عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2013, 08:34 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر



المدخل



إن موضوع فن التاريخ يحتاج إلى أمور، ليست مما يتناوله المثل المشهور: السهل الممتنع.
بل إن موضوع كتابة التاريخ من الصعب الممتنع إلا لمن يسر الله له ذلك...
لأن جمع المادة التاريخية يحتاج إلى جهد جهيد من جهة المصادر المدونة، هذا جانب في حد ذاته صعب.
والجانب الآخر، هو ما يتعلق بجمع المادة التاريخية المعاصرة، من مصادر الرواية الشفهية.
لأنها في الحقيقة يحتاج إلى كثرة الترحال إلى مظان أي مادة، لا سبيل إليها إلا عن طريق اللقي المبني عليه أخذ ما تشتت من تاريخ أي أمة نقل المشافهة...
وهذا الجانب أصعب من الأول، لأنه يحتاج إلى مزيد شروط من جهة الرواية والمروي عنه، منها على سبيل المثال لا الحصر:
· معرفة سنن المؤرخين في معرض الأخذ والتلقي من حفاظ تاريخ كل عصر.
· معرفة من يتوفر منه شرط من شروط الأخذ عنه مما يتعلق بالمادة التاريخية من الخواص فضلا عن العوام.
· التوفيق إلى ما يمكن من ملاقاتهم في مواطنهم وفي غيرها.
· التوفيق إلى اطمئنانهم بك كمؤرخ له رسالة تدوين تاريخهم.
· الصبر والاصطبار مما يواجه ذلك الكاتب، من جهالة من يجهله، وتجاهل من لا يجهله.
· التشمير على ساق الجد في تحقيق هدف رسالته الجَمْعية التدوينية في حق تاريخ من يعنيه ذلك التاريخ.
لذا فمن صعوبة دور جمع المادة التاريخية، سواء من مصادر المشافهة، أو من مصادر المدونة صعوبة لا تخفى على من له أدنى إلمام بالتاريخ...
لذا أصبح دور ذلك الجمع والتدوين ليس من السهل الممتنع، وقد أشرنا إلى صعوبة النقل الشفهي، مع بيان أسباب جانب صعوبته.
فكذلك صعوبة النقل المدون، فهو صعب جدا، لأسباب من أهمها:
· امتلاك حظ كبير من مطالعة كتب التاريخ القديم والحديث.
· استحضار مصادر المعلومات ذات العلاقة بموضوع كاتبها.
ثم بقية المصاعب والمشاق التي تعتري المؤرخ الجاد في كتابة المادة التاريخية كثيرة، عامتها يشترك فيها صعوبة النقل الشفهي، والنقل المدون.
إلا أن النقل الشفهي طريقة الوصول إليه أصعب، لعدم توفر:
· مصادر مادته بالكثرة واليسر والسهولة.
· امتلاك الوسائل الموصلة إليها.
وغير ذلك مما يترتب عليه تقييد تاريخ ما يتعلق بمادة المشافهة.
وعلى سبيل المثال في معرض تدوين هذه المادة يقول الأستاذ المؤخر الأديب السفير همام هاشم الألوسي في معرض ترحمه لتاريخ شعب صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق:
وكان من الصعب علينا أن نثبت معلوماتنا فيمن رحل منهم في السنوات الأخيرة، ومن بقي على قيد الحياة.
وكم نأمل أن يقوم مؤرخ طارقي بإصدار كتاب يخص هذا الموضوع، وفاء لتاريخهم وسجلهم المميز في حياة قبائلهم.
المصدر: الطوارق ـ الشعب والقضية تاريخا منسيا ـ وحضورا مقهورا ومستقبلا مجهولا. ص358
طبعة: دار أبي قراقا للطباعة والنشر.
قلت لذا يعلم أن دور كتابة تاريخ أي أمة كهذه ليس من السهولة القيام به، كسهولة:
· التنظير فيه بما يشبه في معرض التحقيق: أضغاث أحلام.
· تقليل شأن ما يقام به من: الجود من الموجود ـ فيه.
· اتهام النوايا فيمن يقوم به، مما هو من محض: الرجم بالغيب.
· الاطمئنان بأن تاريخ هذا الشعب ذي التاريخ الجليل الكريم لا يهمه، بدرجة أن كأنه عنده من الباطل المقول في عظم جرم قربه: لست من دد ولا دد مني.
كما ورد في الحديث الصحيح.
· التغني بفليسات تاريخية ورثها وارثها، فهو مشتغل بعدها يوما بعد يوم، إن نسي واحدة اليوم تذكرها غدا، فإن حال الحول عليها فلا يرى ابن السبيل لها زكاة، وذلك من فقه وارثها أنها ليست من النقدين الخالصين.
وغير ذلك مما لا مطمع في حصره، من السهل غير الممتنع تضييع الوقت به...
ومع ذلك كله فإن من ابتلي بمجموعات: السهل غير الممتنع.
تراه يتدرع بها أمام الواجب العرفي في كشف اللثام عن حق تاريخ أمة من الأمم كهذه التي بنت قصورا من المجد العظيم، فعفا عنها الدهر حتى بلغت أنها لا يرى لها إلا معالم آثارها في أطلال أفقها، كما يصوره لنا الأستاذ المؤخر الأديب السفير همام هاشم الألوسي في معرض ترحمه على أهل معالم قصور تلك الأطلال بقوله عن شعب الطوارق:
وكثيرا ما يسترجع هؤلاء اعتزازهم بالدور الذي لعبته قبائلهم مع أبناء وطنهم في مالي والنيجر والجزائر، خاصة في مقاومة المستعمر المحتل.
ويذكرون بفخر كبير قصص بطولات مختلفة مشهورة في مقاومة الغزاة.
المصدر: الطوارق ـ الشعب والقضية تاريخا منسيا ـ وحضورا مقهورا ومستقبلا مجهولا. ص245
طبعة: دار أبي قراقا للطباعة والنشر.
وأي عار تاريخي لم يلحق أرباب قلم غفل أهلها المعاصرون عن تدوين أيام أمة عظام، لا سيما في جانب المعارك الجهادية، والبطولات الإسلامية.
إذا غفل الغافلون عن تدوين مثل هذه المآثر في كل عصر، وتغافل عنها المتغافلون غدوا وعشيا، ما ذا عسى أن يحرك ضمائرهم تجاه تاريخ شعب أفقهم بعد ذلك، هذا في حق جانب هذه المآثر، وما وفي معناها...
وقل بملئ فيك في جانب أهل المآثر العلمية فإنها أشد إغفالا عند الكثيرين، ولضرب مثال في حق جانب أهل العلم لا الحصر، نورد هذا النقل عن السوقيين، يقول الأستاذ الأديب المؤرخ الشهير عبد القدوس الأنصاري السوقي اليحيوي، في معرض كلامه على شخصية العلامة محمد الطيب الأنصاري السوقي اليحيوي ـ رحمهما الله ـ قائلا فيما نحن بصدده:وقد نزح أحد أجداد قبيلته من المدينة إلى بلاد المغرب، وبعد تجواله استقر ببلدة السوق...
وكان جلهم من العلماء وطلبة العلم، فغلب عليهم لقب السوقيين بعد ذلك لهم بالنسبة إلى البلد الذي نزحوا منه.
المصدر: اللآلي الكمينة في شرح الدرة الثمينة ـ مقدمة الكتاب ـ ط: مطبعة المدني.
قلت: فأين مآثر تاريخ جل هؤلاء العلماء مدونة قديما وحديثا؟
وأين مآثر تاريخ أضرابهم من علماء أفقهم مدونة قديما وحديثا؟
ومن ينتظر أن يجمعه فيدونه برا بهم خاصة في هذا العصر من بين الأجيال؟.
هل من آلى حلفة أنه لا يقرن اسم نفسه بنسبة من نسب اللقب السوقي، مبالغة في عقوقه العقوق التاريخي، هل من قال ذلك هو الذي يبر بتاريخ قوم، أول عداوته له بدأت من لقبهم ـ فكيف يصبر أمام كتابة منقبة غيره بكل أمانة علمية، ونفسه لا تقوى دفع معنى اللقب إلى البر بأربابه ـ وهو أيضا من أبنائهم السوقيين، ليس من القبائل العلمية الأخرى!!!
فهل من قال جهارا نهارا إن اللقب السوقي ليس معروفا على أهله.......
مبالغة في عقوقه العقوق التاريخي، هل من قال ذلك هو الذي يبر بتاريخ قوم، أول عداوته له بدأت من فلسفة معاني لقبهم، وهو من أبنائهم السوقيين، ليس من القبائل العلمية الأخرى!!!
فيضرب هذا وذاك بحقائق التاريخية عرض الحائط، لأجل هوى النفس في معرض الطواعية، فهل يجنى من شجر هذا وذاك وأضرابهما ثمرا تاريخيا طيبا إلا إذا أصبح يجنى من: الشوك العنب.
فهل من هذا هديه التاريخي المستقيم، أن يتعب نفسه في جمع وتدوين تاريخ ما يشوب إيمانه به نفاق تاريخي عملي؟
وهل من كان على شاكلة من ذلك هديه، ومن هو معجب به من ضعاف الشخصية العلمية والمعرفية أن يقوم فيحرك ساكنا من تاريخ من أمة عظيمة التاريخ كهذه؟
بل هذا محل تحقيق لمعاني الثل السوء من مقلديهم حاكيا قول من قال: أموت على ملة عبد المطلب.
فإذا كان واقع حال من هذا هديه، بتاريخ قومه، فما ذا عسى أن يكون موقفه مع من يسعى بما يتصادم بالمسلمات اليقينيات التاريخية عنده في حق قومه الأبعدين، فضلا عن الأدنين، الذين قد يراهم رأين العين: الشعب المختار، هذا أمر.
وأمر آخر: ما موقف هؤلاء وأضرابهم تجاه من يسعى في كشف تاريخ بقية الشعب؟ فهل ينتظر منهم:
· الكلمة الطبية في ظهر الغيب؟
· التشجيع الأخوي فيما يتعلق بواجبهم التاريخي؟
· التعاون المثمر تجاه واجبهم التاريخي؟
· بذل النصائح الصحيحة الصريحة خاصة فيما يخدم واجبهم التاريخي؟
وغير ذلك مما ينتظر في أمثاله من أهل أفقه ممن رزق حظ من العلم والمعرفة؟
وخلاصة القول أن ينتبه من قد يغتر بأهل ذلك الهدي البعيد عن الهدى التاريخي.
لذا فكل ينبغي عليه أن يدلو بدلوه التاريخي في إماطة اللثام عن تاريخ هذا الشعب المقول في حقه ما تناوله قلم الأستاذ المؤخر الأديب السفير همام هاشم الألوسي في معرض ترحمه على مآثر شعب الطوارق، بقوله:
وعن عقيدتهم الدينية ليس هناك من اختلاف عن دخول أبنائهم إلى الدين الإسلامي الحنيف...
وهم جميعا مسلمون، ومذهبهم واحد، وتمسكهم بمبادئ دينهم أمر معروف، واعتزازهم بذلك.
وقد لعب الإسلام دورا في توحيد صفوفهم، وفي إدخال مفاهيمه السمحاء إلى مجتمعاتهم، إضافة إلى دور أكبر أداه في توحدهم مع الأعراق والقبائل الأخرى في دول إقامتهم...
المصدر: الطوارق ـ الشعب والقضية تاريخا منسيا ـ وحضورا مقهورا ومستقبلا مجهولا. ص356
طبعة: دار أبي قراقا للطباعة والنشر.
لذا فعلى السعي الحثيث في معرض المساهمة في كشف النقاب عن تاريخ شعبنا ـ شعب: صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق ـ أتناول ـ بإذن الله تعالى ـ موضوعات: الجوهر الفاخر في سيرة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 04-11-2013 الساعة 11:47 AM

رد مع اقتباس