عرض مشاركة واحدة
قديم 12-05-2011, 09:13 AM   #6
مراقب عام القسم التاريخي


الصورة الرمزية السوقي الأسدي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل :  Feb 2009
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: حقوق الإنسان بين المفاهيم الغربية و في الإسلام



المدخل:

ولست أبالي حين أقتل مسلما**على أي جنب كان في الله مصرع
وذاك في ذات الإله وإن يــشأ**يبارك على أوصال شــلو ممزع
وكان خبيب ـ رضي الله ـ هو الذي سن الركعتين لكل مسلم قتل صبرا.
كما قاله القرطبي.
قلت ـ بادئ ذي بدء ـ: معاني بيتي هذا الصحابي الجليل خبيب الأنصاري ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ هي معاني حقيقة المسلم الذي وقر الإيمان العظيم في قلبه لمالك الملك يخلق ما يشاء، ربنا رب السماوات والأرض وعامرهما من الكائنات ـ سبحانه هو الله الواحد الأحد، خالق الكون جميعاً من عدم وكان الله قبل إيجاد الكون هو الله الفرد الصمد.
يا أميغالاد؟ أنت بالفعل حري بك أن تقلق على نفسك، لجرم ما قلت في حق رب العالمين، ودينه الذي نزل به الروح الأمين.
يا أميغالاد!!! إن اختيارك لهذا الاسم ذي المعنى السيئ، حقيقة من حقائق قولهم المأثور: البلاء موكل بالمنطق.
فاقلق كما تدل عليه دلالة اسمك باللغة الطارقية، وزد قلقاً بأن تلزم التوبة ـ ما دمت حيا ـ من سوء ما قلت: ويتوب الله على من تاب.
كما جاء به شرع أرحم الرحمين.
يا أميغالاد؟؟؟؟ لا بد من وقفات معك هنا من باب الموعظة والتذكير بعظمة الله ـ جل جلاله:
الوقفة الأولى: وجوب استحضار عظمة الخالق الله الملك القدوس.
((الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون)).
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: عرفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن، ويتلوه.
ومعنى: خلق: أبدع، وأوجد بعد العدم، وبعد أن لم تكن شيئا...
((أفلا تتذكرون)) في قدرته ومخلوقاته.
الوقفة الثانية: أهمية تذكر الإنسان نشأته ليعظم من أنشأه أول مرة بتعظيم أوامره، ونواهيه:
((نحن خلقناكم فلولا تصدقون))
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: فهلا تصدقون بالبعث لأن الإعادة كالابتداء.
((الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين))
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى:
((وأحسن)) معناه: أي: أتقن، وأحكم، فهو أحسن من جهة ما هو لمقاصده التي أريد لها...
لم يخلق الإنسان على خلق البهيمة، ولا خلق البهيمة على خلق الإنسان...
وقيل: هو عموم في اللفظ، والمعنى، أي: جعل كل شيء خلقه حسنا حتى جعل الكلب في خلقه حسنا.
((ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين))
((ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون))
أي: إذ خلقتم من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، ولم تكونوا شيئا...
فلولا تذكرون)) أي: فهلا تذكرون...
وعجبا للمصدق بالنشأة الآخرة، وهو لا يسعى لدار القرار.
الجامع لأحكام القرآن.
يا أميغالاد؟؟؟ التوبة التوبة مما قلت، وعلى ما قلت: فإنها واجبة عليك وجب الفرض، أعوذ بالله الشيطان الرجيم: ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض..
الوقفة الثالثة: أهمية التعوذ من همزات الشيطان، لأنه عدو مضل مبين.
هل تعلم له سميا، لا والله، إنه قد خسر وطغى من لم يسلم وجهه لله تعالى، و عتا في درجات الإجرام والهلاك عتيا.
أو ليس الجن ولإنس بصفة خاصة كل واحد من الخلقين بالإسلام مأمورون.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون.
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: قيل: إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبدوه، فجاء بلفظ العموم، ومعناه الخصوص.
والمعنى: وما خلقت أهل السعادة من الجن والإنس إلاّ ليوحدون.
وقال علي ـ رضي الله عنه: أي: وما خلقت الجن والإنس إلاّ لآمرهم بالعبادة.
واعتمد الزجاج على هذا القول، ويدل عليه قوله تعالى: وما أمروا إلاّ ليعبدوا إلها واحدا.
الجامع لأحكام القرآن.
بل كل المخلوقات انقادت لخالقها ربها طوعاً جبليا: وإن من شيء إلاّ يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم.
إلاّ إبليس وجنده فكل ضل سبيل الانقياد لله ـ جل في علاه ـ طوعا لما كان شقيا.
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: فإن قيل: كيف كفروا، وقد خلقهم للإقرار بربوبيته، والتذلل لأمره ومشيئته؟ قيل: قد تذللوا لقضائه عليهم، لأن قضاءه جار عليهم، لا يقدرون على الامتناع منه، وإنما خالفهم من كفر في العمل بما أمره به، فأما التذلل لقضائه فإنه غير ممتنع منه.
الجامع لأحكام القرآن.
وقد قهرهم القهار بالانقياد له أجمعين، فلعن إبليس لتمرده عن أوامر الله تعالى، واعتراضه على خالقه، قبل اعتراضات حزبه وجنده بعده على أوامر ربهم ـ جل في علاه.
((وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاّ إبليس قال ءأسجد لمن خلقت طينا))
((قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنك ذريته إلاّ قليلا))
قال القرطبي ـ رحمه الله: وفي الكلام حذف تقديره: أخبرني عن هذا الذي فضلته علي، لم فضلته وقد خلقتني من نار، وخلقته من طين؟...
((لأحتنكن)) أي: لأستأصلن ذريته بالإغواء والإضلال، ولأجتاحنهم.
الجامع لأحكام القرآن.
يا أميغالاد؟؟؟ فلتحذر أنت وأنا وغيرنا ممن لم يأته أجله، أن يقع فيمن اتبع الشيطان، وعصى الرحمن، من حيث يدري، أو لا يدري، المتوعد من اتبعه بالوعيد الشديد، كما في قوله تعالى ـ للشيطان إبليس ـ عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين:
((قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا))
الوقفة الرابعة: أن من تعظيم الباري ـ سبحانه ـ تعظيم دينه ـ شريعة الإسلام.
يا أميغالاد؟؟؟ هلا عظمت دين الله الخلاق العليم، دين الإسلام، هذا الدين العظيم.
أتعلم حقاً ما هو الإسلام!!!
أو تعلم حقاً ما معنى الإسلام!!!
أتعلم أن دين الإسلام، هو دين ربك ورب آبائك الأولين!!!
أو تعلم أن دين الإسلام ليس من وضع الأنبياء، والرسل، بل ولا من وضع رسل الملائكة الكرام البررة المقربين، فضلاً أن يكون من وضع البشر، فيوضع موضع واضعه في مقابل واضع غيره: أيهم أهدى سبيلا!!!
أو تعلم أن دين الإسلام، هو دين عظيم من عند الله العظيم، القائل سبحانه ـ عنه: إن الدين عند الله الإسلام.!!!
أو تعلم أن الإنسان، بل والجن مخلوقان لأجل إقامة عبادات دين الإسلام ـ دينا قيما!!!
أو تعلم أن كل دين سواه باطل قولاً واحدا: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.!!!
أو تعلم أن الله الرسل جميعاً أرسلوا برسالات شرائع الله شريعة شريعة إلى الشريعة الغراء ـ شريعة خاتم النبيين والمرسلين، القائل في حجة الوداع ـ اللهم ألا هل بلغت...
المقول في عظم وجلالة ما بلغه وعلى منتهى الحسن في التمام: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.!!!!
وميضات تعريفية بيانية أسوقها هنا قربة من القربات، اللهم لا تحرمنا جزيل أجرها يوم المثوبات.
وإن كانت مما لا يسع المسلم جهل ما لا يتم إسلام المسلم إلا بمعرفة مقتضاها، لاستحالة صحة الاعتقاد والجزم بجهل المعتقد والمجزوم به، خارج الضروري من الدين فضلا عن الضروري في الدين من معرفة مقتضى ضروريه:
الوميضة الأولى: الإسلام لغة:
قال الفيروز آبادي: أسلم: انقاد، صار مسلما.
القاموس.
قال أبو العباس أحمد بن محمد الفيومي: وأسلم لله فهو مسلم، وأسلم: دخل في دين الإسلام.
مصباح المنير.
قال الزبيدي: أسلم: خل في الإسلام، وصار مسلما.
قلت: من لم ينقد لله لفعل أوامر الإسلام، وترك نواهيه رأساً، فإنه لن يفيده اسم الإسلام شيئاً نقلا وعقلاً.
بل كذلك لو انقاد لتعاليم الإسلام نفاقا، أو خوفا من أن يؤذى في نفسه...
ولم ينقد بها لله تعالى كاستجابة لشرع الله رغبة ورهبة، فإن إسلامه لا ينفعه إلا في حقن دمه، كما تظهرت النصوص بذلك، وسيأتي بيان شيء من النقول في ذلك ـ إن شاء الله تعالى.
الوميضة الثانية: عظمة شريعة الإسلام في قوة حصانة جانب الممتثلين بها:
وذلك لنصوص الكتاب والسنة الكثيرة الواردة في ذلك، وليس هذا الموضع موضع سردها، لأن ذكرها لأهل العلم بها من تحصيل الحاصل، والذي أتعرج إليه هنا هو دقائق أقوال أهل العلم في سبيل بيان معانيها، من باب قول من قال: وحذف ما يعلم...
قال الله تعالى:((قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا)).
قال الأزهري: هذا يحتاج الناس إلى تفهمه، ليعلموا أين ينفصل المؤمن من المسلم، وأين يستويان.
فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدنا رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وبه يحقن الدم...
فأما من أظهر الشريعة واستسلم لدفع المكروه، فهو في الظاهر مسلم، وباطنه غير مصدق...
والمسلم الذي أظهر الإسلام تعوذاً غير مؤمن في الحقيقة، إلاّ أن حكمه في الظاهر حكم المسلم.
تاجا العروس...
قال القرطبي: والإسلام في كلام العرب: الخضوع والانقياد للمستسلم، وليس كل إسلام إيمانا، وكل إيمان إسلام، لأن من آمن بالله فقد استسلم وانقاد لله، وليس كل من أسلم آمن بالله، لأنه قد يتكلم فزعا من السيف...
الجامع...
الوميضة الثالثة: حقيقة المسلم بالإسلام التام:
قال الأزهري: فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته...
فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر.
والمسلم التام الإسلام مظهر الطاعة مؤمن بها.
تاج العروس.
وقال القرطبي: والإسلام هنا على أتم وجوهه...
فإن الإيمان باطن، والإسلام ظاهر، وهذا بين، وقد يطلق الإيمان بمعنى الإسلام، والإسلام ويراد به الإيمان، للزوم أحدهما الآخر، وصدوره عنه، كالإسلام الذي هو ثمرة الإيمان، ودلالة صحته، فاعلمه ـ وبالله التوفيق.
الجامع...
الوميضة الرابعة: حقيقة الإسلام ـ شرع من عند الله تعالى ـ دينا قيما:
قال القطبي ـ رحمه الله تعالى ـ عند قوله تعالى: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
الحادية عشرة ـ وفيها دليل على أن القرآن كان ينزل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئا فشيئا، وفي حال بعد حال، على حسب الحاجة إليه، حتى أكمل الله دينه، كما قال: اليوم أكملت لكم دينكم.
الجامع لأحكام القرآن.
وقال ـ رحمه الله تعالى: الثانية والعشرون ـ قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم.
وذلك أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين كان بمكة لم تكن إلا فريضة الصلاة وحدها، فلما قدم المدينة نزل الحلال والحرام إلى أن حج، فلما حج وكما الدين، نزلت هذه الآية: اليوم أكملت لكم دينكم.
وقال القرطبي: والدين عبارة عن الشرائع التي شرع، وفتح لنا، فإنها نزلت نجوما، وآخر ما نزل منها هذه الآية، ولم ينزل بعدها حكم.
قاله ابن عباس والسدي.
الثالثة والعشرون ـ قوله تعالى: وأتممت عليكم نعمتي. أي: بإكمال الشرائع والأحكام، وإظهار دين الإسلام، كما وعدتكم.
الجامع لأحكام القرآن
الوميضة الخامسة: عظمة دين الإسلام العظمى:
قوله تعالى: ورضيت لكم الإسلام دينا.
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: أي: أعلمتكم برضاي به لكم دينا، فإنه تعالى لم يزل راضياً بالإسلام لنا دينا...
وقال ـ رحمه الله تعالى: والإسلام في هذه الآية، هو الذي في قوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام.
وهو الذي يفسر في سؤال جبريل للنبي ـ عليهما الصلاة والسلام ـ وهو الإيمان والأعمال والشعب.
الجامع لأحكام القرآن.
وقال القرطبي: عند قوله تعالى: إن الدين عند الله الإسلام. الدين في هذه الآية الطاعة والملة، والإسلام بمعنى الإيمان والطاعات...
الجامع لأحكام القرآن.
الوميضة السادسة: منتهى التأكد في إبلاغ الرسل شرائع الله تعالى إلى أممهم:
قال تعالى: ((ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم)).
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: أي: ليعلم محمد أن الرسل قبله قد بلغوا الرسالة، كما بلغ هو الرسالة.
أي: أخبرناه بحفظنا الوحي، ليعلم أن الرسل قبله، كانوا على مثل حالته من التبليغ بالحق والصدق...
الجامع لأحكام القرآن.
الوميضة السابعة: عظم إيمان الرسل والأنبياء بشريعة الإسلام ـ دين ربهم رب العالمين:
وسنتناول موطن الشاهد في الآية الآتية ـ بإذن الله تعالى ـ مع درر من تفاسيرها، من أقوال الإمام القرطبي ـ رحمه الله تعالى:
· قوله تعالى: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك.
أي: صيرنا..
سألا التثبيت والدوام.
والإسلام في هذا الموضع: الإيمان والأعمال جميعا...
الجامع لأحكام القرآن.
· قوله تعالى: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين.
أي: أخلص دينك لله بالتوحيد...
وغير ذلك مما ورد في الكتاب والسنة مما حكي عن الأنبياء والرسل في اعتزازهم بالإسلام واعتناقهم به، ودعوتهم إليه، ووصيتهم به، بعد وصية ربهم رب العالمين به : أن أقيموا الدين.
وتضرعهم بين يدي الله تعالى أن يتوفاهم عليه.
الوميضة الثامنة: خسران من تدين، أو رأى حسن دين غير دين الإسلام:
هذا كيف لا يكون من الخاسرين، ولا سيما إن مات على غير دين الإسلام، إنه حقاً ممن خسر الدنيا ولآخرة، بل ذلك هو الخسران المبين.
يقول الله ـ جل في علاه ـ: إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون.
قال الإمام القرطبي ـ رحمه تعالى ـ: لكم الدين. أي: الإسلام. والألف واللام للعهد، لأنهم قد كانوا عرفوه.
((فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون)) والمعنى: الزموا الإسلام، ودوموا عليه، ولا تفارقوه حتى تموتوا...
الجامع لأحكام القرآن.

التلخيص:
قلت: هذه درر ملخصات من النقول السابقة، من باب الذكرى: فإنها تنفع المؤمنين.
نسأل الله أن يجعلنا منهم، مذكرين، ومنتفعين بالذكرى:
· ((الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون)).
قال القرطبي: عرفهم كمال قدرته ليسمعوا القرآن، ويتلوه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: فبأي حديث بعده يؤمنون.
· ((نحن خلقناكم فلولا تصدقون))
قال القرطبي: فهلا تصدقون بالبعث لأن الإعادة كالابتداء.
· ((قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنك ذريته إلاّ قليلا))
قال القرطبي: أخبرني عن هذا الذي فضلته علي، لم فضلته وقد خلقتني من نار، وخلقته من طين؟...
((لأحتنكن)) أي: لأستأصلن ذريته بالإغواء والإضلال، ولأجتاحنهم.
· وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون.
قال القرطبي: وما خلقت الجن والإنس إلاّ لآمرهم بالعبادة.
· قال الزبيدي: أسلم: خل في الإسلام، وصار مسلما.
· قال الأزهري: هذا يحتاج الناس إلى تفهمه، ليعلمونا أين ينفصل المؤمن من المسلم، وأين يستويان.
فالإسلام إظهار الخضوع والقبول لما أتى به سيدنا رسول الله ـ صلى الله تعالى عليه وسلم ـ وبه يحقن الدم...
فأما من أظهر الشريعة واستسلم لدفع المكروه، فهو في الظاهر مسلم، وباطنه غير مصدق...
· قال الأزهري: فإن كان مع ذلك الإظهار اعتقاد وتصديق بالقلب فذلك الإيمان الذي هذه صفته...
فالمؤمن مبطن من التصديق مثل ما يظهر.
والمسلم التام الإسلام مظهر الطاعة مؤمن بها.
· قال القطبي ـ رحمه الله تعالى:
الثالثة والعشرون ـ قوله تعالى: وأتممت عليكم نعمتي. أي: بإكمال الشرائع والأحكام، وإظهار دين الإسلام، كما وعدتكم.
· وقال القرطبي: والدين عبارة عن الشرائع...
فإنها نزلت نجوما، وآخر ما نزل منها هذه الآية، ولم ينزل بعدها حكم.
· قوله تعالى: ورضيت لكم الإسلام دينا.
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: أي: أعلمتكم برضاي به لكم دينا، فإنه تعالى لم يزل راضياً بالإسلام لنا دينا...
· قال تعالى: ((ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم)).
قال القرطبي ـ رحمه الله تعالى: أي: ليعلم محمد أن الرسل قبله قد بلغوا الرسالة، كما بلغ هو الرسالة.
· يقول الله ـ جل في علاه ـ: إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون.
قال الإمام القرطبي ـ رحمه تعالى ـ: لكم الدين. أي: الإسلام. والألف واللام للعهد، لأنهم قد كانوا عرفوه.
((فلا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون)) والمعنى: الزموا الإسلام، ودوموا عليه، ولا تفارقوه حتى تموتوا...
هذا وفي ختام هذا الموضوع العظيم، التضرع إلى الله تعالى فيه بدعاء نبي الله يوسف ـ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم: فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصلحين.
اللهم يا ربي: فاطر السموات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصلحين.


 
 توقيع : السوقي الأسدي

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
(الحشر:10)
.................................................. .........................
اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدَكِ وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

التعديل الأخير تم بواسطة السوقي الأسدي ; 12-05-2011 الساعة 11:04 AM

رد مع اقتباس