الموضوع:
وعرفت أيام السرور فلم أجــــــــد***كرجــــــوع مشتاـــــق إلى مشتـــاق
قلت: إن الواقع ليشهد على حقيقة معنى حكمة هذا البيت، فها أنا على ما تشهد به معانيه الصادقة في الحب والوداد، أستدر بها النشاط استدرار المنشد الحاد.
يا نـــاق سيــــــــري عنقا فسيـــــــحا***إلى سليــــــــمان فنســــــــــتريــحا
ميمما دهليز الشيخ حمدى شيخي المورخ للقبيلة المكرمة قبيلة كل تجيت ـ حسب إجابات أسئلة ما عليه ألقيت.
إلاّ أن الاستراحة لا أراها لحي من البشر كائنا من كان، خاصة إذا كان ممن يرجى أن تكون حياته لبنة بعمل صالح البنيان، إلا أن: المرأ حيث وضع نفسه.
كما أثر، وعلى كل حال فإن راحتي فيما أقدر عليه من خدمة تاريخ: صحراء أسياد الصحراء ـ مضارب الطوارق.
تكمن في الترعج إلى الاشتغال بلقط درر مثل هذه المقابلة مع الشيخ حَمَّدى بن محمد الصالح الملقب إِنْدَسْ بن محمد الملقب مَهَمّا بن القاسم بن القسط بن علي، الأدرعي من ذرية أبي الهدى السوقي التجايتي ـ حفظه الله.
وإن كان من شرطي أن أعتمد في زيارة كل قبيلة حفاظ أخبارها الموصى بهم في وسطها الأعيان الثقاة.
إلاّ أني خالفت ظاهر الشرط، لا حقيقته، إذ اكتفيت بإخبار هذه القبيلة السوقية المكرمة بخبر ما أخذت عن الشيخ حمدى ما أرخ عنها، قبل مجيئي إلى موطن القبيلة الكريم، فما رأيت إلاّ موافقا موافقة الاكتفاء بمثله في ذلك.
والتمست الزيادة منهم، حين تصل إليهم نسخة كتاب تاريخ قبيلتهم الكريمة، لأمتع به الأجيال، كجهد متمم به إتمام جمال الكمال.
فلذلك أمد بنسخ من منشورات تاريخ القابئل إليها، رجاء أن يضيفوا ما فتني في الزيادة وفي التحقيق...
فمن هنا أقول من باب المناسبة، أن ما أكتبه في مثل هذه الفترة ـ فترة الجمع، خاصة ما أنشره في جانب التاريخ فضلا عن جانب الشرع، إنما هو من باب التقميش ـ مسودة ـ تبييضها:
· زيادة.
· تهذيبا.
· تحقيقا.
· تصحيحا.
· تنقيحا.
· تصنيفا.
إن مد في العمر ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.
إذا المصدر الواحد في النقل، يؤخذ أخذ أثارة من علم.
إلاّ إذ بلغ الاستقراء والتتبع أنه هو ومثله العمدة في المسألة.
وقد رروا إذا كتــــــبت قمــــــش***ثم إذا رويـــــته ففــــــــتش
وهذا ما أتحين له وقت فراغ له ـ بإذن الله ـ وإن كنت نهجت فيما بذلت فيه في معرض التقميش ما يتعلق بنظيره من الاجتهاد ـ اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
من غير أي تساهل في تقميش المقالات المقمشات.
إلا أن الأمر في إعادة النظر في معاني تصنيفها كأي تصنيف، يكون على ضوء قول من قال: والوجه في إدراكها جمع الطرق...
ولو نظرنا على سبيل المثال لا الحصر، اعمتاد تاريخ أي قبيلة عن شخص واحد غيره، إذا إخذت عن غيره من ثان وثالث...
لو جدنا إضافات ـ بإذن الله ـ لا يستغنى عنها، كما تميزت به بعض التراجم المقمشات السالفة...
ولقد جرني إلى ذلك النهج الحكيم ـ نهج الانشغال بهذه العجالات المقمشات المنتخبات ـ ما أدركته ـ في مسقط رأسي من أحياء السوقيين ـ من مأثور حكم أمثال أولي الرشاد: من أخذ ثورين فر هذا وهذا.
إذ أدبنا به على معنى أصل من أصول الدين: عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذوا من الأعمال ما تطيقون" متفق عليه.
وذلك مما يقال لنا في باب: مراعاة قدرات الطالب في معرض التحصيل.
وليس هذا الموضوع موطن الاستطراد في ذلك، إلاّ أن الجمع بين الانشغال في جمع المتشتت، وتصنيفه تصنيف التبييض يحتاج إلى تفرغ كبير، ويكفي الجواب فيه أنه من الصعب الممتنع، خاصة في حق ظروف أمثالنا.
وإن كنا ـ ولله الحمد ـ على نعم صافية ضافية من الله تعالى.