عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2010, 06:19 AM   #13


الصورة الرمزية اليعقوبي
اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الرد على المعلقة على الهمسات (1)



بسم الله الرحمن الرحيم
.

أخي الأسدي


: أشكرك على هذه الإثراء الثري للموضوع.. واستلذاذا لخطاب مثلكم أستطرد بمغازلة معلقتكم بعد استئذانكم..

1)


قلتم: (همس المدبين، من: همسات كتاب تاريخ وأدب السوقيين.)

أرجو أن أعرف معنى المدبين، فلستُ بشيخ، وما زعمتْتني كذلك ولله الحمد


..

2)


قلتم: (والصلاة والسلام على إمام المتقين، خير من نصح النصح المبين، محمد بن عبد الله النبي المجتبى، والرسول المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خير من تواصوا على الحق بالحق.)

لما ذا كررتم الصلاة، هل في ذلك نكنة بلاغة، أما شرعا فقد حُدثت عن الشيخ ابن باز أنها بدعة


.. ولا شك أن فيها دورا وتسلسلا لا نهائيا..

3)


قلتم(أولاً: همسات كتاب تاريخ وأدب السوقيين؟.ولنا معه وقفة إضافية ـ بإذن الله.)

كأنكم قرأتم كتاب بكسر الكاف، إنما هي كتاب بالضم على الجمع، واعلم أنه إن كان لكم كتاب بهذا العنوان فليكن في كريم علمكم أنني لم أسمع به ولم أطلع عليه


.

4)


قلتم(النصيحة الأولى: إفرادك: كتاب التاريخ وأدب السوقيين؟.

أقول: الأولى بك عدم إفرادهما أولاً، بل العموم أجدر، على سنن من قال: ما بال أقوام..


ثانياً لما أفردتهما كان ينبغي بك أن تدلي بدلو النصيحة المبينة حقاً، على نهج الملاحظات، لا معرض المستحسنات.


إلاّ من أراد أن يجعل نهجاً له يتمذهب به غيره، وهو حر في ذلك.)


في قولكم إفرادك كتاب التاريخ وأدب السوقيين، ثم إعادتك الضمير المثنى


: فهمت من ذلك ذكر كتابين بهذا المعنى .. ولا أعنيهما بتاتا.. إن وجدا.

ثم إني لم أفرد أحدا فإننا كلنا معاشر السوقيين في هذا الموقع نكتب عن أدب وتاريخ السوقيين


.. فصنيعي هو عين ما بال أقوام : قلت: كتاب .. ولم أقل الأدرعي والسوقي والخرجي ووو..

ثم إني أجملت أيضا في أفراد الأخطاء فلم أفصلها ولو شئت أن لفعلت ولكن


..

5)


قلتم: (النصيحة الثانية: أنواع التراجم أكثر من أن يحصيها موضوع الهمسات.

فما ذكرته ما هو إلاّ ضرب من ضروب التراجم، الفقير إلى التفصيل أيضاً.)


موضوع الهمسات موضوعه همسات وليس أنواع التراجم


..وقد عبرت بمن التبعيضية ليعلم أني لست بصدد إحصائها.. فلا أدري لما ذا هذه النصيحة لما ذا لم تكن في إغناء الهمسات الفقيرة بما منّ الله عليك به من أساليب التراجم التي قلتُ فيها (فإن لذلك طرقا معروفة، منها:... )

والبلاغي يعرف أن التنوين في طرقا للتنويع والتكثير ونصصت على معروفة حتى لا يظن بي الفقر في أنواع التراجم وأنا تلميذ الذهبي ولا فخر!!!!


6)


قلتم: (النصيحة الثالثة: وسم ما تناولته الهمسات بالترجمة العاطفية.

ففيه تفصيل إن كان الإنسان يتكلم عن نفسه فهو أدرى بنفسه، وإن كان يتكلم عن الغير فهو ضرب من ضروب الرجم بالغيب. ولا يعلم الغيب إلاّ الله. أو تحكم محض فبابه واسع..


وهذا الشوكاني يقول عن بعض الأعلام: هو فائق في جميع صفات الكمال..قائم بأعمال الدنيا والدين أتم قيام، وهو حال تحرير هذه الأحرف حاكم ببندر اللحية..كتاب: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع.


للإمام الشوكاني. 1/323. ط:مطبعة السعادة..


هذه رؤيته فيه وفي كمال صفاته، وليس الشوكاني وحيد دهره في ذلك، من ذكر المؤرخ من يترجم له بما يعلمه هو، لا عبرة بظن الآخرين في ذلك سوءاً.)


أولا


:ما ذكرتم عما وسمته بالتراجم العاطفية من التفصيل ما زاد الأمر عندي إلا إيغالا في الإبهام ..

ثانيا


:أما أعلمية الإنسان بنفسه فلا أدري من أي أودية الاستطراد ضلت حتى تسللت إلى هنا!!

وعلى كل فإنك أيها الأدرى بنفسك


إذا حدثت عن نفسك بمشاهداتك فإننا نقارنها بالواقع وبما حكى غيرك ووو.. وإن حدثت عن نفسك بعقلياتك واستنتاجانك ربطنا مقدماتها بنتائجها، ولوازمها بملزوماتها، ومقدمها بتاليها... وإن حدثت عن نفسك بعاطفتك تجاهها رقصنا لك على أنغام (كل فتاة بأبيها معجبه) وضحنا لك، واللام بمعنى من!!!

ثالثا


:لم أعرف وجه ما ذكرت من الرجم بالغيب والتحكم، وما أدري لأني عريض القفا، أم أنها رقيقة السدى.

رابعا


:أما الجواب عن نقلك عن الشوكاني فيتم بتوضيح ما أسميه ترجمة عاطفية وأنواعها وبعض من وقع فيها، فأقول وبالله حولي:

مقصودي بالترجمة العاطفية


ما يكتبه الإنسان انطلاقا من شعوره نحو الآخر سلبا أو إيجابا، مما لا يعضده نقل من المشاهدة أو عن الغير، أو مقدمات ونتائج ومقارنات وإحصائيات،.. وهنا أتناقض (مسامحا نفسي) فأدعي أن لا ثالث لأنواع التراجم على الإجمال وأن أية ترجمة إما أن تكون نقلية أو عقلية أو عاطفية أو مركبة بينهما..

وهنا أذكر فوائد في الترجمة العاطفية عقدت كثيرا منها في منظومتي في الجرح والتعديل، علقت أغلبها من ميزان الاعتدال للذهبي، ولسانه للحافظ ابن حجر، وغيرهما


... وكتاب ضوابط تعارض الجرح والتعديل لشيخ شيوخنا عبد العزيز العبد اللطيف، ومتن شيخنا حاتم الشريف في الجرح والتعديل، والرفع والتكميل في الجرح والتعديل... وقد قدمت بهذه المراجع طمأنة للقارئ على أن ما سأذكره ليس استطرادا عابرا، وإنما هو زبد من مخيض بحث وخوض، ولأني أسرد بقايا من الذهن فإن عراني وهم فليصحح من المراجع المذكورة. فكلما أذكره فإنه رواية بالمعنى (بشرطها) والله المستعان:

أسباب الترجمة العاطفية الإيجابية


:

التلمذة


: قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: وقد يكون نفس المعدل في شيوخه لطيفا وكذلك العكس.

فمن أمثلة ذلك من كلامه رحمه الله تعالى ما حكاه عنه عبد الوهاب بن علي السبكي في طبقاته أنه قال فيه


: عبد الوهاب محدث، فهذا الإمام الذهبي يصف أحد تلامذته بأنه محدث، ثم إن له كلاما يذكر فيه أنه ما رأى محدثا!! فالإمام رحمه الله تعالى تلطف مع تلميذه فأطلق عليه هذا اللقب لا نقلا ولا عقلا بل عاطفيا فحسب.

وسبحان الله


: مثال عكسه فيهما: فابن السبكي له الكلمة المشهورة في شيخه الذهبي أنه لو جمع الخلق وأشرف عليه لعرفهم.. أو نحوها.. وفي هذا عاطفية واضحة.. ثم نرى ابن السبكي يذكر أنه لا يعتمد قول هذا العارف ولا يجوز النظر إلى كتابه...

وقد عقدت هذا فقلت في منة الجليل


:

وقد يكون نفس الإمام في


**شيوخه ألطف والعكس يفي

المذهبية


:ونظرة عجلى في طبقات السبكي وكلام بعض الحنفية والمالكية والحنابلة عن أساطينهم ــ توضح بجلاء ذلك خصوصا إذا قورن بكلامهم في أئمة المذاهب الأخرى.

أسباب الترجمة العاطفة السلبية


:

التنافس


:ومن أمثلته ما جرى بين السخاوي والسيوطي والعيني وابن حجر وهلم جرا..

اختلاف العقائد


:ومن لطائف أمثلته:

أن أهل المدينة منحرفون عن أهل العراق فهم شديدو العبارة فيهم


.. وهذه عاطفية..

كلام الجوزجاني في الشيعة والخوارج وأهل الرأي


: فهو شديد عاطفي فيهم.

كلام الواقدي وابن سعد إن ظهر تقليده له في أهل العراق


..

كلام ابن حبان في الجرح خصوصا من يهم أحيانا فإنه يتعطف فيهم


..

كلام ابن السبكي في غير الأشاعرة كشيخه الذهبي وشيخه ابن تيمية


..

اختلاف المذاهب


:

ومن العاطفيين ابن حزم رحمه الله تعالى


: انظر إلى عاطفته السلبية مع من أعل حديث أبي هريرة (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) وقد أعله أبو حاتم أو أبو زرعة وغيرهما بأن الصحيح في بعض طرقه الوقف ... فذهب الشيخ ....

معرض الرد


:كعبارة ابن الذهبي في الحافظ الترمذي حيث ذكر أنه لا يعتبر تصحيحه، ثم إنه اعتبر تصحيحه لحديث رجل تعديلا له، فقبل تصحيحه بل وبنى عليه قبة فرع عظيم.

ثم إن بعض المعاصرين أطلق هذه العبارة فوصف الترمذي بالتساهل في التصحيح، وهو أمر عجيب فإن الترمذي قال فيه البخاري استفدت منك أكثر مما استفدت مني


... وتتابع العلماء من بعده على نقل تصحيحاته والاحتجاج بها إلى يومنا هذا.

موقف شخصي


: كقال لأبي عبد الرحمن مع أحمد بن صالح، قيل الإمام في ابن إسحاق، وقول هشام بن عروة فيه.

ومما تقدم نخرج بنتائج منها


:

أن الترجمة العاطفية أمر موجود معاش سلبا وإيجابا


.

وأن صدور الترجمة العاطفية من شخص لا يعني إهدار بقية صوابه، فليس من إنسان وله كبوة، كما قال الذهبي


: ليس من شروط الثقة السلامة من الخطأ والخطايا.

وأن من عرفت منه العاطفية حتى صارت منهجه فإنه يسمى متشددا أو متساهلا


.. وهي عبارة عن عدم الأخذ بمضون قوله مطلقا أو بقيد.

أنها مذمومة مردودة وإن وقعت من الكبار


..

أن لها درجات كالتدليس فمنه ما يعد تقليدا وتشبها كقول ابن السبكي حدثنا أبو عبد الله الحافظ يقصد ابن الذهبي تقليدا للقول البيهقي حدثنا أبو عبد الله الحافظ يقصد ابن البيّع الشهير بالحاكم، ومنه تفنن كصنيع الخطيب والذهبي في ابن دقيق العيد كما في الموقظة بجلاء، ومنه ما يكون تعمية كمواضع في الصحيح


(كما قالوا) ومنه ما يكون امتحانا ومنه جرح ... فكذلك الترجمة العاطفية منها ما يغرق في بحر حسنات المترجم بالكسر، أو يضيع في بر حسنات المترجم بالفتح، ومنها ظلم.. ومنا كذب صراح....

أما بعد فانظر هل تدري أين تضع كلام الإمام الشوكاني


.. وهل يمكن أن يخطفنا بريق إمامته عما نحن بصدده.. إنه رجل ونحن رجال.
(يتبع)


 
 توقيع : اليعقوبي

[align=center]قال تعالى: { وَقـُلْ لِعِبَادِي يَقـُولوا التي هِيَ أَحْسَنُ } (أي يقل بعضهم لبعض على اختلاف مراتبهم ومنازلهم ـ التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة.{ إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيـْنَهُمْ } أي يهيج الشر، ويلقي العداوة ،ويسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم ـ بسوء محاورة بعضهم بعضا.{إِنَّ الشَّيْطَانَ كانَ لِلإِنسَانِ}أي كان لآدم وذريته{ عَـدُوّاً مُبِيناً}أي ظاهر العداوة ).

صفحتي في الفيس بوك
https://www.facebook.com/nafeansari


رد مع اقتباس