عرض مشاركة واحدة
قديم 03-03-2012, 08:15 AM   #17
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الدرر اليواقيت من مناقب ومآثر قبيلة: كل تجايت



اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
الحمد القائل حكاية عن صاحبي السجن، مع النبي يوسف ـ عليه السلام ـ الكريم الحديث الصحيح الحسن:
ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما أني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق خبزا تأكل الطير منه نبأنا بتأويله إنا نراك من المحسنين*
قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلاّ نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمون بالله وهم بالآخرة هم كافرون*واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون*يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار*ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين ولكن أكثر الناس لا يعلمون*
قلت ما أعظم مهمة الرسل ـ الدعوة إلى الله تعالى ـ وما أجلها، وما أوضح سبيلها، وما أجزل ثوابها.
دعوة إلى إفراد الله تعالى بالعبادة، والتحذير من الوقوع في الإشراك في المنسك والعادة.
يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار*ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين ولكن أكثر الناس لا يعلمون*
اللهم احشرنا مع النبيين...
فيا لك مــــــــن ليل تقــــاصر طوله***وما كان ليـــــــلي قبل ذلك يقــــصر
إن هذا الشاعر صادف بالفعل الحكمة، لا سيما في مثل تي المشاعر، وهي أن طول الأزمنة وقصرها يتعلق التنبه بها بظروف أصحابها خاصة إذا كان مظروفها ظرف السعادة المشبعة بمعانيها الجملية الجليلة المكرمة.
التي منها ليلتنا ـ ليلة الفضائل في تمام كرم الضيافة وحسن معاني القرابة الكريمة التي عاينتها من تلك القبيلة السوقية الجليلة المآثر، قبيلة كل تجايت ولقد شهدت منها ما هو من نوادر جواهر المثل السائر.
ولقد شغلني عن كثير من معاني فضائلها، ما وقع من السوال في أصول الدين ـ التوسل بالجاه ـ مما دسه أعداء الإسلام منذ القدم وإن كان من دسه من المنتسبين إليه.
وهو جواز التوسل بذوات المخلوقات من الأنبياء والأولياء ـ أجل القربات عند الصوفية، ومن نهج منهجهم المفترى في مثل هذه المسألة، وغيرها مما أحدثوها من البدع في الأصول والفروع المفتريات.
فكان هو ما وجه ـ كما مضت الإشارة إليه ـ إليّ الشيخ الداعية السلفي القاسم بن نقا ـ رحم الله السلف وبارك في الخلف.
فأجبت عن سؤالاته حول التوسل بالجاه وما يجري مجراه من معاني التوسل الممنوع، وذكرت لهم جملة من الأدلة المجملة الصحيحة والضعيفة، كما مر بسط شيء منها في هذه العجالة، التي أردت هنا إقامة البينة، للذين شهدوا مكارم حسن اللقاء في تلك الليلة، خاصة مع أهل العلم الفضلاء، ممن تشرفت بلقائهم الكريم، من أعيان الحي الجميل المآثر، والمناقب التاريخية الدرر النواضر.
ولقد أوردتها أسوة حسنة بيوسف ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم ـ نهج الرسل والأنبياء في تقديم أولوية الدعوة إلى الله على كل شيء، مهما تنوعت المناسبات لها، والأصل الدعوة إلى الله تعالى في حياة أهل العلم، وغيرها يجرى مجرى الجمل الاعتراضية، فذكر ما يتعلق بالدين تصحيحا والدعوة إليه، هو الأصل، لأن الدين النصيحة، في المشافهات والكتابات، على ضوء الآيات الآنفة الذكر، التي يقول الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ عنها: ومعنى الكلام عندي:
· العلم بتأويل رؤياكما.
· والعلم بما يأتيكما من طعامكما.
· والعلم بدين الله.
فاسمعوا أولاً ما يتعلق بالدين لتهتدوا.
ولهذا لم يعبر لهما حتى دعاهما إلى الإسلام.
وقيل: إنما دعاهما بذلك إلى الإسلام، وجعل المعجزة التي يستدلان بها، إخبارهما بالغيوب.
قلت ما أعظم جلالة الدعوة، ولطافة مناسباتها.
فهذا منهج دعوي نبوي عظيم، فليضع كل واحد ممن أتاه الله شيئا من العلم، أن يعلم أن الدعوة إلى الدين مقدمة، وتبيين ما صح من تعاليمه، وكشف ما ليس منه على ضوء الكتاب والسنة، مما مضى عليه الرعيل الأول، من السلف الصالح ـ الصحابة ومن نهج منهجهم الرضي..
فليحذر الذين ينشرون البدع، أو يتنصرون لأهلها تحت أي زعم، أن يتربصوا فيجازون جزاء المتربصين.
وليعلم الجميع أن من ضل، فإنما يضل على نفسه، وإن اهتدى فإنما سلك سبيل النجاة لنفسه، فمستقل، ومستكثر.
وليعلم الجميع أن الحكم فيما يسوغ فيه الخلاف ـ فضلا ما لا يسوغ فيه ـ هو الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح...
وليعلم الجميع أن الناصح إذا قدم النصح ـ حسب ما أوتي من علم بالمنصوح به، فقد فعل ما هو حق الله عليه، وأما إجبار المنصوح بأخذ النصح، فليس من الواجب على عامة الناصحين.
لقوله تعالى: إن عليك إلاّ البلاغ.
وقوله تعالى: وما أنت عليهم بمسيطر.
وقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم.
فختاما لقد مدح الله الذين يستمعون القول: فيتبعون أحسنه.
اللهم اجعلنا منهم ـ يا من لا يتعبد بالتوسل المشروع إلا له، أن ترزقنا علما نافعا، وقلبا خاشعا، وعملا متقبلا، ويوم يقوم الحساب، مع الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.



 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 03-05-2012 الساعة 11:34 AM

رد مع اقتباس