عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2009, 01:42 PM   #5
مراقب عام


السوقي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 17
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 04-24-2024 (09:15 AM)
 المشاركات : 163 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ب- ثم ذكر مراتب النفس الدنيا: وهي مرتبة النفوس التي استباحت حرمات الله، وأتبعت هواها، وارتكبت المعاصي، ولم تستجب لداعي الحق، ومنها.

أولاً: النفس الحاسدة: وهي التي تكره الخير لغيرها وتتمنى لهم الشر والكاره قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}([177]).
ثانياً: النفس الآثمة: وهي التي لا ترتدع عن فعل الكبائر ولا تنتهي عما نهى الله عنه {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}([178]) {وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ}([179]). {وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ}([180]). {وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}([181]).
ثالثاً: النفس الأمارة بالسوء: وهي التي تدفع صاحبها إلى ارتكاب المعاصي وفعل الرذائل والسعي إلى الفواحش دون مراعاة للحرمات أو تفكير في سوء المصير. وذكر عدة آيات ونذكر منها هذه الآية {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}([182]).
رابعاً: النفس الظالمة: وهي التي تنتهي بصاحبها إلى الظلم سواء كان ذلك عن طريق مخالفة أوامر الله وعدم اجتناب نواهيه. أو عن طريق ظلم النفس بدفعها إلى الخطايا أو الذنوب، وقد ذكر عدة آيات نكتفي بواحدة منها قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ به}([183]).
خامساً: النفس المخادعة: وهي التي تخطط الدسائس وتتآمر على الآخرين وتتبع الطرق الملتوية في تحقيق أهدافها عن طريق المنكر والخداع وقد ذكر عدة آيات نكتفي بواحدة قال تعالى: {قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً}([184]).
سادساً([185]): النفس ذات النوازع الجنسية المحرمة: وهي التي تنقاد لسيطرة الدوافع الجنسية فتستجيب لها بطرق غير مشروعة هي بذلك تنزل بصاحبها إلى مرتبة الحيوان الخاضع لسلوكه الغريزي واستشهد بعدة آيات نكتفي بذكر آيتين {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ}([186]) وقال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}([187]).
سابعاً: النفس([188]) المستكبرة العاتبة: وهي التي تنخدع بقوتها فلا ترى غير نفسها ولا تتصور من هو أقوى منها مما يجعلها تتمادى في الشعور بالعظمة والتكبر وتزداد عتواً وقد استشهد بعدة آيات نكتفي باثنتين منها قال تعالى: {لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوّاً كَبِيراً}([189]) {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}([190]).
ثامناً:([191]) النفس البخيلة: وهي التي تسعى إلى كسب المال واكتنازه وعدم إنفاقه في الطاعات أو في مصارفه الشرعية. شخصية البخيل من الشخصيات المذمومة في الأديان..إلخ وذكر عدة آيات ونكتفي بهذه الآية {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}([192]).
وبعد أن عشنا في هذه المفاهيم النفسية مع الكاتب وقد أضفت هذه الإضافة إلى البحث الذي أعددته قبل إحدى وعشرين عام ولم يرى النور حتى الآن فعسى أن أوفق في طبعه بعد تلك الأعوام المنصرمة والآن إلى خاتمة البحث كما هي- وكما كتبتها منذ إحدى وعشرين عاماً. وقبل الخاتمة إليك بعض الفوائد في منهج التربية الإسلامية وفوائد عن النفس الإنسانية.
الفائدة الأولى: يقول محمد قطب([193]) ما نصه "كيف غفلنا عن أن هناك منهاجاً إسلامياً للتربية وأن هذا المنهج موجود في القرآن وأضاف لقد ظللت زمناً أقرأ القرآن دون أن أفطن إلى هذه الحقيقة".
الفائدة الثانية: يقول لقد أحسست بطبيعة الحال أن القرآن توجيهات تربوية كثيرة وأن لهذه التوجيهات أثراً في النفس وأن الإنسان حين يتدبرها ويتأثر بها يصبح له سلوك معين وتفكير معين.
الفائدة الثالثة: ومع ذلك فلهذا الوعي قيمته وله قيمة أخيراً في مواجهة الفتن بالمناهج الشائعة في الغرب والشرق التي تفتن الناس بأنها "مناهج" مفصلة مدروسة فيغفلون عما فيها من انحراف خطر ويظنونها صالحة لمجرد كونها مدروسة مفصلة ..الخ.
الفائدة الرابعة: لقد ظللت زمناً أقرأ القرآن دون أن أفطن إلى هذا المنهج وأضاف لا وحتى حين ألفت كتاب "الإنسان بين المادية والإسلام" وأبرز فيه بوضوح أن للإسلام طريقة خاصة في معاملة النفس الإنسانية تختلف في أساسها عن الطريقة المادية التي يمارسها الغرب المادي شرقه وغربه سواء ..الخ.
الفائدة الخامسة: يقول محمد قطب ما نصه "ولئن كان الزمن قد مزق هذه الأمة وشتت كيانها على مراحل بطيئة استغرقت أكثر من ألف عام. فقد كان سبب التمزيق على أي حال البعد عن منهج التربية الإسلامي، ومع المحافظة على بعض المظاهر الخاوية أحياناً والبعد عنها مرة في بعض الأحيان..الخ([194]).
الفائدة السادسة([195]): قال الله تعالى: { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } يقول محمد قطب بعد ذكر تلك الآية ما نصه "والإسلام دين الفطرة" فما من نظام يعالج الفطرة كما يعالجها الإسلام ثم أضاف أنه لا يعطي كل جانب من الإنسان فحسب، بل يعطيه إياه لذلك بالمقدار المضبوط..إلخ. ثم أضاف([196]) ومن ثم ينطلق بمقاديره الصالحة نشيطاً متحركاً على الدوام. وما من نظام آخر يعالج النفس البشرية بهذه الدقة وذلك الشمول([197]).
الفائدة السابعة: نظم آمنت بالجانب المحسوس في الإنسان والحياة.. كل ما تدركه الحواس فهو حقيقة. وما لا تدركه فهو غير موجود ثم أضاف ومن ثم راحت هذه النظم تهتم بكل محسوس على الأرض وتهتم بكل محسوس في الكيان البشري محاولة أن تيسر له مأكله وملبسه ومسكنه يسرت له قضاء الشهوات ثم أغفلت من كيانه الروح. أهملت كل ما لا تدركه الحواس. أهملت الله والعقيدة، وما يشع من العقيدة من مثل وأخلاق ..إلخ.
الفائدة الثامنة: يقول أحمد محمود البقري ما نصه "وردت كلمة النفس في القرآن 295 مرة مائتين وخمس وتسعين مرة وهي تعني الإنسان في مثل قوله تعالى {لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا}. {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً}.
الفائدة التاسعة: إن النفس كثيراً ما تأمر بالسوء.
وفي قوله تعالى {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا}([198]) أي يأتي كل إنسان يجادل عن نفسه ولأن النفس هي الفاعلة حقيقة والأعضاء خدم لها فأصل الحساب لها وعليها يتجادل عن ذاتها. أهـ.
الفائدة العاشرة: يقول الله تعالى {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ}([199]). ومن دلالة الآية:
1- أن النفس كثيراً ما تأمر بالسوء وتأمل صيغة المبالغة في "الأمارة "
2- أن بعض النفوس أو النفس في بعض الأحيان لا تأمر إلا بالسوء رحمة من الله للإنسان إلا بذكر الله كثيراً أو يسبحه بكرة وأصيلاً فإنه سبحانه يصلي "عليكم والملائكة". قلت([200]). قال ابن كثير في تفسيره الآية (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) هذا تهييج إلى الذكر أي أنه سبحانه يذكركم فاذكروه أنتم كقوله عز وجل (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم " يقول الله تعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفس ... إلخ ثم أضاف كثير قوله " والصلاة من الله تعالى ثناؤه على العبد عند الملائكة حكاه البخاري، وقال غيره الصلاة من الله عز وجل الرحمة" ([201]). وقد يقال لا منافاة بين القولين. والله أعلم. أ.هـ
3- لا أدعي ماذا لو في إذا علمنا طبيعة النفس، فالحق أقوى الطرق لبلوغ الهدف.
الفائدة الحادية عشر([202]): قوله تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً}([203]). يقول المؤلف بعد ذكر تلك الآية ما نصه([204]) وكلمة " في نفسك" هي أصل التربية، هي الشعور واللاشعور بحيث يصدر النفس منه قرآنياً أن صلح التعبير وباينا فيها الخير ورجله تسعى إلى الخير ونظره إلى الخير.. وهكذا سائر أعضائه.
الفائدة الثانية عشرة([205]): وقد تجد النفس ما يعوقها عن السير إلى الله سبحانه حين تجتمع المفاسد في أمة فيكون الصبر هو الجرعة الواقية للنفس أن يدخلها سموم الشك والطغيان {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ}([206]) . وإذا أصاب الإنسان قاذورات الحياة شيء فليستتر بستر الله الذي كتب على نفسه الرحمة ويستغفر الله.
الفائدة الثالثة عشر: يقول أحد الباحثين لاحظ شيخ مدرسة التحليل النفسي([207]) أن بعض الناس يظلون في صحة نفسية سليمة حالة الفقر أو مرض جسمي أو في حالة تكن على الهم لا يلبثون أن ينهار .أهـ. من الناحية النفسية ثم أضاف وبعبارة أخرى كلما أصاب أحد هؤلاء نجاحاً أو فرجاً خطر إلى نوع من التضحية قرباناً على مذبح الضمير الغاضب كأن يفسد حياته.
وأضاف الكاتب في نفس الصفحة ما نصه "وأوضح من السطور أن الإسلام قد سبق مدرسة التحليل النفسي حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الناس لا يصلحه إلا الفقر" ويقول الله: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}([208]).
الفائدة الرابعة عشر: قال المؤلف ما نصه([209]) "وكنا نحن الوارثين" أي أن الباقي هو الله، ذلك الشعور إذا تمكن من الفرد جماح نفسه فلم تبطر ولم تفرح كثيراً ذلك أن الله لا يحب الفرحين، والفرح مطلوب، ولكن الآية الفرحين بصيغة المبالغة لأنهم قد ينسون في غمرة فرحهم الرزاق الدائم فالفرح هنا بطر نعمة أي تسخير النعمة في غير الأغراض التي سبقت لها..إلخ.
الفائدة الخامسة عشر: قول الرسول صلى الله عليه وسلم " ليس الغني عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس".
نعم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الغنى غنى النفس وقديماً قيل القناعة كنز لا يفنى والمال والأهلون سوف يفنون فالراحة النفسية لا تكون إلا بالقناعة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "الغنى غنى النفس" ولو أخذ المسلمين بهذا الحديث وطبقوه في جميع أحوالهم لم تحصل لأي مسلم عقد نفسية أو اضطرابات نفسية ولكن خلو النفس من الإيمان والقناعة وغنى النفس وخلو القلب منها مجتمعة أدى ذلك إلى سقوط النفس في متاهات الشيطان والخسران والسقوط في غياهب الظلام ولو رجعنا إلى القرآن والسنة لسمت نفوسنا واستنارت بنور الوحيين ولاهتدت إلى الصراط المستقيم وبالله التوفيق.
خاتمــــــــــــة
( حسن شرقاوي ووسائل تنشئة الإنسان المسلم)
وبعد فإنني أختم هذا البحث وأنا لم أكن راض تمام الرضى عنه لكوني لم استقصى كل المراجع وحتى بعض الأشياء التي كتبتها حذفتها خوفاً من التكرار والمشكلة التي واجهتني ضيق الفترة وقرب الامتحانات.
ثانياً عند مناقشة البحث رأيت من الزملاء تهاون وتثبيط وعدم تشجيع على كتابته أخافوني بقولهم هذا بحث ماجستير أو دكتوراه ولكن بالعزيمة والتصميم ومراودة هذه الأفكار لي سابقاً هما اللذان دفعان دفعاً فكان لي الحافز الذي شجعني وقوى من عزيمتي وأنا لا ادعي أنني أتيت بجديد ولكن كل ما أريد أن أوضحه أن نظريات فرويد في علم النفس ورفاقه كلها باطلة ولا يمكن أن تطبق على كل المجتمعات وعلى كل بيئة وهناك فوارق وقيم وأخلاق وطباع تحول من تطبيق مدرسة الجنون وهستيريا فرويد على كل البشر فهو أقام دراسته على مجانين مع التصميم على هدم القيم الإنسانية لأمر ما في نفسه.
وأن فرويد ومن وراءه من الصهيونية كان قصده هدم القيم وإلباس نظرياته ثوب العلم ولكن ليس ذلك بل قصده لم يخف على أحد إلا أولئك الجهلاء الذين هم كالأمعة مقلدين في كل شيء. (الصهيونية والحرية الفوضوية)
يقول الدكتور حسن شرقاوي([210]) في مقالة له بعنوان "وسائل تنشئة الإنسان المسلم" يقول ما نصه (وقد عملت الصهيونية العالمية على ترويج شعارات اللامبالاة والحرية الفوضوية حتى تنهار القيم والأخلاق ومن ثم يمكن السيطرة المادية والاقتصادية على العالم وجعله منقاداً لأفكارها التدميرية.. ولهذا فقد جندت بعض أعوانها من العلماء الغربيين للترويج لكل فكر فاسد ومذهب منحل ونظرية كاذبة وقد فضح كل ذلك كتابهم (برتوكولات حكماء صهيون) فتقرأ فيه دعاويهم المغرضة وأهدافهم الرخيصة ثم أضاف نقلاً عنهم:(الصهيونية وانهيار الأخلاق والتقليد الأعمى)
1- يجب أن نعمل على انهيار الأخلاق في كل مكان من العالم لتسهيل سيطرتنا عليه أن فرويد منا ونحن منه) وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب ثمة شيء مقدس.. وليصبح كل همه إرواء شهوته الجنسية.. لقد روجنا لفرويد ورتبنا وليصبح كل همه إرواء شهواته آرائهم ولاشك أن الأثر الهدام الذي تحدثه علومه في الفكر اليهودي واضح لنا بكثير).
وفي نفس المقال أكد صاحبه أن هدف الصهيونية القضاء على الإيمان لدى المسلمين والمسيحيين في قلوب أبنائهم ليسهل السيطرة على العالم وتقويض عرى الدين وإفساد الأخلاق. والدكتور الشرقاوي يحذر من التقليد الأعمى لمناهج الغرب بدعوى أنهم سبقونا وذلك زعم باطل لأن القرآن نبع فياض وشامل كامل جامع كل ما يحتاج إليه المرء في حياته وآخرته ولم لهذا الموضوع من فائدة واستحساني له لأنه وضع النقاط على الحروف وأوضح ما تعانيه هذه الأمة من اتباع مناهج الغرب من نظم تربوية فاسدة لا ينبغي لنا وضعها أمام الناشئة ولا دراستها أو تدريسها لأبنائنا وأنا أختم بحثي هذا ببعض ما جاء في تلك المقالة قال ما نصه (ولكي لا نشعر بهذه العقدة التي تنمو في بعض العقول مثقفينا الذين لم يتبعوا أنفسهم بمقارنة المنهج الإسلامي بالمناهج الوضعية والنظم البشرية أقول لكل لا نشعر بهذه العقد علينا أن نتدارس علومنا القرآنية وتراثنا الإسلامي العظيم وسنجد مما لاشك فيه كل ما نصبوا إليه من النظم التربوية والأخلاقية والاقتصادية وسنعثر على ضالتنا فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية والحياتية. وأن النظريات التربوية والأخلاقية التي أتى بها الغرب في هذا العصر تسمم أفكار شبابنا، وتعبث بمقدساتنا وتظهر لإنصاف المثقفين أنها يقينية ومؤكدة.. والحقيقة أن ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب المقيم أن علينا أن نرجع إلى تراثنا وان نسعى لربط ديننا بعلومنا الحياتية والإنسانية وعلينا أن نقتدي بإمامنا وهو رسولنا صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقه القرآن وأن في تربيته وأخلاقه وسيرته ما يغنينا عن استيراد المذاهب الغربية والشرقية في التربية وأهمية القوة إنما في الاختيار تتبع ذلك مرحلة المحاكاة والتقليد فإذا كان الاختيار طيباً كان ثمرته طيبة) وفي الختام عسى أن نكون وفقنا إلى مقصد نبينا وأن أريد إلا الإصلاح وفق منهجنا القرآني وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وفقنا الله لاتباعه إلى يوم الدين وصدق الله عز وجل {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}([211]).
ومن وجد عيباً فليصلحه والله الموفق.

إضافة أخيرة حول النفس الإنسانية
وقد اطلعت أخيرا في المجلد الثاني من طبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان .....
من نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري طبعة دار الكتب العلمية بيروت لبنان عام 1424هـ تحقيق مفيد قميحة ود/ حسن نور الدين : قال في ص17 ج2 ( وقيل ما السور ؟ قال إدراك الحقيقة واستنباط الدقيقة ) ثم أضاف ( وأما النفس الغضبية فهم صاحبها منافسة الأكفاء الأعلام عن السرور ) وننقل هذا باختصار فقال : ( وقيل إقبال الزمان وعز السلطان ) ثم أضاف متحدثا عن النفس فقال : ( والنفس البهمية فهم صاحبها طلب الراحة وإنهاك النفس على الشهوة من الطعام والشراب والنكاح وعلى هذه الطبيعة قسمت الفرس دهرها كله فقالوا يوم المطر للشراب ويوم الريح للنوم ويوم الدجن للصيد ويوم الصحو للجلوس ) ثم أضاف ( وقيل لما بلغ خالويه ما قسمته الفرس من أيامها قال : ما كان أعرفهم بسياسة دنياهم { يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } الآية 7 من سورة الروم ) ثم أضاف ( ولكن نبينا صلى الله عليه وسلم جزاْ نهاره ثلاثة أجزاء : جزء لله وجزء لأهله وجزء لنفسه ، ثم جزاء جزأه بينه وبين الناس فكان يستغني بالخاصة على العامة ويقول أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي فإنه من أبلغ حاجة من لا يستطيع أمنه الله يوم الفزع الأكبر ) إهـ . ثم أضاف في نفس الصفحة يتحدث عن طبايع الإنسان فقال : ( والطبيعة البهمية هي أغلب الطبائع على الإنسان ، لأخذها بمجامع هواه إيثار الراحة وقلة العمل ) وأضاف النويري ( ومن ذلك الرأي نائم والهوى يقظان وقولهم الهوى إلــه معبود .... إلخ ) ثم ذكر أقوال الشعراء وبعض الفضلاء وآرائهم عن السرور ومن أراد الاستفادة فليراجع الكتاب من ص17 إلى 20 من المجلد الثاني للمؤلف شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري القرشي البكري التيمي من سلالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو من علماء القرن الثامن وتوفي عام 733هـ وقد ترك هذه الموسوعة الكبيرة في أربع وثلاثين جزء وقد تحدث عن النفس ببساطة بدون تعقيد أو فلسفة أو سفسطة بكل وضوح أبان حقيقة النفس وهكذا نجد علماء المسلمين قد سبقوا الغرب في التحدث عن النفس أمثال ابن حزم والغزالي على سبيل المثال كما أوضحناه في محله في هذا البحث .
والله الموفق
كتبه أبو عاصم محمد بن محمد بن أحمد الإدريسي مكة المكرمة حي الخانسة
وقع الفراغ منه يوم الأحد 18 / جماد الثاني / 1429هـ
تم تـنقيحه يوم السبت 21/11/1428هـ بمكة المكرمة


كتبه طالب العلم " أبو عاصم / محمد محمد أحمد الإدريسي" .


ولكم جزيل الشكر




 
 توقيع : السوقي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي ; 05-12-2009 الساعة 05:55 PM

رد مع اقتباس