عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-2013, 09:01 AM   #15
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر



الفقرة السابعة: تأجج نيران ثورة 1990م ومواقف الشيخ السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ المواقف السياسية الحكيمة المحكمة.
قلت: وهذه الفقرة أيضا ستكون تحتها نقاط ـ بإذن الله تعالى ـ بها توصل أحداث هذه الثورة، حسب ما نبين ما نحن بصدده، مما سلطنا الضوء على عليه سابقا.
وأما أحداث تلك الثورة وغيرها، على وجه التفصيل فلها موضوع خاص بها ـ بإذن الله تعالى ـ من ثورات الحركات الجهادية الأزوادية ضد الاستعمار الفرنسي، إلى ثورة الحركة الوطنية لتحرير أزواد، فالآن مع نقط هذه الفقرة ـ والله ولي التوفيق.
النقطة الأولى: لمحة موجزة من مسيرة تاريخ ثورة 1990م، بعد ما خمدت نيران الأولى ثورة 1963م.
منها ما قام به السيد المناضل إيسوف ـ يوسف ـ أق الشيخ عمدة النقل، وذلك عام 1976ميلادي، هو وغيره من رجال الثورة النبلاء بتوعية ثورية بين ذكور رجالات صحراء أزواد...
وكل من تقبل الانخراط في سلك الثورة ألزم القسم بالقرآن أنه ملتزم برؤى الثورة وهدفها الأساسي، وهو تحرير أراضي أزواد، حتى يستقل عن دولة مالي...
ولقد بقيت التوعية الثورية مجال الحديث الجاد كعمل ميداني في أرض الواقع، إلى سنة 1980ميلادي...
النقطة الثانية: لمحة موجزة حول التحرك الثوري ليشق سبيلا وعرا آخر متقدما لا سيما في بحر من مخاطر متلاطمة الأمواج.
ثم بعد ذلك بدأ نشر الفكرة في الذهاب إلى الجماهيرية الليبية حين فتحت لهم أبواب الاتحاق بها في معسكر خاص بهم.
فالتحق بها نحو خمسة آلاف رجل، ودخلوا في ذلك المعسكر الخاص بهم في ليبيا...
ليقعوا أيضا في مكر دولي آخر محكم الخطط الجهنمية من قبل السلطات الليبية في حق أرباب هذا المعسكر المحكم التدابير المكرية بشباب الطوارق.
وعلى كل حال فإنهم تطايروا إلى ضوء ناره تطاير الفراش إلى النار، ليهلك من سيهلك ويبقى من ستكتب له الحياة إن نجا من تدابير مكر كبار...
فمكثوا فيه تحت مطامع حظوظ وافرة حميدة العاقبة دينيا ودنيويا ـ إلا إنها من مواعيد عروقب ـ معلقة على أمل عظيم الحظ محكم بخطتين.
الخطة الأولى: هي الخطة الإبادية المحضة في جانب شباب الطوارق، وهي الخطة الموسومة لهم من قبل حكومة ليبيا باسم: الجهاد ضد إسرائيل في أرض بيت المقدس.
إنه خطة عظيمة المثوبات في الدنيا والآخرة، لو كانت في جنب الله تعالى حقا، على هدي سيد المرسلين...
لكنها ما كانت إلا خطة خبيثة المكر، بعيدة كل البعد عن الحق، بل هي قريبة وحرية نقلا وعقلا بقول علي ـ رضي الله عنها وعن مثيلاتهاـ: حق يراد به الباطل.
هذا وإن شباب الطوارق شباب ولدوا في الإسلام، ونشأوا في أجياله الذين بالأمس يجاهدون لإعلاء كلمة الله تعالى أمام قوات أعداء الله الغزاة الطغاة الظلمة في دخولهم صحرائهم المسلمة منذ الصدر الأول في الإسلام، وهكذا جيلا بعد جيل إلى جيل شباب هذه الثورة الطارقية المسلمة...
وعلى كل حال فإن شباب الطوارق قابلوا مقترح الجهاد بنفسية مسلمة مؤمنة بفرض الجهاد وفضله وجزيل ثواب الله ـ الوعد الكريم.
لذا فإن من الطبيعي جدا لدى جيل أولئك القوم أن يتقبل أوامر تلك الخطة بالسمع والطاعة لنداء الله تعالى المتعلق بالجهاد خاصة في أراضي المسجد الأقصى ـ بيت المقدس ـ اللهم ارزقنا الصلاة فيه في عزة ومنعة للمسلمين وذل وقهر لإخوان القردة والخنازير ـ اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة ـ يا سميع الدعاء.
النقطة الثالثة: لمحة موجزة حول تلبية من في المعسكر الليبي الماكر بهم.
فقام جمع ممن كان في المعسكر من الشباب الطارقي إلى الاكتتاب في كتائب المجاهدين الذين سيوجهون إلى أرض المعارك الجهادية المزعومة بين فلسطين وإسرائيل آنذاك.
يا له من شرف كل شرف لكل مسلم أن يجاهد أعداء الله إخوان القردة والخازير في أرض بيت المقدس ـ الأرض المقدسة ـ لو كانت الخطة الليبية تلك على حق من رب العالمين كما شرعه في كتابه وبينه نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سنته، على فهم السلف الصالح من الرعيل الأول، ومن نهج منهجهم.
وعلى كل حال فإن شباب الطوارق سوقوا إلى تلك المهالك ككبش فداء في سبيل دفع ثمن تلك الخدمة العسكرية الليبية المفتوحة لهم مكرا.
وذلك بعد ما طلبت منهم حكومة القذافي من يتطوع إلى القتال في لبنان، في الحقيقة لا إلى فلسطين التي ذكرت لهم، لارتياح نفس كل مسلم صادق أن يجاهد أعداء الله اليهود فيها...
فانتدب منهم رجال ضحوا بأنفسهم أمام هذا المطلب الذي لا مفر من القيام به...
فكان المنتدبون خمسمائة رجل من خيرة شباب الطوارق المقاتلين...
منهم من رزق الشهادة في فلسطين في سبيل الجهاد، فاستشهد منهم خمسة رجال...
إنه بعد ما تمت تلك المهمة الهلاكية من ذهاب إلى فلسطين تحت ضغط إجباري وقع لهم على ثلاث خيارات:
الخيار الأول: أن يستجيبوا في الذهاب إلى فلسطين تحت مسمى الجهاد...
الخيار الثاني: أن يبقى من يبقى منهم في ليبيا تحت إرادة إدارة حكومة القذافي...
الخيار الثالث: أن يرجع من يأبى ذلك إلى دولته مالي...
فاختار رجال الثورة الطارقية الذهاب إلى فلسطين في سبيل الجهاد ـ إعلاء لكلمة الله تعالى ـ دون الخيارين الباقيين...
فذهب من ذهب من اختير منهم أن يذهب من قبل حكومة القذافي إلى الجهاد في فلسطين عام 1982ميلادي...
فبقوا هناك في تلك الحروب إلى عام 1984ميلادي...
فرجع من بقي منهم بعد أن استولت إسرائل على فلسطين، وبعض أراضي سوريا...
فاستشهد منهم جماعة، وكان ممن استشهد منهم:
المجاهد السيد الشهيد (هدسا) أق مالت من قبيلة إدنان...
والمجاهد السيد الشهيد محمد أق عمر من قبيلة إدنان...
وغيرهما، وكان من المجاهدين:
السيد المناضل النبيل الشهير أياد أق أغالي من قبيلة إفوغاس...
النقطة الرابعة: لمحة موجزة حول بقية الخطط الليبية المكرية بمن في معسكرها من شباب الثورة الطارقية.
إنه بعد ما سلم من سلم من رجال الثورة الطارقية ورجعوا إلى بقية زملائهم في المعسكر الجهنمي الليبي المحكم المكر بشباب الثورة الطارقية.
قامت الحكومة الليبية القذافية الماكرة بخطة مدروسة مدبرة جهنمية أخرى.
وهي الخطة الثانية التي تلي الخطة الجهادية الإبادية الأولى لشباب الطوارق في المعسكر الإجرامي الليبي الفخي.
وهذه الخطة الثانية، هي: الخطة الإجرامية في سبيل دفع شباب الطوارق الثوار في المعسكر من التوجه إلى محاربة جيش حكومة تشاد، لاسترجاع ما احتلته تشاد من ليبيا...
فقامت حكومة ليبيا بزخرفة القول لهم في معرض وعود عظيمة الثمن من المكافآت التي من أعظمها لدى شباب الثورة الطارقية ما وعدتهم حكومة ليبيا من مساعدتهم بالمال والسلاح في سبيل تحرير صحراء أزواد ـ مقابل استرجاع ما احتلته حكومة تشاد من أراضي ليبيا...
وهذا المطلب الذي عجزت حكومة ليبيا نفسها عن القيام به، كرامة لها أمام حفظ سمعتها دوليا، ولا سيما أمام مجتمعات دولتها المواطنين، لذا فإنه إذن مطلب في الحقيقة ليس في السهولة أنه من جملة: مجموعة السهل غير الممتنع.
وعلى كل حال فإن هذه الخطة كانت مقابل الاتفاق على مساعدتهم في تحرير أرض أزواد.
كانت الخطة الآثمة وردت إليهم مورد خطاب رسمي من القذافي نفسه، يتضمن ما ملخصه: أن يسترجعوا له ما احتله حكومة تشاد من أراضي ليبيا...
وفي رسالة الخطاب القذافي وعدهم وعدا رسميا، ينص على مساعدتهم بمعنى الكلمة ما ديا ومعنويا إن أرادوا الرجوع إلى مالي لتحرير أرض أزواد...
فقاموا بتلك المهمة الصعبة من استرجاع أراض محتلة من قبل أي دولة، لا سيما مثل تشاد، ذات الشعب الذي ثقافته الاقتتال، كما تشهد له كثرة ثوراته ضد حكومته، فما البال إذا كان القتال متعلقا بنزع ما احتلته من أراضي ليبيا، لا شك أنهم سيخوض ثوار الطوارق أشرس معارك ضارية أمام دفاع حكومة تشاد وشعبها عما احتلته من أراضي دولة ليبيا.
فكان عرض القذافي وحكومته هذا العرض الكاذب، كان بالنسبة لرجال الثورة الطارقية الأباطال تصفية عرقية في صفقة انتحارية...
ومع ذلك فقد قام شباب الثورة الطارقية بقبول تلك الصفقة الهلاكية من أجل مطامع مساعدتهم وقت ثورة من سيبقى منهم بعد معارك تلك الصفقة الكاذبة من قبل حكومة القذافي الماكرة ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ}.
وقعت معارك تلك الصفقة ما بين 1988ميلادي، وسنة 1989ميلادي، وقد انتهوا منها بنجاح كبير، قابله القذافي وحكومته بمخالفة عهود ذلك الاتفاق...
النقطة الخامسة: لمحة موجزة حول عودة الثورة الطارقية الثانية 1990م في أرض الواقع.
هذه الثورة هي عند رجال صحراء أزواد الثوار المناضلين البواسل، كما قال القائل:
لا بد من صنعا وإن طال السفر.
إنه بالفعل طال سفر هذه الثورة التي تفجرت 1990ميلادي، على خطوات عسكرية ثورية، عاشت الويلات خاصة خراج وطنها فضلا، عما كان من واقع الحال الذي فرضه ويلات الغربة، وويلات حب موطن التربة، كل ذلك ولد في نفوس رجال هذه الثورة ما تولد من معاني قول القائل: الموت أشهى عندنا من العسل.
ولقد انقدح ذلك في نفوس شباب الطوارق الثوار بعد ما تبين لهم غدر القذافي وحكومته بالوعد الكاذب.
عند ذلك قام رجال هذه الثورة بفكرة الرجوع إلى أرض تتفجر منها براكين ثوراتها واحدة تلو أخرى.
فرجع شباب هذه الثورة الطارقية من غير أي دعم من القذافي وحكومته في جميع الجوانب خاصة في جانب السلاح، والمؤن...
فرجعوا خائبين بعد ما خسروا أرواح زملائهم في المعارك اللبنانية والفلسطينية والتشادية ـ مقابل وعود ليبية قذافية كاذبة خاطئة آثمة.
بل ومما يزيد الطينة بلة أن شمرت حكومة القذافي على ساق الجد بكثير من أنواع الغدر...
الذي منه محاولة حكومة القذافي أن تمنع شباب هذه الثورة من خروج أراضي ليبيا قدر شبر، خاصة مع السلاح وما في معناه.
لكن مع تلك الظروف القاسية بالنسبة لنفسيات رجال الثورة أمام مخادعتهم بهذه الدرجة الخبيثة المكيدة...
إلا أن ذلك كله لم يحل بينهم وبين ما يقدرون عليه من الرجوع إلى وطنهم بفكرة الثورة على حكومتهم دولة مالي لأجل تحرير أراضي أزواد.
فتساورا محاريب الحروب إلى مشقة حربية ضروسة أخرى، إذ تسارعوا إلى الميدان القتالي الثوري ـ حسب تاريخ معارك هذه الثورة الآتية ـ بإذن الله تعالى ـ مع قلة الإمكانيات التي لديهم من جهة العتاد العسكري والمؤن...
فكان الشروع في يوميات ثورتهم القتالية تولدت من شجاعتهم فقط، لا غير، التي هي أعز أنواع الأسلحة كلها ـ بعد مشيئة الله النافذة ـ إذ بدون الشجاعة يصبح حامل السلاح أسيرا في يد عدوه الشاجع...
وعلى كل حال فإن من عاد منهم أضرم نار هذه الثورة بسلاحهم التقليدي تحت معاني قول من قال:
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني***منيعا إذا بلت بقائمه يدي
معركة تيدغمين:
قلت: إن هذه الثورة أشعلت فتيل نيران ثورتها بهذه المعركة كأول معركة لهم في أرض واقع الثورات المسلحة.
فاستفتحوا معارك ثورتهم 1990م بمعركة: تيدغمين، التابعة لمنطقة منكا.
بقيادة السيد الثوري النبيل أياد أق أغالي المناضل الشهير من قبيلة إفوغاس...
وكانت هذه المعركة قد خاضوها بغير سلاح كان معهم من السلاح الحديث من بناديق الرشاشات، وما في معناها...
وإنما السلاح الذي معهم هو السلاح التقليدي العادي جدا، الذي هو من نوع السيوف والسكاكين والعصي...
ومع ذلك فقد نجحوا في تلك المعركة، نجاحا بلغ بهم درجة الاستيلاء على أسلحة الجيش الحكومي بكامل ما تحتوي عليه الثكنة العسكرية في موطن تلك المعركة.
معركة منكا:
إنها معركة وقعت بعد معركة تيدغمين، وإنها معركة قد شجع التوجه إليها ـ وإن كان هذا التوجه محفوفا بالمخاطر الجلية والخفية ـ إلا أن ما ظفروا به من سلاح مغانم معركة تيدغمين السابقة شجعهم إلى هذا الإقدام الثوري الجريء
وعلى كل حال فإنهم أقدموا إلى خوض هذه المعركة ـ بعد مشيئة الله النافذة، ثم ما تمتعوا به من الأسباب التي منها السلاح المغنوم سابقا في تيدغمين.
فهو الذي استطاعوا به أن يتوجهوا إلى مواجة خطر كبير مثل التوجه إلى إحدى كبريات قواعد الجيش، كقاعدة الجيش الحكومي في أرض منكا نفسها...
لا في أطرافها، وما في معنى مما يتبعها من المناطق، ذات التواجد لأفراد الجيش فيها.
ومهما يكن من أمر فالمعركة وقعت، وكانت من المعارك الفاصلة التي نجح فيها رجال الثورة نجاحا عسكريا متميزا.
إذ استولوا عليها بعد هجوم تم فيه استيلائهم على قاعدتها العسكرية الحكومية ما مكنهم من التوجه مرة أخرى إلى خطر آخر ـ وهو خطر: معركة أبيبرا.
معركة أبيبرا:
إن هذه المعركة وقعت بعد معركة منكا، التي انتقل النجاح العسكري الثوري بأهله إلى مهاجمة قاعدة أبيبرا للجيش الحكومي...
فهي قاعدة عسكرية منيعة، وهي من القواعد العسكرية المتميزة بالجند والعتاد...
ولها ميزات استراجية أمنية محكمة في المنطقة، وزادها خطورة ما تقدمها من المعارك، التي أورثتها شدة الجاهزية القتالية ضد أي هجوم محتمل، خاصة بعد ما تمت مهاجمة القواعد العسكرية السابقة ذكر أمكاينها.
فكان الإقدام إلى مهاجمتها في تلك الفترة الملتهبة يعتبر جرأة قتالية كبيرة من جانب رجال هذه الثورة...
وعلى كل حال فإن رجال الثورة قاموا بمهاجمة قاعدة أبيبرا هجمتين...
ففي الهجمة الثانية تم الاستيلاء عليها بالكامل، وغنموا ما فيها من عتاد عسكري الشيء الكثير من السلاح وغيره...
معركة بغسا:
إنها معركة من المعارك التي نجح رجال الثورة فيها إذ استولوا عليها بالكامل...
فإنها بالفعل أحداث تطورت برجال هذه الثورات في الميادين القتالية، لا سيما في جانب التقدم العسكري والقيادي لدى رجال الثورة، كما تشهد عليه نجاحات الهجومات المتكررة على القواعد العسكرية للجيش الحكومي، ولقد نجحت الثورة فيها نجاحا بلغ الاستيلاء على تلك القواعد العسكرية ـ معركة معركة.
بدءا بمعركة منطقة: تيدغمن المعركة الأولى إلى معركة منطقة: بغسا الآنفتي الذكر...
خلاصة نتائج هذه الثورة: إنشاء موقع تجريرت ـ الموقع الأول في تاريخ هذه الثورة.
إن من تطورات هذه الثورة التطور الظاهر من معركة إلى معركة، هو ما تقدم بيان شيء منه...
و كل ذلك أدت نتيجته القتالية المتكرر النجاح إلى تطور آخر كبير، وهو اتخاذ موقع للثورة لها ثابت، كقاعدة عسكرية ثورية، فأنشأت لها موقعها الأول في منطقة: تجريرت:
وهذه المنطقة تابعة لمنكا...
وهذا الموقع المنشأ فيها تمتع بقيادات ثورية مؤهلة قتالية، ما أفضى إلى اكتساب مزيد خبرة عسكرية متميزة...
وفي أثناء تلك المعارك ميزت التجربة القيادية عدة شخصيات، وعلى رأس هرمها:
السيد المناضل النبيل الشهير أياد أق أغالي...
السيد المناضل النبيل غيسى ـ عيسى ـ أق قوفا...
السيد المناضل النبيل موسى أق شكو كلاهما من قبيلة شمنامس...
وغيرهم من زملائهم من القادات الميدانين في أرض المعارك، ممن سيأتي ذكر بعضهم ـ بإذن الله تعالى...
وعلى كل حال فإن خطوة إنشاء الموقع كهذا يعتبر تحديا كبيرا أمام قوات الحكومة فهنا حمي الوطيس بين رجال الثورة وبين الجيش الحكومي، إذ حاولت جيوش الحكومة هزيمتهم بجميع الوسائل العسكرية، وغيرها...
معركة تجريرت:
وكانت هذه المعركة من المعارك الشديدة القتال، التي دارت بين الجيش الحكومي وبين الثوار في منطقة تجريرت.
ولقد أسفرت هذه المعركة عن مقتل السيد المناضل خنا من قبيلة شمنامس، وهو من الأبطال المقاتلين المناضلين الشجعان...
فبهذه المعركة تولد لدى الحكومة إدراك عجز الجيوش الجرارة المتوالية إلى رجال الثورة من معركة إلى معركة التي منها هذه المعركة ـ معركة تجريرت لأجل هزيمة رجال الثورة، والقضاء على الثورة ..
إنشاء موقع تغرغار: الموقع الثاني في تاريخ هذه الثورة.
إن هذا الموقع نشأ كموقع ثان لهذه الثورة، فهذا الموقع هو الذي جعلته الثورة بمثابة موقع خاص للقيادة الثورية.
وهذا الموقع هوالذي فيه السيد المناضل أياد أق أغالي...
ولقد ظهرت علامات النجابة في شخصية السيد أياد أق أغالي في أرض الواقع ما كساه مظاهر القيادة القتالية ذات النجاح العسكري المتوالي...
إنه نال مراسم شرف القيادة بالفعل، في شجاعة فائقة في نفس رجل ثوري أمين مؤمن بقضيته...
