عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2009, 10:03 PM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اللمعة التاسعة عشر: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ} (89) سورة يوسف.
1- حسن جلال أدب صاحب الحق حين تدعو الحاجة إلى تعرض ذكره في معرض البيان، لأن يوسف ـ عليه السلام ـ فاتحهم بالاستفهام عن الحدث الذي جرى منهم له ـ عليهم السلام.
2- فضل جمال التعليل الصارف قصد تعمد التجاوز الصادر من أهل مقامات الفضل، حين الرجوع إلى مائدة الفضل والإحسان بين المتجاوِز والمتجاوَز عليه.
اللمعة الموفية العشرين: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (90) سورة يوسف.
1- في هذه الآية أصل لطيف للمثل المشهور، وهو قولهم: كاد المريب أن يقول خذوني.
2- حسن التفضل بإشارات الرضا والسرور للمحاكم المتجاوز عنه، لإسكان روعه، في معرض المآخذ الأخوية المتجلي في قول يوسف ـ عليه السلام: ((قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي)) لكون عرض ذكره لهم فيه بشارة لهم من مكان بعيد دقيق عن سلامته، لما تعرض له بنيامين من تهمة السرقة ساعة تسلمهم أمره للملك راجعين إلى وطنهم الرجوع الذي قالوا فيه عنه: {يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } (81) سورة يوسف.
3- عظم فضل الله للذين اتقوا وصبروا ابتغاء مرضاة الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.
اللمعة الحادية والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ} (91) سورة يوسف.
1- حسن التهرب إلى الاعتراف بتأكيد الفضل لأهله حين تعرض الموازين لمجازات أهل البر والإحسان بالإقرار بها الإقرار الصادق.
2- جمال التصريح بالألفاظ المصطلح بها لنوع المجاوزة: وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ.
اللمعة الثانية والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (92) سورة يوسف.
1- فضل مقابلة المتجاوز المصرح بالفضل لأهله، بجر ذيل الإحسان إليه بالعفو الأكيد والصفح الحميد: لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ...
2- حسن نشر حلل المحاسن عنه المؤيدة بالدعاء لكل من تجاوز على أخيه أن يدعو له بالمغفرة والرحمة: الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللمعة الثالثة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} (93) سورة يوسف.
1- جمال تذييل الإحسان والبر إلى أقرب الأقارب في الرحم وآكدهم الأحياء عطاء غير مجذوذ.
2- فضل مواصلة الإحسان والبر من المتجاوز عليه إلى المتجاوز مبالغة في إصلاح ذات البين ـ جعلنا الله ممن : {يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ} (21) سورة الرعد.
اللمعة الثالثة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ} (94) سورة يوسف.
في هذه الآية معنى دقيق من معاني عظم فضل صلة الرحم بإصلاح ذات البين الصادق ابتغاء مرضاة الله والدار الآخرة. وذلك أن يعقوب عليه السلام توالت مواصلة أبنائه به وبأخيهم يوسف ـ عليهم السلام ـ غير ما مرة، ومع ذلك لم تحصل له هذه الكرامة إلاّ في هذه المرة التي جمعت يوسف بإخوته على متن سفن خير الصِلاة ـ عليهم وعلى نبينا أتم السلام وأفضل الصلاة.
اللمعة الرابعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} (95) سورة يوسف.
1- قلت: في هذه الآية الكريمة أصل لطيف للأثر المأثور: حدثوا الناس بما تفهم عقوله. أو كما ورد.
2- كما فيها أيضاً معنى جميل من معاني المثل المشهور، وهو قولهم: الناس أعداء لما جهلوا. والله تعالى أعلم وأحكم.
اللمعة الخامسة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (96) سورة يوسف.
1- استئناس لطيف للمقالة المشهورة: الاسم يدل على المسمى.: أَن جَاء الْبَشِيرُ.
2- حسن ترك المماراة في الحق إلى حين الوقوف على فصل الخطاب بالدلائل القاطعة، لأن يعقوب عليه السلام لما قال فيما حكاه الله تعالى عنه، في قوله: {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ}.
قال له مستمعوه: {تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ}. فإنه ما أعرض عن الرد ساعتئذ، ولكن لما وقع برهان القول، قال ما تناوله قوله تعالى: {فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (96) سورة يوسف
اللمعة السادسة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} (97) سورة يوسف.
وجوب بر الآباء بصلة أرحامهم، مع حسن الاعتذار لهم على وجه تلطيف جانبهم في معرض طلب العفو والصفح.
اللمعة السابعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (98) سورة يوسف.
عظم عقوق الآباء بعدم الإحسان إلى صلة أرحامهم شرعاً وعرفاً، لأن يعقوب ـ عليه السلام ـ سوّف الاستغفار لبنيه ـ عليهم السلام ـ قائلاً: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
اللمعة الثامنة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} (99) سورة يوسف.
في هذه الآية الكريمة من معاني فضل المبالغة في بر الآباء ما لا يمكن وصفه، مع حسن استعمال لطائف الترحيبات: ((ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ)).
اللمعة التاسعة والعشرون: وقفة لطيفة حول فوائد قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (100) سورة يوسف
فصل جمال الكمال:
أيها اليعقوبي الأديب إن من الجميل نشر الجميل مرة تلوى أخرى، كما قال القائل: وينثني عنكم ينس البر. لذا إن للفضل أسبابا، وللخير والبر باباً، وصدق الله إذ يقول {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
خذ ضرباً من الهمزات التي لم يذكرها المبرد في الكامل على وجه المستخرجات:
همزة خير ـ همزة فضل ـ همزة صلة رحم ـ المكنى باسم فاعل العدل:
الـــعليّ فالعــــلي ثم البلاد ارحل ولا تسـهل
في الحمل واعمل بالذي ترويه والشيخ بجل لا تطل عليه
كما قال السيوطي.
ثم اذكر أخا ثقة الشيخ البار الفاضل، نجل المكارم والفضائل، المكنون كنيته في اسماعيل، الشيخ المحب النبيل، الذي من حسناته العطرة ما جرّ إليه من المقام الجليل، أخ كريم من أهل بيت كريم، ذرية من نصروا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ قف في الحسب، مشت إليهم الفضائل مطاوعة، بنفس زكية آمرة بالخير طائعة، ـ جزاهم الله عنا كل خير، ودفع عنهم كل ضير، لقد صدتم الخير بمعنى قول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
فأدركتوه بلا عناء، إن أنس فلن أنسى مطعم الشفاء والهناء، مطعم النفور، مطعم مطاعم الأكل الفخور، مطعم فضل وبر وصلة رحم، مطعم كأن ذخارفه في الحسن والجمال، هي المتمثلة بقول الشاعر:
كنواح ريش حمامة نجدية مسحت باللثتين عصف الإثمد.
مطعم باشرت ضيافتنا جواري رحمة الرحم الحسان، ولقد قصرت عن وصف ما قدمت لنا مما لذّ وطاب، إلاّ باستصحاب معنى آية: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} (4) سورة النساء
وقد سارقتهن النظر لما رأيت من جمالهن الباهر، في حلل إستبرق قرابة بل مع السندس الفاخر، فتمثل فيّ شخصية القائل:
ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بلّ دمعي محمل.
أيها اليعقوبي الناصح رتل قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} (82) سورة يوسف.
أخي الفاضل الشيخ أبو إسماعيل، بقية إخوتي الكرام النبلاء الأفاضل، قديماً ما قيل حق أمثالكم:
من سادة قــــادة شم غطارفة من آلك الغر أهل المجد والحسب
بيض الوجوه جحــاجيح لهم أنف عن أن يقيموا على ضيم ولا نصب
شم الأنوف مــن القوم الذين هم وما لهم في سـوى العلياء من أرب
من ختام المسك عرض رسالة رحم إلى رحم ومن رحم إلى رحم، منها ما يلي:
وأنا أقول في معرض الاعتذارات الرحمية، إن جمانة: النصل الصرم .... كلها مبنية لاعتذار لكم جميعاً غاية الاعتذار فتقبلوا اعتذار أخيكم في الله ثم الرحم. عاقداً على نفسي الميثاق في بركم ، ما دمت حياً ـ اللهم اجعلني ممن يوفون بالميثاق.
والعقد الميثاقي جار على ذرية آل أبي العباس أن يتعاهدوا بالبر آل أبي إسماعيل إلى يوم : يرث الله الأرض ومن عليها. اللهم يا ذا الجلال والإكرام برّ بقسمي فيّ وفي ذريّتي لآل أبي إسماعيل، وبقية إخوانه ـ يا سميع الدعاء. اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
أخوكم أبو العباس
.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-23-2009 الساعة 01:09 AM

رد مع اقتباس