عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2009, 01:39 PM   #3
مراقب عام القسم التاريخي


السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي حادي النياق بأحمال الترحيبات الحسنى إلى المستكشف صاحب مباحث الأخلاق



حادي النياق بأحمال الترحيبات الحسنى إلى المستكشف صاحب مباحث الأخلاق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله اللطيف الكريم العظيم الجليل، الممتن على من يشاء من عباده بالخلق الحسنى ـ فاهدنا إلى أحسنها ـ أنت الهادي إلى سواء السبيل.
والصلاة والسلام على من بعث ليتمم مكارم الأخلاق، محمد نبينا ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الرضية أخلاقهم بالاتفاق، ومن تبعهم بإحسان اتباعاً لسنن الهدى وتخلقاً سني الوفاق.
مستكشف الفضائل لرواد منتدانا العزيز: ذكر بعض أرباب علم الحديث بعض آداب المحدث الفاضل، متناولاً من بينها ما هو متعلق بجانب ما تريدون أن تشاركوا به، قائلاً:
والزهد مع مـــكارم الأخــلاق * أولى في الامــــلاء بالاتـفاق
أيها الشيخ الكريم:
ألــــق عصاك وادخــــل * وابشر ببشر وقـــرى معجــل
الشيخ الفاضل/ لقد اخترت أن تتفضل على منتديات مدينة السوق، بل علينا معشر أبنائها بأمر مهم عظيم جميل في حياة كل إنسان فضلا عن أبناء الإسلام الذين هم أحق من أرشد إلى مكارم الأخلاق، فهم الحريّون بالتخلق بما يهذب النفوس لتكون زكية بسنن الفضل والرشاد، لأن الدين الحنيف مبني كله على الخلق العظيم، على نوعين ضمّاً.
النوع الأول: الخلق التي تجب للخالق ـ سبحانه ـ على وجه التقرب بها عبادة لله ـ تعالى ـ وحده فرضاً:
أ-: كقوله جلّ وعزّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قال الماوردي: أَولَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُم فِي الآخِرةِ. وفي أصل الخلاق قولان :
أحدهما : أن أصله من الخّلق بفتح الخاء وهو النفس ، وتقدير الكلام لا نصيب لهم .
والثاني : أن أصله الخُلق بضم الخاء لأنه نصيب مما يوجبه الخُلُق الكريم . تفسير كتاب: (النكت والعيون 1/404). مؤسسة الكتب الثقافية.
فسبحان الله العظيم القائل: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا}.
{وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ}.
ب -: ما جاء من الخلق ندباً في حق الله تعالى كجميع نوافل القربات، كقوله سبحانه: {وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ}.
النوع الثاني: الخلق التي يجب أن يتعامل بها مع المخلوق مما ورد على وجه الفرض له من الحقوق. أ-: كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً )
ب -: ما ورد للخلق على سبيل الندب الخلوق، منه قوله تعالى: {وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}. {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
فسبحان الله رب العرش العظيم ديننا الإسلامي كله خلق عظام. ما بين خلق تعبدية تقديسية لربنا جلّ شأنه عظيمة، وما بين خلق إحسانية دينية لخلقه كريمة. وصدق الله إذ يقول: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
لذا فإننا نلتمس من صاحبنا أخي ابن عياض، أن يتحفنا بأزهار الرياض:
1- نشر ما صح عن من قيل في عظم خلقه صلى الله عليه وسلم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.
2- نشر ما أثر عمن قيل في عظم خلقهم في الإسلام: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ}.
3- نشر ما عثر عليه مما تستظرفوه من الآداب الحسنة الموافقة لسنن الإسلام المشروعة، لأنها مما ينبغي أن يتقرب بها إلى الله تعالى كإحدى القربات في الدين، وصدق الله جلّ في علاه في قوله العظيم: (إن الدين عند الله الإسلام) (ورضيت لكم الإسلام ديناً).
أسأل الله السميع مجيب الدعوات أن يبارك الله فيكم، وينفع بجهودكم، ويرزقنا وإياكم الإخلاص والقبول.
4- التفضل على منتداكم بذكر المصادر حتى يستفيد منها الرواد خاصة صاحب هذه الأحرف فهو من أحوج الناس إليها، وإلى الاستفادة منها ـ والله المستعان .
أخوكم الراجي عفو ربه ورضاه.
يحيى السوقي
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 
 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس