عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2009, 11:48 PM   #17
عضو مؤسس


الصورة الرمزية م الإدريسي
م الإدريسي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Mar 2009
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي أنا معك يا شيخنا



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف الأدرعي الجلالي مشاهدة المشاركة
الأخ الإدريسي
الأخ أداس السوقي
أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأنصاره
ثم إني أحيي وأقدر في أخي الكريم أداس استعجاله للتجاوب العلمي في هذه المسألة بعد أن توقف الحوار فيها نظرا لازدحام المشاغل
وأقدر وأحيي في الأخ الإدريسي ما بذله من جهد يرمي إلى تحريرها وتقريبها لأذهان القراء
وأقدر وأحيي من القراء حسن القراءة وحسن الاستفادة ، ولعل حسن المتابعة شاكرا للجميع
ثم إني لا زلت مخالفا بالإعجام ، إلى أن أجد شيئا ينقلنا عما نحن عليه –ولما أجد- ومحالفا بالإهمال دائما
وبالتالي :
أما أنت يا أداس فالتعليق عليك في نقطتين :
أولا : ماتوصلت إليه من نتيجة وجود الخلاف في المسألة بناء على ما تقدم ، ذلك ما أخالفك فيه ، وسيتضح وجه خلافي بقراءتك معي إلى آخر محطة ، فتابع إلى أن تودع المقال وداع وداد –إن شاء الله –
ثانيا : على فرض وجود الخلاف فإنه لايرفع نفسه –هذا على تسليم الوجود – ولما نسلم –وبالتالي نطالبك إن لم تقتنع بالآتي بالإسهام في إيجاده محققا إن كنت مائلا إلى ذلك كأول خطوة ، ثم بذل الجهد في رفعه مع الإدريسي والقراء
ومن ثم أوضح : أنه تأكد عندك وجود الخلاف بناء على تعريف الشيخ محيي الدين للكلام واستشهاد الإدريسي به ، فدعاني معا أناقش الشيخ محيي الدين بعد تقبيل رأسه
قائلا له - وبكل احترام –
أولا : ما تعريف الكلام عند اللغويين ؟
أجاب - رحمه الله - (أما الكلام اللغوي فهو عبارة عما تحصل بسببه فائدة سواء كان لفظا أم لم يكن كالخط والكتابة والإشارة ) ثم أضاف قائلا : كما نقله عني –وبأمانة – الشيخ الإدريسي –وفقه الله –
قلنا : اسمح : لنناقشك –وبهدوء – فإنا لك مخالفون –
قال: لا بأس
قلنا :أما قولك ( عبارة عما تحصل بسببه فائدة ) فإنا لا نخالفك ولا الإدريسي صاحبك في أن من الكلام اللغوي ما تحصل بسببه فائدة كما يدل عليه قولنا (سواء أفاد ) أي في مقالة سابقة لنا تعليقا على مقال للإدريسي بعنوان (لامشاحة في الاصطلاح )فارجع إليها
والسؤال هل في كلامك هنا حصر للكلام اللغوي في المفيد فقط ؟ لا أراه
ثانيا : أننا تقدم أنه لا نخالفك أن من الكلام اللغوي ما هو مفيد ، فسلم أيضا أن منه ماليس بمفيد كما يدل عليه قولك في تطبيقاتك لتعريفك المتقدم ص 6 التحفة (فلو قلت[ إذا حضر الأستاذ ] لا يسمى كلاما )
وللتوضيح للقراء نسألك عن قولك هنا( لايسمى كلاما )فنقول:
(لايسمى كلاما)عند من ؟
إن قلت عند النحويين ، قلنا هذا ليس محل البحث ويمنع السياق إرادته ، وليس لأجله سيق المثال –دعه جانبا -
وإن قلت عند اللغويين لزمك أن تعريفك للكلام اللغوي غير جامع ، ولا يمكن أن يكون المقصود الكلام النحوي، فلزمك الأول ( اللغوي )
إن سلمت ، قلنا لك هذا ما نعني بقولنا في المقال السابق (أولم يفد)
وإن لم تسلم فماذا تعني بالفائدة ؟
إن حملتها الإيجاب والسلب معا فمن أين لك ذلك ؟
واسمح إذ لايسمح الوقت لانتظار جوابك على هذه إلى أن نرجع
ونلخص مما تقدم ما يلي :
أولا : لك مني العذر إما بالسهو الذي لاينفك عنه الإنسان أوبسبقة قلم ، فلنكمل لك تعريفك تبرعا أو وفاء لك بخدمة العربية بأن تضيف إليه (أو لم تحصل )
ثانيا : إن لم يعذرك غيرنا فمن حقه أن يقول لك : في مجموع كلامك خلط بين الكلام اللغوي والنحوي إذا أجري على ظاهره كله، وقصور إن اكتفينا بتعريفك دون تطبيقك له
واسمح، يابن عبد الحميد –ولعلك تقول : الحي قد يغلب ألف ميت – نعم ، إن قلتها قلنا ليس القصد المغالبة إنما هي خدمة العربية معك
ونعود إلى الإدريسي فنحيله إلى ما تقدم من الحوار معك قائلا له : إن أنت اقتنعت به سقط الاحتجاج بكلام شيخنا رحمه الله ، وانتظرنا منك بديلا نبني عليه وجود الخلاف ، ولنا التشبث فيما بين ذلك باحترام خلافك ووجهة نظرك بعيدا عن ابن عبد الحميد
ونذكرك بأنه قد أورد الصاحبي في فقه اللغة1/15 أن ( الكلام ماسمع وفهم) ثم قال وقال قوم : ( الكلام حروف بلا مؤالفة دالة على المعنى والقولان عندنا متقاربان –والكلام له –لأن المسموع لا يكاد يكون عندنا إلا بحروف مؤلفة تدل على معنى ثم ذكر عن بعض البغدادين أن الكلام على ضربين مهمل ومستعمل فالمهمل ما لم يوضع لفائدة والمستعمل ما وضع ليفيد ) قلت : مثال الأول (ديز ) ومثال الثاني( إن قام زيد )في غير المفيد ‘ و(قام زيد )في المفيد
وبهذا نقول للأخ أداس إن وجد خلاف في المسألة فلم يظهر لي بعد على ما يتضح لك بعد انتهاء الكلام ، مذكرا له وللأدريسي بقول ابن عقيل السابق ناقلا عنه بواسطة –للفائدة – قال في ضياء السالك في تعريف الكلام :أما عند اللغويين فهو القول وما كان مكتفيا بنفسه في أداء المقصود منه كالخط والإشارة والرمز ويقول ابن عقيل هو في اللغة اسم لكل ما يتلفظ به مفيدا كان أو غير مفيد )ج1 ص 25
رجعى إلى الشيخ الإدريسي في تحريره للمسألة
فنقول تحريرك للمسألة يتلخص فيما يأتي ( إطلاقات ، كلام من نقلت عنهم ، المتحصل )
وسنعلق بإذن الله على كل
أ- إطلاقات :
أولا :إطلاق الكلام اللغوي على ما يسمونه بالدوال ، هذا ليس هو محل الخلاف ، محل الخلاف هل الكلام اللغوي يوصف بالإفادة أولا ، وأما الدوال فإدخالها في الكلام اللغوي مجاز فنحن لا نسلمها إلا باعتباره عرفا لغويا نحويا مجازيا ، أما إذا عدنا إلى صلب الموضوع الذي هو الإفادة وعدمها فتترك جانبا ولاتذكر إذ ذكرها تبع للتجوزات في إطلاق الكلام لا بالنظر إلى الإفادة وعدمها
أما إطلاقك الثاني فتعليقنا عليه أنه هو الصحيح وهو الموافق لما ذهبنا إليه وما سيأتيك من كلام العلماء قريبا، فتشبث به
ب -كلام من نقلت عنه
كلامات الصبان يقال فيها ما قيل لك في إطلاقك الأول ، وكلام غيره كالأسنوي مؤيد لمذهبنا فخذ به بقوة
ج – المتحصل
وهو قولكم : ( فيتحصل أن كل مفيد فهو كلام ولا عكس أي ليس كلما هو غير مفيد فهو غير كلام فالمفيد عندهم كلام دائم )
يجاب عنه بما يلي
أما قولكم ( فيتحصل أن كل مفيد فهو كلام )نعم نوافق على ذلك
أما قولكم :(ولا عكس) إن أردتم باللاعكسية أن غير المفيد ليس كلاما عند اللغويين فهو محل الخلاف ولم نجد ما يرفعه من الثلاثية المتقدمة (الإطلاقات ... النقولات ...المتحصل )
أما قولكم ( ليس كل ماهو غير مفيدفهو غير كلام عندهم )فجوابنا عليه أنه يحتاج مرادكم هنا إلى مزيد من التوضيح ؟؟؟
والتحقيق بعد كل ما مر من عدم تسليم كلام الشيخ محيي الدين وإطلاقات الشيخ الإدريسي أن الكلام في اللغة اسم لما أفاد أو لم يفد قال الجوهري:( الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير ) الصحاح 12/522قلت: وفي قوله اسم جنس دليل على استعماله في المفيد وغير المفيد لأن القليل والكثير قد يتضمن كل منهما المفيد واللامفيد ، ويتأيد هذا بقول كثير عزة
لو يسمعون كما سمعت كلامها ***خروا لعزة ركعا وسجودا
فإن إطلاقه للكلام هنا –وهو ممن يستشهد بشعره- لا تكاد تشترط فيه الإفادة، إذ المتهالك في عشقه قد يكفي للإجهاز عليه كلمة واحدة ، يكفي سماع رخيم صوت معشوقته ، فلنفترض أنها قالت (إن أنت ياكثير)تريد (أتيتنا بعد الليلة شهرنا بك وعذلناك وما عذرناك ، ثم سكتت قبل جواب الشرط هل هو كلام عند اللغويين ؟
قال الزمخشري في تعريف الكلام اللغوي (المركب من كلمتين أسندت إحداهما للأخرى )
قلت: ولايخفى عليكم أن التركيب والإسناد قد تحصل بهما الفائدة وقد ،لا
وكما للجوهري والزمخشري ما للجرجاني في التعريفات إذ قال في تعريفه الكلام مطلقا (ما تضمن كلمتين بالإسناد 1/ التعريفات 59
نعم ، أضف إلى ذلك ماقال الآمدي :( الكلام اللساني قد يطلق تارة على ما ألف من الأصوات والحروف من غير دلالة على شيء) أي غير مفيد وهو قصدنا بقولنا (أولم يفد )وفي قوله تارة دلالة على أن هناك تارة يدل فيها على شيء (أي مفيد ) وهو قصدنا بقولنا (سواء أفاد )وتابع الآمدي قائلا ( مذهب أكثر الأصوليين أن الكلمة الواحدة إذا كانت مركبة من حرفين فصاعدا كلام ولاجرم قالوا في حده هو ما انتظم المسموعة المميزة المتواطأ على استعمالها الصادرة عن مختار واحد )
قلت وإذا صح انتظامه من حرفين سقط اشتراط الإفادة وذلك ما نعنيه بقولنا (أو لم يفد)بل وقد ينتظم من حرف واحد مفيدا كان أو غير مفيد مثل قولك (ر)تعني أمرا من الرؤية مقتطعا من فعلها رءى أولا تعنيها ففي الأول يفيد وفي الثاني لا يفيد
وما جاز فيها جائز في سائر الحروف ما جاء منها لمعنى وما لم يجئ (إلى )(عن)( في )
وبربط كل ما تقدم مع ما تلقيناه من مشايخنا ابن آجروم وابن مالك يظهر أنه هو فحوى كلامهما قال ابن آجروم ( الكلام هو اللفظ المركب المفيد ...)فهذه القيود اللفظ ، التركيب الإفادة ، تشعر بأن ما لم تتوفرفيه كلام لآخرين غير النحاة
إن سلمنا ذلك فمن هم ؟
هم اللغويون طبعا كما قال الشارح يعني كلام النحويين لا كلام اللغويين لأنهم لا يشترطون هذه الشروط ...
ويبقى إذا سلبنا كلامه هذه الأوصاف وأعطينا السلب للكلام اللغوي والإيجاب للنحوي أنه لا يتضمن ذلك القيد الثاني ( وهو الإفادة بالنسبة للغوي ‘
والجواب عن ذلك لو اعترضتم به أنه يكفي من ذلك ما تقدم عن غيره من أهل العلم بالإضافة إلى أنه في سياق تحرير الكلام النحوي لا اللغوي ،وما أتينا به إلزام له قد لايلزمه وقد لا يحتاج إليه إذ ربما مقتنع بما نريد أن يلزمه
ومثل ماهنا يقال في قول ابن مالك في الخلاصة (كلامنا لفظ مفيد كاستقم
وقوله في الكافية :
قول مفيد طلبا أو خبرا *هو الكلام ...
يعني أن مااتصف بالقيود السابقة هو الكلام في النحو وما لم يتصف هو الكلام اللغوي ويقال في الإفادة التي من أجلها كل الكلام ما قيل للآجرومي
وهذا ما سمح به الوقت
وختاما :ألفت النظر إلى أنه من تحرير المسألة دراسة كل من دلالة(ن ط ق ) (ل غ ا ) (ق و ل ) وقد بذلت جهدي في شيء من ذلك وضاق علي الوقت وطال المقال فخفت من الإملال ولعلي أجد مناسبة أخرى فأضمها إلى ما تقدم
وأجدد الشكر فقد أفدتموني ،،، والله ولي التوفيق
************************************************** ****************
لم يعد بيني وبينك خلاف حقيقي يا شيخنا , بالعكس , أنت محي الدين في هذه وابن عقيلها وابن مالكها , إنما بقي فقط أن ننتبه إلى أن التعريفين كلاهما ( تعريف ابن عبد الحميد وتعريف ابن عقيل ) كلاهما قاصر , إذا اعتبرت الدوال كلاما عند اللغويين .
أما القصور في تعريف ابن عبد الحميد , فيتجلى في عدم شموله للألفاظ غير المركبة التي لا تحصل بها فائدة , وهي تسمى كلاما عند اللغويين , فتعريفه غير جامع.
أما تعريف ابن عقيل , فقد ارتكب فيه غلطا منطقيا ؛ لأنه ذكر المعرف في التعريف فقال : الكلام ...عبارة عن كل ما يتكلم ...فقوله : ( يتكلم ) لن نعرف المقصود منها إلا إذا عرفنا ( الكلام ) المقصود , ففيه دور .
وهذا هو مكمن الخلل في تعريفه .


 
 توقيع : م الإدريسي

قال الإمام العارف ابن قيم الجوزية -رحمه الله : كل علم أو عمل أو حقيقة أو حال أو مقام خرج من مشكاة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فهو من الصراط المستقيم وما لم يكن كذلك فهو من صراط أهل الغضب والضلال ).


رد مع اقتباس