وإلى هنا سنترك تاريخ هذه الثورة إلى موضوع الثورات المفصلة ـ بإذن الله تعالى ـ وإنما الذي سقناه من أخبارها، هو ما نبرهن دور شخصية السيد الشريف انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ في جانب من جوانب شخصيته السياسية، الذي لم يكن غائبا عن أحداث الثورة أيضا، بل مع الأحداث، ولو لم يكن في قلب أحداث هذه الثورة، فكيف وهو هو أبو حسن قضيتها في قلب أحداث تلك الثورة، التي يصور شيئا ـ من الدور السياسي من الشيخ انتالا ـ حفظه الله تعالى ـ لقراء المعرفة السفير العراقي الأستاذ المؤرخ الأديب همام هاشم الألوسي، بوصفه التعريفي البليغ، بقوله:
وكان من أشهر أدواره ذلك الذي جاء بعد تفجر الأحداث في جمهوريتي النيجر ومالي، عام 1990م.
إذ كان دوره واضحا في جمهورية مالي، في التوسط بين رجال الحركة الأزوادية، والمسؤولين الماليين.
من أجل البدء بحوار أثمر عن تفهم مشترك، لمواقف الطرفين، من واقع ومستقبل الصراع...


لم تكن جميع قيادات وعناصر الحركات الطارقية مؤيدة لمساعي للشيخ ـ انتالا ـ الطاهر مع الحكومة المالية.
بل وإن بعض متطرفي هذه الحركات حاولوا إدانته من خلال اتهامه بالتواطئ مع السلطة على حساب قضيتهم، إلا أن معظمهم تراجع عن هذا الموقف بعد ذلك.
المصدر: الطوارق ـ الشعب والقضية تاريخا منسيا ـ وحضورا مقهورا ومستقبلا مجهولا. ص170-171.
طبعة: دار أبي قراقا للطباعة والنشر.
قلت: فمن نتائج مساعيه السياسية:
اتفاق تمنغست:
إن من الطورات المتتابعة في جهة الثورة من انتصارات بدأت من لا شيء، إلى شيء لا كشيء فقط، بل أشياء كبيرة في ميزان المكاسب الدنيوية...
وكل ذلك تم ـ بعد توفيق من الله تعالى ـ مما تحقق لرجال هذه الثورة من تلك الانتصارات التي تولد منها توابعها الظاهرة الثوابت من تنظيم عسكري ثوري، وإدارة ناجحة القيادة...
فمن هنا أصبح لدى حكومة بلادهم مالي واقع من دروس تلك المعارك...
فرغبت في طرح المفاهمة على طاولة المفاوضات بينها وبين قيادة الثورة، فنتج منها اتفاق تمنغست الذي وقع عليه بعض قيادات رجال الثورة بسيادة:
القائد السيد المناضل أياد أق أغالي، من قبيلة إفوغاس...
والقائد المناضل السيد عبد الرحمن أق قلا، من قبيلة إمغاد...
والقائد المناضل السيد إبراهيم إيوان، من قبيلة تاغت ملت...
وهي قبيلة مستقلة كقبيلة إفوغاس وإموشاغ وإدنان...
والقائد المناضل السيد ألهجي أق أمو من قبيلة إمغاد...
والقائد المناضل السيد الصلاة أق خبي من قبيلة شمنامس...
وهذه التطورات كلها حصلت لرجال الثورة في غضون ستة شهور من حياة الثورة أي: من يوم ما أطلقت طلقتها الأولى في تدغمين إلى أحداث هذا الاتفاق في ولاية تمنغست الجزائرية...
فالحمد لله الذي حنق دماء المسلمين في تلك الفتن بهذه الشخصية السياسية الشيخ السيد الشريف انتالا أق الطاهر ـ حفظه الله تعالى ـ وأجزل له الأجر والمثوبات في الدارين على ما بذله من السياسة الإصلاحية تجاه فتن تلك الثورات بين المسلمين في دولة مالي جنوبا وشمالا.
كما نسأل الله سبحانه أن يجعله ممن طال عمره وحسن عمله ـ ذخرا ثمينا لأمته وركنا شديدا لأفقه في صحة وعافية وعز ومنعة ـ إن ربي لسميع الدعاء.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-27-2013 الساعة 07:00 PM

رد مع اقتباس