـ ليلة الفضائل المنثورة، ما يعد من فضائل فضلاء العصر الجميلة المورثة المشهورة، ذلكم ما حكاه أبو عبد الرحمن السوقي الخرجي الشيخ محمد ابن شيخنا الشيخ أحمد الإدريسي ـ حفظه الله ـ: أن رجلاً من قبيلة العرجان في منطقة الخرج من معارفه، قال له عجبت منكم، ما علمت قبيلة كل من عرفت منها طالب علم إلاّ قبيلتكم، فما إن تعرفت بأحد من شبابكم إلاّ وجدته من أهل العلم...
يا سليلي الكرام أنتم حمــــــــــــاة**ووعاة فعوا عهود اليـــــــــراعة
كما وصاهم به أحد سلفهم الأعلام الكرام الشيخ العلامة السلفي إغلس الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
الدرة الخامسة: ما تتمتع به قبائل السوقيين من التفنن في العلوم على مختلف قبائلهم التي منها قبيلة: بوجبيها.
فبوجبيها قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف عندنا وعندهم، بل وعند غيرنا كما في نقل البرتلي السابق الذكر.
فنقول كما قلنا في الإشارة إلى قبيلة إروان السوقية، من أنه نرجو أن يمد في العمر بخير حتى نتمكن من زيارة قبائل السوقيين قبيلة قبيلة اللاتي منها قبيلتي بوجبيها وإروان، لنسلط الضوء على تاريخهما الجميل المناقب، الجليل المراتب...
هذا ومما يذكر ويشكر للأستاذ الفاضل الأديب السوقي الخرجي النبيه الأريب ما قاله لي فيما نحن بصدده، أن أفادني بحديثه العزيز الصحيح كما في قوله:
إذا مر عليك في الكتب نسب: الجبيهي، فاعلم أنه نسبة إلى: بوجبيها.
وكانت تلك الإفادة المشكورة أتحفني بها ليلة الجمعة البارحة 9/11/1432هـ
في منزله الكريم في الخرج، حين زرته فزارني الفضل والكرم، على موائد المحبة والمودة ولأنس، فضلاً عن كرم الضيافة من موائد الحيس، كأن أضلاع مشوي ذبحها أضلاع عجل ثمين حنيذ، ونحن في جو سعادة أخوي متينة ـ اللهم زد وبارك ـ إذا نحن بالشيخ الفاضل نجل الشيوخ الكرماء الأفاضل الأستاذ، ذلكم الشيخ عبد الأول نجل العلامة المحدث أحد أسلافنا البدور الأعلام الشيخ حماد الأنصاري ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
فازداد الأنس في أبدع معانيه، وانتقل بنا الحديث إلى الاستماع الشيق بما شنف مسامعنا به الشيخ أبو عبد الرحمن السوقي الخرجي، حين قرأ علينا بعض قصائد السوقيين، من ديوان الأدب ـ كتابه الذي هو كاسمه ـ: أنوار الشروق على بعض شعر شعراء أهل السوق.
فكان مما شنف به مسامعنا قصيدة الشيخ العلامة السلفي إغلس بن محمد بن اليمان الإدريسي السوقي المَرْسِي، في رثاء الشيخ العلامة العلم الداعية السلفي عبد الله بن المحمود الأدرعي السوقي التِّيسِي ـ رحمهما الله رحمة واسعة ـ والقصيدة طويلة منها قوله:
إن كنت أسلو فلن أسلو حياتي عن**قوت الفؤاد بَلالي نَهلتي عَللي
إنسان عيني روحي أستريح به**وفي مريئي مثل الراح والعـــسل
من أرضعته لبان المجد في صغر**عناية الله لم يطـــــبع على خلل
بالمجد حنك لم يجرع تكالــــــــفه**بعد البلوغ فلن يلجأ إلى مــــلل
وراودته المعالي قبل نشـــــــــأته**عن نفسه فرآها أول العــــــمل
وساعدته مساعي النجح تقـــــذفه**حتى انتهى لجوار سيد الرسل
هناك عاين إيقانا بــــــــــــــلا نبأ**عين الشريعة بالتفصيل والجمل
دعجا الحقيقة تقذي كلما طرفت**زرق الأباطل في سهل وفي جبل
الجود إن كان علقاً فهو جوهره**والعلم بحرا عميقا فهو عم وسل
وهذا وقد مازج ذلك الجو الجميل الماتع بحديث في جلالة تاريخ السوقيين، لأنه تاريخ علم متنوع الفنون، فعاب الجميع ما أصيب هذا التاريخ من عدم الجمع له قديماً بل حديثاً، فكل أدلى بدلو من الاقتراحات النيرة التي منها قول الشيخ عبد الأول ـ حفظه الله ـ لو اجتهد في تصنيف كتاب مستقل بعنوان: فضائل السوقيين.
فقلت له موافقة: إن لابن حزم كتابا باسم: فضائل أهل الأندلس.
وهو كتاب تناول مآثر علمائها ممن تقدم ابن حزم، ومن كان من أهل عصره ـ رحمهم الله.
فمضى في حديثه أي: الشيخ عبد الأول الشيق قائلا: ما كنت أعلم أن أحداً يستنكر اللقب السوقي إلاّ في وقت قريب جدا، قال ذلك في معرض عدم استساغته ذلك الإنكار...
ثم مضى الحديث بنا إلى أهمية الكتابة في تراجم علماء السوقيين القدماء منهم والمتأخرين..
فكان مما أفادنا به ما صدر من ترجمة الشيخ العلامة العلم الشهير أبو بكر التمبكتي، ضمن تراجم قام بها طالب علم تشادي ـ شكر الله له.
وكان هذا العلم من علماء السوقيين المشرقيين الأعلام الذين لم ينالوا ما يستحقون من الذكر الجميل في معرض التراجم في مصنفات المشارقة، اللهم سوى ذكر يسير جدا.
ومثله في الذين قصر في حقهم الشيخ الداعية السلفي الجبل الشامخ عبد الله المدني ـ رحمه الله ـ الآنف الذكر الذي من فضل الله على الأجيال ترجمة الشيخ العلامة حماد الأنصاري له المضمنة في كتاب الجموع لجليسنا الكريم الشيخ عبد الأول ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
قلت: فمما لا شك فيه أنه ما تجرأ من تجرأ على النيل من السوقيين إلاّ جهله المطبق لتاريخهم العلمي الجليل، أو لتجاهله لفضائلهم ودورهم العلمي التاريخي القديم والحديث الجميل.
ولست براضي الجهل خدنا وصاحبا**ولكنـــني أرضى به حـــــــين أحرج


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 10-10-2011 الساعة 09:34 AM

رد مع اقتباس