ترجمة الشيخ العلامة المعمر بن آحمدْ الأنصاري السوقي الجنششي ـ رحمه الله:
بادئ ذي بدء إن التراجم والسير من فنون التاريخ البالغ الأهمية، لما تذخر بها من النفائس التاريخية العلية، ولولا التراجم والسير لما كان لفن التاريخ كبير فائدة، ولأصبحت مادته من حشو الأخبار اليسير العائدة.
كالمسند الذي يفتقر إلى المسند إليه، لكونه يخبر به ولا يخبر عنه بخلاف المخبر عنه الذي هو العمدة المعول عليه.
فأصبحت سير الأعلام من أجل نفائس ما يتحف قراء العصور بدرر منها، كيف لا إذ كل أمة ليس لها ماض تاريخي محفوظ، فإن مستقبلها مستقبل لا قرار له كريشة في مهب ريح ملحوظ.
فبررة كتابها من يودعون سجل التاريخ أخبارها الجميلة، وأدوارها في الحياة حسب ما تمتع به عصر كل جيل من أجيالها الجليلة.
فكل أمة حرمت من يدون لها تاريخها النفيس، فهي أمة حرمت كحرمان اليتيم المأكول في يتمه ما ورث من العيس.
فمآلها مآل القاصية من الغنم، إنها حقا الغنيمة الباردة المغنم، وليس لتلك الأمة من جهة شبه كتابها المؤهلين، حين تركوا واجبهم التاريخي إلاّ برجالات الأمم الجبناء الذين يقعون ضمن سبايا وإن رزق كل واحد منهم بسيف بتار فهو رزق مهين.
ولرب أم أملت في طفلــــــــــها**همم الملوك فقام يحدو العيــــسا
فكان من الواجب التاريخي المعروف، تناول مثل هذه السير وإن كانت دون مقام مناقب ومآثر الموصوف.
إذا تكرمت عن بذل القليل ولم**تقدر على سعة لم يظهر الجود
بُثِّ النوال ولا تمنعك قلـــــــته**فكل ما سد فقرا فهو محمــــود
ومن هذا الباب تأتي تلك السير اللطيفة الحسان، التي منها هذه الدرر الكريمة الرفيعة البيان، بسيرة هذا العلم الشهير الشيخ العلامة المعمر بن آحمد بن أبو يزيد بن الشيخ محمد بن المبارك الملقب آدَّ دِتّا الجامع لقبيلة كل جنششي الأنصار.
فصاحب الترجمة هو والد عمدة النقل الشيخ رتبة ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
كأنكم شجر الأترج طاب مــــــــــعا**حملا ونورا وطاب العود والـــورق