عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2011, 08:19 AM   #14
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



ترجمة الشيخ العلامة الحسن بن عيسى الإدريسي السوقي الجنششي ـ رحمه الله.
مولده:
إن مما صعب عليّ تحديد ولادة هذا العلم الشامخ، لذهاب أقرانه من معاصريه، ولم يتسر أيضاً لي الوقوف على شيء مدون في آثاره، فضلاً عن ترجمة له نسوق منها ما نشاء من دررها...
فبقي تقريب ولادته ـ رحمه الله ـ بأنه من المخضرمين بين القرن الثالث عشر الهجري، والرابع عشر، كما تفيده سنة وفاته الآتية ـ بإذن الله.
شيوخه:
إن ما قيل في الولادة، يقال أيضاً في نشأته العلمية، خاصة في جانب شيوخه الفطاحلة الأعلام، إلاّ أن من المعروف أن السوقيين من العلماء قبيلة قبيلة ـ ولله الحمد ـ من قرون عديدة، إلى حين كتابة هذه الأسطر ـ اللهم زد وبارك تلك المنقبة العلمية في عقبهم.
فيكون من المحتمل أنه درس على أيدي شيوخ قبيلته الكرام من الأب وغيره، أو هو من المخضرمين في المشيخة بين مشايخ قبيلته، وبين مشايخ من قبائل السوقيين الأخرى.
هذا هو الغالب، وهو أن لا يخرج الطفل السوقي في طلب العلم، إلى أن يبلغ درجة الفحولة في العلوم داخل قبائل السوقيين، ويتزامن نبوغه في العلم والفحولة فيه بلوغ الطفل السوقي سن الشباب، ثم يمضي في العلم يغوص في بحاره، ليمد سوقه العزيز بمزيد من كنوز درر العلم ما شاء الله على علماء الآفاق كالإجازات العلمية، وما في معناه لا غير..
قال البرتلي عند ترجمة: الطالب سيدي أحمد بن البشير الكلسوكي ـ أي: السوقي ـ رحمه الله:
نشأ ـ رحمه الله ـ في بلد السوقيين بلاده، قدم أروان، وهو ابن خمس وعشرين سنة..
أخذ الورد عن سيدي أحمد بن عبد القادر بن محمد بن أحمد بن محمد الرقادي.
وأخذ القراءات السبع عن الشيخ سيدي الأمين بحبيب الجكني، وسيدي إبراهيم بن الإمام العلوي ـ رحمهما الله تعالى ـ وأجازاه.
وأخذ روايات: البخاري، ومسلم، والشفاء، والخصائص، إلى غير ذلك عن القاضي سيدي الوافي بن طالبن الأرواني، وأخذ التفسير أيضاً في أروان.
فتح الشكور...54
تنبيهان لطيفان:
التنبيه الأول: خطورة أمر البدع..
إن فشو البدع في المجتمع الإسلامي أصبح من الداء العضال، وزاد الطين بلة أن قد أحدثت من قبل بعض أهل العلم خاصة من أشرب حب الإحداث ليهتدي به من الضلال.
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره**إذا استوت عنده الأنوار والظـــــلم
من ذلك الإحداث في معرض الأذكار، الذي التي تظاهرت نصوص الكتاب والسنة بما لا يتخيل أن يتجاوز التعبد به إلى أذكار مفتعلة إلاّ هالك ـ نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، ولقد بلغ الإحداث ببعضهم ما حقيقة الورد به، هو ما قاله محمد المنتصر الريسوني المغربي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ في قوله: إن الممارسات الطُّرقية ـ الصوفية ـ لكثير من البدع الضالة ـ في الحق ـ بجانب ما فيها من أجواء شركية كالتوسل بالأموات، وإيمان بعضها بأن الأوراد أفضل من القرآن...
المصدر، كتاب: لا حلق للذكر البدعي في الإسلام، ص37.
تحقيق: عبد الرحمن الجُميزي.
ط: مكتبة دار المنهاج
قلت: ولقد كان آل سوق العلم الغزير المعين، من المشتغلين بالعلوم الإسلامية الشريفة المحضة، حتى غزت بعضهم الطرق الصوفية عن طريق علماء الآفاق، كما تكفي الإشارة إليه في عدوى الرقادي الوردية ـ عفا الله عنهما.
التنبيه الثاني: كل أرواني سوقي، وليس كل سوقي أروانياً..
قلت: إن بينهما عموماً وخصوصاً من وجه.
فأي مجد إلاّ وقد ناله آل السوق، الذين ما إن نزلوا في موطن واستوطنوه ـ بادئ ذي بدء ـ إلاّ ويعرف بهم كعلم شامخ ليصبح موطن أنهار علم، وبحور خير الجواهر.
فإروانيون هم قبيلة من قبائل السوقيين، كما هو معروف، عندهم، وعندنا، بل عند غيرنا، قديماً وحديثاً أيضاً.
من ذلك ما قاله البرتلي، في قوله بعد كلام له: طالبن بن سيد أحمد بن آدَّ السوقي الأرواني...
فتح الشكور...115.
ولعلي ـ بإذن الله تعالى ـ إن طال بنا العمر، أن ييسر الله لنا زيارة هذه القبيلة السوقية العلمية الإروانية المكرمة، لنتشرف بتلك الزيارة، ثم لنشر ما نتطلع الوقوف عليه من المسك الزكي الفواحة قواريرها اللؤلؤة الحصينة الكثيرة المرصوصة في متاجر سوقنا الرفيع العماد، القديم الأمجاد.
فيا عجباً أمر الباغي صاحب الافتراءات: على السوقيين علماء أفقهم المشاهير في بحور العلم كالأعلام.
هذا وإن الإنسان حين يطغى يستحوذه الشيطان بالغرور، حتى يتخيل له أن على شيء حسن، بل في غاية الحسن عند من لم ينصحه بأن الأمر عكس ما يتخيله من القبح والسوء:
كل امرئ حسن في عــــين والده**والخنفـــــساء تسمي بنتها القمرا
إنه بالفعل قد جار المعتدي بمين تحت لقب علمي عصري استند بدعوى ادعائه، ليتحصن بحصن مسمى ركنه غير شديد بل من الركن الضعيف، وقد غره حب البطش بوجود آل السوق أجمع بمخاليب سوء لا تبقي ولا تذر، فكان أمره كما قال القائل:
دعوى إذا حققتــــــــها ألفيتــــها**ألقــــاب زور لفــــــقت بمـــــحال


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس