عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2011, 01:22 PM   #18
مشرف منتدى الحوار الهادف


الصورة الرمزية أبوعبدالله
أبوعبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 05-15-2024 (09:22 AM)
 المشاركات : 1,679 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي خطب لفكتور هيجو- فولتير



(خطبة لفكتور هيجو )
1885 ) من أكبر القوى الأدبية في فرنسا زاول الشعر – كان فكتور هيجو ( 1802
فبذ الشعراء ومارس الخطابة فكان الثاني في حلبتها عند من يعدون ميرابو أولها
في فرنسا. ونزع إلى الشهرة والصيت بين العامة فمارس السياسة وهجر الأدب فنال
مبتغاه وفقد الأدب العالمي رجلا من أهل الكفايات فيه ظهرت بوادر أدبه في قصة
.« التعساء »
وقد ألقى الخطبة التالية في سنة 1778 بعد مرور ماية سنة على وفاة الكاتب
الشهير فولتير. قال:
منذ ماية سنة مات رجل. ومات خالدًا مثقلا بالسنين وبالأعمال وبأمجد
التبعات وأكبرها ألا وهي تبعة تنوير ضمير الإنسان وتصحيحه. ومات
تشيعه لعنات الماضي وبركات المستقبل وكلاهما من مفاخر المجد. مات بين
هتاف أهل جيله وخلفهم وبين نعيب الماضي الذي لا يلين على أولئك الذين
يجاهدونه. لقد كان أكبر من رجل. أجل إنه كان عصرًا. لقد أتم عمله
وأدى الرسالة التي اختارته لها الإرادة العليا التي تظهر في نظام القدر
كما تظهر في نواميس الطبيعة. فإن الأربعة والثمانين عام التي قضاها في
هذا العالم كانت جسرًا بين صعود الملوكية وبزوغ فجر الثورة فقد ولد
في عصر لويس الرابع عشر ومات في حكم لويس السادس عشر. فسطع
على مهده ضوء العرش العظيم كما انتشرت على كفنه الأشعة الأولى من
الهوة السحيقة.
فقد كانت أيام البلاط أعيادًا وكانت فرساي زاهية وباريس في جهل
وكان القضاة للتوحش الديني يحكمون بقتل الرجل المسن على الدواليب
وبنزع لسان الطفل لأنه أنشد إحدى الأناشيد. ورأى فولتير هذه الهيئة
النكدة النزقة وأدرك جميع القوى التي عبئت عليه من البلاط والأشراف
والممولين وهذا السواد الأعمى من الشعب وهذه المحاكم التي تذل الرعية
وتستذل للراعي فتسحق وتتملق وتجثو أمام الملك على رقاب الناس ثم هؤلاء
القساوسة وهم أخلاط مناكيد لا يعرفون سوى النفاق والتعصب فأعلن
عليهم الحرب وشن غارته على هذا التآلف المكون من المظالم الاجتماعية
وعلى هذا العالم القوي العظيم.
فماذا كان سلاحه؟ كان ذلك السلاح الذي هو أخف من الريح ولكن
له قوة الصواعق أعني به القلم. فجاهد فولتير بهذا السلاح وظفر به.
فلتحي هذه الذكرى. لقد انتصر وهو فرد يحارب جموعا متألبة. وكانت
حربه حربًا بين العقل والمادة بل بين الرأي والهوى أثيرت دفاعا عن
المحقين على المبطلين وعن المستضعفين على الظلمة الجائرين وكانت حرب
الدفاع عن الخير والرحمة. وكانت في قلبه رقة النساء وغضب الأبطال.
وكان هو عقلا كبيرًا وقلبًا عظيما. هزم القوانين القديمة ودمغ العقائد
العتيقة.
إنه انتصر على أشراف الاقطاعات وعلى قضاة القوط وقساوسة الرومان
ورفع العامة الرعاع إلى مقام الشعب. وكان يعلم وكان ينشر السلم وكان
ينشر المدنية. وكان لا يعبأ بالتهديد أو السباب أو الاضطهاد أو مقالة
السوء أو النفي. وكانت ابتسامته تدمغ العنف وكان يهزم الاستبداد بتهكمه
ويعبث بالمغرورين ويثبت أمام المكابرين ويتغلب على الجهالة بالحق.


 
 توقيع : أبوعبدالله


العقول العظيمه تناقش الافكار , والعقول المتوسطه تناقش الاحداث , والعقول الصغيره تناقش الاشخاص



رد مع اقتباس