عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2014, 09:48 PM   #2


الصورة الرمزية الدغوغي
الدغوغي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 481
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 العمر : 14
 أخر زيارة : 02-17-2024 (10:02 AM)
 المشاركات : 549 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: 307. الخضر / المحمود بن حماد الإدريسي التبورقي السوقي



ومنها قصيدته التي يوازن بها " بانت سعاد " لكعب بن زهير ، وقد أنشدها عام حجته الثانية التي ركب فيها الطيارة بعد ما ركب في الأولى السيارة :
مهما خطا بك مهما لمت مقبول
سمعي أصم وقلبي اليوم متبول

بل ما تشاء فالحح ، ما عليّ إذا
لم تستملني أن تملى الأباطيل

مر ، اعص ، هول ، اهون زد يزد شغفي
سول ، فمالي على التسويل تعويل

مأمل جفني تذراف الدموع ولا
قلبي الولوعو ومنك النصح مأمول

هذا بجمرته يصلى وذا ليدا
يكاد يغرقه من فيضه نيل

وما أدعيت الهوى إلا ويشد لي
في الصدر والرأس واقد ومكحول

هاتيك نجب المهاري زمها نجب
للبيت أموا ، ومن يدعونه إيل

قاسوا بأذرعها شق الفلا ، ولكم
قاسوا جوى فلذا ما شق تجويل

مروا ثُبات فما لي والثَبات ، أهم
بالصدق تانوا ومني التوق مدخول

لا ، ما أراني إلا شكلهم فأنا
مخبول عشق وهم مثلي مخابيل

منىً مناهم وفيها منيتي وكدى
مسئولهم هي لي بعد اللقا سول

إن كنت صبا إلى سلع فصبرك مذ
سبع لعقد الهوى لا بد ، تحليل

أو كان قبلك بالعذراء هام فما
عذر المقام ، أما في الأمر تسهيل

لو كان وجدك جد ألم يعقك أذى
يخشى ، إذا زم للبيت المراحيل

كم قلت صبري إلى عام إلى سنة
أخرى ، ألم يأن أن تقضى التآجيل

يا ليت إذ فاتني السباق تتهض بي
في اللاحقين لجمع الشمل شمليل

لا بل طُويّرة تطوي الهواء كما
يشفي الهوى فإذا المفصول موصول

مهما علا صوتها في الجو نتبعه
صوت التسابيح تتلوها التهاليل

لنارها حولنا سوق ويجذبنا
قدام شوق له تغلي المراحيل

يكاد يطفئ تي أو تيك آونة
بلُّ الدموع فتذكيها البلابيل

غالي الكَريّ لنا في الأجر قلت له
ما شئت كثر ، فمهر الحور مبذول

لو بالنفوس اكترينا والنفائس ما
خلناه غبنا فكالتكثير تقليل

ما العيْن ما العِين ما الياقوت أحمره
في عين من هام بالخضراء ، ما اللولو


ومنها :
يا خير مقصورة في الأرض حل بها
أبرّ انضيت له المراسيل

ما أنت إلى لبدر الحسن منزلة
لعلك السعد أو قلب أو أكليل

فإن يرح لنعائم الجنان فما
أبان معناه عن مغناك ترحيل

فقت القصور كيما فاق البدور فلم
يسمع لمثلكما أهل وما هول


ومنها :
ليتي أظل بعامي أو أبيت ، أبي ( 1 )
تظلني حول مثواه التظاليل

وليت لي موعدا بالوصل تنجزه
لي الطوائر أو هذي الموابيل

وفي المخلق لو حم الوصول له
والروض ، سولي ، إمّا سيل ما السول

وأبي مسجى هنا كم حشو بردته
صدق التقاه وإخلاص وتبتيل

مليح خدِّ سوى القدِّ معتدلا
كالغصن لا قصر فيه ولا طول

أقنى أزج وضيئ الوجه أفلج في
زنديه طول وفي جفنيه تكحيل

ذو لمة ربما طالت لمنكبه
فواحة زانها للعين ترجيل

حلو الشمائل ، أندى منه ما حملت
غر الجياد ولم تحو السرابيل

ينميه للشرف الأسنى العطارف من
آباء آبائه الغر البهاليل

هم حاملو نوره قبل الظهور ، وما
أزكى ظهورا لها المحمود محمول

أُمّاتُه الطهرات قط ما أُبِنت
منهن حوا ولا قنواء عطبول

كل عفيفة أثواب ، بنى معها
عفان عنها وعنه الذم معدول

فلم يزل وهو من سام لسامية
ومن أغر إلى غراء منقول

حتى انتهى لرضيعي سؤدد بهما
بين الأماثيل تضرب الأماثيل

لكل ذروة فضل عبدُ مطلب
باواه ثم له بالوحي تفضيل

جرى أبوه فلم يقصر إلى أمد
من المجادة عنه النكس معزول

ومثله يدرك الأقصى فأدركه
وفي ابنه للذي يبنيه تكميل

به المكارم تمت والمحاسن في
خلق وخلق وتنميق وتذييل

أيامه بهجة هب إن زينتها
في دهمة الدهر غرات وتحجيل

وافى وما ثَم منيدعو العليّ ولا
من سره بسنا التوحيد مشغول

فدوخ الكفر والكفار ثم هدى
للخير من فيه للخيرات تأهيل

به إسَافٌ أسيف مثل نائلة
إذ نالها منه إذلال وتذليل


ومنها ذكر الصحابة وجهادهم :
لما دعا ياخيول الله ، ثار له
شيب ومرد لهم جرد أبابيل

غر أكارم بل صيد خضارم بل
أسد ضراغم بل شم رآبيل

شعارهم في الوغى تهليل خالقهم
وما لهم عن حياض الموت تهليل

باعوا النفوس من المولى بجنته
والشاهد النور والدلال جبريل

وفوا فوفى لهم أجرا وما نكثوا
وإنما ينكث العهد الأراذيل

سيان عندهم زارت ضراغمة
وسط المعارك أو خارت عجاجيل

ولا يبالون إن شنوا إغارتهم
نالت رماحهم الأعداء أو نيلوا

بالحذف كم جزموا ما لم يصح وما
لديهم صح ، منصوب ومفعول

فالنصر للدين دين هم به كفلوا
ولن يضيع لدى الأحرار مكفول

فكم بعامل ماض من اسنتهم
أمسى وأصبح فيه الرفع معمول

وكم بخفض تلقوا ما أضيف له
شرك فدام لأهل الشرك تسفيل

كتائب الله يستتلهم سند
حامي الحقيقة ، لا نكس ولا فيل

حفوا به لوّذا في بطن طيبته
كالليث آواه في أشباله غيل

لبوه حين دعاهم للجهاد فما
لبى لدعوته عزل ولا ميل

مهما يخض لجة خاصوا هنالك أو
يجل ، تنادوا ألا يا قومنا جولوا

جلوا فصولوا فإن أرماح طنعكمُ
خانت فحسبكمُ البيض المصاقيل


ومنها في يوم بدر :
يا يوم بدر لدن ساق العدى زمرا
للموت ، حكم له من قبل تسجيل

جاءوا بفخر وفي أعناقهم صعر
من كبرها وعلى الهام الأكاليل

فما أتى الليل إلا و القليب لهم
مأوى وأوصالهم نتن خراديل

أحزاب أحمد أردتهم كأنهمُ
زرع وأيدي كماته مناجيل

قولوا لعمر ولا تبكوا لمصرعه
فابن المخازي بواكيه المخاذيل

ما ذا لقيت من البدرين إذ وثبا
صقرين ، هل سيف ذا أو ذاك مفلول

وكيف ذقت ظبى الأسياف واردة
منك الوريد ، أما فيهن تنكيل

أي الفريقين من حزب النبي ومن
أحزابكم ، من له بالسبي تنفيل

أأنتم يوم يلقيكم بمظلمة
فيها مع الظلم سجين وسجيل

طلت دماءكم بالعدوتين وما
من حزب طه دم من ثم مطلول

فما أعزتكم العزي فإن وعدت
نصرا فديْن لعمر الله ممطول

باللات فاستشفعوابل لات حين ندا
ها ، ضل عنكم بها الوقت توسيل

ذوقوا من المثلات لا أماثلكم
تغني عليكم ولا تلك التماثيل


ومنها في ذكر وقعة الفيل :
بوركت محمودا إذ بركت يوم بغى
على الحريم أولئك المخاذيل

باءوا بمثلبة صاروا بنقمتها
مأكول عصف وما كادوا فتضليل

غداة ترمي عزيهم بالحجارة من
سجيل تنكيلهم طير أبابيل


ومنها في ذكر القرآن :
آيات قرآنه تشفي ومنظره
يكفي لو أعطوا من الإنصاف ما سيلوا

عن صدق دعوته التوراة مذ حقب
ورّت ، وناجى به القومَ الأناجيل

فما لأهل الكتاب بعد ما عرفوا
ضل الهدى منهم ، بهت دجاجيل


إلى أن قال :
فهو الإمام وباقي الرسل شيعته
بل هم فروع وخير الخلق ياصول

كأنه طود عزٍ هم له قنن
أو نخلة هو والرسل العثاكيل

حازوا الفضائل بالإجمال قاطبة
لكن لطه على التفضيل تفضيل

وكلهم نال من مولاه معجزة
جلت ، ومعجزة المختار تنزيل

هدى ونور ، شفاء للصدور ، به
لكل ما شئت تبيان وتفصيل

قص ووعظ وتوحيد إلى مثل
وعد وعيد وتحريم وتحليل

طابت يوانعه فاضت ينابعه
لذَّ التدبر فيه لذّ ترتيل

منه المسائل تستقرى ويضبطها
أهل النهى كالتفاريع التآصيل

يبقى ..... لا تأتيه بين يديـ
ـه لا ، ولا من ورائه الأباطيل

أعيى المصاقع ما فيهم معارضه
ومن يرم فله بالعجز تخجيل


ومنها في ذكر الإسراء :
أسرى به الله من قدس إلى قدس
في خير ليل فدته البيض والليل

دليله الروح والأملاك موكبه
والتسع الأفلاك لليسر المراحيل

والرسل قاطبة حتى الخليل أتوا
شوقا إليه فترحيب وتبجيل

للمستوى جازوا لماوى فزج به
في النور حيث حجاب الغيب مسدول

فجال في العز والرقّاء مرتقيا
يهديه من نوره الوضاح قنديل

بل فوق ذاك إلى حجب العماء إلى
ما عقل كل البرايا عنه معقول

فكافح العبد مولاه وقرّبَه
حتى رأى غير أن الكيف مجهول

طوى وجود السوى عنه ليشهده
بقاب قوسين حيث الفصل مفصول


وهي طويلة ويكفي ما نقلت منها شاهدا على مكانة ناظمها وتمكنه من الشعر ومن الأدب ومن علم السير .
ومن قصائده في الدعاء والاستغاثة التي أولها :
بعزة الله باسم الله بالله
أدعوك ربي ومن ندعوا سوى الله

بك استجرنا رجاء أن تعافينا
مما دهى واعتمادنا على الله

شعارنا عند مس الضر حيث فجا
رحماك رب البرايا رحمة الله

أنى لعبد دعا الرحمن منزعجا
أن لا تفوز مساعيه لدى الله

كم أمة أجرموا حتى إذا اعترفوا
نجيتهم حين إذ تابوا إلى الله

ونحن آل الأولى آلفتهم كرما
مؤمنا خوفهم من نقمة الله

فكلنا مرتج للخصلتين ولن
تخييب آمال من يرجو ندى الله

أنت الولي وكيل الكل كافلهم
حسبيهم حسبهم مما سوى الله

بدأتنا بالعطايا قبل مسألة
وبعدها نجحنا وعد من الله

أنت العفو الكريم المستغاث به
في كل هول ألا فرّوا إلى الله

وأيقنوا بأمان منه عن عجل
لا تيأسوا لا تملوا من دعا الله


وهي طويلة نحو ثمانين بيتا وكل بيت منها مختوم بلفظ الجلالة ، وسببها أنه وقع الوباء في حيه عام ألف وثلاث مائة وأربعة وستين 1364هـ وكثر الموتى ففزع إليه الناس وفزع هو إلى الله وأنشأ هذه القصيدة فاستجاب الله دعاءه وكشف عن الناس ما نزل بهم .
ومن قصائده في الاستسقاء قصيدته التي أنشدها عام ألف وثلاثمائة وثلاث وتسعين 1393هـ وقد أصاب البلاد من الجدب وفناء الماشية والجلاء عن الأوطان ما لم ير مثله فهلك كثير من بني آدم وفنيت الأموال وماج الناس بعضهم في بعض وعم الخوف والحزن وأيس أكثر الناس من الحياة وتشتتوا في الدول البعيدة ، فلما فرغ من القصيدة التي أولها . نزل مطر مبارك عم الأفاق فأنبت الأرض نباتا خارقا وأفركت الزروع بمطر واحد وأثمرت به الأشجار وأطعمت به القفار البرية التي تطعم من غير عمل أحد وبورك في بقايا المواشي بأمور خارقة ، منها درور من لم تلد منها ، ومنها تكثير الأولاد وسرعة نباتها ، ومنها الاستغناء بالقليل من ألبانها وغير ذلك مما يطول تفصيله . وأولها :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على طه الكريم

مني السؤال ومنك البذل يا كافي
وأْلاَمْنُ سؤلي وسقى ورده صاف

لم يخف عنك الذي قاسى عبادك من
ضيق أتى بخروق عزت الرافي

ومن شدائد أدناها الجلاء ومن
بؤس هو الموت أولا مس الطاف

فارحم بفضلك ناسا ما لهم وزر
إلاك ، أو سيد يرجى لإتحاف

والطف بهم رب كي لا يطحنوا برحى
شبهائهم فيموتوا حتف آناف

أو يأخذوا بذنابي عيشه ضفف
جباء ظهر كعيش المرمل العاف

وارحم سوِاما تشكى الضر من سنة
تحذ والرمادة حذو القاف بالقاف

صافت بمجدبة منها شتون فلا
تقتات إلا بمجلوب من أعلاف

فإن تدم هكذا لم تبق ثاغية
في الأرض ساعية أو ذات أخفاف

والإبل ذابت ذراها من لظى غرث
تصلى به واعتراها يبس أخلاف

وأنت يا رب نعم الرب وصفك لا
يأتي على كنهه أطناب وصّاف

وبابك الرحب مفتوح وفضلك ممـ
ـنوح وعفوك لم يسمح به عاف

غذيتنا بأياد شكرها أبدا
ديْن علينا فليتي بالقضا واف

مولاي أنت الودود البر مجلا من
نابته دهياء منجى البائس الخاف

فلنُثن بالطيب الزاكي عليك ولا
نترك ثناءك حتى وقت أشراف

ألست يا رب بالله العلي بلى
والله كلمة صدق ما لها ناف

والله إنك لله الذي خضعت
كلُّ الجباه له من عال أو ساف ل

وأنت في كل يوم جل نعتك في
شأن وأمرك بين النون والكاف

رحماك أوسع من أن لا تناولنا
ولو سلكنا سبيل الغافل الغاف

فاسمح بعفو وتسير ومغفرة
عزم وفوز وأمن يوم إيقاف

يا رب وامنن بغيث مسبل غدق
سح رضاب ركام نافع شاف

جود ملح ملث ودقه درر
تجري فيوضا بقيعان وأحقاف

تهمي سواريه ليلا بعد ما بكرت
صبحا قواديه تسقي سقى إسعاف

ريح الجنائب تمريه فتفرغه
أيدي الشمال باغوار وأشراف

كذاك يوما إلى يوم إلى جمع
حتى تفيض السواقي فيض رجاف

فتزدهي الأرض بأعْشِيشا بها وبما
تحوي من أبّ ومن جناتٍ ألفاف

ومن زخارف كالوشى البهى ومن
زهو ونور ومن خصب وأرياف

والزرع في كل أرض ناعم خضل
يمتاس مخضوضرا في حسنه الوافي

قد أخرج الشطا بدأ أو استِواه على
سوق قضاء مسوق قبل أخراف

يزهو فتبدو مآتٍ حب سنبله
والله إن شاء يهنينا بأضعاف

وكل آفاته تنفي فلا وبر
يخشى ولا الفار وهو الفاسق الجاف

ولا عصافير أو دود ولا سبب
يؤذي فيفضي لإفساد وإجحاف

يا رب عبدك في عجز ومسكنة
وضيق حال وفي ضعف وأضعاف

إليك أنهي شكا يأتي على ثقة
أن سوف تقبلني فضلا على مافي

وهؤلياء أجيال أضربهم
صيف ، ويا رُبّ أصياف كأسياف

وحـ ......حاجاتي وأعظمها
عفو يطهر من ظلم وإسراف

وأن تقربنا زلفى وتجعلنا
أخلاف صدق لمن مروا من أسلاف

ولا نرى أبدا خلفا يضيع ما
أوجبت تضييع أغمار وأجلاف

يا رب فاغفر ذنوبا شوم موقعها
نال السحاب فأذاها بأجفاف

ونجني واهدني ثم أهد بي وأتح
لي جذبة هي معراجي ورفراف

وزج بي في مقامات الخصوص ومن
كأس المحبة هَنِّأني بسلاف

تسقي به باطني صرفا فيقدح في
روحي ، وسرى نورا ليس بألطاف


وهي طويلة تبلغ ثمانين بيتا . ومن قصائده الواردة في الجواب عن سؤال منظوم قصيدته التي أولها :
ما لذة الراح هزتني فما طربي
لولا مزامير من آل ابنة العرب


وهي جواب عن سؤال لبعض آل الشيخ المختار وهو سيد محمد بن بادي ، وحاصل سؤاله أن الأمور الحادثة في الحكومة لتأمين المسافر هل تلزم مريد الحج وتكون من الاستطاعة الموجبة للخروج إلى الحج أولا تلزمه لكونها لم تكن في الصدر الأول فيسقط الحج لتوقفه على أمور شاقة لم ينص العلماء الأولون على وجوب التزامها ، ومن مضمون سؤاله أيضا حكم ركوب الطيارة في الحج ، ولفظ السؤال :
وإنني جاهل حكما سؤالكم
عنه عليّ لزوما أسعفوا طلبي

عن حجنا الفرض إذ حد استطاعته
زاد وقوّى وأمن الطرق من رهب

على النفوس ومال يَقِلّ ، وقد
في العصر ، زادت أمور لاتّقا العطب

ككَرْتِدَنْدِ وتصوير وفصد دَوا
مُضنٍ وحسرات لكرنْتين للطبب

وأخذ مال وأموال مكررة
لذا وإتيانه من بعد أو قرب

والحبس في كل ما معمورة دخلت
على تساريح أموال ومجتلب

هاتي أمور على حد استطاعته
شرعا تزيد لنيل الأمن والسبب

هل غير لازمة والعذر ينجي بها
لو في عموم استطاع هي أن تنب

وهل على قادري الطيار ممتنع
أو يفرض الحج أو من شاء فليثب

لكونها خارقا وثقل لازمها
وللصلاة وتغرير وإن تصب

زبر الحديد وأصوات الرعود بها
في الجو للنار في الدهان والقصب

لآلةٌ نهى لا تلقوا ، يكدِّرها
مستهلك النفس من علّته عن ترُب

وأنها أثرت في زي منفعة
لملة الدين كم ضر فكم ثقب

صارت لحج ذوي الثروات مفخرا
والجاهلين وعون الضد بالنشب


مر إلى أن قال بعد سوق أدلة منع ركوب الطيارة وأسقط الحجج على ما لا يقدر على الوصول إلى مكة إلا فيها ، وبعد صوق أدلة المبحين لركوبها قياسا على سفينة البحر لأن الجو كالبحر ما لفظه :
وقد كفيت مجيبي البحث أكثره
عن أصْلَي الخلف ، والترجيح لم أج ب

فرجحوا لي من ذا الخلف واحدة
من كفتي منع ذا الطيار والطلب


وحاصل : جوابه المنظوم ترجيح كفة الطلب يعني إيجاب الحج على القادر على ركوب الطيارة والتزم جميع اللوازم التي يتقف عليها سفر الحج وإن لم تكن في العصور الأولى . ومن لفظ قوله بعد أجوبة كثيرة :
فما الطوائر إلا كالمواخر من
إباح تيك يبحها ، أو يعب يعب

قسها بعلة ما كنت توصل من
يسير فيها كفلك البحر للأرب

ولا تقل مركب يعلو بجثته
جسما يشف ويجري لأعلى الترب

فمثل ذا شبهى للاعتبار به
مع المخيل بنص غير مضطرب

والوصف من قبله مناسب بيدي
نقحته طبق ما حررت في كتبي

سبرت قسمت إذ أنفي سواه ولي
في صدق حصري وسبري فضل مقتضب

وذو الأصول لدى فقد النصوص له
إلحاق فرع بأصل منه مقترب

فلا تخل غير من لم يجتهد أبدا
أبى عليه قياس الفرع كل أبي


مر إلى أن قال :
وآزنت ما بين أطراف الخلاف فلم
يرجح لدى الوزن إلا كفة الطلب


ومن قصائده التوحيدية قصيدته التي أولها :
ربي الله ذو الجلال الممجد
والرسول إلي طه محمد


وجميع أبياتها مختومة باسم محمد صلى الله عليه وسلم .
وسأله بعض إخوانه أن يبين له الطريق التي يسلك فيها من يريد الوصول إلى الله تعالى على وجه الاختصار فكتب له الأبيات الآتية ، ثم طلب منه آخرى أن يهدي إليه نصائح مختصرة فكتب إليه ، وهي :
عليك بذكر الله والخمس أدها
بآدابها واللغو فاتركه جانبا

ولا تنس عهد الشيخ واسلك طريقه
وبرّ ذويها خير برك صاحبا

وحافظ على الأوراد واقرأ مرتلا
وناج بجنح الليل مولاك راغبا

ورع واتضع واقنع واخلص لتجتبي
وإياك ما رمت الصفا والشوائبا

وقف إن نويت الفعل وقف تثبت
فإن جاز ، أولا فاعتزله مجانبا

وحاسب بأطراف النهار مناقشا
لتنجو ، نفسا أقحمتك المعاطبا

فمهمى وجدت الخير فأشكر أو الذي
يريبك فاستغفر إلهاك تائبا

ومن كل ير فاعتنم كل ممكن
صباحا ومسيا واجتهد إن تواظبا

وخذ بهدى المختار لا تأت غير ما
يوافقه ، إن كنت للنجح طالبا

تساير ما أتقنت سيرته فإن
جهلت فسل عنها وفتش مكاتبا

ودع من أذاك الخلق واحمل أذاهمُ
وسلِّم أذاهم نازعوك المناصبا

ومثِّلهم موتى وللميت لا تمل
بقلب ولا تحظ بطرف مراقبا

وزهدك في الدنيا الطريق لما مضى
فكن زاهدا فيها متى سرت ذاهبا


 
 توقيع : الدغوغي

ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله أكبر


رد مع اقتباس