التمهيد:
هذا والله هو حسبي ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير ذي الفضل الجميل.
إنه كان من فضل الله المنعم البر المولى، رب الأرضين والسماوات العلا.
وذلك أن نسق لي شيخي ربيعة الرأي لقاءً كريماً مع هذه الشخصية العلمية الفذة، والحكومية السامية المحنكة.
وقد جئنا سعادته، وأنا مع شيخي ربيعة الرأي الشيخ عبد الله المؤرخ، وكان في صحبتنا جمع من الزملاء، والحضورـ حفظ الله الجميع.
ولما اطمأن به مجلسه الكريم، قدم شيخي التعريف بي بين يدي سعادته، ما جعلني أشكر لكل واحد منهما، ما قدمه لي من بر أبوي جليل.
وكان شيخي زميلا لسعادته أيام دراستهما في جامعة تنغاكلي، وتذاكرا تلك الأيام السعيدة، والذكريات الحميدة.
ومن لطائف اللقاء الكريم أن حسب كل واحد منهما إحدى وخمسين سنة التي غابها اجتماع فرقتهما الذي تحقق هذه السنة 1431هـ
حفظهما الله ورعاهما.
وبعد ما جرى من اللقاء الجليل بأصحابه، قدمت نسخة من: ((الروض الباسم..)) لسعادته فأخذها متصفحا تصفح العالم المطلع النحرير، ثم نظر إلى ربيعة الرأي بُعيد مدة تلك التصفحات، قائلاً له: ((أرجو أن صاحب هذا المجهود أن تتركوه يتفرغ لفن التاريخ..
هذا الفن الذي كنت أكلم بعض الأعيان ـ ممن اشتهروا في أفقنا بهذا الفن أن يكتبوا فيه بتوسع في تدوين تاريخ المنطقة، لذا كان مما ينبغي على صاحب كتابة هذه الترجمة أن يمضي في مثلها براً بسلف أفقنا الغني بمحاسن مآثر التاريخ)).
هذا ملخص ما أفاد به سعادته ـ حفظه الله ـ في هذا المضمار.
عند ذلك أخبره شيخي المورخ ربيعة الرأي منوهاً لسعادته بما يراه من غلامه من ذلك قوله: ((إن هذه الترجمة التي بين يديك عني أخذها..)).
ثم طفق يرفع من مقام غلامه ما أراه أنا من محض التشجيع، لا غير ـ شكر الله لهما ما قدماه من معاني التشجيع الجميل.
ثم طلب مني سعادته نسخة من الروض الباسم، وكان وقتئذ ليست معي إلاّ النسخة التي أراجع فيها على شيخي ربيعة الرأي تنقيحاً، وإضافات، ما سيعطر به منتدانا الغالي ـ بإذن الله ـ تحت عنوان: ((عيون الحوض في تراجم رجال الروض))
هذا ولقد يسر الله أن أهديت نسخة أخرى لسعادته ـ حفظه الله ـ كانت معي لبعض الجهات المعنية بها رجاء إفادات، فكانت تلك من حظ سعادته ـ حفظه الله.
إنه بعد اطلاعه على نسخة الروض الباسم..
تفضل عليّ وعلى الأجيال بتراجم الأعيان الأعلام الآتية مواضيعها ـ موضوعاً موضوعا ـ بإذن من بيده ملكوت كل شيء.
هذا وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.