عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2009, 10:28 PM   #3
عضو مؤسس


الصورة الرمزية الشريف الأدرعي
الشريف الأدرعي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 04-17-2017 (08:14 AM)
 المشاركات : 932 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انح هذا النحو




أخواي الفاضلان :الإدريسي الغترب وأبوعبد الله
لابد من بسيط تعليق عليكما مرتبا ترتيبا زمنيا
الإدريسي المغترب
حقيقة قرأت هذا الموضوع ،ولا أتبرء من أني استفدت منه إذا اصطلحنا على تسمية الإفادة :
إضافة معلومة إلى مساحة خالية منها في الذاكرة
أو التذكير بمعلوم منسي
أو تقريب مشتت في الذهن معلوم
فذلك كل ماحصل لي
وبين يدي تعليقي لابد وأن أترك بصمة إعجابي بالاختيار كأول حلقة في منتدى المصطلحات فإنه موفق إذ فيه ما فيه من ربط الذهن بمجال الدراسة ، وفيه أيضا إشارة إلى الالتزام بالموضوع كركيزة منهجية بدائية توحي إلى الكتاب لاحقا بأهمية الخطة عند تحديد العنوان

ولا بأس لو علقت على بعض النقاط حبا مني في إثراء المواضع ذات الفائدة
فأقول :
أولا : تظهر أهمية معرفة المصطلحات في جميع أطر الحياة شرعية أو دنيوية أو اجتماعية
أما المصطلحات الشرعية فلا يقوم كامل الدين إلا بمعرفتها ، فمثلا لو أن إنسانا صاحب أهلية للخطاب الشرعي لم يعرف من كلمة الوضوء إلا معناها اللغوي فحسب
أتراه يقوم به كما أمر الشرع ؟
،بالطبع لا ،لأن القاموس الشرعي ليس هو عين القاموس اللغوي بل هو القاموس اللغوي غالبا وزيادة، قاموس في قاموس
وكما كانت معرفة أهمية المصطلحات الشرعية هكذا فكذلك سائر المصطلحات
وفي الشريعة إيحاء -فيما أتذكر الآن و-أنا على جناح طائر- قديفهم منه أهمية المصطلحات ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قَالَ « أنتم أعلم بأمر دنياكم »
وجه الدلالة : في الحديث هنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعطنا مصطلحا خاصا في باب تأبير النخل ، ولكن يفيد حديثه هذا أهمية التخصص والذي يفرز المصطلحات في المجال ذاته لأن كل قوم يتفاهمون بلغتهم ولغة عملهم
وفي الواقع المعاش ندرك أهمية المصطلحات عن كثب ...
وليس ذلك هو الذي يهمنا فقط ، إنما المهم أيضا أن نحسن الربط بين المصطلح الجديد المنتقل إليه المعنى والمصطلح القديم الذي انتقل منه ، فإن بينهما في الغالب متاهة قد لايدركها إلا الحذاق من علماء اللغة وعلماء اختصاص المصطلح الثاني ، وقد يشعل نارا من الخلاف عدم إدراك ذلك البرزخ أو إدراكه إدراكا نصفيا ،
ومن هنا ظهرت أهمية المصطلحات ، ولاختلاف اللغات أيضا في المجال دور مهم أخاف أنني إن تناولته سأطيل كثيرا
ثانيا::تعريف الجرجاني في التعريفات لنا معه وقفة حيث يقول : :" الاصطلاح إخراج الشيء من معنى لغوي إلفي إلى معنى آخر لبيان المراد "
ونقول نحن أيضا: إن هذا التعريف أعطانا منعطفا آخر للنظر والتعمق في المصطلح من جميع أبعاده قبل الاستظلال بظلاله فلابد من إدراك كل ملابسات المصطلح أيام كان في مهده وما الدافع إلى الإطلاق ؟
إن الإمام علي بن محمد الشريف الجرجاني هنا لانبرئه أبدا لما أطلق هذا التعريف من منزعية اتجاهية تجعله يضع للناس مصطلحا وفقا لنوازعه ، فالشيخ هنا -رحمه الله -عرف المصطلح عند الصوفية والفلاسفة وهو إمام من أيمة الصوفية مشهور ، ومتكلم من المتكلمة مذكور -راجع ترجمته في أي مصدر-
ليس الغرض الترجمة له : الغرض أن نتوصل إلى أنه لابد من غربلة المصطلحات ولا نقف أمامها مكتوفي الأيدي بل لابد من نقاشها والتنقيب عنها ، فمن هنا يكون كلام المعلق على التعريف وجيها لكن إذا اقتبسنا منه في سياقنا هذا نقول بدل (دخول ) ( إدخال المصطلحات الصوفية )كما يأتي في التعليق )وللتوضيح قال المعلق
( وهذا الأمر يشير إلى دخول المصطلحات الصوفية , وبعض التعابير الفلسفية والحكمية بمعانيها الخاصة , وإلباسها أسماء وألفاظ عربية , وهذا الأمر حدث في العربية وضمن التأريخ الإسلامي , وكان يحمل في باطنه إسقاطات لمعان فارسية زرادشتية ومانوية , ولمعان أفلاطونية محدثة ملفقة من شوائب هرمسية ويونانية قديمة وغنوصية , بيد أن العاملين في المجال العقلي أو البياني تنبهوا للمسألة ولفتوا النظر إليها .)
ثالثا: أود أن ألفت أيضا في مجال أهمية المصطلحات إلى أنه ينظر إلى المصطلحات نظرة إيجابية من ناحية للتعرف على حضارة الآخر والاستفادة منها ومن أين وصلت فهي بهذا خطوة بجناح غير مقصوص إلى زيادة الحضارة الاسلامية وزيادة تقدمها ولعل من هذا المعنى قد يحمد حملة الدولة الإسلامية في عهد المأمون في ترجمة الموروث الأممي الآخر

ومن هنا ، لابد من إدراك أن الموضوع مهم جدا بكل جوانبه
رابعا : كلام الإمام ابن حزم -رحمه الله ":( لا يحل لأحد صرف لفظة معروفة المعنى في اللغة عن معناها الذي وضعت له في اللغة التي بها خاطبنا الله –تعالى-بها في القرآن إلى معنى غير ما وضعت له , إلا أن يأتي نص قرآن أو كلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم –أو إجماع من علماء الأمة كلها على أنها مصروفة عن ذلك المعنى إلى غيره , أو يوجب صرفها ضرورة حس أو بديهة عقل ...)
ابن حزم الفصل في الملل والنحل )
كأنه أخذ بنا إلى الخلاف اللغوي الاصولي هل اللغة توقيفية أولا ؟
وعلى اي مسلك سلك في ذلك ؟ فإنه لابد من الاستدلال لهذا المدعى ولا أظنه يجد ما يمنع الاستفادة من مصطلحات أبناء لغتنا العربية ذاتها ولا من مصطلحات غيرها
خامسا :أنتهز الفرصة لألفت النظر إلى أهمية لغة القرآن التي وقفت أمام المصطلحات عبر القرون والمنتجات الهائلة تعبر على أدق معنى كأحسن تعبير


وأخير أجدد الشكر للأخ الإدريسي ولعله -والقراء- يقبلون مني هذا التطفل المتواضع ولك الحمد يارب على جزيل آلائك ، و على جميل بلائك . أخوكم محبكم المخلص لكم الشريف الأدرعي
[/size]


 
 توقيع : الشريف الأدرعي

[marq="3;right;3;scroll"]
شعارنا اعتزاز بالجميع وحب في الجميع اورسالتنا الإحسان إلى الماضي بخدمة صوره المشرقة وإلى الحاضربتتويجه بكرم الأخلاق وإلى المستقبل بالإسهام في إشراقته وفي احترام قناعات الآخرين ما يشغلنا عن الاختلاف وفي حلاوة الائتلاف سلوة عن مرارة الاختلاف ،فإن أصبنا فمن الرحمن وإن أخطأنا فمن الشيطان، ومن الله التأييد ومنه التسديد
[/marq]


رد مع اقتباس