عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 06:35 PM   #5
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-09-2024 (10:07 AM)
 المشاركات : 1,676 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشيخ أحمد الحسني الإغشري ــ بقلم العتيق بن عبد الله




حياته وتحته ثلاث مباحث
المبحث الأول : مولده,ونسبه,ونشأته.
مـــــــولده :
ولد الشيخ أحمد بن سعد بن المكودي السوقي في أحضان قبيلته ( كل إغشر ) سنة 1338هـ (1) ولم أتحقق من تعين يوم ولادته ولا مكانها , وتوفي ــــــ رحمه الله ـــــــ في قرية (إنبرام) سنه 1398هـ (2) .
نســــبه :
هو الشيخ أحمد بن سعد بن المكودي بن عمر بن أنَّك بن حميد بن أحمد بن محمد بن حنب بن باب بن حام بن عقيل بن الغزالي الحسني السوقي (3) .
نشأتــه :
نشأ العالم أحمد بن سعد السوقي في أسرة محافظة شغلها الشاغل العلم والتعلم فسهرت على تربيته وتنشئته تربية صالحة تؤهله إلى رقي أعلى المراتب , نشأ نشأة صالحة , ولم تعرف نفسه لعب الأطفال , ولا لهو الشباب بل فتح عينيه على اللوح بين يديه , وعاش فترة شبابه والكتب أنيسه وجليسه , والقراءة عشيقته , وبلوغ المرام مناه(4) .


المبحث الثاني : تعلمه, طلبه للعلم :
نشأ العالم أحمد بن سعد بن المكودي في أسرة متعلمة محافظة فسهرت على تعليمه, وجاهدت في سبيل إعداده وتهذيبه وتقويمه وتربيته أحسن تربية , رباه والده فأحسن تربيته , وأنشأه فأحسن تنشئته , وزرع في فكره أنه لا يريد منه سوى أن يكون عالما ولا يرضى له إلا أن يكون بحرا ترده الأمة , وتنكشف به الغمة , وتنجلي به الحقيقة , أعده فأحسن إعداده , وقوّمه أفضل تقويم ورباه أجمل تربية , ولقد مر العالم عبر مسيرته التعليمية بمراحل جسيمة تلقى من خلالها دروسا عظيمة في الصبر والمثابرة , والجد والمواظبة , والسير على طريق يحدوه الأمل ويعزف على أوتار الطموح , إنه طريق شاق وطويل أفنى عالمنا حياته يتابع خطاه فيها جادا في الوصول إلى مناه ومبتغاه , منذ أن طلعت عليه شمس الحياة إلى أن غربت عليه بالممات(1) .
بدأ مسيرته التعليمية وانطلقت به حافلة الطلب والتحصيل وبالتحديد أمام بيت معلمه الأول والده سعد , وجابت به البلاد منتقلا بين أشهر مناهل العلم ومنابع الثقافة في البلاد الصحراوية . قضى الفترة الأولى من هذه المسيرة ينتقل بين أشهر أحياء قبائل السوقيين المعروفة بالعلم في زمنه فمن حيها إلى حي ( كل جنهان ) حيث درس متن الأجرومية وألفية ابن مالك على أستاذه الثاني حامد الجنهاني , ومن حي ( كل جنهان ) إلى حي ( كل بكو ) حيث أتم دراسة النحو ودرس اللغة وأتقن قراءة الكتب عند شيخه أبي بكر بن محمد الأمين الملقب " أتوتاه " (2). ومن هناك ازداد توقا ولوعة للاهتمام على قدر أكبر بصنوف المعرفة , فانطلقت به واجفات الحرص والطلب إلى رحاب شيخه سعد الدين بن عمار ، وحماد بن محمد في حي ( كل تبوراق ) بأقصى بلاد صحراء الطوارق, ومنه إلى حي ( كل تيسي) ومن حي كل تيسي إلى حي ( كل تبوراق ) مرة ثانية(3) هذا فيما يتعلق بالمرحلة الأولى من مسيرته التعليمية .
مرحلة الطلب والتحصيل : أما المرحلة الثانية من مسيرته التعليمية : مرحلة البحث والتثبيت فقد بدأها ـــــ رحمه الله ـــــ سنه1367هـ برحلته العجيبة إلى بلاد الحرمين , تلك الرحلة التي قادته إلى منابع المعرفة في الشرق الإسلامي ولقد التقى فيها بكبار العلماء ذهابا وإيابا , انطلاقا من بلاد ( الهوسا ) إلى بلاد ( التشادية ) و ( السودان ) , وأخيرا بلاد ( الحرمين الشريفين ) , ولقد تركت هذه الرحلة بصمات واضحة على صفحات حياة الشيخ , ولقد كرر الرحلة إلى بلاد الحرمين أربعة مرات في وقت لا تتوفر فيه وسائل النقل, بل إما على الجمال أو مشيا على الأقدام, ولا ينزل ــــــ رحمه الله ــــــ في بلدة نزل فيها إلا عند عالمها أو إمامها, واستمرت هذه المرحلة من مسيرته التعليمية أعني : مرحلة البحث والتثبيت إلى أن وافته المنية(1) . وقال الشيخ العتقيق : لم أر مجلسه في يوم من الأيام خاليا من الخوض في غمار مسائل العلم خاصة السيرة النبوية(2) .
شيــــــــوخه :
انخرط الشيخ أحمد بن سعد ـــــ رحمه الله ــــــ في مؤسسات زمنه التعليمية ــ الكتاتيب القرآنية والمحاضر العلمية ــ في وقت مبكر منذ سن الخامسة من عمره كما أسلفنا وأخذ على عدد كبير من علماء زمنه في وطنه وخارجه(3) . إهـــ
ولقد أخذ على كل من :
والده العالم العلامة سعد بن المكودي(4) .
أخوه التبيان بن سعد بن المكودي.
حامد الجنهاني.
العالم المجاهد أبو بكر بن محمد الأمين المعروف بـ( أتوتا ) .
الشيخ حماد بن محمد بن محمد التبورقي .
الشيخ سيدي محمد بن ماحي التيسي.
سعد الدين بن عمار الجلالي(1) .
تـــــــــــلامذته :
بعد أن ارتوى عالمنا من معين العلم الصافي , وألقى عصا التِّسيار في طلب العلم والمعالي استقر في وطنه الغالي , وتصدر للتدريس ووفدت إليه الوفود من كل حدب وصوب , ونفر إليه من كل نفر طائفة , فلم يبخل –رحمه الله- على ما علمه الله على القاصي والداني,درس وأفتى وواعظ وأرشد واستنارت بعلمه الفياض جموع غفيرة من أبناء وطنه العزيز, وغيره من البلاد ممن يفد إليه من العباد أبرزهم :
الشيخ المهدي بن سعد المكودي .
المحمود بن أحمد بن سعد .
محمد بن القاسم المعروف بـــــ( إن شبن ) .
خالد بن أحمد بن سعد .
شيخ قبيلة ( إكدمتن ) جودا بن حنكي .
يحيى بن أبو بكر بن محمد الأمين .
عبد الله بن محمد الهادي المعروف بــــ( بولاّ ) .
أيوب بن محمد من قبيلة إلبدشنْ(1).

البحث الثالث :مكانته:
مكانته الاجتماعية:
يتمتع العالم أحمد بن سعد السوقي في بلاده بمكانة اجتماعية مرموقة فهو الأب والمربي والمفتي ومستشار الأمراء في المسائل الدينية خاصة , وكثير من شؤون الرعية عامة ولقد لعب دورا كبيرا في الفتنة التي وقعت بين السلطان غَبيدَنْ بن خَدَوْ والإمام محمد بن قاسم سنة 1951م تلك الفتنة التي أدت إلى رحيل الإمام محمد بن القاسم الملقب بـــ( إنشيبن ) إلى أرض ( تجلالت ) بمالي ورحلت خلفه كثير من القبائل حتى كاد السلطان أن يبقى بدون رعايا(1).
ولقد لعب عالمنا في هذه القضية دورا اجتماعيا بارزا حيث قام كوسيط بين السلطان من جهة والإمام من جهة وبين السلطان والإمام من جهة والسلطات المستعمرة من جهة ثالثة وقد لعب هذا الدور على أحسن وجه(2).
مكانته العلمية :
بجانب مكانة العالم الاجتماعية يتمتع بمكانة علمية كبيرة أكسبته احترام الجميع له , ولقد اشتهر وذاع صيته وعلى نجمه في بلاده والبلاد المجاورة له, وأدل دليل على ذلك كثرة الوافدين عليه من كل جهات الأرض في المواسم الدينية, ولقد لقب بلقب ( الفقي ) أي : الفقيه , ولقد نال مكانة كبيرة في نفوس الناس لعلمه وتقواه, وتقواه أكثر من علمه, ولم تزده تلك المكانة إلا التواضع, وكان لا يتعجل في الإفتاء(3) , ولقد اطلعت على رسائل له يستفتي فيها من يعتقد أنه أوسع منه علما.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس