عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-27-2014, 01:39 PM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5204 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي 270. محمد بن محمد أحمد الإدريسي الجلالي السوقي



270. محمد بن محمد أحمد الإدريسي الجلالي السوقي :
هو الشيخ محمد بن محمد أحمد المعروف بهمهم بن أحماد ابن أحماد ابن أنكّ بن أبي بكر ينتهي نسبه إلى الشريف إبراهيم الدغوغي(1) .
قال الشيخ العتيق :كتب عنه الشيخ حمدَا ما لفظه : كان رضي الله وأرضاه مشهورا بالعلم والتقوى والكرم ومشهود له بالفضل عند سائر الأمم فهذا الولي الصالح سَلَهُ بن محمد البشير قد شهد له بالحلم والجود في مرثيته له تأتي في موضعها حيث قال :
ومن عقله عند الفساد وجوده
...............................


وقد حدث عن نفسه أنه ما نزل في القرآن أمر إلا وقد امتثله ولا نزل فيه نهي إلا وقد اجتنبه وعنه أيضا أنه قال : ما ارتكبت محظورا ما منذ امتاز لي الخيطان الأبيض والأسود إلا أني في زمان الصبا فرغت ذات يوم من ملاعبة أمثالي من الصبيان فضيت إلى أمي فلما جئتها تناولت شيئا تافها مما بين يديها فبادرتني بالزجر فقالت لي إياك الحرام فأقلعت بالفور وأظهرت الندم ثم لم أعد بعد ذلك إلى فعل شيء يشبه أن يعد محرما أيا كان إلى الآن .
وأما علمه فمن شواهده أنه أول من تلقف الرواية الآيَرِيَة عن خاله وابن عمه حَمَّ بن أحمد بن الشيخ ثم ترقى في اتقان صنعة التفسير إلى حيث يعوزه تارات تمييز بعض كلمات المنزل من كلمات تفسير الجلالين حتى يروى أنه في بعض الليالي التمس أهله من يصلي بهم صلاة التراويح في مسجدهم وكان إمامهم الراتب إذ ذاك غائبا فلجأوا إلى محمد ليقضي لهم تلك الحاجة لاعتقادهم أنه المستحق لذلك فلما شرع في القراءة أشكل عليه تميز بعض القرآن من نص تفسيريه ، فلما رآعاه الهاتف به من قومه يقول له يا ابن هَمَّهَمَّ إنا إنما أقمناك لتتلوا علينا القران لا لتفسيره فعند ذلك تنبه لما وقع منه وصادف ذلك إتيان الراتب الغائب وفزع الناس إليه وأمهم كما يريدون وانصرف الشيخ إلى ما الله أعلم به من شئونه . قلت وما كتبه من إسناد هذا الأمر أعني عدم تميز نص القرآن من نص التفسير إلى هذا السيد محمد هو الذي اتفقت عليه كلمة روات أشياخنا والمؤرخ البرتليي إنما أسندها للشيخ محمد أحمد بن أحمد فانظر هل وقعت لأحدهما ثم للآخر كما يقع الحافر على الحافر ، أو كان إحدى الروايتين خطأ والأخرى صوابا ولكن أهل مكة أدرى بشعابها ، والله أعلم . ومن شواهد علمه على ما رواه ثقاة المشايخ أنه في بعض المرات خرج في سفر هو وأخوه أحمد ونزلا ذات يوم على بعض الأحياء فصادفا أمرا يريبهما وهو أنهما ما تلقلاهما مستبشروا لا غيره ولم يظلل عليهما ومع ذلك صبرا على مر الهجير تحت شجرة لم تريق أغصانها فما زالا يضربهما حر الشمس حتى صارا إلى الاستظلال ببعض ما معهما من الأكسيت وبعد ما عزما على الرحيل بدأ اليأس حين زالت الشمس لقيا بعض خدم أهل الحي فقال له صغير الأخوين أحمد إظهار الغضب بلغ عنا أهل الحي إنا لا حاجة بنا إلى شيء ما إلا ماهرا في صنعت الإعراب فلما وصل الخادم إلى الأهل وحدثهم بما سمع كانت تلك الكلمة عندهم داهية من الدواهي وندموا على إضاعة فرصة كانت إضاعتها لهم غصة وأسروها في أنفسهم ثم ما زالوا ينتظرون إياب الوفد ليسبروا غور تلك الكلمة فلما قضى السيدان نهمتهما رجعا في حافرتهما حتى إذا أفضى بهم السير إلى محاذات ذلك الحي تخيرا للمبيت قوما أخرين هم على قرب من أهل الحي وكانت فيهم رجل يدعي لفسه مرتبة التقدم في العلم وقد كانا يعرفانيه بذلك ويعرفان أنه ليس كذلك وإنما هو مدع معاند ويعتقدان أنه هو الحامل لأهله على ما صنعوا بهم ولا من الفعلة السوء فلما سمع بمقدمهما الرجل خرج إليهمامستطلعا طلعت الكلمة الماضية ومتعرض للمنافحة والمناطحة وما وصل إليهما إلا وقد أخذا مضاجعهما للنوم وتهياءا للاستراحة من أعمال الليل ومحادثة القوم فلما وقف عليهما وحياهما تحية الإسلام فهما أنه بارز للمبازة فما استتم أداء التسليم إلا وقد فرغ جدنا محمد من إلتهاب للدفاع والنزاع وفي أول وهلة نبهه لما يكد ينتبه له من إنطواء البسملة على سائر علوم القرآن ثم شرع يشرح له ويببين ويطلع على تحقيق ما قال إلى أن انفلق عمود الصبح وقد انتهى به الشرح والتبين إلى آخر النصف الأول من المنزل فحييئذ انقطع نخاء الدعاء الرجل لمقاومة وانقمع راكبا متن اليأس من المقامسة والمعاومة ثم مضى السيدان لشأنهما .
ومما يشهد لاشتهار هذا السيد بالتفنن في العلم أنه نزل في بعض أسفاره على حي من السوقيين وقد تزيى ببزلة الصوفية فنظروا إليه بأعين الاحتقار ولم يتزحزح بذلك عن حالته المألومة من الصبر والوقار فما زال إلى أن جعل الداعي لصلاة الأولى بعد أن حان وقتها وشرع هو في الاستعداد للصلاة ثم مضى إلى المسجد وصلى فيه مع جماعة وبعد ما فرغوا من أعمال الصلاة هيأوا كتاب الشفا للقاضي عياض وناولوا شيخهم جزأء منه ليملي عليهم وكانت السيد الضيف قد أوى إلى ناحية من البيت في أخريات القوم ولم يجد ممن هنالك من يلقي إليه باله فكيف بمن يلقي له حاله وأما شيخ الطائفة فبتدأ القراءة وبعد هنيهة عنت له خطأة في بعض حركاة الإعراب فهمهم الضيف وغمغم ثم لم يتمالك أن نبه من يليه من الحاضرين على خطأة القارئ فارتاب المنبه ولكن أشاع في النادي بما سمع على سبيل التعجب من تخطأة هيان بن بيان لذالك الشيخ المعظم مع جلالته وحشمته وتوسطه بحبوحة حلقة كان أهلها تحت خدمته ثم سرى الخبر عن التخطأة في نواحي المجلس إلى أن وصل إلى الشيخ المهيب بنفسه فأظهر غاية الإنكار وجعل يحمق إلى ذلك المبتذل هيهة ثم أقسم له جهد يمينه لا أترك قولي لقولك وأصر على خطأئه ثم عاد إلى القراءة مرة أخرى فما لبس إلا قليلا حتى سقط سقطة ثانية فعاد السيد الضيف بتنبيه مثل الأولى وأجر القوم الهنة اللاحقة على إجراء السابقة وشيخهم أيضا سلك في الانكار المسلك الأول وأعاد القسم إلى حالي الماضي وأصر كذلك على خطأئه الأخر ثم عاد إلى القراءة مرة ثلاثة فبعد حين لحقت سقطة أخرى بأختيها المتقدمتين فما ملك السيد الضيف نفسه في ترك تنبيهة ثالثة فرجع الأمر إلى ماهو عليه أولا لكن في هذه الثالثة زاد القارء على قوله لا أترك قولي لقولك .
إلى أن قال وإن كنت محمد بن همهم فحّ الآن له السيد الضيف الكلام وقال له ذلك الذي سميت هو هذا الذي ينبهك مذ اليوم والذي قال لك في جميع المواضع الثلاثة هو الصواب الذي لا محيد عنه فلما قرع سمعه هذا الكلام ناشده الله والرحم هل صادقا في أنه هو ذلك الرجل الموصوف والعلم المشهور المعروف فقال له الله أنا والله هو فما لبث أن نهض من مجلسه مسرعا ونحا نحو ذلك السيد فلما وصل إليه عانقه معانقة اللام للألف , وتلقاه كتلقي المشغوف الكلف ثم راوده على الجلوس في مجلسه مقرا له بالسبق وأنه الستحق للتقدم ولإقدام وحق غيره الوقوف في حضرته على الإقدام ولا تسئل وراء ذلك عما جرى له على يديه من وجوه البر والإكرام . اهـ
وأما كرمه فمن أعدل شهوده قول ألولي الصالح سَلَهُ في مرثية له تأتي في محلها :
ومن حلمه عند الفساد وجوده
لسائله بحران يلتقيان


ومن شواهده أيضا ما تواترت عليه رواة السلف من أنه إذا أراد اهله الانتقال من منزل إلى آخر أمر بناقته وفرسه فرحلتا ثم أوقفهما عنده فإذا جلا جميع الحي عن المنزل أخذ بزمام هذه ومقود هذه ومضى إلى حيث مضى أهله وهو مع ذلك معلق نعليه في ساعد كفه ومراده بجميع ذلك الرفق بالضعفاء فإذا مر بأول ماش ألقى إليه بزمام الناقة أو مقود الفرس فإذا مر بالآخر ألقى إليه بمقود الآخر فإذا صادف الثالث ألقى إليه بالنعلين ومشى بنفسه حافيا حتى يصل إلى حيث يريد . ومن تلك الشواهد أنه احتاج ذات يوم في غيبة غابها إلى أن يقف إلى نار يأخذ من شررها شعلة يصل بها إلى التدخين في آلة شرب الدخان فبينما هو يتمنى إذا هو بمفتاد قد شوى فيه بعض السراق شاة كانوا سرقوها فلما وقف عليه الشيخ أناخ عنده راحلته فجعل يدخن ببعض الشرر فإذا هو بالمقتصين لأثر السراق فسألوه عن السراق وقال لهم الشيخ لم تبق لكم تهمة إلا تلقائي فغرموني وهذه ناقتي فقد وهبتها لكم في قضاء شاتكم فأبوا عليه وقالوا له لا و الله لا نتهمك فلا نغرمك فما زال يلح عليهم في أخذ الناقة قضاء الشاة وسترا على السراق وهم الآخرون يلجون في الامتناع من الأخذ حتى آل بهم الأمر إلى عفوا عن السراق رعاية لحرمة ذلك الشيخ وتروكوا له ناقته ثم انقلبوا راجعين إلى حيث جاءوا . ومما يشهد لبلوغه الغاية في الكرم ما جرى له مع زوج المرأة الناشزة ، وذلك أنه في بعض آناء غيبته عن الأهل قد أوى بعض الليالي إلى حي من أحياء العوام بالفور من نزوله عليهم سمعهم يتذكرون نار لقريبة من حيهم بحيث كانوا يرونها عيانا ويحدثون أنها متوقدة في وسط قبر فتسمع السيد كلامهم حتى استيقن من قبلهم الخبر فسألهم أولا عن السبب فحدثوه أنه قبر زوجة كانت في حياتها ناشزة عن زوجها ولما ماتت شهد الزوج من حضره حينئذ أنه لا يعفيها عن حقه أبدا ولا تنفعها شفاعة شافع فلما وضعت في قبرها لم تزل تلك النار تتأجج فيه كل ليلة كما ترى فلما استقصى ما عندهم من خبر المرأة والنار سألهم ثانيا أن مسكن الرجل فذكروا له مكان سكناه ثم سألهم ثالثا عن قبر المكان وبعده فأخبروه أن المسافة بينهما مقدار ثلاثة أيام وسألهم رابعا عن ظنهم في الرجل إن استشفع إليه المرأة فقالوا له قد حلف أن لا يشفع فيها أحدا ثم استخار الله السيد وبات عازما على المضي إلى الرجل في غداة غد فلما أصبح الصباح أمضى عزيمته في قصد الوصول إليه و أوصل السير في الثلاثة الأيام إلى أن وصل ، ولما قر عنده به القرار خلا به مرة وأطلعه على خبيئته واستشفع إليه للزوجة فلم يشفعه وعاوده مرات كل ذلك لا يجاوبه إلا بشتان أو هيهات فقال له السيد أشتري منك حقك عليها بما شئت من مالي بالغا ما بلغ فائسه وقنطه فقال له الشيخ للاكاد أريم مركزي عندك مالم أظفر بمنيتي أو تقدر منيتي وبقي الرجل على التصميم حتى إذا أراد الله إظهار فضيلة ذلك السيد ألقى في روع الرجل أن قال له وفيت لي شرطي أنعمتك بما شئت فقال له هاته قال هو أن تقيم عندي في منزلي مدة ما تكتب لي بيدك الكريمة مصحفا كاملا بجميع همزاته وشكلاته ثم تقابله للتصحيح فالتزم له السيد الشرط وبعد حين تفكر فتذكر وراجع الرجل فقال له بقي لي شيء قال له مهيم فقال إن نفسي لا تطيب ببقاء المرأة في جميع عذابها الذي هي فيه ما لم أفرغ من كتابة جميع المصحف فأريد من كرمك وفضلك أن تسامحها في كل ليلة من ليالي الكتابة بقدر ما حصلته في اليوم الذي قبل تلك الليلة فقال له الرجل لك ذلك إكراما لك وتفضلا عليك فاستبشر بما قال وقرت به عينه وقد كان السيد كأنه كوشف ببعض ما جرى أو بكله فإنه لما أراد فيما مضى الانفصال عن الحي المجاورين للقبر قاصدا إلى مكان الزوج أوصاهم بأن يترصدوا نار القبر حتى إذا رأوها متنقصة أرخوا ليالي التنقص مبتدئين من أولى ليلة رأوا فيها ذلك التنقص وعلى تلك الوصية فارقهم ثم لما أصبح عليه صباح الليلة التي وقعت فيها المشارطة بينه وبين الزوج بادر السيد إلى آلة الكتابة ففرغ من إصلاحها وتجويدها ثم انتهض غير وان إلى ما يريد فما أتت له الليلة الأولى مما بعد ذلك اليوم إلا وقد فرغ من كتابة حزبين وآفيا بجميع الشروط من الهمز والشكل والمقابلة ولم حصل ذلك عاود الرجل توثقا وقال له قد فرغت من كذا وكذا فسامح الزوجة بقدر ما حصّلت فقاله قد فعلت فاستغفر وحمد الله على تخفيف البغض ثم لم يزل كذلك عند غروب شمس كل يوم من أيام الكتابة يفرغ من كتابة حزبين ويستسمح الرجل بقدر ذلك من حقه حتى انتهت الكتابة بانتهاء شهر كامل ثلاثين ، فلما تسنى له الغرض عزم على الرجوع وعلم المستضاف بعزيمته فحينئذ أحضر له من أنواع الكرامة ما الله أعلم به فبالغ السيد في الامتنان من الانتفاع ، وقال له هيهات أما أنا فلا أرزؤك شيئا مّا أبدا فو الله لا يراني الله منتفعا منك بغير ما حصلت ، ثم انقلب إلى جيران القبر وبمجرد وصوله إليهم بادرهم بالسؤال عن حال نار القبر وعاجلوه بالبشرى بأنه قد انطفات وسألهم عن الكيفية فقالوا له لم تزل تنقص شيئا فشيئا من منذ ليلة كذا إلى أن صارت بعد نصف شهر دخانا لا لهب معه وجعل الدخان ينتقص كذلك إلى ليلة كذا فبعدها فقدنا رؤيته بالكلية كأن لم يكن قط ثم سألهم عن تاريخ ليلة ابتداء التنقص وليلة انتهائه فذكروهما له فتأمل فإذا المبدء أولى ليلة من ليالي الكتابة والمنتهى هو أخرى ليلة من لياليها فما استبشر السيد بشيء مثل استبشاره بنجاة تلك المرأة على يديه ولله الحمد والمنة ، ثم لم تزل ذرية تلك المرأة ترعي حق الود والإخاء لذرية ذلك السيد إلى يومنا هذا والله ذو الفضل العظيم . انتهى ما كتبه الشيخ حمّد بن محمد ولم يذكر من روى عنه ، والذي أخذته أنا عن الشيخ الوالد سعد الدين بن عمار الذي كان صاحب القصة جده الثاني زيادة على هذا أن الشيخ محمد ما وصل إلى زوج المرأة إلا في بلاد تنبكت وقد طلبه من بلاد زَمْكَيْ وأن الحي المجاور للقبر حي أهل تَنْغَ أَكْلِ وأن المرأة المشفوع فيها من قوم يقال لهم إكَتَوَنْ كانوا في ذلك الزمان كجزء من ذلك الحي السوقي وأن الشيخ لما كان في الطريق صادف بعض معارفه وأصدقائه فوجد عندهم ست بقرات ولما وصل إلى الرجل الذي يطلبه وطلب منه الشفاعة فامتنع قال له خذ هذه البقرات الست في مقابلة أن تعفو عن تلك المسكينة فأبى فقال له الشيخ خذها وأزيدك عليها الجمل الذي أنا عليه وكان جملا نجيبا فلم يزده ذلك إلا إباء ونفورا ثم بعد تقنيطه له في قبول كل وسيلة توسل بها إلى مقصوده عنده قال له لا أشفعك فيها إلا إذا التزمت لي أن تكتب لي مصحفا وصفه كذا وكذا مما يتعلق بالتصحيح وتجويد الخط فرضي ثم كان من أمرهما ما كتبه الشيخ حمّدا من غير إختلاف بين روايتي وروايته . وأما حمله فيكفي شاهدا عليه قول الشيخ القاضي سَلَهُ بن محمد البشير في وصفه له في أبيات رثي بها قوما من جماعته كان من بينهم :
ومن حلمه عند الفساد وجوده
لسائله بحران يلتقيان


وقد وقع شيء من التغاضب بين قومه وبين بعض إخوانهم فجرت بين أحداث الفريقين هنات وهنات أثارت غضب سيد الحي السوقي وهو حَمَّ بن أحمد بن الشيخ وكان شيخ المترجَم وخاله ولا يجترئ على مخالفته فعزم الشيخ حمّ على مفارقة أولئك الإخوان والهجرة إلى بلد بعيد منهم وقطع العلائق بينهم وبين أولئك الإخوان لأنهم أهل ثروة ينفعون إخوانهم السوقيين بأموالهم حتى قال بعض سفهائهم إن هؤلاء السوقيين لا قدرة لهم على مفارقتنا لأنهم عيالنا فإذا فارقونا ماتوا جوعا وعطشا وتلك الكلمة هي التي أثارت غضب الشيخ حمّ فعزم على أن لا يجاورهم أبدا وكان قد عزم قبل ذلك على الجلاء عن أوطانهم القريبة من البحر والرجوع إلى معاهد أسلافه في الصحراء لكن فتل له كبير الجماعة في السنام والغارب حتى انحل عزمه ورضي بالمقام مع فلما حدث له ما أثار غضبه أخفى أمره وأمر جماعته بالرحيل وكتمان أمرهم ليلا يعوقهم ذلك الكبير وأمثاله من جماعته عما يريدون فخرجوا ليلا وكان عندهم كثير من بقر أولئك الإخوان الذين غاضبوهم فتركوها في الحظائر وخرجوا بمالهم ولما أصبح الصباح وعلم جيرانهم بخروجهم تفرق رأيهم في شأنهم فالكبير الشريف وأولو الأرحام من جماعته كان رأيهم أن يخرجوا في آثارهم ويسترضوهم وغير أولي الأحلام قالوا خلوهم وما شاءوا فسيرجعون إليكم لأنهم لا غنى لهم عنكم وبعد مدة نزل الوباء والطاعون في الجماعة التي خرجوا منها وكثر فيهم الهلكى بحيث صار من يتولون دفن أمواتهم لا يرجعون إلى الحي لأنهم لا يفرغون من دفن ميت إلا شرعوا في دفن آخر بل ربما أدرك الموت بعض من تهيأ للحفر والدفن فيصير مدفونا ، ولما رأى الكبير تسارع الفناء في قومه أيقن أنه وقع فيما خاف من هلاك الناس بسبب نقض العهود وإغضاب العلماء فترك مشاورة الناس واختار رسولا ثقة من قومه وقال : له أمض على ما تستطيع من غاية العجل حتى تصل إلى حمّ وقومه فإذا وصلت فاختف في مكمن قريب من الحي بحيث لا يراك أحد إذا جن الليل فاجتهد قدر وسعك في أن تخلو بمحمد بن هَمَّهَمَّ وحده فإنه أرفق بنا وأحلم من غيره وأشك له ما نابنا واستشفع لي به وقل له ناشدتك الله والرحم وقديم العهد الأكيدالا اجتهدت في تدارك من بقي من إخوانك وأصدقائك إن كان ينفع التدارك فإن لم تكن لهذه فمن لها ، ثم قال : للرسول أيضا إياك أن يشعر بحضورك السيد حمّ فإنه لا تكاد شدة موجدته علينا تسهل عليه الحلم عنا والرفق بنا فانتهض الرسول لتبليغ الرسالة ولم يزل بين إدلاج وتاويب حتى إذا وصل إلى قريب من الحي اختفى فلما تسنى له أن يخلو بمحمد بلغه الرسالة كما أمر ، قلت هنا انتهى ما كتبه الشيخ حمّد من أمر الرسول ومرسله والغرض من سوقه للقصة حكاية قول الكبير المرسل لرسوله في شأن مَحمد فإنه أرفق بنا وأحلم وقول الشيخ في روايته إياك أن يشعر بحضورك السيد حَمَّ ليس مما أخذته عن الشيخ الوالد بل الذي أخذته أن الذي نهى السيد المرسِل رسوله عن اطلاعه على سره ، هو أحمد صغير المرسل إليه وهو الذي وصفه المرسِل بشدة الغضب عليهم وخاف أن يغلب غضبه عليهم رحمته بهم ولا مانع من إخفاء السر عن الرجلين معا . إهـ ثم قال الشيخ حمّدا بعد كلام طويل في طلب أهله له بعد ما ظنوا أنه ذهب إلى القوم الذين غاضبوهم ، ما لفظه : وأما السيد مَحمد فنحا مسرعا نحو الحي الشاكين وما انتهى حتى وصل إليهم ولا تسأل بعد وصوله لهم عن سرعته التجائهم إليه في رفع الوباء عنهم وهو أيضا لما قربه القرار استدعى بلوح وكتب عليه ما شاء الله ثم غسله وسقاهم غسالته فبإذن الله لم يشك أحد منهم قط ألما من ذلك ولوباء بعد الاستقاء من تلك الغسالة ثم جمعوا له تركات الموتى من كل ناطق وصامت وقد أوصى له كثير من الموتى بالثلث فعزل مناب الوصايا على حدة ، وما تصدق به عليه من أدركه حيا على حدة ، ثم قسم كل تركة على أربابها وجمع بعد ذلك ما أوصى له به وما أهدي له وما تصدق به عليه ففرق جميع ذلك على الباقين من الورثة رفقا به وجبرا لخواطرهم وما أبقى لنفسه من ذلك إلا أربع طقات من القطن في غاية التفاهة قد أعدها لقضاء دين في ذمته ثم انقلب إلى أهله راشدا وما زالت نهضته تلك كلمة باقية في عقبه وفي عقب ذلك الكبير الشريف إلى يومنا هذا فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا . إهـ ما كتبه الشيخ حمّدا في الموضوع وبعض الرواة يزيد أنه لما فرغ من مهمته من انقاذ الناس على يديه وقسم التركات على أهلها قال له كبير الجماعة أريد أن تتولى أمر جماعتنا وإخراج زكواتهم وتفريقها كما شئت وكان من عادة أهل البلد أن يتولى إخراج زكوات القوم يكون كالوالي عليهم لا يتصرفون إلا بأمره ولا يعاملون أحدا إلا بإذنه فلما عرض عليه ذلك قال : له إن تلك الخطة لا أريد أن يتولاها إلا من كانوا يتولونها قبل من إخواني المجاورين لكم دائما وأولئك الإخوان بعضهم من ذرية الأنصاريين وهم أهل بيت خنّ وبعضهم من ذرية الشيخ أبي الهدى وهم أهل بيت الشيخ إسماعيل بن محمد الصالح فقال : له الكبير أما أنا فلا أفوض ذلك إلى غيرك وأما أنت فكل ما فعلت لا أرده فكان الأمر كما قال : الشيخ ولم يزل أهل هذين البيتين هم المتولين لإخراج تلك الأموال من السادة وأتباعهم إلى الآن ، وأما ذرية محمد وأهل بيته فحظهم من ذرية أولئك القوم الاحترام والصداقة وإعطائهم من أموالهم على وجه الهدية والصلة وأما صدقاتهم فلا حظ لهم منها .
ومن شواهد كرمه : إقرار أخيه أحمد الشمهور باسم عامّ بالسبق إلى المكارم وقوله له ما سبقتك إلى مكرمة إلا وجدتك سابقا إليها ومن مواطن قوله له ذلك على ما يحكى أن رجلا من أصدقائهم الذين يقال لهم أهل تِمُكَسِنْ أجدبت بلادهم ذات سنة فجمع ذلك الرجل واسمه حَمَّنَانَ بن إرِكَّغْ جمع أمما كثيرة وسبقهم إلى جهة الجنوب منهم حيث يجلب الطعام إلى البلاد التي لا يزرع أهلها فلما وجدوا طلبتهم رجعوا بميرتهم إلى بلادهم ففاجأهم قطاع الطريق ونهبوا جميع ما بأيديهم حتى جردوهم من الملابس وحتى جعلوا يأخذون أوعية الطعام ويفرغون ما فيها على الأرض ليذهبوا بها وكأنهم لا حاجة لهم في الطعام فلما رأى سيد الرفقة ذلك قال : لهم أريد منكم شيئا لا يضركم أن تعلموه وهو أن لا تخلطوا ما تخرجونه من الأوعية فرضوا بذلك فأخذ أوراقا وكتب عليها أسماء أرباب الظروف كل ما خرج من ظرف كتب اسم صاحبه على ورقة ودسها فيه ثم سار إلى بلده ليس معه شيء ولا عليه شيء ومعه قين له حتى قرب من حي الأخوين الكريمين محمد وأحمد ابني هَمَّهَمَّ ...........اذهب إليهما وأخبرهما بأمرنا فلما جاءهما الرسول وجدهما في بيت الكبير محمد وهما يكتبان بعض الكتب وكان من عادة الصغير أنه يلارم الكبير في بيته فلما أخبرهما القين الخبر بهض الشيخ أحمد إلى بيته ليأتي بملابسه وكان ملابس أخيه تحت رجله حنيئذ فلم يتمالك أن نهض بالوعاء الذي فيه الملابس واشتد عدْوا وسعى علىى قدميه حتى وصل إلى الأخ المسلوب فكساه بفور وصوله إليه ، وأما الأخ الصغير أحمد فإنه بمجرد وصول الخبر إليهما سارع إلى منزله وأخذ ثيابه وعدا إلى محل الأخ ظانا أن يسبق إلى كسوته فوجد كبيره قد سبقه إليه وخلع عليه خلعته السنية فما تمالك أن قال لأخيه ما هذه بأول مرة سابقتك فيها إلى مكرمة فسبقتني ثم خلع خلعة على القين الذي مع أخيهما ثم أخذ كل منهما ناقته وشد عليها رحلة وأعطاها للسيد فكانت خلعة الكبير وناقته للسيد نفسه وخلعة الصغير وناقته للقين فشكر لهما وسر بصنيعهما حتى بلغ به السرور أن قال لهما هذه لا أنساها أبدا ولا ينساها أولادي فضمن على أولاده قبل وجودهم ولكن الله أكرمه بذرية طيبة تصدق وعده حتى سرى ذلك إلى ذرية إخوانه فكانوا لأهل بيتنا خير صديق وأكبر نافع من ذلك الوقت إلى الآن وقد مضى على ذلك أكثر من قرنين وذلك من كرامات جدهم ومن كراماته التي ظهرت في هذه القصة على ما يروى أنه لما انفصل من حي الأخوين واتصل بجماعته بادر إلى جمع المراكب والظروف وذهب إلى المحل الذي ترك فيه الطعام وهو في بلد بعيد لم يصل إليه إلا بجهد جهيد فوجده بحاله لم يتغير منه شيء ولعله لم يطلع عليه أحد بعده فاستخرج الأوراق المدفونة وجعل كل قسم في ظرف خاص به موسوما بسمة تبين من هو له ثم انصرف جاعا إلى أهله محفوظا من كل سوء حتى أدى الأمانات إلى أهلها وحصل مراده من إيصال النفع إلى من ذهب في طلب نفعهم أولا ، وذلك مما يكرم الله به من أحسن عملا ، كذلك يجزي الله المتقين ، إن الله لا يضيع أجر المحسنين .
رجعنا إلى الكلام على الشيخ مَحمد بن هَمّهَمّ أما علمه وحلمه وجوده فقد سبق منها ما يكفي ولكن لم أطلع له على أثر علمي لا منظوم ولا منثور ، ومما يحكى من كراماته وكشوفاته أنه أتاه رجل فقال له : ياشيخ إني قصدتك لأسألك عن إعراب كلمة من القرآن أشكل علي إعرابها ولكن نسيتها ونسيت الحزب الذي هي فيه قبل وصولي إليك فقال له الشيخ أما الحزب فمن سورة النحل وأوله { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين } وأما الكلمة فهي ( شيئا ) من قوله تعالى { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا } وهي مفعول مطلق فتعجب السائل وقال له والله إنها هي .
وأما وفاته فكانت عام خمس ومائتين وألف من الهجرة 1205هـ بسبب وباء وقع في حيهم بأرض إنْمَنَسْ ومات فيه أشياخ الحي وغيرهم ولم يبق من رجالهم على ما قيل إلا ثلاثة ستأتي تراجمهم وبارك الله فيهم وربوا الأولاد الأيتام حتى بلغوا وتعلموا وصار حيهم كحالهم الأول وأحسن فرحم الله الجميع وتقبل منهم أحسن أعمالهم .
هذا وأما أسانيد الإجازات التي أسلفت في ترجمة شيخه أحمد بن الشيخ أني سوف آت بها في ترجمة هذا الشيخ لأنه هو الذي رأيتها بخط من أخذها عنه مباشرة فقد كان عندي قبل نهب كتبي وكان مما نهب ثم وجدت منه ورقتين ضاع ما بينهما فأردت استدراك ما بقي وإن كان فيه نقص وصورة ما وجدت بخط تلميذه الذي صار إليه إرثه العلمي وهي كما يلى :( بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الحمد للهه رب العلمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين . وبعد فقد أجاز مَحمد بن محمد أحمد بن أحمادُ لمحمد الصالح بن أحمد بن محمد القاري بن الشيخ بن أحمادُ : جميع ما أجازه له شيخنا وشيخ شيوخنا أحمدبن الشيخ ، قال : كما أجاز له سيدي محمد بن المختار الكنتي(1) مما قرأه على شيخه إبراهيم الملاّ يخافي وإجازه فيه وغيره من كل ما صحت له روايته عن أشياخه كلهم إجازة مطلقة ، وأن يحدث عنه ما شاء ويجيز من شاء بالشرط المعتبر ، قال : فأما خليل فقرأته على شيخنا الإمام الصدر الهمام أبي عبد الله سيدي محمد القسنطيني . وقرأته أيضا على شيخنا الإمام أبي العباس سيدي أحمد بن الحاج الفاسي عن الشيخ سيدي أحمد ميارة وسيدي عبد القادر الفاسي كلاهما عن سيدي عبد الواحد بن عاشر وأبي عبد الله محمد الجنان ، فالأول عن أبي عبد الله القصار ، والثاني عن أبي العباس المنجور ، وهما عن أبي الحسن علي بن هارون ، وزاد القصار بالأخذ عن بدر الدين القرافي ، فأما ابن هارون فعن ابن ..غازي عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن ابن محمد بن أبي بكر بن عثمان السخاوي ، وأما القرافي فعن والده وأبي زيد عبد الرحمن الأجهوري ، وهما عن شمس الدين محمد بن حسن اللقاني عن نور الدين السنهوري عن الشيخ عبادة عن جمال الدين عبد الله الأقفهسي عن الشيخ بهرام عن المؤدب خليل .
وأما جمع الحوامع : فقرأته على شيخنا أبي عبد الله سيدي محمد القسنطيني ، وعلى شيخنا سيدي أحمد بن الحاج الفاسي عن شيخه الإمام أبي محمد عبد القادر الفاسي عن أبي زيد عبد الرحمن الفاسي ، وأبي محمد عبد الواحد بن عاشر عن أبي عبد الله محمد القصار عن أبي عبد الله محمد خروف التونسي عن ناصر الدين اللقاني عن زكرياء الأنصاري عن عز الدين عبد الرحيم بن الفرات عن مؤلفه الشيخ تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي .
وأما صغرى السنوسي : فقرأتها على شيخنا أبي عبد الله سيدي محمد القسنطيني ، وعلى شيخنا سيدي أحمد بن الحاج عن الشيخ أبي محمد عبد القادر الفاسي عن أبي زيد عبد الرحمن الفاسي عن أبي العباس أحمد المنجور عن أبي عبد الله محمد اليسيتيني عن أبي زكرياء يحي السوسي وأبي سعيد عثمان المنوئي ، فالأول عن أبي عبد الله محمد بن أبي مدين ، والثاني مع أبي عبد الله محمد بن أبي مدين عن المؤلف الشيخ الإمام الصالح أبي عبد الله محمد بن يوسف بن شعيب السنوسي .
وأما ألألفية : فقرأت منها على شيخينا أبي عبد الله سيدي محمد القسنطيني من المقصور والممدود إلى الوقف والباقي إجازة ، وقرأتها على شيخنا سيدي أحمد بن الحاج عن أبي محمد عبد القادر الفاسي عن أبي الحسن علي بن الزبير السجلماسي عن أبي زيد عبد الرحمن آعْرابْ المكناسي عن أبي مجير عن أبي محمد عبد الواحد الونشريسي عن ابن غازي عن تاج الدين بن عثمان بن محمد الديمي عن أبي العباس أحمد بن حجر .. إلخ اهـ ما في القرطاس الأول وسقط بعده واحد أو اثنان وأما القرطاس ألآخر فصورة ما فيه : بسم الله الرحمن الرحيم وأما ملخصه فبالسد المتقدم إلى القصار عن أبي العباس أحمد الدقون عن أبي عبدالله المواق عن أبي عبد الله محمد بن .....بن عبد المك المنثوري عن القاضي أبي بكر أحمد بن أبي القاسم .... الكلبي عن الوزير أبي عبد الله محمد بن يحي بن رفيع عن أبي العباس أحمد بن محمد العزفي عن أبي محمد عبد الله بن محمد الحجري عن يوسف بن محمد ابن مغيث عن أبي القاسم حاتم بن محمد بن حاتم الطرابلسي عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد بن خلف المغافري المعروف بالقابسي .
وأما الشمائل : فالثلاثة قراءة على شيخنا سيدي أحمد بن الحاج ، وإجازة عن أبي محمد عبد القادر الفاسي عن عم أبيه أبي زيد عبد الرحمن الفاسي عن أبي عبد الله محمد القصار عن أبي نعيم ولي الله رضوان عن أبي زيد .... سقين عن الشيخ زروق عن فخر الدين أبي عمر عثمان الديمي عن شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله الرشيدي عن أبي الفتح محمد بن حاتم عن يوسف بن إبراهيم الكردي عن محمد بن اسماعيل بن إبراهيم المنير عن تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي عن أبي محمد بن محمد بن عبد الله البسطامي عن أبي القاسم أحمد بن محمد الخلـ .... عن أبي القاسم علي ابن أحمد الخزاعي عن أبي سعيد الهيثم بن كليب الاد .... الشاشي عن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي .
وأما كتاب الشفا : فالثلاثة بالسد المتقدم إلى سُقَيْنِ عن أبي عبد الله محمد بن غازي عن أبي عثمان الديمي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب الرشيدي عن أبي الفتح محمد بن أحمد بن حاتم الخطيب الشافعي عن أبي عبد الله الوَادِءَاشي عن أبي العباس أحمد ابن محمد بن الغماز .............. عن أحمد بن علي بن حكم عن مؤلفه أبي الفضل عياض بن موسى بن عياض .
وأما رسالة الشيخ محمد بن أبي زيد : فالثلاثة قراءة لبعضه على سيدي أحمد بن الحاج وإجازة لجميعها وإجازة عن الباقين عن أبي محمد عبد القادر الفاسي عن الفقيه أبي زيد عبد الرحمن الفاسي عن أبي عبد الله القصار عن أبي زيد عن أبي عبد الله القصار عن أبي زيد عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم ........ عن أبي عبد الله محمد بن غازي عن الأستاذ أبي عبدالله الصغير عن أبي الحسن علي بن أحمد الورتاجي عن أبي وكيل ميمون مولى الفخار عن ......أبي عبد الله الفخار عن أبي العباس الزواوي عن أبي عبد الله محمد بن .......القيسي عن أبي علي سالم عن أبي محمد صالح عن أبي القاسم بن بشكوال عن أبي محمد بن عتاب عن أبي محمد مكي عن مؤلفها الإمام أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى .
وأما ابن عاشر : فعن الثلاثة عن أبي العباس أحمد ميارة عن أبي محمد عبد القادر الفاسي عن مؤلفه أبي محمد عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري رحمه الله تعالى .
وأما تأليف ابن الحاجب : فعن الثلاثة عن أبي العربي الفاسي عن القصار عن التسولي عن الدقون عن المواق عن ...عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمر عن أبي الحسن بن سليمان القرطبي عن القاضي تقي الدين أبي عبد الله بن رازين عن مؤلفه الشيخ أبي عمر عثمان بن أبي بكر المعروف بابن الحاجب رحمه الله تعالى .
وأما تأليف ابن عرفة : فبهذا السند إلى المنثور عن مؤلفه أبي عبد الله محمد بن محمد بن عرفة التونسي رحمه الله تعالى(2) .



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر

رد مع اقتباس