عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-17-2009, 04:15 AM
مراقب عام القسم التاريخي
السوقي الأسدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 45
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5561 يوم
 أخر زيارة : 07-18-2016 (12:24 PM)
 المشاركات : 1,152 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : السوقي الأسدي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي نضرة الورود الثانية



نضرة الورود الثانية:


مع نظم أثر نثر الشيخ السلفي الحسن البنغوي ـ رحمه الله تعالى ـ خرز جوهر تقريظه كتاب:
[صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب]

بادئ ذي بدء: الحمد لله الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته، الحيّ الدائم القيوم، من يفني كل شيء حيّ وغيره مما درج في الكون الخفي عنا والمعلوم:

((بـاق فـلا يـــفـــنى ولا يبيـد ** ولا يــكون غـير ما يــريـــد))

الجليل القدير الجبار، المتفرد بالعظمة والكبرياء والملك والنداء العظيم: {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
يوم لا نادي ولا منادي غيره كل في طيّ السجل، ضعف الطالب والمطلوب كما قل عزّ وجلّ، سبحان من يتعظ بقوله، ويستعاذ به من غضبه وسخطه، من تأنس النفوس المقصرة بفضله، وتفرح الصحيحة العمل بعدله، التائبة العابدة وفق شرعه محضاً، الرضية المرضي عنها بما قدمت من خالص الأعمال وصالحه نفلاً وفرضاً. لا إله إلاّ هو، هو مالك يوم الدين، الثقيل القول: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} (43) سورة الروم
الآن آن الشروع في متابعة أثر هذه العالم الشيخ العلامة السني الحسن بن الشيخ محمد السوقي البنغوي ـ رحمه الله ـ قائلاً، ضمن درر تقريظه:
هذان بيتان من قصيدته ـ أي: الشيخ العلم فخر الأجيال السلفي الشيخ عالي ـ رحمه الله ـ ما عندي منها غير هذين البيتين:

كأنه خاف من عصيان مــذهبه ** ما لم يخف من حديث من مثائله

وشبهوه بسلطان ضعيف فــلا ** يرد ظلـــماً يراه من عوامله

وقال أيضاً: هذه قصيدته أنشأ حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني فيها إلى إفراد الله بالعبادة والرسول بالمتابعة.

وافت مجــددة هــدى المختار ** سلفـــية بمــحاسن الأشعار

عربية مدنية (من) هــــو على ** أضدادها بـــــدلائل الآثار

حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) ** بأحاديث صـحت عن الأحـبار

لا تـتق في الله لـــومة لائــم ** وتعين سنة أخير الأخــــيار

عم المشارق والمغارب نــــورها ** كالشمس في ضوء على الأقـطار

تدعو إلى إحياء مـا قد مــات من ** سنن ولا تدعو سوى الغــفار

فأجبتها أني أسير الــــوحـي في ** ما جاء في الأحكام والأخــبار

فإذا عدمت الوحي أطلب ما قـضى ** صـحب النـبي به ذوو الأنـوار

فالــتابعون وبعــد ذاك أيـمة ** قد دونــــوا شرعاً بلا إنكار

وأقيس عن أصل بجـــامع علة ** طرداً وعكساً منتقى المـــعيار

إن القياس صحيـحه هو حــجة ** يحـــظى به بتدبر الأفــكار

اخـتار في الأوراد ورد محــمد ** اخـتاره عن جمـــلة الأذكار

صــلى علـيه الله في أصـحابه ** والآلي والأزواج والأنـــصار

إن التـــنازع إن أتـانا أرده ** بالــوحي لا بأساطير الأغـمار

وكتيــبة هزمته وهــابيـة ** بسيــوف أقلام لنـصر الباري

ولينصـــرنّ إلهــنا أنصاره ** رغــما لأنف الجاحد الـغرار

شبّ الزمان بهم وطاب نسيـمه ** من بعد ما قد شاب في الأعـصار

الله أسأل أن يعزّ ســعودهم ** ويديــله عن كافة الأمـــصار

ويصونه ويعــينه في عـزمه ** إعلاء كلـــمة ربه القـــهار

مني إليه التحية أعلو بـــها ** بعد السلام يــــضيء مثل نهار

أرجو من الله الكريم بــقاءه ** حتى أنال لـــقاءه بجــــوار

فجوار بيت الله أكبر مـنيـتي ** بل همتي أو مــسجد المـــختار

ثم السلام يعم كل مــهاجر ** من هـــاشمــي أو من الأنصار

من أحرزوا قصبات سبق إجابة ** في هــجرة عــنا ورمــي جمار

أرجو من الله المجيب لمن دعـا ** نيل الوصـــول بـهم بلا إضرار

أبقاكم آل الســـعود أعزة ** بالعـــدل تمدح عـــالم الأسرار

وأفاض في أمصاركم بركـاتـه ** وحبــاكم مــا قـيل في الأبرار

ويرد كيد عــدوكم في نحره ** وبكم يغيـــظ معاشر الفــجار

ويملك الأولاد ملك جدودهم ** متـــنعمين لمنــتهى الأطـوار أهـ

التعليق
1- قوله: حين وصلت إليه قصيدة عبد الله بن بون الجكني، ثم المدني فيها إلى إفراد الله بالعبادة والرسول بالمتابعة.
قلت: تضمن هذا النقل مع قصيده عدة لطائف جليلة:
*- بيان قوة العلاقة بين أئمة السلف على مرّ العصور، مهما تقارب ما بينهم من المسافة، أو تباعد، كما أثر عن الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ حين قال: إن لنا إخواناً لا نراهم إلاّ مرة كل سنة نحن أوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم...أو كما قال.
*- أحسن بأخوة من أحكم ربط أخوتهم التمسك بالكتاب والسنة، ونصرهم على الصلات العزيزة حبهم لمتابعة هدي من هو هدى ورحمة.
*- آزرهم على شدة تمسكهم بالعروة الوثقى اقتفاؤهم بآثار سلف هذه الأمة.
*- احتياطهم باللجوء إلى الركن الشديد والحصن المنيع، وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر. فآمنهم الله بفضله من الوقوع على غير الهدي القويم، ثم ما منّ عليهم من حذرهم الشديد من البعد عن البدع الظاهرة والباطنة ما دق منها وما جلّ
2- جمال التغني بالهدى المستقيم، ووصفه بالسلفية ـ الوصف الجليل الموروث الجلي القويم.
وافت مجــددة هــدى المختار ** سلفـــية بمــحاسن الأشعار

3- في هذين البيتين لطائف حسان:

عربية مـدنية (من) هــــو على ** أضدادها بـــــدلائل الآثار

حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) ** بأحاديث صـحت عن الأحـبار

*- إيناس فرط الشوق بذكر أرض الهجرة، أرض القبلتين المدينة المنورة.
*- حب القوم للغة أجدادهم لغة العرب، أوسع لغة وأجملها وأدقها وصفاً وأحسنها بياناً ناهيك في عرض الحلل السندسية الأدب، وتفوق في الجمال إذا جرّت ذيل حلة الاستبرق، كحيلة الطرف بأمهات أصول الدين ومسائله النيرة البرق.
*- وجوب عرض أقوال أهل العلم على القسطاس المستقيم، وهو الكتاب والسنة، إذ بهما توزن آثار العلماء الربانيين، وغيرهم. فمن تبينت موافقته لهما حذو القذة بالقذة فهو العالم الرباني حقاً، ومن جانب صوابهما رُد منه ما رده الكتاب والسنة، وقُبل منه ما وافقهما، ورُجي له ما رجي لمن بينتهم هذه الآية الكريمة: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (102) سورة التوبة
*- حوكت على (ميز) الكتاب و(صرفها) .. قوله: و(صرفها) ... البيت.
شاهد من الشواهد الظاهرة في صحة اسم الكتاب: صرف العتاب عن المتمسكين بالسنة والكتاب.
4- هذه الأبيات فيها فوائد أخر حسان.

لا تتق في الله لـــومة لائــم ** وتعين سنة أخير الأخــــيار

عم المشارق والمغارب نــــورها ** كالشمس في ضوء على الأقـطار

تدعو إلى إحياء ما قد مــات من ** سنن ولا تدعو سوى الغــفار

*- قبح ترك بيان الحق من أهل العلم مخافة من قال سبحانه: {إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً} (77) سورة النساء
يخشون الناس في أذى لاحق بأنفسهم بزعمهم ـ يخشون الناس في ذهاب جاههم بزعمهم ـ يخشون الناش في ذهاب سمعتهم بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مكانتهم العلمية بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مكانتهم الاجتماعية بزعمهم ـ يخشون الناس بذهاب مناصبهم الدنيوية بزعمهم إن قالوا الحق ـ اعترفوا به ـ اتبعوه ـ دعوا إليه ـ دافعوا عنه ـ حصنهم الحصين خوفهم من لومة لائم، التي قد تجرهم البعض ـ والعياذ بالله ـ إلى إخراج ما ليس بحق مخرج حق على وجه المجادلة:{هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (109) سورة النساء
{أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} (13) سورة التوبة.
*- أهمية أمر الدعوة إلى الله على بصيرة من الأمر خاصة بين العلماء لأنهم هم منارات الهدى ومصابيح الدجى، إن هدوا إلى الهدى المحكم الحكيم اهتدى بهديهم من العامة من كان على الاقتداء بهم في المفروض والمسنون ـ بإذن الله تعالى. وإن ردوا الهدى بعد العمى يخش عليهم أن يتناولهم يوم لا ساعة مندم، قوله سبحانه: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } (13) سورة العنكبوت.
5- في هذه الأبيات فوائد دينية جليلة:
فأجبتها أني أسير الــــوحي في ** ما جاء في الأحكام والأخــبار

فإذا عدمت الوحي أطلب ما قـضى ** صـحب النـبي به ذوو الأنوار

فالــتابعون وبعــد ذاك أيـمة ** قد دونــــوا شرعاً بلا إنكار

وأقيس عن أصـل بجـــامع علة ** طرداً وعكساً منتقى المـــعيار

إن القياس صحيـحه هو حــجة ** يحـــظى به بتدبر الأفــكار

اخـتار في الأوراد ورد محــمد ** اخـتاره عن جمـــلة الأذكار

صــلى علـيه الله في أصـحابه ** والآلي والأزواج والأنـــصار

إن التـــنازع إن أتــانا أرده ** بالــوحي لا بأساطير الأغـمار

*- حسن بيان العالم للناس ما عليه من التمسك الكتاب والسنة، وما عليه السلف الصالح
متبركاً بقوله تعالى: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (133) سورة البقرة.
*- قوة تماسك منهج السلف الصالح في عدم ممارسة أي عمل له علاقة بالشرع المطهر، إلاّ بمقتضى ما دلّ عليه نص من الكتاب أو السنة.
*- فإن لم يتبين له ذلك اجتهد في البحث ليقف على من سبقه إليه من السلف الصالح قولاً كان أو فعلاً.
*- فإن لم يقف على تلك المسألة بعينه رجع في البحث مرة ثانية ليوقفه البحث على من قال بها من التابعين لهم بإحسان.
فإن لم يتوصل به البحث على تلك المسألة بعينها رجع إلى فهم الأئمة المشهود لهم بحرصهم الشديد على هداية الأمة على ضوء الكتاب والسنة وما عليه خيار الأمة من الصحابة فمن بعدهم ممن عرف على شدة متابعته لهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم وما جرى عليه عمل صحبه الكرام ـ رضوان الله عليهم.
*- فإن لم يتوصل به البحث على تلك المسألة بعينها رجع إلى فهمه لقواعد الشرع وإحكامه لأصولها، على معايير علمية عالية في تمييز دقيق الهدى من الضلال الخفي، فضلاً عن الجليّ المبين.

يتبع



 توقيع : السوقي الأسدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس