عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2010, 10:39 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: نثرة الورود الثالثة:



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على مننه التي لا تحصى ولا تحد، وعلى إسباغ نعمه الجليلة عليّ التي لا تحصر بالعد.
لك الحمد أنت البر الكريم اللطيف، المنعم المتفضل على كل من اعتلى المقام الشريف، خلقت الخلق كله من عدم، ففاضلت بينه بمحض مزيد فضلك وإحسانك الأكرم.
سبحان من علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
اللهم صل على صفوة الخلق أجمعين، سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خيار من خيار السمي النسب والحسب ـ اللهم صل عليه، وعلى آله عترته النخب، وصحبه الكرام البررة العلية الرتب.

التمهيد:

هذا وإن لكل أمة من الأمم من المجد ما لا يحيط بعلمه إلاّ الله علام الغيوب، علمه من علمه وجهله من جهله فهو الكنز من الجوهر الأسنى من مفاخر تاريخ القبائل والشعوب.
وكان كتّاب التاريخ ممن تنبؤا بنبأ هذا الكنز الدفين، حسب ما يوحى إليهم من وحي قلم من كان قبلهم من العالمين.
فيضيفوا في سجل ذلك التاريخ مدخرات تاريخ ما أدركوه من الفضل المبين، عازين الفضل لأهله ـ حسب إحاءات القلم الصادق الأمين.
فدونت بسبب ذلك مآثر الأمم، في دواوين التاريخ، تاريخ: بغداد ـ دمشق ـ نيسبور ـ الأندلس.. وهلم جرّ..
بل تجاوز حرص كتاب التاريخ ذلك إلى تدوين تراجم الأفراد من أولي الألباب والفضل والكرم.
هذا وإن محل اتفاق بين عقلاء الأمم أن كل أحد أدرى بما في بيته كما أشار إليه في النخبة ابن حجر، وهو أمر معلوم بالضرورة فـ:لا ينازع الأمر أهله. كم جاء في الأثر.
فتخلصاً من ممهدات هذا البحث عن مآثر محاسن أفقنا العزيز ـ صحراء أسياد الصحراء، سياسيا، وثقافياً، واجتماعياً، خاصة قبائل العلم، التي منها ذروة سنام العلم ـ آل السوق.
ولا سيما أعلامها المكوكبة بنجوم القرن الرابع عشر الهجري ـ قرن المترجم له القائل:

فلا أرى غير التعلم الحسب***ولا أمت بأساليب النسب


لكنني من ضئضئ ابن المنتخب***الحسن اللباب من أم وأب


فاسمي محمد وسالم نزب***به أُيايَ في الرضا وفي الغضب

أخي القارئ الكريم، إنه كنت ممن يصطاد المعلومات الصحيحة الجميلة عن أعلامنا الآباء الأبرار، بحثاً عن آثارهم الجلية ـ تلك المدخرات الثمينة في حق أولئكم الأعيان الكبار.
فكان ملتقى قبائل كل السوك الثقافي الأول حدث تاريخي عظيم:

فحرك عصباً قد كنت أحسبه***مما تلاشى وكانت عادة العصب

كما قال صاحب الترجمة، فتناولت الروض الباسم ..نقلاً.
مستمسكاً بقول المترجم له أيضاً:

فمامتاهات الظنون لي أرب***وما جعلت الخوض فيها مرتغب

بل لا أنقل أيّ معلومة إلاّ عن الثقة الثبت ـ حسب مستواه السني والعلمي ـ ولله الحمد، آخذاً تلك المعلومات عن أعلم أعلام قبيلة من أترجم له بالمروي عنه، لأنهم يجهينتها المقول في توثيقها: وعند جهينة الخبر اليقين.
مستمداً اللطف والعون من الله الفرد الصمد، في تطريز تلك التراجم بسبائك من ذهب ـ والله سبحانه، هو وحده حسبي إلى الأبد ـ نعم المولى ونعم الوكيل.
ومع ذلك فلست بمبتدع، بل مستن بسنة صاحب هذا البيت:

وإن هفوت فهو ليس بالعجب***كم من تصدى للمعارك انتكب


التوطئة:

إنه لما سنحت لي الفرصة النادرة الجليلة، وذلك حين أخبرت أنه ـ حفظه الله ـ في ولاية (قاوى ـ جمهورية مالي) عائداً من اللقاءات الكريمة بثلة من سادات القرن الخامس عشر الهجري في مدنية السوق الصغرى الكريمة تحت سقف ملتقى العز والشرف، ملتقى شامخ برفع صلات الخلف إلى ذرى محاسن مآثر السلف.
الملتقى الأول لقبائل كل أسوك ـ قبائل آل السوق الجليلة المقامات.
ملتقى مفاخر عام 1431هـ في الشهر الثاني من عام الصلة والصلات.
ملتقى تفاخر به ((تن هم)) قرطبة، وشاطبة، والقيروان، وغيرها من مواطن العلم والعلماء الأعيان.
ومن صلات هذا الملتقى الكريم هذه الترجمة اللطيفة، المنقولة عن أحد أعيان آل السوق ذي المناقب الشريفة.
فكان من ثمار هذا الملتقى الكريم اليانعة، ما منّ الله عليّ من هذه الموافقة اليتيمة الدهر، وهو ما حظيت به من مهاتفات بعض الأعيان السوقيين الكرام، الفطاحلة الأعلام، القافلين من الملتقى ـ الحدث التاريخي العظيم.
الذين منهم هذا العلم، وهو الشيخ السيد الفاضل، نجل الشيوخ السادات الأفاضل عبد الله بن محمد آحمد الإدريسي السوقي المرسي ـ حفظه الله.
فأجريت اتصالاً هاتفياً به ـ حفظه الله ـ للسلام عليه، ثم مبادرته بتهنئة نجاح هذا الملتقى الذي من عمده، إضافة إلى استثاق ما بلغني من بلاغات حسان، فلما قطع لي بصحة تلك البلاغات، مشنفاً مسامعي بما هو من محض فضل الله الفياض على الأمة السوقية جميعاً، بل وعلى أمم الجوار في المنطقة لأن بدور الملتقى ونجومه ـ ولله الحمد ـ ممن هدي إلى سواء السبيل، خاصة ما اتفقوا عليه، مما كأن صاحب الخلاصة من أعلام السوقيين الأحياء في مسرح الملتقى، قائلاً بتوصيات ما لديه:

وإن يقدم مشعر به كفى***كالعلم نعم المقتنى والمقتفى

فلما كان اتفاقهم على إحياء المسار التعليمي، على جناحين التقليدي والنظامي، ورد الشباب السوقي إلى مجده الأصيل، طلب العلم والتفاني في سبيل تحصيل ما يلحقه إلى مستوى أجداده العلمي المتميز في جميع العلوم والفنون.

أي علم إلاّ وعلم اللسان الـ***عربي يبديه يوسع قاعه


أي ذهن له ثقوب ولما***يمتط النحو يستمد شعاعه

كما في توصيات صاحب الترجمة، لأبناء السوقيين جيلاً جيلاً.
قلت إنه مما لا شك فيه نجاح هذا الملتقى الكبير.. الذي دعا الشباب السوقي إلى ارتقاء سلم التعلم قبل كل شيء، وجعله مقدماً على جميع متطلبات الحيات، لأنه في الحقيقة رأس الأولويات..

ربما جائس خلال ديار***يقتني درهماً يكون بضاعه


وعلى جنبه رباع تهادى***حشيت بالبيان كانت رباعه


ليته لو ثنى عنان التواني***وتلافى من عمره ما أضاعه


كان خيرا من أن يقيم على ضيـ***م ينادي على رؤوس الجماعه

كما في توصيات المترجم له لفلذة الأكباد، أبناء السوقيين ـ أبناء أرباب العلوم الأعلام الأوتاد.
فلما بشرني بهذه البشر مصرحاً لا ملمحا، شرد ذهني عن متابعة بقية البشر طرباً وفرحاً.
بحثاً عن ربط توصيات أعلام السوقين أولئكم الأحياء، بتوصيات بعض أسلافهم ممن وصى بتوصيات هذه الملتقى العلمية، فلاح لي في ساحة تلك المبادرات العلمية التوجيهية شخصية سوقية همها قبل هذا الملتقى ما هم أرباب هذا الملتقى الكريم، وهو الشيخ العلامة إغلس ـ رحمه الله ـ في قصيدته التي بيت قصيدها:

إنما الخط أسّ كل أساس***يحفظ الدين بل يقل بعاعه


وبه فتح الرسول لأولى***مرة إن يطع فأهل الإطاعه


أقسم الله في الكتاب قديماً***غير ما مرة بذا فأذاعه


رب راو في الخط يروي متوناً***لو تتبعتها أطلت بقاعه


كحديث للديلمي صحيح***تابعت الرولة فاشرع شراعه


كان أعمى أصم لكن يرينا***مهيع الحق بل يزين اتباعه


صفه ما تستطيع إذ هو أس***ينسخ الكائنات حتى خلاعه


قلم الله في صرير قديما***ناسخ كل ما يريد ابتداعه


ليس للعقل من سفير ولا من***ترجمان سواه يبدي التماعه


إنما الخط للعقول عقال***ينبغي للفتى يؤم انتجاعه


وبه الحق يستزيد وضوحاًً***حين جودته ورمت ارتصاعه


فالحسيب النسيب ينقص قدراً***بالتواني عما يزيد ارتفاعه


يا صرير اليراع إذ ما تمطى***ثانياً عطفه يمج لعاعه


ليت أذني تصيخ وقت صرير***ليت عيني تراك في كل ساعه


حركات على الكراريس تنسي***حركات الدراري تنسج طاعه

فلما خطرت هذه القصيدة في بالي، وهي من صيد الذهن الشارد، هدهد الخواطر، وأنا ما زلت في تلك المكالمة الميمونة. اعتبربتها من الكنز الدفين، الذي جرت السنة بالتعريف به برفعه إلى ولي الأمر لما يتعلق به النفع العميم الذي منه الخمس..
فكانت الترجمة لصاحب هذه القصيدة اليتيمة، من قبل ولي أمرها العليم بها الأمين عليها، وما في معنى ذلك من السنن التاريخية المتبعة، فلذلك جرى عرض عنصار نقولاتها على هذا العلم الشامخ ـ حفظه الله.
هذا فإنه لما رجع إليّ وعي الحقيقي ـ شكرت لذلك الوالد ما أفاض به من البشر العظام، متخلصاً أنا إلى ختام مسك، وهو عرض طلب ممهد بمناهج الأدباء والمؤرخين الأرباء، وهو استذلال صعاب طلب المسائل، بابتداع محاسن طلب الأعيان الكبار ـ حسب نباهة السائل.
ولقد يسر الله لي وهو الميسر لكل عسير، الظفر بكل المغانم الآتية ـ بإذن الله تعالى ـ وغيرها.
لكن عُرض عليّ تأجيل ذلك إلى عطلة الصيف ـ وقت قدومي صحرائنا العزيزة، مكرماً إياي بقوله: سأكون لك في الانتظار، بل وسأستقبلك، لتحقيق ما رغبت فيه..
فحمدت الله على ذلك شاكراً للمولى الكريم الوهاب هباته الوافرة، ثم شكرت لذلك الوالد البار عضره الأبوي العزيز..
لكن استوقفني معنى قول الشاعر:

إذا درت نياقك فاحتلبها..

فعرضت السؤال عليه ـ حفظه الله في حله وترحاله ـ عرضتين، فإذا أنا في بساتين التاريخ من جني الجنتين.
قائلاً غداة الوصل الكريم حين هاتفه ـ حسب موعد هاتفي متميز جليل مسراً إليّ النجوى ـ بعد أسنى التحيات ـ إلاّ أن المؤرخ ليس له نجوى:
أتدري من كان معي حين رأيت اتصالك؟ فاستعجمت لكني لست كالأصم الأبكم ـ ولله الحمد ـ ثم مضى في بره الأبوي الفريد الجليل، قائلاً: إنني كانت معي. قلت تذكيراً: ليس للمؤرخ نجوى إنها هي: الصدف الحاوي لفص حلي لئالي الزينبات..

أكرم بها بنتا فأختا غالية***بنت المعالي والكبار العالية

فانتهى ـ حفظه الله ـ إلى قوله الأبوي: إنني أجلت اتصالها لأجلك حين رأيت اتصالك ـ اللهم من عليه بمنن الإكرام التي لا تعد ولا تحصى واجعل ذريته ممن يتعانق مجدها بمجد الأمجاد السوقيين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ـ فرحم الله قائلاً، قال آمين.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الخرجي ; 02-14-2010 الساعة 08:59 PM

رد مع اقتباس