مرحلة ميلاد الرواية:
كانت أول رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فور نبوته ولقائه بجبريل وتلقيه لأوائل سورة القلم، وأول من روى عنه عليه الصلاة والسلام أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، حيث حدثت (كما في كثير من الروايات والطرق) ورقة بن نوفل بما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في الغار. ثم توالت الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفاه الله تعالى.
وكان من أبرز المصطلحات المتداولة في عهده: الحديث، السنة، الرواية... ولا ننسى أن من الصحابة من يدون السنة في هذا العهد كعبد الله بن عمرو العاص صاحب الصادقة.
مرحلة توسع الرواية:
لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم كان من مظاهر البلاغ الذي شهد له به من حضر حجة الوداع: ((ليبلغ الشاهد منكم الغائب)) فوعى الصحابة ما تلقوا من الحكمة. وقد حرص صغار الصحابة وكبار التابعين على الاستقصاء والجمع والرواية للأحاديث بأوسع مما كان عليه الأمر في العهد النبوي.
ومما أفرزته هذه الفترة: التثبت في الرواية، ومقارنة الأحاديث بعضها ببعض، ومقارنة دلالة السنة التي قد يخطأ ناقلها بدلالات القرآن المحفوظ المكتوب المحفوظ. وهذا ما بنيت عليه قواعد مهمة في علوم الحديث (لاحقا).
مرحلة بداية تقنين الرواية:
بدأت الحاجة لتقنين الرواية في عصر التابعين لأسباب كثيرة منها وجود وسائط بين أهل العصر وبين المروي عنه (صلى الله عليه وسلم) ووجود وسائط بين بعضهم وبين الصحابة، إضافة إلى أنهم ليسوا مثل الصحابة في العلم والمعرفة والصدق والعدالة والحفظ ... ولسبب ثالث وهو توسع وكثرة كتابة وتدوين السنة.
ومن قوانين علوم الرواية في هذا العصر: منع الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بإسناد. ومن ذلك: معرفة من يرد حديث ويقبل.
ونشأ في هذا العصر مصطلحات منها: الإرسال الإسناد ....
كما بدأ في هذا العصر جمع الأحاديث بصورة جماعية، وعلى شكل كتب مفردة ..
مرحلة التدوين المقنن للسنة:
في القرن الثاني الذي عاش (في أوله) صغار التابعين، والطبقة الكبرى والوسطى من الأتباع والكبرى من تبع الأتباع، وفيه:
1) تم الالتزام بكثير من قوانين الرواية.
2) تدوول أغلب مصطلحات علوم السنة.
3) حكم على كثير من الرواة والأحاديث.
4) بدأ التأليف الموضوعي، والمسندي ...
5) انتشرت ظاهرة الرحلة في الرواية.
6) ظهر علماء متخصصون في بعض علوم الحديث: كالجرح والتعديل.
7) وفي آخر هذا العصر تحدث الإمام الشافعي في الرسالة عن بعض قواعد علوم الحديث ليكون أول من تحدث عنها في مؤلف.
المرحلة الذهبية للرواية:
وفي القرن الثالث:الذي يعده شيخنا حاتم الشريف ((العصر الذهبي للرواية)) عاش أغلب أئمة نقاد الحديث ففيه:
1) ألف في الحديث الصحيح مجردا..
2) وكثرت المسانيد والجوامع والسنن ... وتنوعت المؤلفات.
3) وألفت أصول كتب الرجال...
4) وألفت كتب في العلل..
5) وتداول العلماء أغلب إن لم يكن كل ألقاب الحديث.
6) وحكم على أغلب الرواة والأحاديث بالقبول والرد (علمه من علمه وجهله من جهله)
7) وتحدث كثير من العلماء عن قواعد علوم الحديث في مقدمات كتبهم أو في ثناياها.
مرحلة اكتمال تدوين السنة:
وفي القرن الرابع: تم استكمال جمع السنة، وتوسع في شرح ونقل وتداول تراث القرون السابقة حتى لم تأت سنة (400) إلا وقد تم تدوين جل أو كل السنة، وتم تحرير وسائل الحكم على الراوي والمروي.... وبد ذلك بدأ ضعف خفيف يدب إلى علوم السنة... ولهذا الضعف احتيج إلى ما سمي بمصطلح الحديث وعلوم الحديث.
المراجع:
1) تدوين السنة
2) علم الرجال نشأته وتطوره ، كلاهما لشيخنا محمد بن مطر الزهراني رحمه الله.
3) المنهج المقترح في فهم المصطلح لشيخنا الدكتور حاتم الشريف وفقه الله.
4) منهج النقد عند المحدثين للأعظمي.