عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2010, 05:43 PM   #4
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 04-28-2024 (10:40 AM)
 المشاركات : 1,671 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الرد ود على كتاب الأوفى



الأخ الدكتور / عبد الله بن محمد الأنصاري .أصلحه الله ، وغفر له ، وقبل عذره
وصلني قبل أيام في بريدي الإلكتروني من مجهول إشعارٌ بكتابكم "الأَوْفَى في أخبار بني إنفا" مع الإحالة إلى رابطين أحدهما لمنتديات شبكة الأنصار، والآخر لشبكة ومنتديات واحات أزواد فجرَّني الفضول لقراءة ما هناك - وكثيرا ما جنى الفضول على صاحبه – فرأيت وقرأت ثَمَّ ما يؤذي ولا يضر ، وأنا أُشبه السفاهات التي تضخها أقلام بعضنا بسائر المؤذيات التي من شأنها أن يتأذى بها كل من عرضت له أو تعرض لها ولا تضره ، وشأن ذلك أن يُنحَّى أو يتنحى عنه بالإعراض عنه وعن كاتبه ، والثاني أسهل وأزكى ، وأسلم وأولى ، ولكني قرأت في منتديات مدينة السوق مقالا طويلا بعنوان "اعتذار مؤلف كتاب الأوفى للسوقيين" أو نحوه فأذنت لنفسي بالانشغال عن بحثي لكتابة هذه السطور لأشكرك – مضطرا - على اعتذارك أولاً ، فإن من حق المعتذر قبول عذره لأنه إن كان صادقا كان فاضلا ، ومن اللؤم مقابلته بعدم قبول اعتذاره ، وإن كان كاذبا فقد بالغ في الاعتذار مَنْ رَكن إلى الكذب من أجله- وحاشاك أن تكذب إن شاء الله
ثم ههنا أمران :
أحدهما: أن اعتذارك الذي قرأته إنما وقع عما ليس بشيء إلى جانب قولك : (وكل من انتسب إلى الأنصار من أهل "مالي" من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه وارتضاه لنفسه في آخرة ، وليس ذلك بمشهور ولا معروف له ولا لآبائه من قبل، والله أعلم بحقيقته) ولا قولك : (ولو كان إثبات النسب بسرد أسماء لا تعرف حقيقتها في سلسلة من المجاهيل حتى ممن يدعي الانتماء إليها لكان الأمر أسهل وأهون من ذكر ما قدمته لك .
ولدى هذه القبيلة سلسلة بأسماء أجدادهم ، ولكني لم أعتمد عليها ـ مع علمي بتواترها ـ بسبب ما قدمته في صدر هذه المقدمة .
ولأن العمل جارٍ في ذكر الحقائق التاريخية لرجال هذه السلسلة بما لا تكتنفه الشبه ولا يحتجب عن ذوي البصائر، حتى لا تكون هذه السلسلة الصحيحة كالسلاسل التي يذكر أصحابها أسماء مجردة لا عهد لآبائهم بها ، ولا تُعرف صلتهم بها ، إلا بمحض الظن ورجمٍ بالغيب .
فليست صحة السلسلة بتشابه الأسماء وتوافق الألقاب ، كما توهم كثير ممن يجهلون أنسابهم فجعلوا يلصقون آباءهم بغيرهم ، وجعلوا يتعلقون بحبال واهنة وأسباب واهية ، وظنوا أنهم بذلك قد تربعوا على شامخ المجد ، وذرى العزّ ، وما دروا أنهم في الحقيقة قبعوا في بيوت أوهن من بيوت العناكيب ، وأن عملهم لم يرفع لهم رأسا ، ولم يشيد لهم أُسّا) وبما أنك امرؤ تعتذر عن الإساءة الخفيفة - والمتوقعُ ممن كان كذلك أن يعتذر عن السَّوءَة السُّوأَى ، والسفاهة العظمى- فإني لن أطيل النقاش معك في هذه حتى تعتذر عنها وتتوب وتبرهن على ذلك بحذفها من كتابك إن كانت فيه ، ومن صفحاتك التي قرأتها ، أو ينبري لك من تصفهم بغير الصلحاء فينطقون بالسفه غيرَ مشجَّعين ولا مدفوعين من العقلاء ، ولكن العرب تقول : " ويل لقوم لا سفيه لهم" ولربما شفى غليلَ القوم سفيهُهُم ، وكأنك فيما ذكرتَ قد تعرضت لشيء من ذلك ، ولا أدري أَمن قومك أم من غيرهم ، وللعقلاء طرق وأساليب لا ترضي سفهاء الوقت ولا تكفيهم ولكنها تحقق الكثير. وههنا تنبيهات:
أحدها : أن قولك (وكل من انتسب إلى الأنصار من أهل "مالي" من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه وارتضاه لنفسه في أخرة ، وليس ذلك بمشهور ولا معروف له ولا لآبائه من قبل ، والله أعلم بحقيقته) مناقض لقولك قبله : (ولا يُحفظ لغيرهم صحة الانتساب إلى الأنصار في بلاد تنبتكو، ولا يحفظون هم نسبا ينتمي إلى الأنصار من القبائل الأخرى غير نسبهم ، هذا مع علمهم وإقرارهم بوجود من ينتمي إلى الأنصار في تلك المنطقة من غيرهم) فهل أنت خارج من هذه الضمائر بكليتك التي أطلقتها من غير نظر لعواقبها ومآلاتها الدنيوية والأخروية أم أني مخطئ في الفهم ؟؟؟ !!!.
والتنبيه الثاني : أن إثبات نسبك لا يتوقف ولا يترتب على نفي نسب غيرك ، فانظر ما الذي دعاك وحملك إلى هذا ؟ أهو التقوى الذي توالي من أجلها أم شيء آخر تعرفه ولا تبديه ؟؟؟ !!!.
والتنبيه الثالث : أنك إما أن تدعي أنك أعلم بنسبك من غيرك ، وإما أن تسلم لغيرك بأنه أعلم بنسبك منك ، فإن كان الأول فيلزمك أن تقر لغيرك بأنه أعلم بنسبه منك لأنك غيره ما لم تدَّعِ لنفسك طرقا للعلم بالأنساب غير التي سيَّجت بها وأحطت نسبك ، واستبدلت بها سلسة قومك التي ادعيت تواترها.
وإن سلمت لغيرك أنه أعلم بنسبك منك فلأن يكون غيرك أعلم بنسبه منك أولى ، وهذا يسقط إطلاقك وكليتك ((وكل من انتسب إلى الأنصار من أهل "مالي" من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه وارتضاه لنفسه في أخرة ، وليس ذلك بمشهور ولا معروف له ولا لآبائه من قبل ، والله أعلم بحقيقته))
الأمر الآخر من الأمرين الرئيسين أنكم قلتم في اعتذاركم تبريرا أو تسبيبا لما حملكم على التعرض للسوقيين والشعب الأنصاري كما يسميه صاحب الجوهر الثمين الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين – أُسعد ههنا ويوم الدين : (لا يخفى على منصف ما كانت عليه قبيلة بني إنفا التنبتكيين في أزواد من مكانة علمية واجتماعية وسياسية ظاهرة للجميع ـ كما فصلته وبينته في كتاب الأوفى ـ ومع ذلك نجد إخفاء هذه المكانة في كتابات بعض إخواننا السوقيين. من الأمثلة على ذلك :
أن أحدهم كتب كتابا يذكر فيه تاريخ السوقيين والكنتيين وقبائل من أهل أزواد، فقال في نهايته في ص91: " وأما الشعب الأنصاري فينتسب إلى جدين شهيرين: أحدهما يعقوب، والآخر أيوب، وكل منهما ينتسب إلى قبيلة الخزرج، وفي بعض الروايات أنهما أخوان.." وقلتَم : (انتهى الغرض منه. وفهمت منه ـ وقد أكون مخطئا ـ أن هذا الكلام موهم أنه لا يوجد من الأنصار في أزواد إلا المذكورين! ولا ريب أنه يعني الأنصار الذين يعترف بعض السوقيين بأنصاريتهم وهم اليعقوبيون والأيوبيون كما ذكر.. ولكن هل هؤلاء فقط هم الشعب الأنصاري في أزواد؟ علما بأن هؤلاء وإن كانوا من الأنصار فغير معروفين بهذا المصطلح هناك. وأما المعروفون بلقب "الانصار" في أزواد فلم يذكرهم . مع أننا نحفظ من سلسلتنا من السوقيين من ليس من الأيوبيين ولا اليعقوبيين. فأين الإنصاف؟ غفر الله للكاتب. والكتاب عندي ولا أريد التصريح به ولا باسم المؤلف ، ولكن أريد الستر عليه)
ففي هذا ملحوظات لا ينبغي ولا يتأتى خفاؤها على مثلك إلا لكون قراءته لمصدر النقل مبتورة أو غير مركِّزة ولا مركَّزة كما أن فيه تساؤلات‘ ومنها :
1- الملحوظة الأولى : قولكم : (وفهمت منه ـ وقد أكون مخطئا ـ أن هذا الكلام موهم أنه لا يوجد من الأنصار في أزواد إلا المذكورين) والملحوظ هنا أن الشيخ يتكلم عن الشعب الأنصاري ضمن الشمل المسمى بالسوقيين ، وقد اصطلح على تسمية الشمل في كتابه بالجيل فقال في الفصل السابع /في الكلام على سادات القبائل من قسم بني كَرِدَنَّ وذكر سلاطينهم : وأعني بالجيل قبيلة تفرعت عنها قبائل كثيرة وانتشرت في البلاد والممالك حتى لم يبق من العلائق بين تلك القبائل المنتشرة إلا مجرد الاشتراك في الاسم وفي الأصول القديمة.) وإذا كان يتكلم عن جيل السوقيين وعما أسماه بالشعب الأنصاري منهم فأنت مخطئ قطعا في فهمك هذا وفي اعتراضك عليه بعدم ذكره لجيلك ضمن جزء من جيل آخر ، وقد اعتبر قومك جيلا مستقلا فالأولى بك أن تشيد به لا أن تستر عليه كما أضحكت به الثكالى في قولك : (والكتاب عندي ولا أريد التصريح به ولا باسم المؤلف ، ولكن أريد الستر عليه). فلعلك تعيد قراءة الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين ومن جاورهم من السوادين للشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين.- اُسعِد ههنا ويوم الدين.، وإذا رأيت فيه ما لا يعجبك فلا تؤاخذني به ولا تحمَّل مسؤوليته السوقيين ، واعلم أنه رؤية ورؤيا ومنقول ومعقول كاتبه ، وقد قرأ كثيراً وفتش وسافر وكاتب وساءل وجد واجتهد ، وما استقصى ولا ادعى الاستقصاء ، وبين ذلك في آخر كتابه بكلام يشكره عليه كل فاضل ، ويعذره به كل عاقل، ولكيلا أزعجك بكثرة الإحالات فإليك نص كلامه بجواهر حروفه إلا ما وضعتُه بين المعقوفين : (وهنا انتهى ما تيسر من النقول جلبه ، ومن الوقائع ما سهل تحصيله وكتبه ، وقد شرعت في تدوين هذا الكتاب عام اثنين وتسعين بعد ألف وثلاث مائة 1392هـ من الهجرة النبوية وكتبت فيه أبوابا وفصولا ثم وقفت لاستزيد من المعلومات وأطلع كثيرا من المخطوطات في خزائن إخواني وأجول في الأحياء والقرى لمقابلة أهل العلم وكبار السن ، ثم قصر باعي عما طمحت إليه همتي أولا من إزالة التنكير والإبهام عن سائر أهل الوطن ، ولم أزل في تلك الوقفة إلى أكثر من عشرين سنة ، وكثير ممن ذكرتهم من العلماء والأمراء أورخ حياتهم في الوقت الذي كتبت عنهم فيه ومات بعضهم ولم أكتب تاريخ وفاته لعدم تحققي لما كان منه بعد ما كتبت عنه أولا ولعل من ينظر فيما كتبت يكون عنده علم بعض ذلك فيلحقه تعليقا ، وبعد ما كتبت كثيرا من الأبواب والفصول ، وجمعت كثيرا من الوثائق لأضمها إلى ما كتبت شغلني عن الاشتغال بضمها أني ربما كتبت في موضوعات شتى وأنتظر وقتا أتفرغ فيه لإتمام ما شرعت فيه من التدوين ثم ذهب كثير مما جمعت بسبب الكارثة التي ذهبت فيها مكتباتنا ، وأيست من وجدان جميع ما خلفت في داري من الكتب ، ثم من الله علي بوجدان ما كتبت من الأبواب والفصول فبادرت إلى كتابة الأبواب والفصول التي لم يسبق أن كتبت فيها شيئا في المدة التي وقفت فيها للاستزادة ، واقتصرت على ذلك وأعرضت عن طلب الزيادة التي كنت أتنظرها من قبل لأمور .
ومنها أني بلغت من السن ما أخشى أن يفوتني ببلوغه كثير من المأمولات والطموحات ، فإذا لم أتدارك تدوين ما حصلت جاءني الأجل ، وفاتني مقصودي من نفع الناس بما جمعت .
ومنها أن الحامل لي على بذل همتي في إزالة التنكير عن الوطن وأهله أن كثيرا من الإخوان لم ينتبهوا لما تنبهت له من تأخر شعبنا ووطننا وانعزاله عما أصبح أهل زمانهم يعملونه ويتنبهون به وبعضهم لم يبال به . ومنهم من يقدر على الكتابة ولكن يكتفي أن يقوم غيره بالمهمات ويستريح ، وكثير منهم يقدرون على التأليف ويتكاسلون عن الكتابة . وكثير منهم لم يزالوا على العادة المألوفة في البلد قديما وحديثا من عدم التعرض للتصنيف والتأليف وإن كان مع المرء من الاستعداد ما يهيئ له مقصوده لو قام بالتصنيف ، وأكثر الإخوان أو غالبهم أميون لا يعرفون الكتابة ولا يهتمون بتدوين الأثار والأخبار فهممت أولا بأن أنوب عن الجميع وأكفيهم مؤونة إحياء تراثهم ، وتدوين أخبار أسلافهم ، ثم بدا لي قصوري عن كل ما كنت آمله فانتهيت بما حصلت ، ومن الأمور التي دعتني إلى الانتهاء أن حالة أبناء الوطن الآن خير من حالتهم حين قمت بالكتابة عنه ، وشرعت في جمع ما جمعت ، فإن كثيرا من أبناء الوطن الآن يقدر على الكتابة بالعربية ويسأل عن أمور لا تخطر بالبال لمن قبلهم ، وكثير منهم يقدر على الكتابة بالفرنسية ، ومنهم من يقدر على الكتابة بالعربية والفرنسية معا [ولعلك أنت يا دكتور/ عبد الله من هؤلاء] يمكنه أن يسأل من معه من المعمرين من قومه عما لم يشاهد فيدونه ، ففي كل قوم أو قبيلة من يقدر على الإخبار والكتابة عن قومه وسلفه إذا قام بذلك ، وكل أحد عنده من أخبار قبيلته وسلفه ما ليس عند غيره [فلِمَ لا تعتبر نفسك يا دكتور من هؤلاء ؟؟؟ !!!] فإذا قام كل أحد بمقدوره من ذلك حصل مقصودي من زوال التنكير والإبهام عن وطننا ، وإن لم يحصل بقلمي، والمرجو من الله أن يحصل ذلك على أيدي بعض إخواني وأبناء إخواني ولو بعد موتي وأفوز بأجر من سنّ للناس سنة تنفعه وأتبعوه فيها .)
2- الملحوظة الثانية : قولكم : (ولا ريب أنه يعني الأنصار الذين يعترف بعض السوقيين بأنصاريتهم وهم اليعقوبيون والأيوبيون كما ذكر) وههنا تساؤل بل سؤال وهو مَن البعض الآخر من السوقيين الذي لا يعترف بأنصارية الأيوبيين واليعقوبيين؟؟؟ وإن كان لذلك البعض موجوداً فما مقامه من الإعراب إلى جانب المعترفين ؟؟؟ وأي البعضين أكثر عددا ؟؟؟؟.
3- الملحوظة الثالثة : قولكم : (ولكن هل هؤلاء فقط هم الشعب الأنصاري في أزواد؟)
والجواب عن هذا أنه غفلة منكم متربة على الخطإ الذي أقررتم باحتمال وقوع فهمكم فيه ، وقطعت – أنا- بذلك، وبرهنت عليه بما لعلكم وعيتموه بعد البيان. فكَل انصر جيل كامل باصطلاح الشيخ وتعبيره عنهم كما في نقلكم عنه وهذا نصه للذكرى (ومن الأجيال ما يقال له انتصر : بهمزة مكسورة ونون ساكنة وتاء وصاد مفتوحتين وآخره راء ساكنة ، ويقال له أيضا أيت إنصر :بهمزة مفتوحة وياء وتاء ساكنتين ، ومعنى الكلمة أولاد إنصر بهمزة مكسورة ونون ساكنة وصاد , والمراد بهم الأنصار ، وهذا الجيل يسكن في بلاد تَغَارُسْتْ وتنبكت وكُنْدَامْ....). فلعلك تعيد قراءة الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين ومن جاورهم من السوادين للشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين.- اُسعِد ههنا ويوم الدين.
4- الملحوظة الرابعة : قولكم : (علما بأن هؤلاء وإن كانوا من الأنصار فغير معروفين بهذا المصطلح هناك. وأما المعروفون بلقب "الانصار" في أزواد فلم يذكرهم . مع أننا نحفظ من سلسلتنا من السوقيين من ليس من الأيوبيين ولا اليعقوبيين.) فقولكم (علماً) مصدر منتصب ليس لمن لم تنيبوه أن يقدر له – من تلقاء نفسه -عاملا ينصبه ، لكن العقلاء مجبولون على ما يسميه الأصوليون والجدليون بالسبر والتقسيم ، وتقريبه : حصر الأوجه أو الأوصاف المحتملة وإلغاء ما لايصلح للاعتبار منها وإبطاله ، وأرباب العلوم والفنون مولعون باستعماله كثيرا ، وبناء على ذلك فإني أقول : إن كان هذا المصدر معمولا لعامل ما فإما أن يكون عامله من لفظه أولا ، والاحتمال الثاني أتركه لك ولمن تشاء ، فإن كان عامله من لفظه (مادة : ع ل م) فإما أن يكون مسندا إليك أو إلى غيرك ، فإن كان مسندا إلى غيرك فإما أن يكون منقولا عنه أو مخاطبا به لا على سبيل النقل عنه، فإن كان مسندا إليك فإما أنه من العلم اللدني الصوفي الذي لا فائدة في منازعة ومجادلة أدعيائه لكونه من قبيل الوهم الذي يُرقى أربابُه ، وإما أنه من العلم الكسبي الذي تخضع فيه معلوماتك للنقد والتمحيص – وسيأتي ذلك في نقطة لاحقة – وإن كان مسندا إلى غيرك منقولا عنه فاعْزُ القول إلى قائله تسلمْ من عهدته ، فإن كان سفيها أعرضنا عنه ، وإن كان دكتورا فاضلا رددنا عليه ، وإن كان مسندا إلى غيرك لا على سبيل النقل عنه فإما أن يكون مستفهََما أو مأمورا ، فإن كان مستفهما وشملني العموم فالجواب قريب ، وإن كان مأمورا فلك أن تُعلِّم تلاميذك ، ولهم أن يتعلموا منك، ولنا- وهو النقطة اللاحقة ، وهو الجواب - أن نصحح لك ولهم المعلومة إن ظهر لنا عدم صحتها ، وأقل من ذلك أن لنا أن نخالفك ونعلم تلاميذنا وتلاميذك بقولنا المخالف لقولك وهو أن قولك : (...فغير معروفين بهذا المصطلح هناك. وأما المعروفون بلقب "الانصار" في أزواد فلم يذكرهم) وتتمة كلامك التي استغنيتَ عن ذكرها للعلم بها (وهم بنو إنفا) –
*** إن أردت به أنك لا تعرفهم ، فهذا إقرار منك بالجهل ، وهذا ما يفيده قولكم : (ولوددت أني توافر لدي من المعلومات عن السوقيين مثل ما توافر لدي عن الأنصار لأكتب عنهم كما كتبت عنهم،.)وأنا أُجِلَُك وأربأ بنفسي أن أواجهك بما يقال لمن أقر على نفسه بالجهل ولجَّ في الخصام (اذهب فتعلم ثم تكلم ) ولازمُ القول ليس بقول على كل حال.
*** وإن أردت به أنهم لا يعرفون أنفسهم فهذه لا تستحق الالتفات إليها.
*** وإن أردت به أن الأيوبيين واليعقوبيين غير مُعنون لهم بالأنصار في قاموس العوام الاجتماعي في أزواد ولافي السجلات الوطنية في مالي فههنا يرد عليك القادح المعروف في علم الجدل ب(القول بالموجب) وتقريبه : تسليم دليل الخصم مع بقاء الخلاف، ووجهُ ورود هذا القادح عليك : أننا نسلم أن الأيوبيين واليعقوبيين غير معنون لهم بالأنصار في قاموس العوام الاجتماعي في أزواد ولا في السجلات الوطنية في مالي، ولكننا لانسلم لك يا دكتور أن كل انصر مُعنوَن لهم بالأنصار في قاموس العوام الاجتماعي في أزواد ولافي السجلات الوطنية في مالي بل عنوانهم وعلمهم (كل انصر) والعوام والقائمون على سجلات مالي لا يعرفون أن المراد بهذا "الأنصار" كما يعرفه بعض الخواص كصاحب الجوهر الثمين الشيخ العتيق بن الشيخ سعد الدين – أسعد ههنا ويوم الدين ، وينكره بعض الخواص الذين بين قومهم وقومك حروب ومناطحات لعلها أثمرت إنكاره الذي سطره بقوله :
وليس إلى جالوت يجمعنا أب ... ولكن إلى خير البرية نستقرا
فالأيوبيون واليعقوبيون وكل انصر في هذا سواء، ومن أوهم أو توهم الفرق أو التفريق فهو مدعٍ
والمدعي مطالب بالبينه *** وحالة العموم فيه بينه
بل غالب العوام تَبعٌ للأيوبيين واليعقوبيين وسائر أهل العلم في أزواد فيما يقولون من حق وباطل ، وينالون من كل انصر وينفون أنصاريتهم بغيا وعدوا وظلما وجورا وقفواً لما لا يعلمون على أني لا أحاجك بهذا ولا أحوم حول المحاجة به ولا الاعتداد به في إثبات أو نفي الأنصارية عنك ولا عن غيرك ، فإني أبرأ إلى الله وأعوذ به من السفه ومن الظلم ومن الطعن في الأنساب فحيهلن بك أَنصاريا أيوبيا أو يعقوبيا أو كَل انصريا ، وحيهلن بك أخا مسلما بين العينين إن شئت أو فوق اليافوخ.
5- الملحوظة الخامسة : قولكم : (فأين الإنصاف؟ غفر الله للكاتب.) أي إنصاف تريد ممن لم يدخلك [ولا أقول ممن أخرجك] فيمن لست منهم ، وخصك بالذكر ولم يهملك ، فإن صاحب الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين ومن جاورهم من السوادين/ الشيخ العتيق بن سعد الدين - أُسْعد ههنا ويوم الدين - تكلم عما أسماه بالشعب الأنصاري ضمن ما أسماه بجيل السوقيين ، وتكلم عن جيل كل انصر وعن جيل كل انتصر ونص على أن المراد بهم الأنصار فما ذا تريد منه ؟ نبلغه قبل أن يدركنا أو يدركه الأجل فقد هرم ، وبلغ السن التي يهم المرءَ فيها أمرُ آخرته أكثر من أن لا ينصفك وقومك.
وأما قولكم : (مع أننا نحفظ من سلسلتنا من السوقيين من ليس من الأيوبيين ولا اليعقوبيين) فقد قصر باعي عن الوصول إلى مغزاه، وكل ذهني عن تصور معناه إن لم يكن له ارتباط بما أشرتم إله من تمثيلكم بالسوقيين لإنسلمن.
6- الملحوظة السادسة قولكم : (والكتاب عندي ولا أريد التصريح به ولا باسم المؤلف ، ولكن أريد الستر عليه) ولعل هذه تحتسبُ الأجرَ بإضحاكك الثكالى بها ، وأنا أضحكك ومن وراءك ببشارة ، ألا وهي أن مما يقض مضاجع من تصفهم بغير الصالحين من السوقيين ، ومما يكمم أفواههم عن كل انتصر ، ومما لا يعجبهم قول الشيخ العتيق بن سعد الدين – أسعد ههنا ويوم الدين - في كتابه الجوهر الثمين في أخبار صحراء الملثمين ومن جاورهم من السوادين : (ومن الأجيال ما يقال له انتصر : بهمزة مكسورة ونون ساكنة وتاء وصاد مفتوحتين وآخره راء ساكنة ، ويقال له أيضا أيت إنصر :بهمزة مفتوحة وياء وتاء ساكنتين ، ومعنى الكلمة أولاد إنصر بهمزة مكسورة ونون ساكنة وصاد , والمراد بهم الأنصار ، وهذا الجيل يسكن في بلاد تَغَارُسْتْ وتنبكت وكُنْدَامْ وفيهم عزة ومنعة وكانوا في أيام تغلب إمَاجَغَنْ تحت حكمهم وفي أيام تغلب فرنسا مستقلين بإمارة عظيمة لا يطمع أحد في استتباعها بل يخشى أكثر الأمراء من حكمهم عليهم وعلى أتباعهم، وأما نسبة جمهورهم إلى أنصار النبي صلى الله عليه وسلم فمن القطعيات عندهم حتى أن بعض جهالهم لا يعترف لغيرهم بالأنصارية ويفتخرون بمآثر الأنصار كما يفتخر الولد بمآثر آبائه)
فالمناسب أن تشيد به وبكتابه وتبرزه وتضعه فوق رأسك ، وأخشى أن يبلغ بمن تصفهم بغير الصلحاء السفهُ وعدمُ الصلاح أو الأخذ بمبدإ الاقتصاص ولو من غير وجه شرعي في يوم من الأيام ردَّ قول الشيخ واقتحامَ منكر الطعن في أنسابكم مقابلة بالمثل لنحو قولكم : (ولا يُحفظ لغيرهم صحة الانتساب إلى الأنصار في بلاد تنبتكو، ولا يحفظون هم نسبا ينتمي إلى الأنصار من القبائل الأخرى غير نسبهم ، هذا مع علمهم وإقرارهم بوجود من ينتمي إلى الأنصار في تلك المنطقة من غيرهم ، ولكن التسمية ـ أعني الأنصار ـ زالت عنهم بسبب من الأسباب .
ولذلك لا يُمَيَّزون من غيرهم ، وتلاشى بعضهم في قبائل الطوارق والبربر والبرابيش ، وغيرها من قبائل المنطقة ، ولا ينفي ذلك عنهم النسب ، ولكن يجعله غير معروف ولا مقطوع به .
وكل من انتسب إلى الأنصار من أهل "مالي" من غير هذا النسل (نسل بني إنفا) فاعلم أنه شيء توصل إليه وارتضاه لنفسه في أخرة ، وليس ذلك بمشهور ولا معروف له ولا لآبائه من قبل، والله أعلم بحقيقته) وقولكم الآخر : (ولو كان إثبات النسب بسرد أسماء لا تعرف حقيقتها في سلسلة من المجاهيل حتى ممن يدعي الانتماء إليها لكان الأمر أسهل وأهون من ذكر ما قدمته لك .
ولدى هذه القبيلة سلسلة بأسماء أجدادهم ، ولكني لم أعتمد عليها ـ مع علمي بتواترها ـ بسبب ما قدمته في صدر هذه المقدمة .
ولأن العمل جارٍ في ذكر الحقائق التاريخية لرجال هذه السلسلة بما لا تكتنفه الشبه ولا يحتجب عن ذوي البصائر ، حتى لا تكون هذه السلسلة الصحيحة كالسلاسل التي يذكر أصحابها أسماء مجردة لا عهد لآبائهم بها ، ولا تُعرف صلتهم بها ، إلا بمحض الظن ورجمٍ بالغيب .
فليست صحة السلسلة بتشابه الأسماء وتوافق الألقاب ، كما توهم كثير ممن يجهلون أنسابهم فجعلوا يلصقون آباءهم بغيرهم ، وجعلوا يتعلقون بحبال واهنة وأسباب واهية ، وظنوا أنهم بذلك قد تربعوا على شامخ المجد ، وذرى العزّ ، وما دروا أنهم في الحقيقة قبعوا في بيوت أوهن من بيوت العناكيب ، وأن عملهم لم يرفع لهم رأسا ، ولم يشيد لهم أُسّا( . .



كتبه الأستاذ / محمد المحمود الأنصاري


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالله ; 06-07-2010 الساعة 06:26 PM

رد مع اقتباس