عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2012, 10:43 AM   #9
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-08-2024 (09:36 AM)
 المشاركات : 1,673 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله



(7)

المبحث الثاني
الاتجاهات الفكرية في شعره
من نظر في شعر العالم أحمد بن سعد بدقة وعين فاحصة يجد أن هناك اتجاه أو نزعة تسيطر على شعره : النزعة الوطنية .
أ – النزعة الوطنية:
الوطن مقدس يبلغ مرتبة القدسية في نفوس الشعراء الوطنيين,ولقد عبروا عن تلك القدسية في أشعارهم أحسن تعبير, يقول شاعر الوطنية مصطفى صادق الرافعي:
بلادي هواها في لساني وفي دمي
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

ولا خير في من لا يحب بــــلاده
ولا في حليف الحب إن لم يتيم

فالشعر الوطني هو الصوت المعبر عن الوطن بأرضه وشعبه في آماله وآلامه ومختلف ظروف حياته وأحواله(1) وهو من الأغراض التي خلع عليها عالمنا لباس الجدة, وظهرت فيه شخصيته واضحة مجلية تفصح عن نفسه الأبية المتمردة على الظلم والطغيان, ويلوح لنا أنه كان بطبعه محبا للحرية متمردا على الظلم شأن كل شجاع أبي, استقلت دولة النيجر عن الاستعمار الفرنسي ورأى عالمنا العظيم في رئيسها الأول ( جوري هماني ) نهاية لمسلسل الظلم والاستبداد فبادر إلى مدحه بقصيدة رائعة بين له فيها سبب مدحه له بها قال:
قواك رب يا رئيس النيـــجر
ووقاك شـــــــــــــــــــر عذاب يوم المحشر

وجزاك خير جزائه عن أمة
أخرجتها مــــــــــــــن سطوة المستعمر


إلى أن قال :
حسنت رعايتك الأنام فزدهم
يــــــــــــــزدد عليك الحفظ دون تضرر

أرغمت أنف الملحدين وزدتهم
عن هــــــــــــــــدم قصر شــــــــــــــــــــريعة وتسور

فلذاك يدعوا المسلمون إلههم
لك بالـــــــــــــــــــــــــوقاية دعــــــــــــــــــوة المتكرر

والقصيدة سأنقلها إن شاء الله كاملة ضمن المختارات, وله أرجوزة وطنية رائعة يدعو فيها لوطنه العزيز – النيجر – يقول فيها :
يارب باســــمك العظيم الأعظم
وبجـــــــــــــــــــــــــلالك الكبـــــــــــــــــــــــــــــــــير الأفخـــــــــــــــم

أسبل على موطننا الستر الجميل
وصنه من كل عـــــــــــــــــدو مستطيل

وكــــــل ذي مقدرة أو طــالب
إذاية أو غــــــــالب أو سالب

يا رب واجعــــل كيد من يريده
في نحـــــره يصلى به وريده

واحفظ جهاته بأمن شامل
لقاطــــــــــــــــن ومــــــــــــــــن إليه وائل(1)

والأرجوزة طويلة, ولقد شارك عالمنا بشعره في النكبات والأزمات الاقتصادية التي تعرض لها البلاد في حياته بالدعاء والابتهالات إلى ربه سبحانه وتعالى, فمن ذلك استسقاءاته المتكررة والدعاء لصرف الجراد عن البلاد والملاريا إلى غير ذلك من مشاكل الوطن التي استخدم شعره أداة للتعبير عنها ومرآة تعكس آماله وآلامه, وريشة يرسم بها على أديمه لوحة تتكلم بآلام الوطن وطموحاته.


(8)

المبحث الثالث
نماذج مختارة من شعره
عيد الاستقلال :
قواك ربــــــــي يا رئيس النيجر
ووقاك شـــــــــــــــــر عذاب يوم المحشر

وجــــزاك خير جزائه عن أمة
أخرجتها مــــــــــــــــــــــــــن سطوة المستعمر

سرت بـــــــــك الأيام أي مسرة
سيئت وجـــــــــــــــــــــــــوه الحاسدين الغدر

لا زلت تنصر دين ربك مرغما
أنف العداة مشجـــــع المستبصر

مدت لك الأيام مــــــــــد كرامة
وزيادة تسمو بها فـــي الأعصر

كتب الإله سلامـــــــــة وسعادة
تعلو بها فوق النجـــــوم الزهر

ومهابة وجلالــــــــة بين الورى
وإصابة في الرأي عنــد المأمر

إلى أن قال :
رد الإله الشاردين علــــــــيك يا
كنز العفاة ومـــــــــــــــــأمن المتحــذر

ردا يزيدك رفعــــــــــة ورئاسة
وتبصرا في الأمــــــــــــــــــــــر أي تبتـصر

لا زلت محفوظا بعـــون الله في
كل الأمــــــــــــــــــــور وفي شئون تحــــــــــــــــــرر

لا زلت غيظا للحســود وغيظة
في جـــــــــــــــــــوفه ولهيبها لــــــــم يفتر

قرت عيون الوامقين لما هـــــم
يجــــــــــــــــــــدون من بش وطيب المحبر

لا زلت مرعيا بـــــــعين عناية
متجنبا لتهـــــــــــــــــــــــــــــــــود وتنصـــــــــــــــــــــر

متمسكا متحنفا لا تــــــــرتضي
غير الصراط المستقيم الأطهر

وسقى بلادك غير مفسدهـــا حيا
تحيى به في مأمــــــــــــــــــن وتعـــــطر

وفي غبطة ومســــــــرة ينتابها
كل الفقير وكــــــــــــــــــــــل عاف مـــــقدر

حسنت رعايتك الأنــــام فزدهـم
يــــــــــــــــــــــزدد عليك الحفظ دون تضرر

أرغمت أنف الملحدين وزدتهـم
عن هدم قصر شريعة وتســـور

فاسلم إذن وانعم فانك مسلـــــــم
تحمي الشريعة حمية المتبصــر

فلذلك يدعو المسلمون إلههـــم
لك بالوقاية دعوة المتكـــــــرر

يـــا ربنا يـــا ربنا يـــا ربنــــــا
سلمه من شر الطوارئ وانصـر

سدد إلى سبل الرشاد ضميـــره
واردد أذى الاعتـــــــــــــــداء دون تأثــر

ندعوك يا من لا يمـــــل دعاءه
فاحفظه من شـــــــــــــــــــــــــــر البغـــاة الدعــر

واقلل شياك عداه يا قهــــار لا
تخفي عليه ضمـــائر المتســـتر

من خانه فأحنه قبل طــــــروقه
لفنائه يا غالبا لـــم يقـــــــــــهر

وأغفر جرائمنا ونق قلــــــــوبنا
كلا من أدران الذنوب وطـــهر

حتى نموت على الرشاد ونرتوي
يوم القيامة من رحيـق الكوثر

هذا الدعا ومن الإله إجـــــــابة
ووقاية أوقى لنا مــن عســـكر

ثم الصلاة على النبي الأطهر
والآل والصحب الهداة الزهر(1)



مناسبة القصيدة :
فرض الإسلام على كل مسلم أن يشترك في الحياة العامة للجماعة, ونشاطها السياسي, وهو نشاط ينبغي أن يقوم على مبادئ الدين ومقاصده السامية(1) ولقد حاول العالم أن يشترك في تلك الحياة العامة للجماعة, إنه ثائر تتحرك في عروقه دماء الثورة ضد الظلم والطغيان والاضطهاد, ويطمح ليوم تنجلي فيه الحقيقة, وتطلع في سماء وطنه شمس الحرية,ولقد أعلن عن استقلال دولة النيجر عن الاستعمار الفرنسي سنة :03/08/ 1960م, بقيادة رئيسها الأول : جوري هماني,وكانت علاقات تربطه بالعالم, ولقد رأى فيه نهاية المسلسل الظلم والطغيان الذي شهدته البلاد على يد الاستعمار, واعتبره مهندس الاستقلال, ومفتاح العدل والاستقرار, فمدحه بهذه القصيدة الرنانه(2).
معاني المفردات:
الكلمة معناها:
السطوة سطا سطوا وسطوة به وعليه: وثب عليه وقهرخ.
عريف العارف بالشيء والقيم بأمر القوم وسيدهم
عصائب الجماعة من الناس أو الخيل أو الطير
تشزر تفرق وذهب كل مذهب
الوامقين المحبين
حيا المراد به هنا المطر
الدعر الخائن والذي لا خير فيه
افلل افتل السيف أنكسر حده.
شبات شبات الشيء حدة طرفه..
أحنه حان الأمر حينا وحينونة قرب وقته
لفنائه الفناء الساحة في الدار ولجانيها (1).
يفتر لان بعد حدة أو سكن بعد حدة ونشاط.

الشـــــــــــرح :
يقف الشاعر أمام ربه عز وجل في خضوع وخشوع وتواضع طالبا منه أن يمد أول مسئول في دولته بالعون وقوة العزيمة ورباطة الجأش, دون أن يغفل عن الهدف الأسمى وهو الوقاية من شر عذاب يوم القيامة, وفي ذلك تذكير له بهذا اليوم,وجزاك الله خير الجزاء يا سعادة الرئيس عن هذه الأمة المضطهدة التي أنقذتها من قهر الاستعمار الغاشم.
البت : 3 - 7 يواصل في الدعاء لهذا البطل المناضل سائلا الله عز وجل أن يسر أحبابه يطول أيامه, أن يسيء ظن الحساد, وأن يمد في عمره وأن يزيد فيها زيادة علو وسمو في كل زمان, وأن، يكتب له السلامة والسعادة يعلو بها فوق أعلى المراتب, وأن يكسوه جلباب المهابة والجلالة والعظمة بين الناس, وأن يرزقه البطانة الصالحة.
البيت :8-15, أيها القائد المغوار, وأيها السيد العظيم أنت أنت من حال بين الشعب وبين التفرق, وان يذهبوا كل مذهب,فأسأل الله يا كنز العفة, ويا مأمن الخائف أن يرد عليك جميع الشاردين, وأن يجمع بك شملهم ردا يزيدك رفعة ومكانة ورئاسة, أدام الله عليك الحفظ بحسن عونه في كل الأمور عموما,وفي تحرير البلاد خصوصا, أبقاك الله غيظا للحساد وجمرة لا يسكن لهيبها, وأقر الله بك عيون المحبين, ورعاك بعون عنايته متمسكا بدين محمد صلى الله عليه وسلم متجنبا للتهويد أو التنصير,ولا ترضى لنفسك طريقا سوى الصراط المستقيم.
البيت : 16-17, لم يغفل الشاعر عن أن يتوجه إلى ربه بالدعاء لوطنه بصفة خاصة , فسأل الله عز وجل أن يسقيه بمطر وابل يحيى به في أمان ورخاء وغبطة, يجمع بين الفقير والغني.
البيت : 18-21, أيها الرئيس الفاضل لقد حسنت رعايتك للشعب, فزدهم ولا تتردد يزدد عليك الحفظ, ولقد أرغمت أنوف الملحدين حتى أعلنوا استقلال البلاد, ودافعت بضراوة عن دولة الإسلام, ووقفت في أنف كل من أراد تسور قصرها الشريف, فأمنعهم وأكرم بتلك القسمة التي قسم الله لك , إنك مسلم تحمي شريعة الإسلام, ولذالك ندعو لك الله آناء الليل وأطراف النهار بالوقاية.
البيت :20 – 22 , يكرر الشاعر لفظ يا ربنا ثلاث مرات توكيدا وإلحاحا في الطلب والدعاء لهذا القائد العظيم, ويسأل الله أن يسلمه, وأن بنصره, وأن يسدد خطاه, وأن يرد عنه كيد الأعداء, وأن يحفظه من شر كل من أراد أن يخونه, وأن يكسر سيف كل من أراد معاداته, وفي الختام ها أنا ذا قد فعلت ما علي وهو الدعاء والإجابة والوقاية على الله, ثم أصلي وأسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

الـــــــدراسة والتحليل :
الشاعر في هذا النص تحتاج أحاسيسه بمشاعر من الزهو والإعجاب, ويجنح على ألوان من التعبير, ليصور بها هذه المشاعر بأسلوب خاص اخترعه, وصاغه في صور إنشائية وخبرية رائعة, ونراه في البيت الثالث يستعمل أسلوب المقابلة بصورة رائعة بين كلمتي : " سرت " و " سيئت ", وفي البيت السادس نراه يستعمل أسلوبا بلاغيا رائعا أعانه عليه خياله المجنح حيث جعل ممدوحه يعلو فوق النجوم , وفي ذلك كناية عن علو القدر والمكانة .
أما في البيت التاسع فإننا نجده يجعل ممدوحه غاية العفاف بل كنزه وملجأ ! الخائف بل مأمنه.
وفي البيت الحادي عشر استعمل صورة بمعنى رائع , وهو عدم إفساد الأرض وإحيائه .
وفي البيت الثامن عشر ينتقل من الأسلوب الطلبي إلى الأسلوب الخيري , حيث قطع بدون تردد على أن رعاية ممدوحه للشعب رعاية حسنة للشعب لا يشوبها غدر ولا خيانة, ويختم النص بالأسلوب الإنشائي , ويكرر كلمة " ربنا " ثلاث مرات, ليؤكد مدى إصراره على إظهار إعجابه بالممدوح , وتعلق أمله بالله في إجابة دعائه.
(9)


الاستسقائية :
يا من يرى ما في الضمير ويسمع
لنداء مـــكتئب لضــــــــــــــــــــــــــــــــر يجزع

يا كاشف الضراء مــــن إفضاله
ويزود حادثة الدواهـــي ويدفع

ويجود بالمعروف مـــن إحسانه
ويحل عقـــــــــد شــــــــــــــــــــــدائد تتنوع

وكأنني بعقــــــــــودها ووثاقها
عن عـــــاجــــــــــــــــــــــــــــل تنــحل أو تتقطع

ويزيل روعــــــة خائف متـحير
لم يـــــدر فــي حــــــــــــــــــالاته ما يصنع

ما كان أسرع كشفه لنـــــوازل
توهي القــــــــــــــــــــــــوى منــي وقلبي توجع

يا خالقي يا مالكـــــي يا رازقي
فمــــــن الذي هو الشدائد يرفع

إلا إليك تــــــــــــوكلا ووكالة
نعـــــم الوكيل فنعم أنت المفــزع

يا رب باالسبع المثانـــي وسرها
جـــد بالحيا يا مــــــن إليه المطمع

يحيى به كل الــــوجود جميعه
يا مـــن إليه فــي الشكايا المرجع

ندعوك يا مــــن فضله ونواله
فـــــوق الذي نرجـــوا وما نتوقع

يـا رب يـا فــتاح يـا رزاق يـا
رحمـــان مــــن بعطاءه نتـــوسع

يا مـــــن يرجى للشدائد كلها
في كل حيـــن نرتجيك ونطمع

فبحق جودك يا جواد فجد لنا
بالغيث غيثـــــا واسعا لا يفزع

يحيى به ما مات من أثمارنا
ويرد ما قد ظــــن ألا يرجع

يا من يجيب دعاء مضطر إذا
دعاه في ضــــــــرائه يتوجع

وينيله أغيا المنــــــى ويزيده
فوق الذي مـــــن فضله يتطلع

زدنا وزدنا فالزيادة منـــك لم
تنقص هباتك بل تزيد وتــــرفع

طلابها من ها هنا لمـــــــآلنا
يا من يرجى لكل ما يتـــــــوقع

فلك المحامد والثناء جميعــه
في كل حال ما يضــــــر وينفع

لك في الجميع مصالح ومنافع
جلت عن التعداد يا مــن يسمع

فاسمع ندائي واستجب لدعائنا
يا من إليه المشتكــى والمفزع

يا من دعا لدعائه وســـــؤاله
هذى الدعاء منك أنت المطمع

ثم الصلاة على النبـــــي وآله
خير الأنام وما بـــــــه يتشفع(1)





مناسبة القصيدة :
في سنة 1973م اجتاح البلاد قحط وجدب كبيران هلكا الزرع والضرع, وخربا البلاد, وعما الأرض فهرع الناس إلى الشيخ طالبين منه أن يدعو الله لهم, وأن يكشف عنهم الغم, فصلى بهم صلاة الاستسقاء وبعده أنشا هذه القصيدة داعيا الله عز وجل أن يفرج عن البلاد ما هي فيها من الشدائد, وبعد ساعات أرعدت السماء وأبرقت وأمطرت مطرا غزيرا(1) .
معاني المفردات :
الكلمة معناها
مكتئب حزين
يذود ذاده ذودا وذيادا دفعه وطرده
روعة فزع
السبع المثاني الفاتحة لأنها تثنى في كل ركعة(2)
الحيا المطر
أغيا بلغ الغاية
توهي تضعف(3)


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس