عرض مشاركة واحدة
قديم 09-28-2011, 08:40 AM   #12
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: رعود العشي المطرة المزن بلآلي من مآثر قبيلة كل جنششي



جوهرة من جواهر مناقب كل جنشش الحسان العزيزة:
وقد ورثوا مجداً أصيلاً مؤثـــــلا**لأهل الهدى منهم فنـــالوا الفـــخرا
إن آل سوق العلم الغزير، والفضل الكبير، الذي بلغ ملغ أن يورثه الكبير منهم الصغير.
هذا ولقد أصبح ذلك الميراث الكريم في التواتر المنقول، والمستفاض المشاهد على الفروع بعد الأصول، والشهرة الجليلة عنهم ـ ولله الحمد والمنة ـ أن صار كجزء إرث مقسوم، نفيس عزيز معلوم، كميراث عيني كريم لأبنائهم الكرام بكرم أصلهم البررة بفعالهم الحسنة في ديننا الحنيف العظام.
فمن هذا الباب، وهو باب حسان المناقب، العلية المراتب، كنت في البحث عنها بين مظانها في القديم والحديث، ولقد ملكني الحزن عنها بعد القصور عن الوقوف عليهما خاصة مناقب القدماء السوقيين من الرعيل الأول، الذي بلغ بي شدة الأسى على فقدانه الحزن المليم، وإن كنت لأرجو أن يسعد ـ ولو بعد حين ـ بكنوز دررها، راجين ثواب من حزن على جوهره الكريم، الذي طالما تبيض عنه عينا الحازن الكريم وهو كظيم.
فمن تلك المناقب الجليلة العزيزة، المتوارثة جيلاً بعد جيل: الشجاعة، المحمودة في شرعنا المطهر، على أنواعها الكثيرة الجليلة التي منها: الشجاعة في قول الحق، التي بلغت بجماهيرهم مبلغ من لا تأخذه في الله لومة لائم، ولقد صدق المستشرق صاحب كتاب: الكنتة الشرقيون، حين وصفهم:
بوعاظ الطوارق.
ليسلط الضوء على معاني سامية من مواقفهم الوعظية لعامة الطوارق، وخاصتهم السادة..
ومن الأمثلة السائرة في شدة شجاعة أصولهم وفروعهم، ما أورده البرتلي: بقول ما ملخصه: سيدي محمد الأمين السوقي: ظهر نفعه، ونفع في القريب والبعيد، وبالفصل بين المسلمين بالعدل، ولا يكتب الحكم إلاّ بأساس على القرآن والحديث، ثم القواعد والفروع، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يستحي من أحد ما في الشرع من هينه ولينه.
ولا يطلب الرشا ولا يقبلها، وربما أفشى سر من أراد إعطاءه شيئاً، ويقول له: تريد أن تعطيني أعطه لخصمك، على رؤوس الأشهاد.
وإليه انتهت رياسة الإفتاء والقضاء في قطره.
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء تكرور، ص149-150
قلت: هذا غيض من فيض. من شجاعتهم في قول الحق، والنصح الأحق، ثم حدث في هذا الباب ، ولا حرج ـ ولله الحمد والمنة.
لا يكذب المرء إلا من مهانته**أو عادة السوء أو من قــــــلة الأدب
فإن تعجب فعجب أمر من يستنبت عروق المجد بماء الفرية على الهواء، ويتعامى عن الأنوار الساطعة تارة وتارة يطفيها بدلاء مملوءة هراء.
من ذلك ما وصفته من الجبن النكرة غير المقصودة بالنداء، حين وصفت بها آل سوق الشجاعة والبسالة في معرض الحق النجباء.
وتزملت ببجاد موروث عن أخزم، إنها شنشنة المساوي مما عم بها وطم، يتوارى أهلها من سوء ما طوى فيه وانطوى عليه في قعر حصون ضلال مشيدة بمين مبين، حين ادعت الجبن الحسي والمعنوي في آل سوق المكارم النبلاء الميامين.
إن آل سوق المجد البازخ، والشرف الشامخ، معلوم شجاعتهم كما مر، وخاصة في ميادين القتال المشروع، الذي بشجاعتهم المعنوية الجليلة مشفوع.
قال محمد الطيب:
ولقد عرف الليبيون في مناطق فزان الفقيه السوقي، الذي ساهم في الجهاد ضد الطليان.
موسوعة القبائل العربية 3/699
محيلاً النقل إلى كتاب: معارك الدفاع عن الجبل الغربي ـ للدكتور القشاط.
أخي القارئ الكريم هذا رجل واحد من آل سوق الشجاعة المشروعة، الذي بلغ في الشجاعة الشرعية أن شارك في الجهاد مع إخوانه المسلمين هناك في مناطق، قد لا يوجد غيره من القبائل السوقية فيها، ومع ذلك بمفرده انضم إلى المجاهدين الأبطال ببسالة منحته وسام الشرف القتالي تحت راية الجهاد.
كيف لا، وهو ممن يعلم ـ لأنه من العلماء كما وصف به ـ وعادة أهل السوق:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا**على ما كان عوده أبوه
فهو إذن من أهل العلم، عموما وخصوصا بعظم ثواب تلك الشجاعة، ببذل نفسه العزيزة بصنيعه الراجي جزاء ما وعد الله من الوعد الكريم المحكم بقوله ـ جل في علاه: إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة..
لبعض جيفة كلب خير رائحة**من كذبة المرء في جد وفي لعب
والآن لنا الشروع في تلك المنقبة المتعلقة بمآثر من مناقب: قبيلة كل جنشش في معرض الشجاعة المشروعة.
وهي أنها من قبائل السوقيين التي شاركت في الجهاد بنفس ضارية في قتال أعداء الله أيام الاستعمار الفرنسي ـ: دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها.
فكان ممن استشهد من رجالاتهم المناضلين الأفاضل.
** الشيخ الشهير آمْغارْ بن آحمدْ بن محمود بن محمد بن محمد البشير...
** شيخ آخر لم تسعفنا به ذاكرة التاريخ...
وللشيخ آمغار الآنف الذكر قصة بطولية بنفس صابرة عزيزة بمعنويات مجاهد بطل عظيم، وتلك القصة الرائعة: هي أنه سمع رجلاً يبكي حين وقع أسيرا هو ومن معه في يد النصارى، من شدة تعذيب النصارى لهم، فقال له الشيخ المجاهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي: لا تبك، اليوم لا ينفع فيه البكاء.
واستشهد الشهيد آمغار السوقي الجنششي في المواجهة التي وقت بين النصارى والمسلمين في حصن ((مَنَكا)) الشهير بقيادة السلطان المجاهد فهرن بن الأنصار سلطان الدولة الطارقية بسيادة قبيلة إولمدن، قبل الاستعمار الفرنسي الظالم الغاشم...
حسب الكذوب من البلــــــــية**بعض ما يحــــــكى عليــــــــه
فمتى سمعت بكـــــــــــــــذبة**من غيره نسبـــــــت إليـــــــه
أورد إبراهيم بن محمد بن ناصر السيف، ما ملخصه:
العلامة المجاهد المدرس بالمسجد النبوي الشيخ الطيب الأنصاري..
من العلماء الأعلام المقتدى بهم، وقد قد نزح إلى بلاد المغرب، واستقر ببلدة تسمى: بلد السوق..
عندما احتلت فرنسا الغاشمة بلادهم عسكرياً، قاوموها بما في إمكاناتهم من عتاد غير مكافئ مع عتاد الغزاة الطغاة.
ولقد استبسل المترجم في إحدى المعارك الكبيرة التي خاضها المواطنون في سبيل الله، ثم دفاعا ضد الجيوش الفرنسية الغازية.
فامتطى الشيخ فرسه، وعبأ بندقيته، وأغار مع المغيرين على سلاح المدفعية الرابض في خَبتَ هناك، وسلط هؤلاء عليهم قنابل مدافعهم المدوية، وحصدوا منهم نفراً استشهدوا في سبيل الله، وقتل المجاهدون من وصلت إليه نيران بنادقهم، ونصال سيوفهم، ورماحهم من الفرنسيين، وأصيب فرس الشيخ بعيار ناري، سقط هو عنها، بعد أن أصيب بعيار ناري في لحمة ساقه، فوقع مضرجا بدمائه، فوثب إليه صديق، وسرعان ما حمله على فرسه، بين أزيز الطلقات، ودوي القنابل، وأنقذه الله به..
المصدر: المبتدأ والخبر لعلماء القرن الرابع عشر..5/134-136. ط: دار العاصة.
لي حيلة فيمن ينـــــــــــــــــــمّ**وليس في الكذاب حيـــــــــــلة
من كان يخلق ما يقــــــــــــول**فحيلتي فيه قليـــــــــــــــــــلة
أخي القارئ الكريم إن السوقيين في القتال المشروع، لهم من فرسانه الأبطال، وهم أبعد الناس في اقتتال جاهلي الذي يقع بين داخل المجتمع الإسلامي، الذي يقع غالباً مبلغة في الحمية حمية الجاهلية.
والسوقيون ـ ولله الحمد ـ ممن يأبى عليهم مقامهم العلمي الجليل، كغيرهم من علماء المسلمين القادة في الفضل والخير، والتقوى والورع..
فالسوقيون في أفقهم هم القدوة العلمية النزيهة الجليلة التاريخ الحسنة، فهم الحكام في القضايا الإسلامية بين الأنام، وهم الوعاظ، وهم القضاة، وهم المفتون، وهم المعلمون، وهم المذكرون بوعد الله ووعيده في محيطهم، وهم أعلم أهله على الإطلاق جملة بقوله تعالى: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.
فبأي وجه يحل لهم قتال أحدهم شخصاً مسلماً نقلا وعقلا، فضلاً أن تتبجح به قبائلهم المربية أجيالها على أجل ما تتضمنه المعاني الجليلة في قول القائل:
لا تنه عن خلق وتأتي مثلـــــــــــه**عار عليك إذا فعلت عظــــــــــــيم
فبما بالك بعظائم العار، وهو خلق سوء، التي صح في عظم جرمها، قول من لا ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى: القاتل والمقتول في النار.
وما عدا خلق السوء في شجاعة السوء، يطالب المفتري على السوقيين المدعي بدعوى باطلة: بقاعدة:
((إن كنت ناقلاً فالصحة ، أو مدعياً فالدليل))
هذا وإن السوقيين من أجل كبار الرجال الأعلام الأعيان، الذين برزوا بروز الأبطال الشجعان، الذين تفننوا في ميادين الشجاعة المشروعة إبان الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي، في المعارك التي وقعت بين الاستعمار وبين المجتمعات في صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
إذ من السوقيين:
· من خاض تلك المعارك الجهادية، فكتبت له السلامة، وإن لم يسلم من الجروح، كما وقع للشيخ العلامة محمد الطيب الأنصاري السوقي اليحيوي ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ الآنف الذكر...
· ومنهم من أسر ثم استشهد كما وقع لبعض من تقدمت الإشارة إليه من أعيان السوقيين الجنششيين ـ رحمهما الله رحمة واسعة.
· ومنهم من أسر ثم نجاه الله من موت متحقق، كما حصل لوالد ربيعة الرأي السيد البطل محمد آحمد ـ الشهير بإنتملمولي الإدريسي السوقي المرسي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
الذي لم يكن معروفاً بلقبه: إينْ تَمَلْمُولي. لأنه حديث، وله قصة جليلة، مختصرة فيما يلي: وهي أنه شارك في معارك جهادية شرق النهر، فأسر ممن أسر من السوقيين وغيرهم، ثم يسر الله له الانفلات من قبضتهم، عند ذلك غير اسمه: محمد آحمد ـ إلى إين تملمولي، تضليلا لجواسيس الاستعمار الذين يبحثون عنه، وهم في أثره، فهم يسألون عنه من يسألون باسمه: محمد آحمد.
والمجتمعات التي يمر عليها لا يعلمون عنه إلاّ اسم: إين تملمولي الذي أخبرهم به، فعجز الاستعمار عن الحصول عليه، حتى بلغ موطنه سالما من موت متحقق، فبقي عليه اسم: إين تملمولي لقب شرف، طغى على اسمه الصريح.
كما أفدني به شيخي ربيعة الرأي نجله عبد الله ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
· ومنهم من سجن وأهين، كما وقع للشيخ العلامة محمد الصالح بن إنكس أونن الإدريسي السوقي الوامي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
إنه ممن سجن، حينما أفتى وحرض بالجهاد ـ بادئ ذي بدء ـ بعد أن ألقي القبض عليه وأودع في سجن هُمْبَري أيام كان الحاكم الفرنسي فيها قبل أن تتحول إدارته إلى تغارست...
جهلت فعاديت العلوم وأهلها**كذاك يعادي العلم من هو جاهله
وهناك من حقائق شجاعة السوقيين الشرعية ما لا يحصى كثرة، وموضع ذكر نماذج رائعة منها بالتفصيل ـ إن شاء من بيده ملكوت كل شيء ـ في سفر خاص بمقاومة مجتمعات مضارب الطوارق الاستعمار الفرنسي بعنوان:
إعلام الحاضر والباد بمقاومة السلطات الطارقية الاستعمار الفرنسي برفع راية الجهاد.
يعيش المرء ما استحيى بخير**ويبقى العــــــــود ما بقي اللحاء
فلا والله ما في العيش خـــــير**ولا الدنيا إذا ذهـــــــب الحـــياء




 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-28-2011 الساعة 06:15 PM

رد مع اقتباس