عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2017, 12:36 PM   #2
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 04-28-2024 (10:40 AM)
 المشاركات : 1,671 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: وفاة الشخ العلامة الجليل العتيق بن الشيخ سعد الدين السوقي الادريسي



ما لا يدرك كله:( مرثية شيختا العلامة العتيق بن الشيخ سعد الدين ـ رحمه الله ـ)
بقلم تلميذه/ أحمد محمد بن محمد الحاج الحسني
ــــــــــــــــــــــــ
شَيبيْ، أقِلْ من عِثارِ اليتمِ في كِبَري؟!
أهمسْ بأذنكَ أنْ ذهِ من الكُبَرِ
فلم أمِزْ بين حزن الشيبِ، وا أسفِي
وبين حاليَ، لو يُتِّمتُ في الصغرِ!
ألم يكنْ دمعيَ المدرارُ منحدراً
في رحلةٍ، لم يزلْ فيها على سفرِ؟!
فإن أكن في ربيع العينِِ هاطلةً
فإن قلبيْ بقيظِ الحزنِ في صفَرِ
والدمعُ ماءٌ أرقَُ في سلاستهِ
وحرُّه وقعهُ شرٌّ من الشرَر
وكلما اهتاجت الحمَّى، تأوَّبُني
بين الضلوعِ، حسبتُ القلب من سقرِ
أمن مرارتها أمْ من حرارتها
أخوضُ في مدمعي الفياض كالنهَرِ؟!
وإذ غرقتُ، فلا تعبثْ؛ أتنقذني؟!
ولا نجاةَ لمن أصمتْ يدُ القدرِ
وإن قحطتَ، فمُدَّ الكفَّ مستقياً
أغثكَ؛ إذ في عيوني وابلُ المطرِ
بحران يلتقيان، ليس نزحهما
سهلاً، ولا كالمَعِين الغوْرُ من غُدَر
وهل رأيتَ سيولاً في نقاوتها
مثلَ الدموعِ؟ أصفوٌ بعد ما كدر؟ِ
ولا غرابةَ أن الغيثَ أنزِلُهُ
والنارُ تكمنُ بي، كالنارِ في الشجَرِ
ولو بكيتَ زماناً ما وفيتَ لهُ
فاستنقِ نفسكَ، أو فاستبق من بصرِ
ولو أردتُ بكيتُ الدهرَ أجمعَه
حتى أعفّي رسومَ النُّورِ بالعوَرِ
أين التجلدُ مني؟ ماتَ من أسفٍ
وقد تفجّرُ عينُ الماءِ من حجرِ
وما التغنّي بهذا الشعرِ ينفعُني
إلا كشدو الطيور الشجوَ في الوُكر
وما شكوتُ زماني في تقلبهِ
فكيف أشكوهُ في أجري ومصطبَري؟!
ولم أزلْ راجياً في كلّ فاجعةٍ
بشارةَ اللهِ في آيٍ وفي سُوَرِ
بعضُ المصائب في بعض النفوس لها
ما ليس للقلبِ بالصمصامةِ الذكَرِ
ولم نصَبْ في الحياة، لا نصابُ بمن
كمثل أحمدَ صفوِ صفوةِ الخِيَرِ
ولم أشُكَّ بأنَّ الموتَ يرزأني
برَوْح روحي، ولكني على حذرِ
ولا أرى أسفي إلا سيلزمني
مثلَ الطبائعِ، إذ ركبن في الفِطَر
هي المصيبة، تستقصي البقيةَ من
سر السرور، فما أبقتْ ولم تذر
ليت اللسانَ الفتيق لي، فيندبُ بي
شيخي العتيقَ،ولا ألفيهِ في حصَرِ؟!
وليت ذهني يمدُّ النطقَ عن عجلٍ
فيرتوي حين إذ أرويهِ من فكري
فليروِ عنيَ، عن قلبي حديثَ أسىً
في مسلكِ السمع مثلَ الوخزِ بالإبَرِ
ففقده في الزمانِ، لا أشبههُ
إلا بمثلِ ظهورِ الخسفِ في القمرِ
أو فقدُ جسمٍ سليمٍ طعمَ صحته
والجسمُ للروحِ، أو كالعود للثمرِ
أو العيون إذا أغضت على رمدٍ
أو لم تنلْ كَحَلاً بنعمةِ النظرِ
شيخٌ، إمام، جليلُ القدر، ترجمةٌ
عظمى، تقل لها الأمثالُ في السيرِ
قد عاش ما عاش قرناً في استقامتهِ
والاستقامةُ خيرُ الزادِ في العُمرِ
فخشيةُ الله كانت حشوَ بردتهِ
لم تلهه بُشَرُ عن صيحةِ النذُر
ولم يخفْ في حقوق الحق لائمة
هيهاتَ، بل كان في ذات الإلهِ جَرِيء
ولا يلينُ لغير الحق يتبعهُ
حتى تلينَ لضرسٍ مَضغةُ الحجَرِ
سيماهُ في وجهه النورُ المُشِعُّ كما
شعّ الضيآ عند كشف الشمس للخُمُر
ولم أرَ الشيخَ إلا في ابتسامتهِ
كأنما طبعتْ في وجههِ القمري
ولم يزل تاليَ القرآنِ مدّكراً
يحُلّ يرحلُ في الآصالِ والبكَرِ
بل كان يحيي الليالي، في تدبرهِ
وفي تدرُّبه فيها على السهرِ
في ليلةٍ زرتُه، كابنٍ لوالدهِ
فقال: ليلي خديمُ الذكر لا السمرِ
فعمرهُ في تلاوةِ القرآن مضى
كالمسكِ يرشحُ في أخلاقهِ الغُرَرِ
فلم تزعزعهُ أيامُ الزمانِ على
ما يستكنُّ بها دوماً من الغِيَرِ
أخلاقُه جَنّةٌ، بالوردِ يغرسها
كعودِها الخضِرِ الزاكي لنا النضرِِ
لولا سماحتُهُ ذبنا لهيبتهِ
إذ كان كالأسدِ الضرغامِ، لا النمِرِ
لكن يُقرِّبُنا حتى يَقَرَّ بنا
عيناً، ويألفنا كالروض للزهَر
أين الجبالُ الرواسي في الوقار، وفي
ثباته؟! بل وأين الزفْرُ من زُفَرِ!
تواضعُ العلماءِ نهجُ مدرسةٍ
فلا ترى فيهمُ للكِبْرِ من صعَرِ
ولم تكن هذه الدنيا وزهرتها
إلا كمثل لَقىً - كالظلفِ - محتقَر
ولا يميل لها والمال زينتُها
والألفُ في العدِّ عند الشيخِ كالصِّفَر
صحبته ولداً، يا حسنَ تربيةٍ!
- لو صرتُ أهلاً - فلم يلُمْ ولم يثُرِ
ورب ثوبٍ من الإكرام ألبسني
لفظاً ومعنى، فما أغلاه من حِبَر!!
إن لم أكافئْ فقد حاولتُ مجتهداً
ولا أكافئ فيضَ اليمّ بالدِّرر
في عمقه الجمّ، أجرِ الفلك آمنةً
من الرياح، ففيه معدنُ الدُّرَرِ
كهفُ الفتاوى، إليه يلجأون إذا
جدَّ التنازعُ في بدوٍ وفي حضرِ
وقوله الفصلُ، (قد قال العتيق) كفى
في كل نازلةٍ ضاقت عن النظرِ
وكم به أصلح الله الشقاقَ إذا
ما طار في الناس شرٌّ جدُّ مستعِر
شيخ الشيوخ، ومرقاة الشموخ، على
عمق الرسوخ، حميدُ الورد والصدَر
موسوعةُ العلم، ليتي أن أنالَ بها
في بعض خدمتها بِرّي ومفتخَري
آثاره غنيةٌ للطالبين، كما
في ( الجوهر) الفرد، ذو بالفائداتِ ثري
آثاره، الحسنُ بادٍ في شمائلها
ولم يلِتها سوى أني من الأثرِ
يا كم يشرفني ما قال في ملأٍ
وخط لي، أنتَ من كل العقوق بري،
أحيى به اللهُ من مجدٍ ومن شرف
ما كان يحيى بنفخِ الروح في الصور
وأمةً كان فينا الشيخ مدتَهُ
هيهاتَ لم يك في ذاتٍ بمنحصِرِ
علمٌ وحلم وإحسان وتربيةٌ
إن السيادة كم تحتاج للأطُرِ
وبالأبوة ألحقَ البنوةَ في
برٍّ، فكان بحق حليةَ الأسَرِ
وعمدة الرفع كان، وهو فاعلُه
وفي ندى كفه بُشرى لمفتقرِ
وخُلقه الأبويُّ في تحنُّنه
من خَلقه النبويِّ الطاهر العطِرِ
مثال تقوى، فلا تقوى منازلُها
أما السلوكُ، فبَكريٌّ أو العُمري
وللثناء بأذن العصر مرثية
لو كلّ وكّل عنها ألسُنَ البشرِ
خلافة الشيخ عبءٌ في جسامتها
ينوء بالعصبة الأقوى من النفَرِ
فكم سيرهقنا في قفو خطوته
فالرأي في الفقه كالنعمان أو زفرِ
وحيثما أظلمت في الناسِ نازلة
أضاءها بشعاع رأيه البصري
أوهددت بفناء الحي نائبة
يبدد النفس في إزالة الضرر
أو راعنا طارقٌ في جنح مُظلمةٍ
أهان في حقه كرائم البقرِ
بل كان فينا كمرآة القرون مضت
فيها الجدود القِدى كالأنجمِ الزهُر
قد عاش يحمل منهمْ كل مأثرةٍ
حملَ البوازل ذاتِ الأيدِ للوقرِ
شم العرانين، أبطال المسائل إن
جدت جيادُ الوغى في مهمهِ الطُّرر
وقد بنى مثل ما شاد الأولى ذهبوا
بنايةَ الفخر، فوق الأسِّ والحجر
إن لم نكن هكذا، فلم نكن خلفا
لسالف زاننا في خالف العُصر
رزء عظيم ترقبنا على مضض
من قبل، والموتُ فينا شر منتظَرِ
حتى ألمَّ بنا فهدّني أسفاً
ما بين منبترٍ مني ومنكسِرِ
فليثو في القلب مني، فهو مسكنه
حيا،و إذ مات فهْو خير مقتبَر
أسقيه من عبراتي كل ساريةٍ
إن عبَّرتْ عبَرتْ لشاطئ العِبَر
كفنته بمشاعر الحبيب على
نأيٍ، وبالثوب من نسج الحرير حري
كفنته بغوالٍ من غلائل في
فقر، أعانيه في بلاغة الفقَر
أرشُّ دمعيَ ودقا فوق تربته
يسحُّ ما بين منهلٍّ ومنهمر
إن جفّ - لو جف مني - فالشئون لها
شأنٌ، سيسقي البناء بالدمِ الهدَر
يكفي الدنية ذلا في حقارتها
أن بات في حفرةٍ، والسقفُ بالمدرِ
فهنئ الأرضٍ أن قد وتِّدت جبلاً
ففي الثرى تحتها هناكَ أيٌ سري
وعَزّها في رحيل عِزّها وأطلْ
فإن في فقده بلاء مختبر
لكن أرجِّي له الرحمنَ خالقنا
أن سوف يسكنهُ الجناتِ في سُرُر
يارب أسكنه قصراً غير ذي صخب
وفي جوار النبي المصطفى المضري
في رفقةٍ من رفيق الرشد يقدمها
شيخ الشيوخ أبو بكر إلى عمرِ
هذا العزاء لنا طرا، ويجمعنا
جمع القرابة والأرحام للزمرِ
ويجمع العلمآ والطالبين ومن
حق العزاء له في المُفزِعِ الخبرِ
أستغفر الله، ما أديت واجبه
من الذهول، فذي من أكبر الكبر
ولا تظنن أن اليتمَ يمنعني
فالشيب تشعلهُ نوائب الكُبَرِ


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس