عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2011, 10:52 AM   #2
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: إنشاط الخرّيتْ بمخدرات مسكيات من مفاخر مآثر كل تَجِيدِتْ



المدخل الباسم
في
مختطفات دانية من عمل الحريري القاسم

ورغبة في الخير خير وعمل***بر يزين وليقس ما لم يقل
العمل هو الفعل الذي تتجلى فيه شخصية الفاعل، لا سيما إذا صافح شيئاً من الفضائل.
وصاحب أي عمل يتسم بالفضل، لا يخلو من جناة الإنصاف والعدل.
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.
قوله تعالى: (وقل اعملوا) خطاب للجميع.
(فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
أي بإطلاعه إياهم على أعمالكم.
وفي الخبر: (لو أن رجلا عمل في صخرة لا باب لها ولا كوة لخرج عمله إلى الناس كائنا ما كان). الكتاب : تفسير القرطبي
إذا ما علا المرء رام العلا***ويقنع بالدون مـــــن كان دونا
العاقل من يشغل نفسه بما يعنى به العقلاء، ولا يلتفت باتفاق العامة والخاصة له بالثناء
وسنتناول جملاً من ألفاظ معاني ما عاناه بعض العاملين من المعانات، ليبين لنا عبر مقدمته وخاتمته أحوال أهل زمانه بعمله.
ورأينا استنطاق الحريري من بينهم أصحاب الأعمال الواقعة في أرض الواقع، هل استقبل بالزهور والورود من جماهير عصره، أم برفض عمله ورده بشتى وسائل الرد.
فكن رجلا رجله في الثـــــرى***وهامة هامـــــته في الثريا
قال الحريري ـ رحمه الله تعالى: وأنشأت على ما أعانيه من قريحة جامدة، وفطنة خامدة، وروية ناضبة، وهموم ناصبة: خمسين مقامة تحتوي على جد القول وهزله...
إلى ما وشّحتها من الآيات، ومحاسن الكنايات...
والفتاوى اللغوية، والرسائل المبتكرة، والخطب المحبرة، والمواعظ المبكية، والأضاحيك الملهية...
وما قصدت بالإحماض فيه، إلاّ تنشيط القارئ فيه.
وأرجوا أن لا أكون في هذا الهذر الذي أوردته، والمورد الذي توردته، كالباحث عن حتفه بظلفه، والجادع مارن أنفه بكفه، فألحق بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
يروم أذى الأحرار كل ملأم ... وينطق بالعوراء من كان معورا
على أني وإن أغمض لي الفطن المتغابي، ونضح عني المحب المتحابي: لا أكاد أخلص من غمر جاهل، أو ذي غمر متجاهل، يضع مني لهذا الوضع، ويندد بأنه من مناهي الشرع.
أحب من الإخوان كل موات***وكل غضيض الطرف عن عـثراتي
فمن لي بهذا ليت أني وجدته***لقاسمته ما لي من الحـــــسنـــــات
ومن نقد الأشياء بعين المعقول، وأنعم النظر، في مباني الأصول، نظم هذه المقامات في سلك الإفادات، وسلكها سلك الموضوعات.
ولم يسمع بمن نبا سمعه عن تلك الحكايات، أو أثم رواتها في وقت من الأوقات، ثم إذا كانت الأعمال بالنيات، وبها انعقاد العقود الدينيات، فأي حرج على من أنشأ ملحاً للتنبيه، لا للتمويه، ونحا بها منحى التهذيب لا الأكاذيب...
على أني راض بأن أحمل الهوى، وأخلص منه لا عليّ ولا لي...
وبالله أعتضد، فيما أعتمد، وأعتصم مما يصم، وأسترشد إلى ما يرشد، فما المفزع إلاّ إليه،ولا الاستعانة إلاّ به، ولا التوفيق إلاّ منه، ولا الموئل إلاّ هو، عليه توكلت وإليه أنيب، وبه نستعين، وهو نعم المعين.
هذا آخر المقامات التي أنشأتها بالاغترار، وأمليتها بلسان الاضطرار، وقد ألجئت إلى أن أرصدتها للاستعراض، وناديت عليها في سوق الاعتراض، هذا مع معرفتي بأنها من سقط المتاع، ومما يستوجب أن يباع و لايبتاع، ولو غشيني نور التوفيق، ونظرت لنفسي نظر الشفيق، لسترت عواري الذي لم يزل مستورا، ولكن كان ذلك في الكتاب مسطورا، وأنا أستغفر الله تعالى مما أودعتها من أباطيل اللغو، وأضاليل اللهو...
إنه هو أهل التقوى والمغفرة، وهو ولي الخيرات في الدنيا والآخرة.
وذر الحسود وإن تقادم عهده *** فالحقد باق في الصدور مغيب
وبهذه الجمل أوقفنا الحريري استقبال بالورود من جماهير عصره:
** لا أكاد أخلص من غمر جاهل.
** أو ذي غمر متجاهل، يضع مني لهذا الوضع، ويندد بأنه من مناهي الشرع.
هذا قليل من كثير واجه الحريري في عمله هذا:
وفي رواية لابن خلكان، قال: لما عمل الحريري المقامات.....
فلم يصدق ذلك جماعة من أدباء بغداد.
وقالوا إنها:
** ليست من تصنيفه.
** بل هي لرجل مغربي من أهل البلاغة مات بالبصرة، ووقعت أوراقه إليه فادعاها.
والصدق يألفه الكريم المرتجى***والكذب يألفه الدنيء الأخيب
ومن أشهر من نال منه.
** ابن الخشاب، وضع رسالة جمع فيها المآخذ التي وقع عليها في المقامات...
وقد قام ابن بري فألف رسالة انتصر فيها للحريري من مآخذ ابن الخشاب....
مقامات الحريري

مطبعة المدني


وبترصيع هذه الجمل بالفواصل، نتعرج إلى فضل ثمرة العمل الفاضل.
وقد كانت المقامات من أوائل ما طبع من الكتب العربية، وأول طبعة لها كانت 1819م.
وتعتبر مقامات الحريري أكثر الكتب حظاً فيما وقع لها من شروح، وما أدير حولها من تعاليق.
أحصى صاحب كشف الظنون أكثر من خمسة وثلاثين شارحاً...
مقامات الحريري
مطبعة المدني
تقول مقدمات أهل نشر فضل مقامته: ولا يريب أن الغرض من المقامة لم يكن جمال القصص، وإنما أريد بها قطعة أدبية فنية، تجمع شوارد اللغة، ونوادر التركيب، بأسلوب مسجوع.
كما أن أصحاب المقامات جملة، لم يعنوا بتصوير الحكايات، وتحليل الأشخاص، ولم يكن هم المنشئ للمقامات إلاّ تحسين اللفظ وتزيينه.
مقامات الحريري
دار الباز.
وصحوت إلا من لقاء محدثٍ***حسن الحديث يزيدني تعليما


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 05-04-2011 الساعة 11:16 AM

رد مع اقتباس