عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-18-2010, 03:29 AM
الدغوغي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5220 يوم
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 العمر : 14
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الدغوغي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي لمحة عن بعض قضاة السوقيين



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدناونبينا محمد عبده ورسوله
هذه بعض النماذج نبين فيها للقارئ الكريم كيفية تعامل قضاة السوقيين في القرن الثالث عشر الهجري إلى التاسع مع المسائل التي اختلفت فيها أنظارهم ، وكيفية اختيار الأحكام الصحيحة بعد اختلافهم ، وتنفيذها وقطع النزاع فيها ليقف القارئ الكريم على ما لهؤلاء العلماء الأجلاء من العلم والورع في استصدارالأحكام في تلك المسائل ، وهذا أمر معروف واضح ومشهور عند أهل بلدهم من ارتفاع الشمس في وسط النهار ، وأظهر عند من أزال الحسد في قلبه من أنوار الأقمار ، وجرى في الصحراء الكبرى جريان الأنهار .
فهؤلاء ما هموا هم من لبسوا أثواب الفضائل والعلم والحلم جلبابا ، وكانوا لجماع الفضل أسبابا ، فصار الثناء عليهم من الكل استحبابا ، صدقت لهجتهم ، فصفت مهجتهم ، وأدركوا المزايا العالية ، وجلسوا في ذرىالشوامخ السامية .
وما تلك المخطوطات التي نثروها ، والقصائد التي نظموها إلاشاهدا يشهد بعلوي همتهم ، وعلوي مرتبتهم ، عرف ذلك من عرفه ، وجهله من جهله
وإليكم بعض هذه النماذج :

الرسالة الأولى

رسالة قاضي القضاة أمد بن محمد أحمد ابن محمد البشيرالأنصاري رحمه الله

( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على طه الكريم الحمدلله رب العلمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والعاقبة للمتقين ، وبعد : فمن القاضي محمد المختار المعروف بأمَّدْ بن القاضي محمد أحمد بن الشيخ محمد البشير بن الشيخ القطب الرباني محمد بن يوسف المعروف بإدَّ إنْتَكَرَنكَّت إلى أمينه وحبيبه ودرة جبينهه ويمينه وشماله عمه وخاله القائم بمهمات الإخوان ثبت الله تعالى قدمه على الصراط في الدنيا والآخرة وجعله من القائمين في ظلال عرش الله في جوار نبي الله الشيخ الفقيه ( محمد أسَطَفَنْ ) وإلى أخويه المباركين الشريف ( تَسْنِ ) والفقيه ( أحمد ابن ذي النورين ) وإلى ابنه المبارك ( محمد الهاشمي ) وإلى جماعتهم الميمونة وإلى جميع إخواننا ( إبَيْبَتَنْ ) وإلى جميع ( أولاد دَاغْمَنَّ ) وإلى جميع ( بني إسحاق ) وإلى جميع ( المسلمين كافة ) مسلما عليهم غاية السلام ومهديا إليهم أزكىالتبجيل ومعلما لهم بأن سبب الحروف إلى قطرهم الجليل وظلهم الظليل ، بعد تجديدالتحية بدمع القلم ، إذ لم تتهيأ بعد بنقل القدم ، أن أخانا باب بن محمد قدم علينا مشتكيا أنه غصب من يده عبد لأم له ضغيفة هي عمة لنا وخالة ، وله ولصغيره شركة فيه بمجرد زعمه جناية على طرف صبي لألْكَسْ بن عال من غير قرينة تنضاف إلى ذلك فأفتاهم بعض إخواننا من بني أغْمَنَّ بتملك العبد إفتياتا علينا وعلى الشريعة فإن وصل إليكم فخذوا على يد الظالم وردوا إليه عبده لأن إقرار العبد كما هو معروف بل مجمع عليه كما رواه الإمام ملك فيما يلزم سيده غرما لا يقبل اللهم إلا أن تقوم قرينة تدل على صدق العبد فيعمل بإقراره معها كما في مسألة البرذون في المدونة ، وهذا حيث لا يتهم العبد بالفرار عن مولاه ، فإن أتهم فأحرى أن تحقق عوقب بنقيض قصده وأدب على حسب نزع يده من سيده ) .جرمه بخروجه عن طاعة الله وطاعة رسوله

ومر إلى أن قال : بعد جلب ما اعتمده من النصوص على إبطال الفتوى المذكورة ما لفظه :
( تأملوا رحمكم الله هذه النصوص تستفيدوا من مجموعها أن إقرار العبد فيما يلزم بدنه إنما يعمل به إذا لم يتهم على الفرار من مولاه فإن أتهم بذلك لم يعمل بإقراره ولوقامت عليه بينة كما هو مقتضى القواعد المالكية من معاملة الشخص بنقيض مقصوده الفاسد، ومن سد الذريعة الفاسدة ومن حماية الكليات الخمس التي هي الأموال والنفوسوالأديان والأنساب والأعراض التي اتفق على وجوب حفظها في جميع الأديان كما نقله القرافي في تنقيح الفصول إلى علم الأصول " ومن اعتبار المصلحة المرسلة كما هو مذهبالإمام مالك ، وقد ألفنا في توضيح النازلة " رسالة تبلغ كراسة " والعجب العجاب أنا لعلة التي من أجلها منع إقرار العبد فيما يلزم رقبته هي التهمة فلما تحققت وتيقنت وتبين أن لا سبيل إلى المقصد الذي اعتزاه العبد صار ذلك المانع هو السبب وذلك قلب للحقائق وجهل بالمقاصد ولا يسمى الحاكم به عاقلا فأحرى عالما فأحرى مفتيا . والسلامالتام عليكم ) .
المسألة الثانية :
رسالة القاضي محمد الشيخ بن الصالح سله رحمه الله
ونص المسألة :
( رجل يقال له الأوَّلْ كان ينكح ويطلق حتى ماتفقام ابنه ليمنع زوجته التي توفي عنها من الميراث أو الصداق أو منهما معا معللا ذلك بأن أباه كان سفيها فطالبه أخو المرأة التي توفي عنها أبوه بحق أخته من المال )
قال الشيخ العلامة العتيق بن سعد الدين في كتابه الجوهر الثمين ما نصه :
ولما وقفت أيها الكاتب على هذه الرسالة في خزانة الكتب القديمة التي عندأخينا الشيخ أحمدُ بضم الدال بن الشيخ آدم الإسحاقي وبلغت مني مبلغا تعجز عنهالعبارة وعزمت على نقلها قال لي الشيخ الإسحاقي الذي وجدتها في كتب سلفه إن هذه الرسالة لا يتم لك فهمها ولا الإعجاب بها إلا بأن أقص عليك قصة النازلة التي أنشئت لأجلها فاسمع : مني أحدثك ما أخذت عن والدي في سببها فإن وَفَلَكَنْ الذي أثبت صاحب الرسالة حكمه هو جده الأدنى وهو الذي بقيت الرسالة في كتبه حتى وصلت إلي ، وحاصل ما أملاه علي أنه كان في قبيلة إهَنَقَّتَنْ من دو إسحاق رجل يقال له الأوَّلْ كان ينكح ويطلق حتى مات فقام ابنه ليمنع زوجته التي توفي عنها من الميراث أو الصداق أومنهما معا معللا ذلك بأن أباه كان سفيها فطالبه أخو المرأة التي توفي عنها أبوه بحق أخته من المال فتخاصما إلى وَفَلَكَنْ فحكم بينهما بأن تجد المرأة حقها من الميراثوالصداق فلم يرض ابن الأوَّلْ بحكمه بل رفع خصمه إلى عالم آخر من دو إسحاق يقال لهأُفَدْ فحكم لهما بعدم الإرث والصداق لسفه الزوج فلما اختلف هذا الشيخان كما ترىترافع الخصمان إلى حي إكَدَشْ في حياة الشيخ الرباني حَنَّ بن أمَّتَّالْ وبني عمهأبناء الشيخ سَلَهُ فجمعوا علماء السوقيين ليرجحوا أحد شقي الخلاف الواقع بينالعالمين الإسحاقيين فرجحوا الحكم بثبوت الإرث والصداق فنظر الشيخ ( حَنَّ ) إلى ( ابن الأوَّلْ ) وكان صديقا له فناداه بأعلى صوته يا ابن الأوَّلْ اعط ( القالي ) وهو اسم خصمه حق أخته من مال أبيك ، واعط النساء اللاتي طلقهم أبوك أيضا صدقاتهنفلما سمع العالم الإسحاقي أُفَدْ ما حكم به كلَسُّوكْ وترجيح حكم صاحبه على حكمهغضب وقال لا أرجع عن قولي لأنه نص كتبي فكتب إليه القاضي محمد الشيخ هذه الرسالة :
( بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، الحمدلله الذي أوجب تبين الحق بأكيد الميثاق والقسم ، ونهى عن كتمانه والمرآء في الدينأن يقفو كل أحد ما لم يعلم ، والصلاة والسلام الأتمان على من خطب بـ{ قل ربّ زدنيعلما } مع أنه المخصوص بنقطة العلم وجوامع الكلم ، وبدائع الحكم ، وعلى آله وأصحابه الذين من شأنهم أن يحيل بعضهم على بعض فيما سئلوا عنه مع أنهم نجوم الاهتداء ، وأهلالكمال الأعم ، والفضل الأتم ، فرضي الله عنهم أتم رضوانه ومن تبعهم بإحسان إلى يومالخسر والربح والندم هذا أوانه من المعترف بالجهل والعجز والتقصير محمد الشيخ بنالقاضي سَلَهُ بن القاضي محمد البشير إلى أخيه وحبيبه في الله أفَدْ سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته ، سلام يقشع ظلمات الوهم والاعتساف ، وتنصب به ديمة الحنانوقبول الحق والاتصاف ، وتشرق به أنوار الاعتقاد وحسن الظن بالإخوة والانتصاح والاستصلاح والائتلاف ، حتى تستعد روحانيته ، وتعدل داعيته ، وتستمد قابليته للمواهب الربانية بالاتحاف والإسعاف باللطائف والألطاف ، أما بعد : فقد بلغنا عنكما لا يسعنا السكوت عنه ولا التغافل ولا أن ننعمك عينا بما تشبعت به من الزوروالباطل من قولك في مسألة ابن الاوَّلْ ومن خاصمه بعد ما نزلت علينا أولا ، فأحلنا عليك ووكلناها إليك رفقا بأهلها ورفعا الحرج والمشقة عنهما وظنا منا أنها لا تشكل عليك لوضوحها فما أجدى ذلك الظن فتفسخت تحت عبئها ، وأخطأت لطيش سمعك موارد ظمئها ،فأشكلت عليك كإشكالها ، وتشابهت عليك في أشباهها .
أوردها سَعد ، وسعدٌ لم يبل ..... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
وذلك أنه قضى فيها قبلك أوفَلكَنْ بن إبراهيمبالمشهور وهو قول مالك وكبار أصحابه أن تصرف الحر البالغ السفيه الذكر المهمل المحقق السفه قل الحجر عليه جائز في كل فعل وعلى أي حال من معاوضة وتبرع وعقد وهبة وصدقة وغيرها كما يدل عليه " عموم المفرد المضاف " من قول خليل في مختصره " وتصرفه ...إلخ " الخرشي ولم يقل المؤلف " وفي إجازة أفعاله قبل الحجر وردها قولان " إشارة إلى أن المشهور عنده هو قول ملك ونقضت ذلك الحكم مع أنحكم الحاكم يرفع الخلاف ، ثم تعللت روغانا عمّا علمت في ذلك إلى قول خ " وتعين بموته " مع أن كلا من المسألتين في واد غير وادي الأخرى ، إذ تلك في السفيه المولى عليه وهذه المسألة في السفيه المهمل كما تقدم ، بل لو كانت هي هي ما أغنى عنك ذلك شيئا لأن الخلاف فيها مقرر مشهور أيضا كما سيأتي في محله إن شاء الله ، بل قد زعم ابننا ( سيدي بن أحمد بن محمدإكْنَنْ ) أنك قلت له في التقييد ما نصه : أما قول خ " وتصرفه " مخصوص بما عدى النكاح زاعما أنك تكرر عليه قولك وأما في باب النكاح فلا وهذا عفا الله عنك هو عين التدليس والوضع اللذين هما عين الحيف الوارد في الحديث أنه الموجب لأحد القاضيين دخول النارأعاذنا الله منها ، فإذا كان النكاح وما يترتب عليه من الصداق والإرث مقررا موجودا فيه الخلاف في الفرع الذي زعمت أنه متكفل بجوابك ومعتمدك في حكم هذه النازلة ، فماظنك بالفرع الذي هو معتمد وَفَلَكَنْ وكان فيه مسألته ، ثم ورد علينا الخصمان ثانيا يشتكيان اختلافكما فنظرنا في المسألة فإذا هي نازلة ومطابقة على ما حكم فيها وَفَلَكَنْ كما وافق شن طبقة فأقررناها على ذلك وعلى ما يقتضيه من الإرث والصداق ،ونقضنا نقض ما لا يجوز نقضه من الحكم بالمشهور بل هبه كان مقابلا أشهر أو أرجح .


فلما بلغك ذلك أرسلت إلى خَزّ بن دَكَجِ فيما زعم قائلا إني لا أرضى بهذاالحكم وبما فصلنا به هذه القضية ومقتضياته من الصداق والإرث معكرا علينا ومنتقدا لما ليس فيه لأحد منتقد ، ومتشبعا بما ليس فيك ، ومتـ ... مبارزا بلا عدد ولا عدد ،فإن كان هذا صحيحا عافاك الله من ذلك ، فما أنت في تعدي طورك وسخافة عقلك ، وادعاءما ليس لك ، وجرأتك إلا كما في المثل السّائر " أجرأ من خاصي الأسد " أو أشد حمقا ممن يدعي درة حذاف الغواصين في لجج البحار بعبوره بمخاضة النقد .
يا ذا الذي بقروع السيف هدَّدني ...... لا قام قائم جنبي حينتصرعه



قام الحمام على البازي يهدِّده ..... واستصرخت بأسود القاع أضبعه
رحمالله امرءا عرف قدر نفسه فاستراح ، وترك ما ليس في وسعه فأراح ، وفي الحديث
( المتشبع ما ليس عنده كلابس ثوبي زور ) وقال الشاعر :
كل من يدعي بما ليس فيه ...... فضحته شواهد الامتحان
قال الله تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها . وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا } وقال أيضا { فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } وقال لنبيه ( أيضا { قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } وقال رسول الله تنازعوا الأمر أهله ) وقال أيضا ( ما هلك امرؤٌ عرف قدره ) قال الشاعر :
وإذا لم تر الهلال فسلم ...... لأناس رأوه بالأبصار
فاعلميا أخي أيدك الله بنوره ، وجعلك ممن أهله لتذكيره وتبصيره ، أنه لا يجوز الحكم والإفتاء لأكثر أهل الزمان ، بل لمن له كثرة الاطلاع على العلوم والقوة على التحقيقوالتدقيق والتحرز والتنميق ، لمعرفة اللسان العربي ، وما لا بدّ منه من علوم الأدبمن النحو واللغة والتصريف وعلم المعاني والبيان والبديع مع ما يزيد ذهنه ثقوبا منعلم الأصول والميزان ، مع اتساع دائرة فهمه وطول باعه من المنقول والمعقول لأن المسائل تتشابه وتتداخل وأكثرها خلاف ، فإذا كان في المسألة قولان أو أقوال فلا يجوز لمن قصر باعه من المقلدين أن يحكم ولا أن يفتى فيها ، فإذًا فكيف يجوز لمثليومثلك أن يتصدى لهذا الخطر العظيم ، أو يتحمل هذا العبأ الجسيم ، لقصورنا وعجزنا عن تحصيل التقليد المعتبر في هذا الشأن فضلا عن التخريج والترجيح والاجتهاد ، كما قالالشاعر :
خلت الوكور فسدت غير مسود .... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
وإن الضرورات تبيح المحظورات ، إذا نما حظ المقلد الفتوى بكلام شيوخ مذهبه ومشهوره والإجراء عليه أن تأهل لذلك ، بل إن كان من أهل الترجيح والتخريح ،وإني بهذا كله لأهل هذه البلاد قاطبة ممن قدّمناه آنفا فأحرى غيرهم ممن هو أكثر أهلالبلد .
فأحرى من نزل بدركات عن ذلك ممن هو في حضيض الجهل المركب مع أنه لا يميزبين الحى واللى في مقتضى العبارات ، ولا بين الغث والسمين في مباحث المناظرات ، ولابين الحقيقة والمجاز في المحاورات ، بل بلغ في العي واللكن إلى أن عجز أن يسقي نفسه الظمئي من بحار ظواهر نُصوص الكتاب والسنة بغرفه ، وأن يفصح أو يبين عن مراده ولوببنت شفه ، فكيف يجوز لمن قصارى أمره هكذا أن يغالط نفسه ويخاطر بها بتطلعه واستشرافه إلى عقبة القضاء الكئود التي فر منها وهرب سماسرة العلماء الأعيان ،وجهابذة الفقهاء المتقين الخلصان ، وامتنعوا منها وبعضهم ضرب كمالك وبعضهم سجن كأبي حنيفة ، وبعضهم استحْمق ليتخلص كمسعر ، وبعضهم هرب كأبي قلابة ولما قيل له في ذلكقال الغريق في البحر متى ما يسبح ، وما ذلك منهم رضي الله عنهم إلا لغزارة علومهم وشدة خوفهم من ربهم لأن القضاء مزلة ومدحضة ومحنة عظيمة الأهوال والأخطار ، قل منيسلم من مهاوي مزالّ شواهق عقبته الكئود وإنما تزل الأقدام عنها إلى النار ، في سخط الجبار ، قال الله تعالى { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكفرون } { ومن لميحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظلمون} { ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الفسقون } وقال أيضا { يا دوود إنا جلنك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولاتتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب } هذا فإذا تحققت وتبين لك بما قدمناه أنه لا يجوز لك الدخول فيما دخلت من نقض حكم من حكم بما عليه مالك وكبار أصحابه كابن كنانة وغيره وهو الذي شهره خليل في مختصره كما تقدم عن الخرشي فاعلم أن في المسألة التي أحلت عليها مسألة الخصمين وهي مسألة السفيه المولي عليه وهي قال فيها خليل " وتعين أي الفسخ بموته " بعد قوله " ولولي سفيه فسخ عقده " خلافا مسطورا بين العلماء مشهورا ، فمن قائل أن نكاحالسفيه المولي عليه على الإجازة حتى يرد ، ومن قائل إنه على الرد ، فمن لا حظ أنهعلى الإجازة أوجب الصداق والإرث لفوات الرد بالموت ، ومن لا حظ أنه على الرد لميوجب ما ترتب عليه من الصداق والإرث لفوات الإجازة بالموت .



ومن العلماء من فرقبين ذات القدر غيرها : قال ابن سلمون في عقوده قال ابن رشد في مسائله " وإذا لم يحضر الوصي العقد وإنما اتصل به بعد عقد السفيه بغير أمره فلم يقض فيه برد ولا إجازة حتى مات السفيه فهو بمنزلة ما إذا لم يعلم به حتى مات إلا أن يكون دخل بعلمه فيكون ذلك إجازة منه " ومر إلى أن قال " روى أصبغ عن ابن القاسم أنه قال إن مات هوفلا ترثه وإن ماتت هي فالنظر إلى وليه إن رأى أن يثبت ويأخذ له الميراث أخذه وإنرأى أن يرده رده وتركه ومثله قال سخنون ، قال ابن رشد ومعنى ذلك أن النكاح يرتفع بموت السفيه ولا يرتفع بموت الزوجة فإذا مات هو لم يكن لها صداق ولا ميراث لكون النكاح على الردّ حتى يجاز وإذا ماتت هو نظر له الولي وقد يكون الصداق أكثر من الميراث فيكون له الحظ في رد النكاح ، وقال وفي المسألة ثمانية أقوال أحدها : ما تقدم وهو قول مطرف وابن الماجشون . الثاني : أنهما يتوارثان ويمضي العقد حكاه ابن حبيب عن ابن القاسم . الثالث : أنهما لا يتوارثان ويبطل الصداق إلا أن يدخل فيكون لها منه قدر ما تحل به وهو قول ابن القاسم في العشرة . والخامس : أن الميراث بينهما وينظر في النكاح فإن كان نكاح غبطة كان لها الصداق دخل أو لم يدخل ، وإن كان غيرذلك بطل الصداق إلا أن يدخل فيكون ما تحل به وهو قول أصبغ . والسادس : أن الميراث بينهما ويبطل الصداق إن كان الزوج هو الميت وينظر في النكاح إن كانت الزوجة هي الميتة فإن كان نكاح غبطة كان لها الصداق وإن كان غير ذلك بطل الصداق إلا أن يدخل فيكون لها قدر ما تحل به . والسابع : أن الميراث بينهما ويثبت الصداق إن كان الزوج هو الميت على ما ذكره في القول قبل هذا . والثامن : أن ينظر في النكاح فإن كان نكاح غبطة مما لو نظر فيه الولي أجازه كان الميراث بينهما ووجب الصداق وإن كان غير ذلك لم يكن بينهما ميراث ولا صداق إلا أن يدخل فيكون لها قدر ما تحل به . قال في مسائله المجموعة فالذي أقول به واختاره وأتقلد الفتوى به إذا كان الزوج هو الميت أن ينظرفي النكاح فإن كان نكاح غبطة مما لو نظر الوصي فيه أجازه كان لها الصداق وإن كان على غير ذلك لم يكن بينهما ميراث ولا صداق إلا أن يكون قد دخل بها فيكون لها قدر ماتستحل به . انتهى من التهذيب ممزوجا بشرحه التقييد ، ومثله للعز بن عبد السلام فيشرحه على مختصر ابن الحاجب . مر إلى أن قال : فانظر عافاك الله وعفى عنك كيف جرى الخلاف في الفرع الذي أحلت عليه مسألة الخصمين فنقضت به ما لا يجوز نقضه من الحكم بالمشهور في المسألة التي هي أجنبية من التي أحلتها عليها كما تقدم ذكره ، ثم ترامتبك نفسك وهنتك إلى نقض ما أبرمناه وفصلنا به القضية من حق فَيصلها وفي الحكم " ماهلك امرؤ عرف قدره " فإذا أتاك كتابنا هذا يا أخانا فأمعن النظر فيه وأقدر قدرهوأعظم خطره تستفد منه إن شاء الله حفظك الله ورعاك وهداك ووقاك وجعلنا وإياك منتسليما كلما ذكرهrالذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وصلى الله على سيدنا محمد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون ) .



 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر


آخر تعديل عبدالحكيم يوم 01-10-2011 في 11:01 PM.
رد مع اقتباس