عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2009, 11:22 PM   #9
عضو مؤسس


م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي بدعة أم مصلحة؟.



فمن هنا أحدث السلف والخلف أشياء لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت على وفاق القرءآن والحديث فعُدَّت سنة حسنة وتسمى بدعة حسنة وتسمى بدعة مستحبة ، العلماء يطلقون عليها العبارات الثلاث بدعة حسنة وبدعة مستحبة وسنة حسنة .
نشكر الإخوان السلفين -إن شاء الله-على هذه الفوائد القيمة , ونود التنبيه على أمرين مهمين في هذا الموضوع , وهما :
الأول: التنبه لمواقع الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة.
الموضع الثاني :التنبه للتفريق بين السنة الفعلية والبدعة الفعلية , وما يمكن تسميته بالسنة التركية والبدعة التركية ,
فإن التنبه لهذه المفاصل الدقيقة مما يساعد في استيعاب الموضوع على المستويين التنظيري والتطبيقي.
وسأنقل لكم أسطرا قليلة لا تفي بمتطلبات الموضوع , ولكنها تفتح الباب .
وسيقوم الإخوان -إن شاء الله -بتكميلها , فإن الموضوع -بحمد الله من المواضع المخدومة , والتي خضعت للتحقيق عند جهابذة كبار ويرحم الله الشاطبي وغفر لسلطان العلماء وتلميذه , وأنالهما أجر اجتهادهما .
قال الشيخ مشهور حسن :
" ينبغي أن يفرق بين تركه -صلى الله عليه وسلم- لشيء قام المقتضى عليه , وتركه لشيء لم يقم المقتضى عليه :
فإن كان هناك مقتض لعمل ...فتركه يصبح حجة ويجب التقيد بها ويتعبد الله به ومن فعل خلافه فهذه بدعة .
وأما إن لم يقم المقتضى على فعله في زمنه , فحينئذ تعرض كل مسألة على الشريعة فمنها الذي يقبل ومنها الذي يرد .
وهذا هو الفرق بين البدعة والمصلحة المرسلة .
ومن الأمثلة على تركه مع وجود المقتضى : تركه للأذان في صلاة العيد وجهره في بعض الصلوات دون بعض , فالأذان للعيد بدعة , والصلاة سرا في صلاة جهر بدعة .
ومن الأمثلة على تركه مع عدم وجود المقتضى : الأذان بمكبر الصوت مصلحة مرسلة ؛ لأنه لم يكن موجودا في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن المقتضى قائما لاستعماله , فالنبي أمر من رأى الأذان أن يلقيه على من أندى منه صوتا وأرفع صوتا ؛ لذا الفقهاء يقولون : يحسن بالمؤذن أن يكون صيِّتا أي ذو صوت مرتفع ".
فلا بد من التفريق بين هذين الأمرين .
وكذلك الأفعال التي فعلها الصحابة باجتهادهم في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-وعلم بها ولم ينكرها , هذه أيضا لا ينطبق عليها وصف البدعة مثل : صلاة خبيب وركعتي بلال ,بل هي من السنة التقريرية ومعلوم أن السنة إما فعلية أو قولية أو تقريرية , والأقسام الثلاثة كلها خارجة عن إطار البدعة.
ولم أكتب هذا من أجل أعضاء الموقع , فإن مستواهم أعلى من استشكال مثل هذه الموضوعات , ولكن فكرت في أن الزوار قد يكون من بينهم من يستفيد مما هنا ويتأثر به , فبناء على ذلك أردت المشاركة في الموضوع لعلي أوضح بعض جوانبه.
وشكرا .
أبو الحسن الإدريسي.



 
 توقيع : م الإدريسي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس