عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-2009, 07:53 PM   #11


اليعقوبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 46
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-20-2020 (12:54 AM)
 المشاركات : 668 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي هوامش على الهامش




بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد فأشكر الأخوين الفاضلين: الإدريسي والسوقي على ما قدماه من معلومات مثرية للموضوع، وأعتذر عن الرد في حينها لانشغالي... وبعد عودتي أردت أن أبدأ بهذا الموضوع خصوصا بعد ما رأيت أخانا منهج السلف حوله من فقه في الدين إلى دراسة حول تغبية وتضليل وتقريع الآخرين ... فها أنا أحاول أن أعود بالمسألة إلى أصلها فأقول وبالله التوفيق:
المسألة الأولى: كلمة عمر رضي الله عنه مشكلة في ظاهرها لكن أدعي أنه لا يترتب عليها كبير شيئ إذ لا تفيد في التحليل ولا في التحريم، غاية ما فيها أنها متعارضة (في ظاهرها) مع عموم (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) مما لا نشك أن عمره رضي الله عنه سمعه ووعاه وطبقه وكل حياته رضي الله كذلك، فأدى نظر العلماء فيه إلى أحد مسلكين لا يخفيان على طلاب العلم:
أحدهما: فهم الحديث انطلاقا من ظاهر كلمة عمر التي قالها أمام كبار الصحابة ولم ينكروها.
الثاني: تأويل عبارة عمر لتفهم على ما يوافق ظاهر الحديث .
وكلا الأمرين لا يترتب عليه تحليل حرام ولا تحريم حلال ولا تشييد بدعة ولا هدم سنة. لكن الخلاف لما كان بين (فرق) اقتضى رفع الصوت وخشونة العبارة مما أفرز أمورا هي أعظم من المسألة.
المسألة الثانية: اختلاف العلماء في البدعة الحسنة معروف مشهور لدى طلبة العلم. وأود أن أضيف إلى النتف التي (مثل) بها الأخ الإدريسي ملخص فهمي ودراستي للقضية كالتالي:
أولا: الخلاف في المسألة جديد فما كان السلف (وأصحاب الحديث) يعرفون شيئا اسمه بدعة حسنة، وإنما المستفيض من أقوالهم وتآليفهم ذم البدعة جملة وتفصيلا.
ثانيا: ما يروى عن عمر وابنه يجب أن يفهم في سياق عموم نصوص الشريعة، وفهم الصحابة والسلف الذين لم يقولوا يوما (بدعة حسنة) نعم فهم ذلك من كلامهم، لكنهم صرحوا وأفصحوا وكرروا ذم البدعة عموما وجملة وتفصيلا.
ثالثا: لا يصح إيراد أشياء أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عموم الوحيين ما يدل عليها، فتلك سنة بدلالة العموم الذي لو عطل لما أفتى فقيه في نازلة.
رابعا: لا تقل لي (الخلاف لفظي) أو (لا مشاحة في الاصطلاح) فلفظ البدعة مصطلح شرعي لا يصح تحجيمه أو توسيعه إلا بدلالة شرعية أقوى من النص الذي أمامنا، وهذا ما لم يكون فإن محسني البدع (مع جلالة بعضهم) ظاهر على أدلتهم الفتور والضعف والحاجة إلى مقويات لتقف أمام ما ذكرت من (كل بدعة ضلالة). وفهم الصحابة والسلف لها.
خامسا: رغم أن هذه المسألة فرع عن مقولة عمر رضي الله إلا أنها ولا شك أسيئ استخدامها من قبل من يمارس بعض البدع كالمولد، وبعض الأوراد والصلوات التي لم تثبت بها سنة ولا عمل بها أحد ممن سلف.
سادسا:بقي أن أشير إلى نقطة تتعلق بمقالة الأخ الإدريسي الأولى وهو نقله عن ابن عبد البر وفيه (وما كان من بدعة لا تخالف أصل الشريعة والسنة , فتلك نعمت البدعة -كما قال عمر- ؛ لأن أصل ما فعله سنة) فهذا لا يدل على أن عبد البر ممن يحسنون البدعة لأنه قال: لأن أصل ما فعله عمر سنة.
فغايته أنه يرى أن فعل عمر في صورته بعدة وفي أصله سنة، وهذا لا يتماشى مع ما يقوله محسنوا البدعة.
وأخيرا: لا أبدع من يقول من بتحسين بعض البدع انطلاقا من الفهم الذي ذكرته، لكن أود التنويه بأن المسألة خطيرة حيث يتم استغلالها لترويج بعض البدع، ولعل ذلك ما دعاكم لتوضيحها مشكوين مأجورين.
انتهى كلامي وأنا اليعقوبي ولست السنة، كما أني بحمد الله لست مبتدعا، فمن خالفني فليس بسني ولا بدعي لذلك، فلك المحامد والمدائح إلهي العلي العظيم، عليك توكلت وإليك أنيب.


 
 توقيع : اليعقوبي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس