عرض مشاركة واحدة
قديم 04-29-2010, 06:06 PM   #44


الصورة الرمزية أبو فارس
أبو فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 490
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 02-23-2011 (03:43 PM)
 المشاركات : 55 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: من العادات الأزوادية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م الإدريسي مشاهدة المشاركة
أخي: أبو فارس.
أشكرك مجددا, و أعتذر عن التعليقات المقتضبة, التي يمكن أن تنم عن عدم الاهتمام الكافي, ولكن ـ يعلم الله ـ أن الحقيقة بخلاف ذلك تماما, وإنما؛ لأني ـ وكما أسلفت في الاعتذار لليعقوبي ـ لا أجد في الوقت الحاضر ما يكفي للتفكير في الموضوع, فضلا عن الوقت الذي أكتب فيه ما سنح لي.
أما تعليقكم, فإنه غاية في الموضوعية, و التركيز, و دال بمنطوقه ومفهومه, وعبارته و إشارته على إلمام كاف بالمجتمع, و بحقائق العادات المتحدث عنها.
و بكل هروب و تراجع أعود لأذكر بأن ما أتحدث عنه, حينما أوردت الحديث إنما هو مجرد الاستئناس لأصل العادة؛ بقاء على منطلقي من أن المجتمعات الإسلامية أغلب عاداتها مبنية على أصول إسلامية, أما ادعاء أن المجتمع الكلتماشقي تتجسد فيه السنة, و يمثل المجتمع الأول في كل عاداته, فهذا غاية في الفساد, ودون ادعائه خرط القتاد.
فمن هنا يمكن أن يعطى الاستدلال بحديث المقداد ـ رضي الله عنه ـ نصيبا من الموضوعية, و المصداقية, إذ الغرض من إيراده فقط أن هذا الإحساس في أصله, و هذا التعامل الخاص بين الرجل و والدي جارته, أمر ليس بدعا في أصله.
و على ذلك, فالمسألة ترجع إلى النظر في كمها و كيفها, فالكم الموجود في مجتمع كل تماشق من ذلك الاحترام ـ أو سمه التهاجر إن شئت ـ تنأى عنه المجتمعات المتحضرة بأنفسها؛ لما عندها من القيم و الآداب, فضلا عن المجتمع المثالي الأول الذي تتحدث عنه السنة و السيرة.
فلا شك أن الكم و الكيف مختلفان تماما, لكن يبقى أن أصل العادة موجود.
أضف إلى ذلك أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينه و بين علي ـ رضي الله عنه ـ علاقة صحبة متينة, قبل تلك العلاقة الجديدة, ورغم ذلك لم تقض على ذلك الشعور النبيل, فهذا يمكن أن يستروح منه عمق ذلك الشعور في النفس الطبيعية, التي لم تنحرف فطرتها, إجمالا.
و أتمنى أن يبحث بعض الإخوان في الأدب العربي عن التعامل المفضل لدى الرجل العربي مع من تربط بينه و بينهم هذه العلاقة, فإننا إذا تعرفنا عليه, استطعنا أن نعرف موقعه من السلم الأخلاقي و من الآداب الجميلة و غيرها.
أما الحديث الذي أوردتموه, فهو المتناسق مع شخصية الرسول الرؤوف الرحيم ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هذا هو تعامله مع خلفائه الأربعة ـ رضي الله عنهم ـ جميعا, مع أن بينه و بين كل واحد منهم نفس العلاقة, فصلى الله على محمد, و رضي عن أصحابه.
هذا ولكم مني جزيل الشكر و الامتنان.
عزيزي الفاضل(م الإدريسي)
أحيي فيك هذه الروح المتواضعة.. وهذا الحضور المبارك.. فعودتك عزيزي إثراء للموضوع في كل مرة تعود فيها تضيف للموضوع مهماً لا استغناء عنه.. فحياك ربي على الدوام..

ومشاركة لك أستأذنك في إبداء رأيي..

اقتباس:
أعود لأذكر بأن ما أتحدث عنه, حينما أوردت الحديث إنما هو مجرد الاستئناس لأصل العادة
هذا ما اعتقدته فعلاً.. أن الحديث وارد مورد الاستئناس.. ولذلك أوردت آخر في مقابله على الوجه نفسه.

اقتباس:
بقاء على منطلقي من أن المجتمعات الإسلامية أغلب عاداتها مبنية على أصول إسلامية,
منطلق معقول.. ولكن أشك في اطراده.. ولا أظن العادات بحاجة إلى أن تكون مستمدة من أصول.. فهي مجرد عادات.. فإذا استمدت أو بنيت على أصول أخذت وصفاً آخر.. صحيح أن أحاسنها قد لا تنفك عن أصل تندرج تجته أو تنجذب إليه.. ولا أدري إن كان بين الأمرين فرق؟؟ (أعني كونها مبنية.. وكونها مندرجة) ربما اختلاف ألفاظ على الأرجح.

اقتباس:
فالمسألة ترجع إلى النظر في كمها و كيفها, فالكم الموجود في مجتمع كل تماشق من ذلك الاحترام ـ أو سمه التهاجر إن شئت ـ تنأى عنه المجتمعات المتحضرة بأنفسها؛ لما عندها من القيم و الآداب, فضلا عن المجتمع المثالي الأول الذي تتحدث عنه السنة و السيرة.
فلا شك أن الكم و الكيف مختلفان تماما.
نتيجة رائعة.. وهي ما أزعمه بالضبط.. ومن أجله.. نذكر هذه العادة بحثاً عن حل ينأى بأجيالنا القادمة عنها على أقل تقدير..
اقتباس:
و أتمنى أن يبحث بعض الإخوان في الأدب العربي عن التعامل المفضل لدى الرجل العربي مع من تربط بينه و بينهم هذه العلاقة, فإننا إذا تعرفنا عليه, استطعنا أن نعرف موقعه من السلم الأخلاقي و من الآداب الجميلة و غيرها.
بحث اجتماعي رائع.. يثري في تأصيل هذه العادة من هذه الناحية.. ولكن طالما أدركنا أن منها ما هو مبالغ فيه إلى درجة قد تصل إلى القطيعة.. فلا يشكل كونها من عادات العرب فرقاً جوهرياً.. وإن كان يستأنس به كما وصفتم مشكورين.


وأخيراً عزيزي.. استمتعت كثيراً بعرضك الرائع لوجهات نظرك.. وأسلوبك المتواضع استلهم منه قدوة حسنة أحاول اقتفاءها.. فلا تحرمنا من عودتك مرات ومرات.. ودمت بأسعد حال.


 

رد مع اقتباس