عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2013, 09:55 AM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: سمط اللآلي الغالي الملتقط من مآاثر حي تنغاكلي



الديباجة:
إنني بعد ما من الله علي في جانب التاريخ، نتيجة ما تيسر من مطالعة مؤلفات منه في القديم والحديث، ورأيتها تتهم بذكر لذي الفضل فضله، ولو كان يسيرا في ميزان المناقب الكبار...
تأملت أفقنا خاصة قبائل علمه، فاستغربت من عدم من يقوم بتدوين دررا من كنوز منقابهم الجليلة المآثر، على وجه العموم، وعلى وجه الخصوص قبيلة تنغاكلي، لما أقر له الداني والقاصي، بالمرتبة السماية في العلم وفنونه...
فملكني العجب من إغفال ذلك التاريخ العظيم في العلم والدين، ما جعلني أبحث عن أسباب ذلك، من وجوه:
· عدم قيام بعض علماء تنغاكل بجمع شيء من ذلك قليلا كان أو كثيرا، كبقية علماء تاريخ الإسلام الفطاحلة، لكثرة الفطاحلة فيهم إلى الزمن الذي أدركناه...
· عدم قيام غيرهم ممن جمع شيئا من التراث العلمي في أفقنا بجمع ما يحمد ذكره المؤرخون، فلم أر في ذلك إلا ما يتصور في النقل الآتي ـ بإذن الله تعالى.
قال الأستاذ الدكتور جعفر ابن الحاج السلمي، في معرض كلامه: عن عبد الوهاب الأندلسي التطواني:
ومن الغريب أن كتب التراجم المغربية، لا تترجم إطلاقا لعبد الوهاب لوقش التطواني، ويرجع ذلك إلى شيئين اثنين:
أ‌- غياب ظاهرة المؤرخين وكتب التاريخ والاعتناء بالأعلام في تطوان...
ب‌- تعمد معاصره مؤرخ تطوان الكبير أبي العباس أحمد الرهوني... أن يسكت عنه، وألا يترجم له إلا عرضا بمناسبة الترجمة لوالده، ولأهل بيته، والحال أنه يعرفه معرفة موثقة...
وسكوته هذا له دلالة كبيرة، ومع ذلك فقد قدم لنا معلومات ثمينة عنه.
المصدر: تفسير نصرة الإسلام في إخراج مقامات الدين من القرآن لأبي محمد عبد الوهاب لوقش الأموي الأندسلي التطواني.
ثم لم يزل الذهن مني شاردا كلما رجع إلى ما يتعلق بتاريخ أفقنا في سبيل معرفة أسباب هذه الظاهرة، وهي ظاهرة: إغفال الفضلاء لذكر فضائلهم، حتى وقفت على ما استأنست به في معرض الأشباه والنظائر:
من قول الأستاذ ضياء الدين رجب: إن إماما من الأئمة عندما طلب منه أن يترك وراءه مؤلفات، أجاب بأن مؤلفاته هي تلاميذته.
فكان يرى أن أبناءه وتلاميذته صورة حية منه.
أورد هذا في معرض كلامه على شيخه محمد الطيب الأنصاري السوقي الحيوي، قائلا: إني أعتبر الشيخ الطيب الأنصاري، نقطة تحول بين عهد وعهد، وفترة، وفترة من تاريخ المدينة العظيمة، فهذا الشيخ النحيل في جسمه.. الكبير في إخلاصه وعقله..
صنع كل هؤلاء البارزين من شباب المدينة في العلم والأدب...
انتشرت فروعها وامتدت أسبابها، وكانت تبلغ مبلغ الزعامة الفكرية.
المصدر: اللالي الكمينة في شرح الدرة الثمينة.
تأليف العلامة الشيخ محمد الطيب الأنصاري.
فعند ذلك أعذرت علماء قبائل أفقنا بصفة عامة من السوقيين وغيرهم، وتنغاكل بصفة خاصة، بهذا النقل: إن إماما من الأئمة عندما طلب منه أن يترك وراءه مؤلفات، أجاب بأن مؤلفاته هي تلاميذته.
إذن هذه لطيفة هذا اللغز والسر المكنون، إذ ما من قبيلة علمية معتبرة في أفقنا إلا وتخرج حملة علم منهم في قبيلة: تنغاكل...
ثم أصبحوا بعد ذلك التخرج مصابيح الدجى، وحمل عنهم العلم غيرهم في قبائلهم وغيرها خلائق لا يحصيهم، إلا الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها، ما جعلهم يتبوئون حقا معاني الزعامة في بعض فنون العلم، وخير شاهد كثرة طلابهم في القبائل العلمية في القديم إلى من أدركناهم، وعن مثل ذلك يقول الشاعر:
وليس يصح في الأذهان شيء***إذ احتاج النهار إلى دليل
ـ فرحم الله سلفهم وبارك في خلفهم، على النهج العلمي الرضي ما تعاقب الليل والنهار.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ


رد مع اقتباس