عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2009, 04:02 PM   #8
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



(8)



المحور الخامس: ذكر شيء من مناقب السوقيين
قلت: وفي هذا المحور خمس فقرات:
الفقرة الأولى: ثناء العلماء على السوقيين:
قلت: إن القوم كانوا ـ كما هو مشهور ـ معروفين بالعلم والصلاح، كما شهد لهم بذلك كل من كتب في تاريخ المنطقة، من ذلك الدكتور الهادي الدال بعد كلام عن أهل السوق: وقد خربت مدينة السوق في عهد إسكيا الحاج محمد 1493 ميلادي أي قبل جودر ومن ثم انتشر أهلها فبعد أن كانوا أهل استقرار في مدينتهم السوق أصبحوا رحالاً تنقلوا حتى طاب بهم المقام من أزواد عهد جودر باشا وقد أعجب بهم سكان أزواد لعلمهم وتقواهم( ) الخ
وسنترك بيان لبعض الأعلام القدماء من بدور السوقيين ذلكم الشيخ العلامة والحبر الفهامة حَنَّ بن أمتّال السوقي الأنصاري، بعد كلام له نفيس، ما نصه: ولا شك أنهم (أي: السوقيين) قد حازوا قصب سبق هاتين الخصلتين على التمام في هذه البلاد، كما شهد به لهم كل ثقة رضي، وكل عدل فاضل من المتقدمين ممن عاصرهم وعرفهم، كالشيخ جلال الدين السيوطي، والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، والشيخ محمود التمبكتيّ الذي قال فيهم كل من أقيم شاهداً أسأل عن عدالته وجرحته، إلاّ السوقيين، فإنهم وجدناهم وجربناهم كلهم عدولاً مرضيين تابعين للحق. وقال فيهم أيضاً إنا وجدنا الصغير منهم يغلب الكبير من غيرهم في العلم، كحال أجدادهم أهل الحجاز. وكذلك الشيخ أحمد باب التنبكتيّ وهو الحبر الفهامة سأله مرة أهل بلده عن سميه باب السوقي، وقالوا له أيكما أعلم فقال لهم أنا أروى والسوقي أدرى ، وقد عده جدك الشيخ المختار في كتابه: (البرد الموشى في تحريم المطامع والرشى ).
من المجددين للدين في زمانه، وكذلك المتأخرون كالشيخ الولي الفهامة العلامة.البارع في جميع العلوم شيخ ـ جدنا القاضي محمد البشير ـ سيدي المختار الرقادي، وابنه محمد الأمين الشيخ الصالح الناصح، كانا يثنيان عليهم (أي: السوقيين) ويتنازعان معهم كأس المودة والصفاء، والموالاة والإخاء، وكذلك العلوي وأبناءه الأخيار السادة الأبرار، المشهورون بأنهم من أولاد محمد بن الخليفة بن علي ـ كرم الله وجهه ـ كانوا يزورون السوقيين كثيراً، ويراسلونهم بالقصائد البليغة الحسان في الثناء عليهم، وذكر مآثرهم (أي: السوقيين). وكذلك شيخ الحقيقة والشريعة سيدي المختار جدك له في الثناء عليهم نظماً ونثراً غير ما قليل. الخ
وقال المؤرخ الأديب العلامة الرحلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي، حين تعرض لذكر الطوارق، فقال ما نصه: ويساكنهم ويعيش معهم جماعة متميزة بالعلم والفهم، ومحبة الأدب هم السوقييون الذين ينتسبون إلى السوق في تادمكة. الخ
ومن ذلك قصيدة يمدح أحد العلماء فيها السوقيين.
قال صاحب تفتيش الوثائق: ومن أوفر القبائل علماء، أهل السوق وآل محمدأقيت وآل أندغمحمد. الخ
وقالت مجلة الكوثر حين قالت في مقالها: وكانت بلدة السوق مركزاً علمياً مهماً تخرج منه آلاف العلماء.
قال أبو بكر الصديق بن محمد المولود إدول بن محمد على الإيشكاغني الكلتجبستي: منطقة الطوارق المحيطة بسوق تادَمَكَتْ وقد احتفظت هذه المدينة بمن لا يحصى كثرة من العلماء والزهاد والأتقياء والصالحين والأولياء والكبراء. الخ
وقال البكاي بن سيدي أحمد التيمبكتي: بعد كلام له سابق:.
وقد بقيت هذه المجموعات مرتبطة فيما بينها بعد خراب المدينة، وتشتت أهلها في الآفاق، وظلت متمسكة بالانتساب إلى (السوق) وموروثها العلمي، فكانوا وما يزالون أقطاب العلوم والآداب من بين سائر القبائل العربية والطارقية المحيطة بهم، لقد جعلوا همهم الوحيد تعلم لغة الضاد وحفظ القرآن والسنة يتوارثون ذلك إلى يومنا هذا، ضاربين صفحاً عن الصراعات والتكاليب على حطام الدنيا مقبلين شؤونهم ويشهد لهم بذلك علماء البلد من مختلف العصور.
ويقول أحد شعرائهم:

إنا قريش وإنا القواميس علماً ومن أصلنا تسقى النواميس

ويقول آخر من قصيدة طويلة:

سائلن عـــــــنا الذي يعرفنا في قــــــرانا يوم تفسير الكتب
أبنو عــــــــدنان أم من عجم سيـــــــــقول هم هام الــعرب
أنـــــــحاس نحن أم من فضة سيــــــقولون هم عين الـذهب
بلــــــــــــداء العصر أم نقاده سيــــــــقولون بهم قــام الأدب
بخــــــــلاء الوقت أم أجواده سيــــــقولون بهم نُجح الأرب

وذكر مزايا القوم وفضائلهم تغص به الدواوين التي ما تزال قابعة في غرائر في أعماق الصحاري لم يكتب لها أن ترى النور بسبب العزلة الثقافية المفروضة على المنطقة منذ أربعة عقود من الزمن. الخ
وإليك طرفا منه هذه الارجوزة الرائعة للشيخ الشاعر الأديب : أحمدمحمد بن الحاج الحسني الأدرعـــــــي الجلالي
في قوله، معارضاً أرجوزة لأحد شعراء الشناقطة، قال فيها:

شنقيط إن لم تــــك فها زمزم ففيهم للعلم ركن أقـــــدم

فقال شاعرنا الأديب:

السوق إن لم تك فيه زمزم فــــــثمّ للــــعلوم ركن أقدم
لــه رجال في السماء أنجـم بل البدور للعلى هــــمُ همُ
سل بهم التكرور هـــــل هم سلَم إلى الهدى؟ يجـــــبك ذا مسلم
فبــــثهم للــــعلم شــــــــأن يعلم كـــم ثقّفوا من جاهل وعلّموا
والأمر بالعرف لهم معتصم دأبهم،والنهي عمّا يصـــــــم
يا رب عود ذي اعوجاج قوّموا ورب هدي في الشعوب قسـموا
هم جامعات قد حوتها الـــخيم شعارها الإرشاد، ثــــــم الشيم
ونهجها هو الكتاب المـحكم إن نـــطقوا، فلؤلؤ أو حكــــم
سل بهم الصحراء سل من يرسم وسل نياقاً بـــــهم كــــم ترســم
كم تزرع الصحراء كم تلـــثموا من غبرة، وكم صــــقيعاً نسموا
والهدف التعيـــــــلم والتعلـــــم لا يسمعون ما يقول اللــــــوم
والعلما بفــــــضلـهم قد حــــكموا والحــــــال شاهد ونعم الحكم
وفي العلوم لــــــــهم التقــــــــدم وكل أهل قطرهم قد سـلّموا
قد أخلصوا لله ثم اعتصــــــموا بالدين،نعم ما به يعتصــــــم
ثم النزاهــــــــــــــــــة وثم الكرم وثم تـــــــــقوى الله ثم القيم
وركن علم فيهــــــــــــم لا يحطم والكــــل بحر زاخر ملتطم
إن قيل سوقيّ يقال: الكــــــــــرم وليـــس تؤبن لديـــــه الحُرَم
أولاك يا جرير قومي وهـــــــــم هام العلى، فأرني مثلهــــــــــم

الفقرة الثانية: الألفاظ المرادفة لـ ((السوقي، وأهل السوق)) في الإطلاق الاصطلاحي على هذه القبيلة مفرداً، أو جمعاً:
قلت: إن السوقيين يطلق عليهم علماء أفقهم أهل السوق اطلاقاً عربياً فصيحاً، وهو الإطلاق الفصيح الصحيح، ويطلق عليهم أيضاً اسم: كَلَ السُوكْ وهو إطلاق شاع عند غير أهل اللسان العربي، وهو بمعنى أهل السوق قولاً واحداً . إلاّ أن كثيراً ممن يتكلم بغير اللسان العربي يقلب القاف كافاً في مثل هذا كما هو معروف لذا: فلا مشاحة في الاصطلاح. والآن آن لنا تناول إشارات حول هذه الفقرة، من ذلك قول أحد علماء سنغاي المشاهير وهو الشيخ الشهير ببزي من علماء المنطقة الذي جرت مناقشة بينه وبين الشيخ العلامة الأدرعي الآتي ذكره بعد قليل ـ إن شاء الله ـ فقال الشيخ بزي السنغاي:

شنــــشنة أعرفها من أخزمِ ومن ينـــاقش كُلْ سُــــوكِيّاً يهزمِ

فعبر بها بأهل السوق بلفظ لغة (سنغي) أفادني بهذا البيت الشاعر الأديب الشيخ أحمد محمد الأدرعي
ابن الشيخ العلامة محمد الحاج بن محمد أحمد بن أحمد الحسني الأدرعي ـ رحمه الله، القائل: اعلم أن (السوق) اسم يطلق على مدينة تادمكة وهو إطلاق عربي ويطلق عليها بلسان الطوارق (السوك). الخ
وقال الشيخ العلامة المؤرخ العتيق بن سعد الدين ـ حفظه الله: الباب الأول في الكلام على مدينة تادمكة، وهي التي يسميها العرب (السوق) والتوارق (أسوك). الخ
ومن ذلك ما ورد من نسبة العلامة : القاضي محمد الأمين الأنصاري التادمكي بن القاضي هَمَّاهَمَّا بن القاضي سَلَهُ بن قاضي قضاة كل السوك محمد البشير بن آدَّ السوقي الأنصاري ـ رحمه الله.
ومن ذلك الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف: الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله. الخ
قائلاً ، في موضع آخر: هذا ما نقلناه من خطوط أسلافنا من علماء كلسُّوك وهم ثقاة وأي ثقاة. الخ
ومن ذلك: العالم الفقيه الطالب سيدي أحمد بن البشير الكَلَسُّوكيُّ. الخ
الشيخ العلامة المؤرخ النسابة الشريف الحسني المراكشي أصلاً السوقي حالاً محمد حبّ بن محمد أحمد ـ رحمه الله ـ :هذا ومما نقلنا من الخطوط القديمة الكلسوكية. الخ
وقال سليمان الطيب: ولقد ساهم علماء كل السوق في الحفاظ على الدين الإسلامي ونشره في المنطقة. الخ
__________________


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس