عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-2009, 06:26 PM   #13
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي مقال وجدته



نبذة مختصرة عن السوقيين

أصل التسمية "السوقي"السوق ترجمة لأسّوك في اللغة الطارقية وهو(تاد مكة قديماً)بلد من أعمال الولاية الثامنة في مالي"كيدال"وقد نزل عليه أسلاف السوقيين إلى أن أجلاهم عنه الجدب والجفاف، والله أعلم بتاريخ نزولهم عليه ، إلاّ أننا وجدنا بعد البحث والتفتيش بعض نقوشات على القبور يعود تاريخها إلى القرن الرابع الهجري كما أنّنا لم نجد ما فوق القرن السابع الهجري من نقوشات آثاره وقد حصلنا على هذه المعلومات ضمن رحلة استكشافية وتاريخية قام بها مجموعة من الشباب السوقي إلى السوق في بداية الشهر السابع 2005.واستغرقت أسبوعاً كاملاً للاستطلاع عن الآثار . وهذا يدلّ على أنه حاضرة معمورة مدّة من الزّمن،فلمّا خرب انتقل منه أجداد السوقيين وبقيت التسمية على عقبهم .
دور السوقيين في نشر الثقافة العربية الإسلامية :
هذا ولا ينكر أن للسوقيين دوراًًًً فعّالاً في نشر الثقافة العربية الإسلامية في قلب الصحراء الكبرى فهم منارتها النّيّرة ويعترف لهم بذلك كل من يعرفهم إذ هم العاصمة العلمية في بلاد "مالي،النيجر،بوركينافاسو،" بل وفي غرب إفريقيا ، وإليهم انتهت الرياسة العلمية ، وقد حافظوا على تراثهم العربي الإسلامي بشكل غريب حيث وقفوا أمام العقبات التي تحاربه من تصحّر أذري عليه أتربة الإغفال والإهمال،وبجانبه الكوارث الحربية التي جعلت همها القضاء عليه وإحراق ثمرته كلّما آتت أكلها ، ولا يعني إحراق تراثهم أنهم قبائل حربية بل هم شعب مسلم مسالم يألف ويؤلف لا يسلك طريقاً إلاّ ونبراس الحق أمامه . إلاّ أنهم رغم ذلك لازالوا يعضون بنواجذهم على ما تبقى منه ، غير أنّ مثقفي الأمة العربية لم يأبهوا بتلك الدرر التي تغشتها الرّمال إلاّ ما نحمد الله عليه من زيارات البعثات العربية ومنها على سبيل المثال زيارة إمام الحرم الشريف السبيلي لقرية "وادي الشرف" فرحّب له فحول الشعراء السوقيين بقصائد طنانة نذكر منها أمثلة مختصرة منها قول الشيخ/ المحمود السوقي – رحمه الله - :

لـــئن عز الحجا نثر الجمان * وعيّ عن المدائح ترجمان
وغاض الفكر واستعفى اعتلالا * واعوزه اقتنا درر المعان
فغوصاً في بحور الشعر غوصاً * وصوغاً من جواهره الحسان
ومنها قصيدة الشيخ/ عيسى القاضي السوقي – رحمه الله – :
أهـــلاً وسهلاً بقدوم إمام * إمام هذاك المصلى الحرام
الحاج عبد الله شمس الهدى * وهديه موليه ذاك المقام
إلى أن قــــال :
فأنتم والله أولى بــــه * وهو أخوكم لأبى الجد سام
وهو أخوكم من قريش وهم * للعَرَب الأمجاد أهل اعتصام
ومنها أيضاً قصيدة الشيخ/ إسماعيل بن محمد الأمين السوقي :
بالشكر أو بالفكر لا القدمين * أمشى إلى الآتي من الحرمين
أعني إماماً ليتني مع من * وراءه يركع في كل أيــــن
وهؤلاء هم السوقيون من لدن القرن التاسع الهجري إلى الآن ، وفي كل أطوارهم يعتزون بعروبتهم وأنهم من أصول عربية ، ولا ينسون أيضاً مع الاعتزاز بأصولهم العربية أنهم تحوّلوا طارقيين بحكم خئولتهم وجوارهم لهم فتحوّل اللّسان والزّي فصاروا بذلك في عِدادهم مع أنهم معتزّون بأنسابهم العربية وبفصاحتهم وممارستهم للعلم وأهله ، كما يعتزّون بطارقيتهم فهم منهم جزءٌ لا يتجزّأ ، وكذلك لم يتخلفوا عن الركب الأدبي سويعة ولا عن الرحلة العلمية إلاّ أنهم كما تقدّم لم يشغل أمرهم بال الأمة العربية كثيراً فكأنهم جزء منفصلٌ عنها ، مع اعتنائهم الشديد باللغة العربية والحفاظ عليها نظماً ونثراً . وليكن في علمكم أنه ما إن أصاب أدبهم الرّكودُ حين أصاب الأدب العربي قبل العصر الحديث الذي استعاد فيه شيئاً من انتعاشه ، ولا نبالغ إذا قلنا أنّه لا ميزة للأدب الشنقيطي على الأدب السوقي رغم أنّ الأول أقام الدنيا وأقعدها لماله من حرية وارتباط بالعالم فرضه استقلال موريتانيا واندماجها في جامعة الدول العربية . وعلى كل حال فالباب مفتوح أمام من يريد التّأكد بالمقارنة بين الأدبين ونحن مستعدون لتزويده بنماذج شعرية ونثرية من إنتاجنا الأدبي، وتمتاز المدرسة السوقية بالخطِّ الأنيق الذي اخترعوه مطوّرين به خطّهم المغربي القديم واشتهروا به حتى أنه لنسبة المؤلّف إليهم كونه منسوخاً بهذا لخط الخاص بهم ممّا يدلّ على عراقة هذه المدرسة وأصالتها في خدمة الإسلام ونشر الثقافة العربية .
أماكن تواجدهم :
تتوزع مجموعات قبائل السوقيين على الضّفتين الشّمالية والجنوبية لنهر النيجر ويتفاوتون في القرب والبعد عنه ما بين الثلاثين كلم إلى المئتين كلم .
وأخيراً : إذا عرفتم مكانة السوقيين العلمية فإننا نحيطكم علماً أيضاً بأنهم قبائل دعوية تبث إشعاعها الدعوى في منطقة الصحراء الكبرى وضواحيها ...الخ، وأيضاً عند السوقيين شباب مثقفون تخرجوا من الجامعات العربية مثل الجامعة الإسلامية بالنيجر ، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وكلية الدعوة الإسلامية في طرابلس ،...الخ.
بقلم : أحمد خميس نوح الأزوادي


هكذا وجدته


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس