عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2010, 11:31 PM   #26
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: استفسار عن آلاد و كاردنا



قلت: ويخلص بحث هذا الضبط إلى نقاط ثلاث.
النقطة الأولى: ضم صاد: صِنهاجة، لا غير. كما عند: ابن دريد (ت 321هـ).. الآنف النقل.
النقطة الثانية جواز كسر صاد: صِنهاجة، وضمه، كما عند: السمعاني (ت562هـ):
النقطة الثالثة:كسر صاد: صِنهاجة، لا غير. كما عند: الصغاني (ت 650هـ):
النقطة الرابعة: فتح صاد: صِنهاجة، كما نقله الزبيدي عن شيخه،
قائلاً: قال شيخنا: والمعروف عندنا الفتح خاصة في القبيلة بحيث لا يكادون يعرفون غيره.
قلت: بعد تأمل هذه النقول الدالة على اهتمام أرباب اللغة الحفاظ بضبط اسم من الأسماء ذات الدلالة اللغوية العربية العتيقة: صنهاجة.
تلخص لي بعد ما مرّ ضبطه آنفاً، الذي يمكن الجمع بينه جميعاً.
حسب هذه الرؤى العندية:
الرؤية الأولى: أن صنهاجة بضم الصاد، لا غير، كما يترجح عند ابن دريد. كان هو المشهور عند العرب القدامى، أيام كانت صنهاجة في اليمن قبل هجرتها مع أفريقيس، وهكذا الحال إلى امتداد القرون الثلاثة في صدر الإسلام، التي كان ابن دريد (ت 321هـ).. من أبرز أعلامها.
الرؤية الثانية: ثم بعد تلك القرون أصبح الناس يستعملون كسر صاد: صنهاجة، وضمها، على حد سواء، كما أدركه السمعاني (ت562هـ)، فنقله.
الرؤية الثالثة: ثم بعد تلك الفترة غلب كسر صاد: صنهاجة، على الضم. فبلغ في الشيوع بين الناس أن صار هو الصحيح لا غير، كما أدركه الصغاني (ت 650هـ)فنقله.
الرؤية الرابعة: ثم بعد ذلك حدث له استعمال آخر جديد، وهو فتح صاد: صنهاجة، لا غير. كما أدركه شيخ الزبيدي، القائل، قال شيخنا: والمعروف عندنا الفتح خاصة في القبيلة بحيث لا يكادون يعرفون غيره.
قلت: هذا الاستعمال المعروف عند شيخ الزبيدي، وهو فتح صاد: صنهاجة.
هو المعروف المستعمل الآن في نطق هذا الاسم، حسب ما سمعته أنا ممن ينطقون به.
فإني بعد ما وقفت على ما نقلته تحت هذا الفرع، فلا أرى تخطئة القائل بأحدها، إلاّ إنه كلما نطق الشخص بما ضبطه ابن دريد كان أجدر وأحرى، وأقرب إلى الصواب.
إذ: فما أصح علم من تقدما.
هذا وهناك وجوه أخر أرضاها عندي ما مرّ ذكره ـ والله أعلم.
الفرع الثاني: لمحة لطيفة حول الملك الحميري أفريقيس ـ صاحب صنهاجة.
قلت: لما كان خروج صنهاجة من بلدها الأصيل ـ اليمن.
تاركة مضاربها فيها أيام رعيلها الأول ذي المجد الأثيل، وكان ذلك بسبب مرافقتها أحد ملوكهم ـ ملوك اليمن آن ذاك أفريقيس الحميري ـ، كما مر ذكر ذلك في غير ما نقل سابق، جنحت إلى فرعه، حسب تعطير هذا المطلب بنبذة مختصرة حول خروجه من اليمن، إلى أفريقية اليوم، مستنداً في ذكر ذلك على أحد أركان التاريخ الحفاظ الأثبات ابن قتيبة ـ رحمه الله.
قائلاً على وجه الإسناد، قال أبو محمد عبد الله بن مسلم ـ المعروف بابن قتيبة (ت 213هـ):
كتاب الملوك ـ ملوك اليمن.
