عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2013, 09:41 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الجوهر الفاخر في ترجمة السيد الشريف الشيخ انتالا أق الطاهر



التمهيد


هذا ولما كان التاريخ أعظم وسيلة بشرية وأجلها لتخليد ما لها من الذكر الجليل، والأثر الأثير الجميل...
هرع إلى تسجيل مآثر من بر به فردا كان أو أمة في ديوان التاريخ من قبل أرباب الأقلام البارة بالأصول والفروع في معرض تخليد آثار أممهم عموما، وخصوصا ما يتعلق بتاريخ أمجاد أعلامها من آباء وأجداد، سادات السلاطين، أو سادات علماء الدين، فمن دونهما من أصحاب هاتين السيادتين الجليتين، بل ومما يهتم به بررة كتاب التاريخ تخليد أثر كل ذي دور مهم في عصر كل أمة من الحرفيين ـ أصحاب المهن الصناعية، وغيرهم من أرباب الخدمات الحميدة جيلا جيلا...
ومع ذلك فإن صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق، ممن ابتلي بلاء مبينا بالفقر التام من ذلك كله قديما وحديثا، وهذه الطامة الكبرى هي الغالب على تاريخ محيط: صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
هذا الواقع المر، هو الغالب: والحكم على الغالب.
فلذا تجد كل جيل تموت مآثره بموته، فيعفو الدهر عن أهم أخباره، فضلا عن تفاصيلها المهمة الجليلة الجميلة...
فأصبح الجميع ـ إلا من رحم الله ـ بجهالة شبه تامة بتاريخهم الذي هو كالصندوق المقفل على كنز من كنوز مجدهم الشامخ...
هذا وكل كنز ممكن العثور عليه وعلى مجوهراته، بوسيلة أو بأخرى، إلا كنز التاريخ إذا عفا الدهر عنه دون تدوين، فتلك ضالة عظيمة لا سيبل إلى الوقوف عليها، بعد انقطاع الوحي من السماء...
وعلى كل حال فإنه مما مضى وفات كثير من الخلف تاريخ ذلك السلف، في حقب من الأزمنة تتمتع به صحراء: أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق بالتاريخ الزاخر بمآثر المفاخر.
وكل ذلك ابتلي به خلفهم لعدم تخليد غرر دررهم الباهرة الجواهر، في دواوين كأي أمة من الأمم، التي ما زال آخرها يتلو ما يشاء من الذكر التاريخي الجميل لسلفه...
إلا هذا الشعب العظيم المفاخر عصرا عصرا، حرمه كتابه الأعلام في كل فن على مر العصور من تدوين شيء من ذلك، وكل ذلك جرى بمشيئة الله النافذة ـ سبحانه جل في علاه ـ فرحم الله ذلك السلف الذي بر بنفائس المفاخر في حياتهم، وإن لم تصلنا، إلا أن ما يدرك منه يضرب به المثل عما لم يدرك، بقول الأعرابي: البعرة تدل على البعير.

قلت: إن نتيجة فقدان الجل العظيم من تاريخ: صحراء: أسياد الصحراء. هو الذي جعل كل من يريد أن يذكر شيئا من تاريخ: صحراء: أسياد الصحراء.
مما لا بد منه في معرض تلك الآثار الجميلة العظام، يجد نفسه بين أمرين مرين:
*- أحد المرين: أن يسكت ويلزم الصمت عن ذلك التاريخ، وهذا المر، هو واقع حال هذا الجيل بصفة مفرطة...
* - ثاني المرين: أن يشير إلى شيء من تلك المآثر بلا برهان، كأثارة من علم.
وذلك لعدم امتلاكه نصوصا تاريخية كافية في القديم والحديث تدعم ما يقول به فيدلي بدلوه فيما لديه.
منتهجا فلسفة قول من قال: الجود من الموجود.
وهو مثل منصور نقلا وعقلا، فتجاهله بتعاليل غالبها واهية، هو في الحقيقة ولوج بيت أوهى من بيت العنكبوت ليتقي به حر العار: عار عليك إذا فعلت عظيم...
وهو أيضا باب سهل من أبواب طرح المسؤولية بالكلية عنهم، وهي منوطة على أكتافهم شاء من شاء، وأبى من أبى...
وهذا هو الحنظل عند شريحة كبيرة من هذا الجيل، فابتعد عن إنائه، مستسيغا مر السكوت والصمت جملة وتفصيلا: وهذا هو البلاء المبين في حق تاريخ: صحراء: أسياد الصحراء. لدى الأجيال الآتية ـ حسب تعاقبها.
وهو جناية عظيمة ومنكر تاريخي نكير، جهله الجاهلون، أو تجاهله المتجاهلون ـ نعوذ بالله من هذا وهذا ومن كل مثل سوء.
قلت: وليس من يتعذر بالعذرين السابقين كمن ليس له عذر بالمرة، ممن تحكي حالته الضعيقة أنه: لا يعنيه تاريخ صحراء أسياد الصحراء، وأنه عنصر فريد النوع، له الشخصية الذاتية المقدسة، لا يتجاوزها ـ قدر أنملة ـ في معرض التعريف بها في كتابة التاريخ...
بحيث ينقسم أرباب هذا الاتجاه الخاطئ إلى قسمين:
قسم إن كتب التاريخ كتب تاريخ نفسه فقط من حق وباطل، بحيث هو يكون الكيان الوحيد ما بين أئمة ورعية في صحراء أسياد الصحراء، ثم يقوم بنشر جهرا نهارا.
وقسم آخر شر من هذا إن كتب أخفى ما في قراطيسه إلى حين خروج مهدي تاريخه المنتظر من باطل وحق، ولو بعد حين من الدهر الذي يملك أهله ـ لو تمكنوا من اطلاع ما في تلك القراطس في عصرهم ـ من معرفة الصحيح من باطلها، ثم بيان باطله لينكشف سوء عورة ذلك التاريخ، المبالغ في إخفائه...
وهذا الصنف بقسميه الآثمين اجتماعيا...لا يجنى منه ومن وراءه إلا فتن اجتماعية ضالة مضلة.
وذلك لأن الباطل والجور في أي عصر ظهرا، يقابلا بالرفض عند المعيين...
أضف إلى ذلك ما يتولد على ذلك التاريخ متى ما ظهر من التفريق العرقي القبلي الشعبي بين أبناء المنطقة عموما وخصوصا ـ فاحذروهم...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.
وهنا نتخلص إلى خلاصة جهالة هذا الخلف لتاريخ سلفه لعدم تدوينه، أن هناك من فضلاء الكتاب في فن التاريخ من غير أبناء شعب: صحراء: أسياد الصحراء.
إذا أراد أن يبر بتاريخ سلفنا فما ذا عسى أن يقوله، لو أراد أن يقول عنهم خيرا...
فإنه سيتصادم بجملة من الحقائق المرة، التي منهم من تناولها بقوله:
*- إن المكتبة العربية فقيرة في مادة تاريخ شعب الطوارق، وتأكيدا لذلك: أذكر أنني التقيت في الدار البيضاء صدفة بالأستاذ سامي كليب الصحفي، المقتدر صاحب برنامج(زيارة خاصة) سابقا، الذي يحاور فيه شخصيات بارزة في المجال السياسي والثقافي والفني، وتبثه شاشة الجزيرة.
وقال لي سامي: أنه بحث في جل مكتبات الدار البيضاء عن مؤلف يتعلق بشعب الطوارق، فلم يجده.
قاله الأستاذ المؤرخ محمد العلمي الوالي ـ جزاه الله عن هذه اللفتة التاريخية البارة ـ في حق شعب صحراء: أسياد الصحراء ـ كل خير في الدارين.
مصدر النقل السابق: الطوارق ـ الشعب والقضية تاريخا منسيا ـ وحضورا مقهورا ومستقبلا مجهولا. ص159
طبعة: دار أبي قراقا للطباعة والنشر.
* - شرعت في إعداد مسودات هذا البحث عن الطوارق في السنوات الأخيرة، عن عملي كسفير لبلدي(جمهورية العراق) لدى جمهورية مالي...
مدفوعا بعوامل عدة، قد يكون من أهمها:
محدودية المعرفة بالطوارق ـ كشعب وقضية ـ لدى العديد من شعوب العالم، وبالأخص لدى أبناء المشرق العربي، وقلة المصادر عنهم ـ إن لم تكن ندرتها ـ القديمة والحديثة في مكتبات مشرقنا العربي...
قاله الأستاذ المؤرخ السفير همام هاشم الألوسي ـ جزاه الله عن هذه اللفتة التاريخية البارة ـ في حق شعب صحراء: أسياد الصحراء ـ كل خير في الدارين.
مصدر هذا النقل: المصدر السابق: ص13.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة أداس السوقي ; 04-07-2013 الساعة 09:37 AM

رد مع اقتباس