عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-27-2009, 12:13 AM
عضو مؤسس
م الإدريسي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل : Mar 2009
 فترة الأقامة : 5526 يوم
 أخر زيارة : 09-06-2012 (03:33 PM)
 المشاركات : 419 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : م الإدريسي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أسلوب التعامل مع النقد



[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني أخواتي إن من يطل على موقع مدينة السوق في الأيام الأخيرة, لا شك أنه ستتردد عليه كلمات, أمثال: جز الغلاصم,وكز الأراقم,زئير الضراغم, إلخ..هذا المعجم الذي يستفز جمهرة من الناس, وينتمي إلى معجم النقد القديم, مما يجعل نفوس رواد المنتدى في هذه الأيام متهيئة بطبيعتها إلى استقبال المعلومات عن النقد وأساليبه وأساليب استقباله, وهو موضوع مهم في كل وقت, ولكن يحسن استغلال هذا التهيئ الذي حصل بسبب الملحمة الشعرية الأخيرة.
فحبذا لو أخذنا بعض المعلومات ذات العلاقة, لعلها ترسخ أكثر في هذه الأيام.
وقد اخترت العنوان(أسلوب التعامل مع النقد)وأتمنى أن تشاركوا فيه بآرائكم واستفساراتكم.
الإخوة الكرام.
الإنسان بطبيعته ناقد متفحص للبيئة من حوله, وكل منا دائم النقد والتقويم منذ الاستيقاظ صباحا إلى وقت النوم, وهذا ما يقودنا للتطور والارتقاء, فكلما لا حظنا جوانب نقص وقصور في الأشياء من حولنا أو في قدراتنا, عملنا على معالجتها, ومهما كانت درجة إتقانك لما تقوم به ودرجة مهارتك, فالأرجح أنك ستتعرض لنقد ما.
يمكن أن يكون النقد بناء عند ما يكون هدف الناقد المساعدة بشرط استخدام أسلوب يقدم مقترحات جديدة للتغيير, ويركز على المستقبل وما ينبغي فعله, فأنت بحاجة ماسة مستمرة للنقد ؛لتعرف أين تقف؟ وترى بوضوح المنطقة التي تعد بالنسبة لك منطقة عمياء, فالنقد البناء يعتبر من قبيل التغذية الراجعة التي تمدك بمعلومات مهمة, ويمكن أن يكون النقد هداما, إذا كان هدفه هو الإقلال من شأن الفرد المتلقي للنقد, أو بسبب الغيرة والمنافسة.
وقد يكون هدف النقد المساعدة, ولكنه يستخدم أسلوبا مزعجا يهاجم الشخصية, ويقلل من الذات, ويركز على الماضي وعلى الأخطاء دون تقديم مقترحات محددة, ويكون مجرد رد فعل مزعج. وهذا لن تكون نتائجه محمودة.
ويفترض أن النقد لا يؤدي إلى التقليل من الذات, على اعتبار أن تقدير الذات ينبغي أن يكون داخليا ولا علاقة له من بعيد ولا من قريب بالنقد, ويفترض ألا يعتمد تقدير الذات على رأي شخص آخر, ولا أن ينخفض بسبب النقد, أو يرتفع بسبب المدح.
ولكن نتيجة لعدم إدارة العقل بوعي, ولوجود الناقد المرضي يصبح تقدير الذات هدفا سهلا للنقد, ويعد مخفضا قويا لتقدير الذات.
نحن لا نعيش الواقع بشكل مباشر, بل بشكل غير مباشر من خلال خرائطنا وتصوراتنا الذهنية, فلكل منا لديه ما يشبه الشاشة برأسه, والنقاد لا ينتقدونك, بل ينتقدون ما يرونه على شاشاتهم.
وقد ثبت علميا ثبوتا لا يقبل التشكيك أن ما يسمى بالخرائط الذهنية ليست هي الواقع, وأنها بنيت على معلومات ضئيلة جدا, تلك التي استطاعت الحواس نقلها, وأنه حدث لها تشويه وحذف وتعديل وإضافة, وفقا لعدد من المرشحات.
منها: البيئة الداخلية المتمثلة في البرامج العقلية والقناعات والقيم والخبرات السابقة, ومنها: النماذج السلوكية الناتجة من تأثير البيئة المحيطة, فتتكون نماذج معينة من السلوك.
ينطبق هذا الأمر على النقاد أنفسهم, فقد يتأثر أسلوب النقد لدى المرء وفقا للنماذج السلوكية الناتجة من البيئة المحيطة, فبعض الأسر يكون العرف السائد فيها هو توجيه النقد, وبعضها اعتاد على أسلوب السخرية والتهكم, مما يجعل الفرد ينشأ على إطلاق النقد السلبي دون النظر لحقيقة الأمر.
كما يتأثر الناقد بحالته الشعورية, فعند ما يكون غاضبا تتأثر رؤيته للأشياء بخلاف رؤيته للأشياء نفسها لو كان سعيدا, وينطبق ذلك على حالته الجسمانية(الفسيولوجية)فإصابته بمرض ما تؤثر على أحكامه, فقد ينتقدك بسبب ارتفاع السكر لديه, وليس بسبب عيب فيك.
وعلينا ألا نصدق كل ما يعرض في تلك الخرائط الذهنية, سواء التي تخصك أو التي تخص الآخرين, فمدخلات الشاشة متنوعة ولكنها تتفق في أنها لا تتطابق مع الواقع. وأنها عرضة للتغيير والحذف.
فإدارة العقل بوعي تعني السيطرة على ما يعرض في شاشة عقلك, وأن تقوم بضبطها وتحسين جودة ما يعرض فيها , ومن جهة أخرى تعرض ما يردك من نقد, وتقبل الإيجابي منه وترفض السلبي.
مثال: لو افترضنا أن لديك مديرا في العمل, لديه عادة النقد الهدام, ودائم التقليل من شأنك أمام الآخرين, ولا يقدر الجهد الذي تبذله في تأدية مهام عملك....؛لكي تتعامل مع هذا الأسلوب بحيث لا يؤذي تقديرك لذاتك, يمكن لك إعادة تأطير ذلك من خلال طرح العبارات الآتية:
-لا يعرف مديري تأثير هذا السلوك علي.
-ينال مديري المعاملة نفسها من مديره هو.
-ربما مديري معتاد على توجيه النقد وفقا لبيئته.
-ربما مديري يريد أن يختبر مدى صلاحيتي لمنصب معين.
-مديري لديه معاناة أو عقد نفسية.
فهذه الأساليب تجعلك تفكر في الأسباب التي دفعته للقيام بهذا السلوك بدلا من التصديق لما يقول في مهاجمة ذاتك.
والآن وبعد هذا التمهيد ننتقل إلى كيفية الاستجابة الفاعلة للنقد من خلال الأساليب الآتية. ولكن في لقاء قادم, وإلى ذلك الحين أستودعكم الله.
[/justify]




رد مع اقتباس