قال أبو محمد ـ ابن قتيبة:
كان يعرب بن قحطان سار إلى اليمن في ولده وأقام بها، وهو أول من نطق بالعربية من ولد آدم ـ عليه السلام..
واليمن كلها من ولده.
وولد لـ((يعرب)): يشجب بن يعرب.
وولد لـ(( يشجب)): سبأ بن يشجب، وكانت الملوك في ولده..
فأول الملوك من ولده حمير بن سبأ..
ولم يزل الملك في ولد حمير، لا يعدو ملكهم اليمن، ولا يغزو أحد منهم حتى مضت قرون، وصار الملك إلى ((الحارث الرائش)).
وكان الحارث أول من غزى منهم، وأصاب الغنائم وأدخلها اليمن، وبين ((الرائش)) وبين ((حمير)) خمسة عشر أبا، فيما يقال. وسمي الرائش لأنه أدخل ((اليمن)) الغنائم والأموال والسبي فراش الناس..
ثم ملك بعده ابنه أبرهة بن الرائش، وكان يقال له ذو المنار.
لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع..
ثم ملك بعده أفريقيس بن أبرهة بن الرائش، فغزا نحو المغرب في أرض البربر، حتى انتهى إلى طنجة، ونقل البربر من أرض فلسطين، ومصر،
والساحل إلى مساكنهم اليوم..
وأفريقيس هو الذي بنى إفريقية، وبه سميت، وكان ملكه مائة وأربعاً وستين سنة..الخ
انتهى تلخيصاً، من كتاب:
المعارف لابن قتيبة. ص626-628.
ق:د. ثروت عكاشة.
ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب.
قلت: وهناك أقوال أخر حول هذا الملك الحميري أفريقيس، وغزواته، ليس هنا مقام الاستطراد في ذكرها.
وإنما المهم ربط القراء بفائدة متينة في أقدم المصادر المعتمدة في الأنساب، وما يتصل بها.
الخاتمة:
قبل وقوف قلم البحث بنا حول مسألة هذا المطلب.
نداء من منبر تاريخ الأخوة العلمية، وما انضاف إليها من الإضافات الجارة بصلة الرحم المتينة، والصحبة الكريمة..
أن من كان عنده علم فيما يتعلق بتاريخ الطوارق عموماً، وخصوصاً من عنونا بأسمائهم هذا الكتاب، أن يشرفنا بما لديه، بنشره موثقاً في منتدياتنا العزيزة، بأي وجه يراه هو ليس لدينا أي شرط ـ والحمد لله.
لأنه بذلك سيخدم تاريخ أمة من الأمم الإسلامية التي لعبت دوراً مهماً بارزاً، في محيطها قديماً وحديثاً، هذا أمر.
وأمر آخر: أن من لم يكن لديه علم بما نحن بصدده..
فنذكره بقول من لا ينطق عن الهوى: من لم يقل خيراً فليصمت..
ثم ليعلم الجميع أن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى وقت كاف لمثل كتابة في تاريخ الأمة كهذه ـ حسب منهج المؤرخين.
كما يحتاج إلى تعاون مفيد..
لأن هذا الموضوع فائدته ليست لشخص معين، بل للأمة جميعاً، ولعل من أدى أمانته كما ينبغي، على وجه مرضي، لا يحرم دعوة صالحة بين الأجيال مدى الدهر، فكل من مدّ يد العون فإنه ممن يرجى له الأجر الجزيل ـ نسأل الله أن لا يحرمنا أجر مساعينا في الدنيا والآخرة.
هذا وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
أخوكم يحيى بن إبراهيم السوقي.
بتاريخ
7/2/1431هـ
أهلا بالمعتز بأصله


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 01-24-2010 الساعة 12:47 AM

رد مع اقتباس