عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2012, 11:02 AM   #6
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-09-2024 (10:07 AM)
 المشاركات : 1,676 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله



.


مكانته الأدبية :
بجانب مكانته الاجتماعية والعلمية يتمتع العالم بمكانة أدبية كبيرة ولقد ترك وراءه شعرا يعد أكبر شاهد على أدبيته , ورسائله وتوقيعاته وما عثرت عليه من مؤلفاته تعد أهم شاهد على ذلك .
أخلاقه , وزهده , وورعه :
أخلاقة :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
وان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا(1)


ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وان خالها تخفى على الناس تعلم(2)

كانت أخلاقه ـــــ رحمه الله ــــــ أخلاقا مبنية على أخلاق السلف الصالح المبينة على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم المبينة على القرآن , كان ــــــ رحمه الله ـــــ شديد محاولة التمسك بالسنة المحمدية, حتى كأنه لا يحب أن تصدر منه حركة إلا هي حكاية لحركة من النبي ــــــ صلى الله عليه وسلم ــــــ أو من الصحابة أومن التابعين الكرام – رضي الله عنهم أجمعين(3) -ومن أخلاقة الفاضلة : حب المساجد وإقامة الجماعة فيها على كل حال من الشدة والرخاء, وكان – رحمه الله – شديد الاعتناء بمن يعتني بالصلاة في المسجد , ويبالغ في تقريبه وإن كان أجنبيا, وتعظيمه وإن كان حقيرا , وأما أخلاقه في معاملة الناس فمبنية على البر والصلة والإحسان إلى القريب والبعيد , حتى يظن البعيد أنه من أقرب الناس إليه, ويعتقد القريب أنها حب الناس إليه(4) , ومن أخلاقة الصفح والعفو , وإذا رأى من إخوانه من يميل إلى الانتصار باحثه في ذلك وبين له ما للاحتمال من الأجر والثواب , وان العفو مع المقدرة من شيم الأحرار الأخيار , كما فعل مرة مع تلميذه محمد بن قاسم ( إن شبن )(1) في محنته التي وضعه فيها الحاكم الفرنسي بالتعاون مع السلطان غبيدن بن خدو في السجن , حيث اختار اختبارا منه , بعد أن يئس السلطان من استمالة الشيخ بالمطامع الدنيوية , ولقد حدث يوما أن الشيخ الإمام محمد بن القاسم ــــــ رحمه الله ـــــــ أهانه بعض حرس السجن فتحركت فيه أنفة الأمارة وغلبت على سماحة المشيخة والفقاهة , فصفع الجندي وأخذ الشيخ أحمد بيده وذكره بأن أجر الاحتمال أحسن من الانتصار(2) ومن حسن أخلاقة في معاملة الناس حسن الجوار , وقل من جاوره ثم فارقه إلا ذكر أنه لم يجاور نفسه وسد خلته عنده أعظم من سد خلة نفسه , يواسيه بماله ويزهد في ماله(3) ومن حسن أخلاقة – رحمه الله – في معاملة الناس صلة رحمه ,وكان شديد الاعتناء بأهله وقرابته وأهل رحمه , حتى بلغ – رحمه الله – من شدة اهتمامه بأقاربه أنه كان في آخر حياته يمكث شهرا في كل حي من أحياء السوقيين في منطقته, فيمكث شهرا في خيمة تضرب له في كل من انبرام , وبلسا , ومانداه , ولمدو يناصحهم ويتفقد أحوالهم ويطعم الجائع ويواسي الفقير ويفد إليه الناس للإفتاء وفض النزاعات(4) .





زهده وورعه:
إن لله عبـــادا فــطـنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا
أنــها ليست لحــي وطــنا

جــعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعــمال فيها سفنا

إنه من هذه العباد ، نظر إلى الدنيا وعلم أنها ليست دار قرار فانشغل عنها بالاستعداد لدار القرار, ونظر إلى متاعها فعلم أنه زائل فتخلى عن الرذائل , ونظر إلى قصورها وفضل أن يكون فيها كمسافر (( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ))(1) .
كان الشيخ أحمد بن سعد ــــ رحمه الله ـــــ زاهدا عابدا , ومن زهده أنه كان من أوائل علماء النيجر الذين حظوا بمكانة مرموقة لدى أول رئيس لجمهورية النيجر ( جوري هماني ) ورئيس برلمانه ( بوبوهما ) نال الشيخ عندهما مكانة كبيرة قل من نالها من معاصريه واستغل تلك المكانة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ولم يفكر ــــ رحمه الله ــــــ ولو لحظة واحدة في سبيل غرض الدنيا الزائل , وكانت تأتيه شاحنات ويوزعها على الفقراء ولا يترك لنفسه منها شيئا , ولم يستغل ــــــ رحمه الله ـــــــ هذه المكانة التي حظي بها لدى أول شخصية في الدولة في بناء الفلل بل استغلها في الظل الظليل والدعوة إلى الجليل والاستعداد ليوم الرحيل(2) إنه مضرب المثل في الورع , ومن ورعه : أنه إذا أكلت البقر زرع الغير لا يشرب ألبانها يومين كاملين(3) ومن ورعه ــــــ رحمه الله ــــــ قصة متداولة متواترة أنه كان يوما ما مسافرا مع جماعته على الجمال متجهين إلى مقر إقامته في مدينة ( إنبرام ) إذ مروا في الطريق على مزارع الدخن وقد أثمرت وأينعت وألزم جماعته أن يسيروا عبر الطرق التي يتركها المزارعون بين فصائل الدخن, وبينما يسيرون إذ رفس جمل فصيلة من فصائل الدخن وسقطت منها سنبلة يانعة كثيرة الحب , فأوقف الشيخ المسير فتوقف قائلا : إنا لله وإنا إليه راجعون {ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }(1) إهـ . قال راوي القصة : فظننا أن شيئا هائلا قد حدث , وأرسل في طلب صاحب المزرعة من الصبح إلى الظهيرة , ولما بلغ صاحب المزرعة أن الشيخ يطلبه جاء مهرولا وقابله الشيخ هاشا وباشا ومستسمحا قائلا له : نحن ذا قد أخطأنا في حقك وألحقنا الضرر بزرعك فما حكمك فينا؟ إما المقابل وإما العفو , فقال له الرجل بل العفو(2).
(4)
ثناء أهل زمانه عليه :
لا يحصد المرء إلا ما زرع , ولن يشكر إلا على ما صنع , لقد زرع العالم الشيخ أحمد بن سعد الخير في القلوب وحصد الخير عند أصحاب القلوب , ولقد توجه معاصروه بأغلى أوسمة التقدير والثناء في حياته ونثروا عليه باقة من أزهار المدح والرثاء بعد وفاته ووها نحن ذا بين مروج يانعة وحدائق مثمرة من ثناء أهل زمانه عليه ـــــ رحمه الله رحمة واسعة ــــ فلنتوقف قليلا مع العالم العلامة البحر الفهامة علامة الصحراء الكبرى وكوكبها الوضاء الشيخ العتيق بن سعد الدين(3) ـــــ حفظه الله ـــــ ( لقد شهدت أنا عليه أمورا من الخير كثيرة قل من يعتني بها كاعتنائه بها منها : حب المساجد وإقامة الجماعات فيها على كل حال من الرخاء والشدة والأمن والخوف وحب من يعتني بالصلاة في المسجد وتقريبه ولو كان أجنبيا وتعظيمه ولو كان عند الناس حقير ) .
ومنها : الزهد في من لا يعتني بالجماعة ولو كان من أقرب الأقربين . ومنها الفناء في حب الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه والانكباب على مطالعة كتب السير وكتب أخلاق السلف .
ومنها : حب الصالحين وتعظيمهم وعونهم بقدر الطاقة والتشبه بهم والتخلق بأخلاقهم (( ومن تشبه بقوم فهو منهم ))(1) (( والمرء مع من أحب ))(2) .
ومنها : محبة الحرمين الشريفين , وكثرة السفر لزيارتها , لقد حج أربع مرات , وسيّر أهله إلى الحج , وأقام بعض ذريته في الحرمين مدة تزيد على عشر سنوات , وهو يجري عليهم النفقة , لقد صحبته أكثر من ثلاثين سنة ولم أر مجلسه خاليا من الذكر , ولا خاليا من الكلام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأخبارهم وغزواتهم وكأنه لا يحب أن تصدر منه حركة إلا هي حكاية لحركة من النبي أو من الصحابة أو التابعين , سواء كانت حركة عبادة , أو عادة أو معاملة ويُسر له بعض ذلك , ودام عليه حتى توفي ـــــ رحمه الله ــــ (3) .
ومن أروع ما قاله فيه أعيان زمانه أبيات نظمها الشيخ المحمود بن الشيخ حماد ـــــ رحمه الله ــــ(4) من قصيدة له استقبل بها مرحبا وفدا من آل الشاعر زاره سنه 1976م تحت قيادة الشيخ أبا بكر بن التبيان ــــ رحمه الله ـــــ ومطلع القصيدة :
العيد عاد غداة قيل تكررا
منك المجيء فواجب أن تشكرا
إلى أن قال مخاطبا الوفد ومشيرا لهم إلى الشاعر أحمد بن سعد :
يا عصبة السعدي أحمد أبشروا
بالسعد قد زدتم بأحمد مفخرا
قد ساس أحسنها وساد سيادة
قرشية من غير أن يتجبرا
ما إن دعا بالخير إلا واندعى
هو أولا أن لا يقال تأخرا
جزاه موليه التقدم ناشئا
وتمشيخا أوفى الجزاء وأفرا(1)
وقال عنه العلامة البحر الفهامة الأديب الأريب محمود بن محمد الصالح ـــــ رحمه الله ـــــ(2) مقرظا له عن كتاب ألفه عالمنا في الذب والدفاع عن حريم شيخه حماد(3) .
ألا يا أحمد بن العم إني
شهدت لما تصنفه بحسن
وصحة منزع وثبات قول
فثبتك المهيمن يوم دفن
وبارك فيك ربك من زكي
يجيب السائلين جواب لسن
وصانك والأحبة من تعالي
وللأنداد من أنس وجن
إلى أن قال :
وطال بك البقاء مبين حق
ورادع كل أحمق أو معين(4)
وهي قصيدة تزيد عن ثمانين بيتا .
ثناء أهل زمانه عليه :
ولنحط الرحال لدى السلطان ( غبيدن أبن خدو)(1) سلطان الطوارق في بلاد تيرا(2) إليه
ليدلي هو الآخر بدلوه , ويدلي بشهادته ورأيه , وهو يقلد عالمنا وسام الإمامة في أهله, ويهديه ميدالية العدل في رعيته , قال عنه مخاطبا الحاكم أو الوالي الفرنسي على إقليم ( تيلابيري ) إن هذا الرجل الذي أنصبه أمامكم إمام الشعوب , رجل يرضاه الوطن حتى طيره وشجره , يحبونه حبا لا يحبون أحدا أكثر منه , ولا أحد يضغن عليه شيئا(3) . هذا التصريح أدلى به السلطان أمام الحاكم الفرنسي على إقليم تيلابيري إبان الفتنة التي وقعت بين السلطان والشيخ محمد بن القاسم المعروف بإنشبن , شيخ وإمام الطوارق في بلاد تيرا.

(5)

الفصل الثاني
مساهماته الأدبية وتحته ثلاث مباحث
المبحث الأول : شعره :
من الإنصاف أن نستهل هذا الفصل بكلمات ذهبية نقدية نقد بها العلامة العتيق بن سعد الدين شعر الشاعر أحمد بن سعد السوقي إذ قال عنه : ( له شعر كثير جيد ليس فيه شيء مما يذم شرعا بل هو من المحمودات شرعا كالمديح النبي والدعاء لكشف الضر أو جلب الخير )(1) .
إنه شعر يرسم صورة مشرفة ناصعة عن قائله فهو شعر يتخذ من التصور الإسلامي قاعدة انطلاقه وينطلق من فكرة واضحة ومن رؤية إسلامية صادقة , توقف معي قليلا عند قول العالم :
إذا نحــن أحببنــا فلـله حــبنا
وان نحن اعرضنا فلله نعرض

ولسنا نوالي المرء إلا لأجله
فنرضي إذا يرضى وإلا فنبغض(2)

إنه مبدأ الولاء والبراء في الله , إنه موقف الإنسان المسلم الذي يحث بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه , إنه شعر ينطلق من رؤية إسلامية صافية , يبدع من خلالها أدبا مؤثرا يرتقي بالأمة ولا يهبط بها , ومن الملاحظ أنه مع تلك الثروة اللغوية والفصاحة اللسانية التي برزت في شعره ومع إلمامه بعلوم عصره واطلاعه الواسع فقد كان شعره رقيقا لين الديباجة , فهو في كل شعره الذي أثر عنه بعيدا عن الإغراق في اللغة,وفي تناول في المطولات الشعرية التي تمتلئ بالغريب المشكل , بل كان يقصد في أشعاره الإيجاز والسهولة في جزالة ليكون هذا الشعر واضحا سريعا الوصول إلى أذهان سامعيه فلا يحتاج إلى أعمال الفكر في إدراك معانيه.
أغراض شعره :
أغراض شعر العالم أحمد بن سعد بن المكودي ــــــ رحمه الله ـــــ تتفاوت مابين القديم والجديد من أغراضه القديمة : الغزل , المدح , الرثاء , والشعر الوطني السياسي , والمديح النبوي , وشعر الدعاء والابتهالات, والوعظ والإرشاد.
الغـــــــــــــــــــــــزل :
الغزل من الأغراض الشعرية المحببة إلى النفس , فهو يصور أشواق المحببين , ولم يحفل الشعراء بشيء مثل احتفالهم بالغزل وهو من أصدق أنواع الشعر عاطفة,وصور فيه الشعراء أشواقهم وإحساساتهم نحو المرأة تصويرا للنفوس وكشفا لدواخلها(1) , وغزل العالم أحمد بن سعد رقيق ونادر, وغالبا ما يودعه مقدمات قصائده سيرا على العادة الشعراء الأقدمين في افتتاح قصائدهم بمقدمات غزلية يبرزون من خلالها مقدرتهم الشعرية, وهو يبتعد كل البعد عن الإسراف في خوض غمار الألفاظ والمعاني الفاحشة التي دفعته بواعث الروح الدينية إلى أن يستقبح بعض المعاني الشعرية التي يراها خالية من تعاليم دينه الحنيف, فالشاعر الأفريقي في النماذج الشعرية التي يتلقى بها خلال قراءاته لكي يكون ذلك دليلا(2) على براعته توقف معي قليلا مع إحدى غزلياته حيث يقول :
أمــن ذكـر غانية زانها
جمــــال يــــــــزينه الحفر

دموعك تنهل أو تنهمي
فــلم يغــن عما قضى القدر

فتــــاة نأت بعدما تيمت
ولم يقض من وصلها الوطر



إلى أن قال :
تصــد بجيد كجيد رشا
خــــزول تنبــــــــه ينزعــر

يخال مضاجعـــها أنها
تـــــوقد فــي نحرها الجمر

برهــرهة بيضة رودة
قد أنق منظـرها الحـــور

إذا ما الحليم رأى حسنها
بعيــد تـــــوسده الحور

إذا ذقــت فـاها وأنفاسها
شممت دنا عندك العنبر(1)

وهذه الأبيات من قصيدة طويلة يصف فيها العالم رحلة الشوق والغرام التي قام بها إلى شيخه حماد وينتقل بعد هذه المقدمة الغزلية إلى وصف ناقته التي قام بهذه الرحلة عليها(2) .
المـــــــــــــــــــدح :
يعد المديح من الأغراض الشعرية التي لها حضور دائم في الشعر العربي وهو التغني بالفضائل من كرم وعفة , وسماحة وقوة وشجاعة إلى غير ذلك من السجايا , وقد رافق قيثارة الشعر العربي منذ وجودها الأول فكان وترا مرنان الصوت فيها, والمدح في الشعر العربي مرده إلى أمرين :
الأول : أن يكون الدافع وراءه هو تحقيق مصالح مادية ودنيوية ,دافع تكسبي, وهذا النوع من الشعر لا يصدر عن عاطفة صادقة.
وأما الأمر الآخر فهو : أن يكون الدافع وراء المدح الإعجاب بالممدوح فيشيد الشاعر بما أثار إعجابه من صفات , ويكون صادرا عن محبة سرت في النفس وود تغلغل في أعماقه فأنطقه بالصدق والبراءة والإخلاص(3) تأسس نفس عالمنا الأبية ومكانته الاجتماعية أن يتكسب بشعره , فهو لا يمدح المرء إلا بما فيه , ولا يمدح تكلفا بل لا يمدح إلا طبعا ويبتعد كل البعد عن الغلو في ذات ممدوحه بل يصبغه بما يتصف به من صفات العز ومكارم الأخلاق, ولقد صاغ أجود قصائده في المدح في مدح خير من مدح , وفي مدح شيخه : أحمد بن محمد الحسني السوقي وأبو بكر بن محمد الأمين السوقي , ولقد مدح الشيخ حماد وأجاد في مدحه, ومن أجود ما مدحه به قوله يذب عنه ويثبت له الانتساب بالنسب الشريف :
فماذا عليكم بأن صاغه
من الدرر الملك الأقدر

أبوه على أبوا أمه
محمد المصطفى الأطهر

وزهراء فاطمة أمه
وكم خجلت دونها الزهر

القصيدة مخطوطة في مكتبة عثمان بن أبا بكر , وبحوزة الباحث نسخة منها


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس