عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2013, 02:04 PM   #16
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إتحاف الأحيا بذكر مناقب ومآثر ملخيا



مواطن قبيلة: ملحيا ـ آل يحيى

هذا وإن لهذه القبيلة المكرمة مواطن تاريخية جليلة شهيرة من أشهرها وأجلها بعد مواطنها في الجزيرة العربية.
موطنها الأصيل: مدينة السوق ـ أسوك.
قلت: بادئ ذي بدء: إن قبيلة ملحيا استوطنت أصولها الكريمة موطنها العتيق العبق: مدينة السوق ـ أسوك ـ تادمكة ـ بعد خروج أصولها من الجزيرة العربية.
وهكذا حال بقية قبائل السوقيين، فإن عامة أصولها موطنهم الأصل الجزيرة العربية، من مكة المكرمة، والمدينة المنورة...
فأصبحت مدينة السوق بعد ذلك، لأصول السوقيين موطنا تاريخيا شامخا في تاريخ المواطن الشهيرة المجد الباذخ.
وهي في قلب صحراء: أزواد، بل هي عاصمتها قرونا، فجاءت عروس أفقها زفت بالازدهار، والحضارة الإسلامية المتميزة...
هذا ولقد بلغت مدينة السوق مبلغا عظيما في تاريخ الإسلام، لما سمى به أهلها من العلم والفضل...
وذلك منذ تاريخ مجهول التحديد، والذي وقفت عليه من تاريخه العلمي القرن الرابع الهجري...
القرن الذي مر بمدينة السوق فيه الإمام محمد بن المواز المالكي ـ رحمه الله تعالى ـ فلما مر عليها في القرن نفسه، أخذ عنه أهلها كتابه الشهير، بـ: الموازية ـ أهم كتاب في الفقه المالكي، ومن أجل أمهات كتب المذهب المالكي، كما في الديباج المذهب لابن فرحون المالكي، وغيره...
فأفاد مروره على هذه المدينة مدينة علمية، فوائد تاريخية فريدة، منها:
أن أهلها لهم اتصال بالعلم وأهله اتصالا يسبق تاريخ ذلك القرن.
وذلك لأن مستوى من يأخذ عن إمام مثل ابن المواز كتابه الشهير بالموازية يعطي حقيقة من الحقائق، وهي:
أن أهل هذه المدينة كأهل مدن الإسلام الشهيرة بالعلم ـ تعلما وتعليما ونشرا وتأليفا ـ في تاريخ الإسلام، كـ: القيراون، وفاس، وقرطبة، فجاءت هذه المدينة في مصاف تلك المدن التاريخية العلمية العبقة.
هذا وما زال الأمر على ذلك ـ ولله الحمد ـ إلى هذا القرن ـ قرن الخامس عشر الهجري، الذي تقول فيه مجلة الكوثر: خرجت مدينة السوق آلافا من العلماء.
ولقد شاء الله أن يخرج منها أهلها بقارعة من قوراع الدهر كالجفاف ـ سنة من سنن الله الكونية في خلقه ـ جل في علاه.
هذا ولقد ضرب السوقيون جيلا جيلا أروع أنواع محبة الأوطان لمدينتهم ـ مدينة السوق ك: أول منزل، احتضنهم احتضان نهضة ازدهار حضاري ذاع صيته، ما جعل أوائلهم تأمه دفهة بعد دفعة...
ولقد اتسع طونهم هذا ـ أسوك ـ مدينة السوق، لتلك الهجرات المتتالية قادمة من الجزيرة العربية ـ مواطن أولئك وأسلافهم.
هذا وقد ذكر الشيخ العلامة الأديب عبد القدوس الأنصاري اليحيوي السوقي لفتة تحنن لوطنه التاريخي العزيز ـ مدينة السوق ، عندما تعرض لترجمة الشيخ العلامة محمد الطيب الأنصاري اليحيوي السوقي ـ رحمهما الله رحمة واسعة...
قائلاً عنه ـ رحمه الله رحمة واسعة: ((وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة المنورة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله في تلك النواحي استقر ببلدة ((السوق)) المعروفة في معاجم اللغة العربية بهذا الاسم، والممتدة في الصحراء الكبرى بشمال إفريقية..
وكان جلهم من العلماء وطلبة العلم فغلب عليهم لقب السوقيين بعد ذلك تمييزا لهم بالنسبة إلى البلد الذي نزحوا منه .
اللالي الكمينة في شرح الدرة الثمينة تأليف الشيخ العلامة محمد الطيب الأنصاري اليحيوي السوقي ـ رحمه الله رحمة واسعة.
كم مـــنزل في الأرض يألــفه الفـتى***وحنيــنه أبداً لأول مـــنزل
لذا فمدينة السوق لو بكت أقلام أبنائها البررة على خدود قراطيس الدهر في تخليد تاريخها الجليل الكبير، بمآثر مجد أهلها المجد الباذخ الشهير ـ قرنا قرنا، لكان بكاء تلك الأقلام البارة كبكاء من ملكه فرط محبة المقول في حبه المخلد ذكره، في معرض عدم وفائه حق المبكي عليه الحق الأوفى.
غداة تولت عيسهم فترحـــلوا***بكيت على ترحالـــهم فعميتُ
فلا مقلتي أدت حقوق ودادهم***ولا أنا عيني بذلــــك رضــيتُ


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 09-10-2013 الساعة 02:37 PM

رد مع اقتباس